أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - موسى النمراني - موسم الموت .. حميدو أولى الثمرات















المزيد.....

موسم الموت .. حميدو أولى الثمرات


موسى النمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 07:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


لماذا يموت الناس في أخصب مراحل عمرهم ؟
ولماذا قبل أن نصل الى ثمرة النجاح ينتهي مشوار الحياة؟
ولماذا يموت حميد شحرة في هذا الوقت بالذات
هل هو مسلسل تصفية مابين القتل والسجن والإخفاء والتسليم لدول أجنبية ؟
لماذا مات الشيخ مجاهد أبو شوارب بعد عودته من السعودية وبعد أن كان مرافقا للشيخ الأحمر العام الماضي في الفترة التي سبقت موته بقليل
ويموت حميد شحرة بعد عودته من السعودية وبعد أن كان مرافقا للشيخ حميد الأحمر في الفترة التي سبقت موته بقليل أيضا
هل آل الأحمر خط أحمر يمنع على الجميع أن يقترب منه ومن يقترب منه فله الموت على الخط السريع ؟
أم أن القدر يتشابه لكل من عارض الرئيس بشكل موجع ؟
كلها أسئلة تصدع رأسي
تعازي الحارة للأربعة الذين في العناية المركزه وأمهم
ولبقية المساكين الذين كانوا بلهفة ينتظرون عودة محبوبهم الغالي حميد
آه كم أنا مثخن بالألم وكم هي الكلمة جرح نازف في القلب ياحميد كم أشعر برغبة في الفناء وأنا أعيد للمرة الألف قراءتك في أسطرك التي بقيت لي منك أقرأها للمرة الألف وللمرة الأولى بعد رحيلك
(إني مثلك متخم بالحسرات، تخنقني الغصات، حين أفكر بالمستقبل، في وطن يتحول يوماً فيوماً، إلى مقبرة ذات شقين..
- اضرحة من ذهب وفضة، للهمج، صناع الجوع والعار.. والموت..
- وقبور من اوجاع، تعترض الشارع والسوق، للضعفاء ابناء الأرصفة.
لكن الغربة، صارت حلماً، والهجرة حلم أصعب، فليس ثمة وطن يقبلنا، حتى هذا الوطن/ العثرة، يرفضنا إن لم نصبح همجاً يا صاح.
إني مثلك لا أرغب في الموت قهراً، أتكوم ذعراً، دون أمل، ودون وطن..
دعنا يا صاح ننتزع وطناً لنا من ركام هذا الوطن الهمجي فما ثم طريق أخرى للعيش..
وما ثم وطن آخر.. وطن لنا.)
مالذي جاء بنا إلى هنا حيث لا ثمر لما تزرع ولا ضل لما تبني ولا صدى للصوت رغم اتساع البيداء
مالذي أوصلنا الى هذا الركن بالذات من الأرض التي قالوا لنا أنها واسعة فضاقت عن القليل من الأحلام المتواضعة .. (ليت الحياة كلها ممتعة كقصيدة شعرية.. لكنها ليست كذلك.. إنها التزامات ومطالب وإدارة وتخطيط وأرقام وسلطة ومعارضة وقرارات ومواجهات ومؤامرات وأشياء كثيرة لا تسر ولا تفرح)
ترى ما هو الموت الذي ذهبت اليه أو عدت اليه أو أنت فيه ؟
هل يصدق فيه قولك ذات ألم (هو شيء آخر، يشبه مشاعرنا الغامضة، لكنه ليس شعوراً غامضاً، فهو واضح تماما، كنصل حاد يشق قلبك نصفين.. يجعلك ذبيحاً ومسكيناً إلى حدٍ لا يطاق..
بغتة، وأنت في حالة نشوة زائفة، تتذكر أن العمر يمر وأن الخطط والأحلام لم تجد طريقها إلى التحقق بعد كل هذا الوقت..وان الغد الذي تنتظر صار ميتاً..وأن اليوم الذي بين يديك لا تملكه تماماً، إنما يملكه العجز ينثره دقائق وثواني أمام عينيك، وأنت تلهث بحثاً عن لقمة العيش التي ستقيم أودك، لتفرغ بعدها إلى ترتيب عالمك الخاص، العالم الذي يصبح جزءاً من كفنك، وناقوس يدق في عالم النسيان)
مر من العمر ثلاث وثلاثون كان هو كل ما في الرصيد فهل ياترى وصلت الى كال ماكنت تحلم به ؟ حققت الكثير لغيرك يا حميد فماذا معك الآن ؟ ماذا وجدت الان ؟ هل حقا نجد هناك أشياءنا التي أرسلناها أثناء الحياة إحتياطا ليوم الحاجة ؟ كم كنت تملك من يومك ؟ كم تملك من يومك الآن
عزيزي
هل تتذكر ما كتبته ذات نعي ؟ هل لك ذاكرة أم أنك تحولت الى مجرد ذاكرة ؟
(أنت ميت الآن.. وما من ميت مثلك أيها لعزيز، جعل الموت فكرة لا تبارحني، ماذا يعني الموت؟..
وماذا يعني الموت؟!
وماذا يعني الموت؟!
أين أنت الآن ؟
وما شكل هذا البرزخ الذي تعيش فيه؟!
هل موتك يعني أنك حقاً ميت..؟!
ألم يعد هناك شيء منك، ومشاريعك التي أنجزت.
ومشاريعك المؤجلة، أين هي الآن في عقلك وفي مشاعرك، بل هل تعقل أو تشعر.أم أنك مازلت في غيبوبة طويلة، لا شيء فيها غير الظلام، لا فرح لا حزن.. لا ألم.. لا شيء أبداً..
(هل كانت الحياة تستحق كل هزائمك وانتصاراتك.. وكل خصوماتك الجارحة..؟!)
هل هي جديرة بأن نعيشها محاربين؟!)
هل وجدت إجابات لهذه التساؤلات التي كانت تؤرقك في حياتك التي لم تجد فيها متسعا للنوم ؟
(انا بانتظار آتٍ لم تتضح ملامحه بعد ، سيأتي ذات لحظة ليوقف نزيف أيامي، ويعيد لعمري اعتباره.
الحق أقول لكم حياتنا بحاجة إلى أمل او وهم..لكي لا تنتهي بغتة من شدة القرفولهذا أمني نفسي كل مساء أني سأصحو على شئ ما تغير في هذا العالم، شيء جميل ومبهج، يجعل لقهوة الصباح مذاقاً مختلفاً لم اتذوقه من قبل.
لكني عندما اصحو على جراحي كلها مفتوحة، مستهلاً يومي بذلك الشعور القاتل: الغربة.. غربتي عن نفسي وعن عالمي، واحساسي العميق بان يوماً آخراً سيذهب بلا جدوى.. أقول لنفسي:
"لا بأس..ربما يحمل المساء الينا..شيئاً يبهج ويجعل النوم هادئاً وعميقاً".
ويأتي المساء كالحاً كالعادة، مملاً ومضجراً، وقصيراً حين تريده أن يطول..طويلاً بلا انتهاء عندما تريده قصيراً.. فلا اجد ما اقوله لنفسي، سوى انتظار ما يحمله الصباح..)
هاهو الصباح اللعين هذه المرة يحمل الينا خبرا بنكهة النصل فهل حمل اليك نفس الصباح خبرا آخر بنكهة أخرى ؟
حميد .. سنكون متقاربين ذات مساء .. حتى ذلك الحين .. اهنؤك على الخلاص ولا تسأل أحدا بعد الآن .. (أتحس بأنك توشك أن تنطفئ، تذرو رياح الأيام رماد العمر، والأحلام، والصور الأجمل لمستقبل لن يأتي كما أردت، لأنك لم تكن شخصاً آخراً في بلد أخرى..
تتلفت للوراء، مثلي يا صاح، تتفجر ألماً، وأنت لا ترى خلفك إلا براري الهشيم، كأنك لم تزرع نبتاً، أو تبذر بذراً، فحصادك لا شي..) كنت تريد أن تقول شيئا عن الرحيل .. هانت الان هناك وها نحن كما كنا ننتظر بزوغ الشمس لنجري إلى أقرب (كشك) نتفيأ ضلال بعض الكلمات التي أصبحت اليوم أرواحا جميلة .. لا أقل ولا أقل .
(يا صاحبي الحزين، ان تحلم بالرحيل، فلست وحدك، أن كنت تحلم ان تتحرر من ربقة هذا الوطن المختنق، فلست وحدك، كلنا نموت وهذا الحلم مختبئ في جنبات الجسد الضامر، يتوثب رغم الموت، يود لو ينطلق خلف غمام راحل. بعيداً عن وطن منكمش مطوق بالقات والبارود وطن مهووس بالحروب والانتصارات التافهة، مغرمٍ بالانتكاس.
إنني أتحرق شوقاً للانعتاق من هذا الكهف الموبؤ، وأتوق للركض عاري القدمين خارج حدود هذه المقبرة، اتنفس هواء آخراً، لم تمازجه ادخنة "المدائع" و"المدافع" الصدئة.)
عزيزي حميد
دعني اتمنى ذات الأمنية التي تمنيتها قبل رحيلك بقليل
ليت الحياة كلها ممتعة كقصيدة شعرية.. لكنها ليست كذلك.. إنها التزامات ومطالب وإدارة وتخطيط وأرقام وسلطة ومعارضة وقرارات ومواجهات ومؤامرات وأشياء كثيرة لا تسر ولا تفرح
سلام عليك في الرائعين



#موسى_النمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - موسى النمراني - موسم الموت .. حميدو أولى الثمرات