أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - بحث: البطالة تهدد النظام الايراني














المزيد.....

بحث: البطالة تهدد النظام الايراني


اساف اديب

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



كتاب: "طبقة وقوة عاملة في ايران – هل غيرت الثورة شيئا؟" * تأليف: فرهاد نوماني وسوهرب بيهداد * إصدار: جامعة سيراكوز، الولايات المتحدة 2006 * 268 صفحة، باللغة الانجليزية.

مراجعة: اساف اديب

صدر مؤخرا كتاب جديد للاستاذين نوماني وبيهداد، يعالج العلاقات الطبقية والاجتماعية في ايران في ظل نظام الثورة الاسلامية. الكتاب الذي يشكل كنزا من المعلومات حول الجمهورية الاسلامية الايرانية، يحظى باهمية بالغة اليوم، على ضوء الميول الراديكالية للحكومة الايرانية برئاسة محمود احمدي نجاد. يقوم الكاتبان بعملية جراحية للاعضاء الداخلية لجسم النظام الايراني الثوري، ويثبت الهوة بين الخطاب الثوري والواقع المزري الذي يعيشه العامل الايراني منذ 27 عاما.

يقسم الكاتبان الثورة الايرانية الى حقبتين زمنيتين: الاولى استمرت منذ ثورة عام 1979 حتى عام 1989، حين توفي الامام الخميني. وتميزت هذه الفترة بميول طوباوية لبناء نظام اسلامي جديد، استنادا للخطاب الذي يُبرز دور واهمية الفقراء والشعب على حساب رؤوس الاموال. الحقبة الثانية، منذ عام 1989، تعتبر فترة الواقعية والعودة للعلاقات الرأسمالية والخضوع لاملاءات صندوق النقد الدولي.

تحليل الطبيعة الاقتصادية لنظام الحكم الايراني في فترة الثورة الاولى، يدل على ان الخطاب حول مساعدة المستضعفين والسعي لمجتمع متساو كان فعلا "طوباويا". فقد كانت تنقصه الصلة بالواقع الاقتصادي وببرنامج التطوير الصناعي والعلمي.

خلافا لتجربة الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي التي اكدت على تطوير الصناعة الحديثة، ورفعت شعار "الكهرباء والمجالس العمالية هي رافعة النظام الجديد"، تميزت الفترة الاولى للثورة الايرانية بتراجع الانتاج وغياب اية مبادرة لتطوير القدرات الصناعية للبلاد. وكانت النتيجة انخفاضا ملموسا في عدد العمال ومستوى الانتاج الرأسمالي، وفي مستوى مشاركة النساء في الاقتصاد.

في نفس الوقت طرأ ارتفاع في نسبة الناس الذين يعملون في مجال الزراعة التقليدي. كما ارتفع عدد الموظفين في جهاز الدولة والجهاز الديني. النتيجة كما يراها المؤلفان هي تعميق سيطرة التراث والعلاقات التقليدية على المجتمع.

هذه السياسة التي قادت للحرب التوسعية في العراق أنهكت طاقات البلاد. وجاء انخفاض أسعار النفط في العالم ليسبب تراجعا كبيرا، اذ تشكل العائدات النفطية الركيزة الاساسية للخزينة الايرانية. كل ذلك دفع بالنظام لحافة الانهيار، مما ادى في عام 1988 بالامام الخميني لاعلان وقف اطلاق النار في الحرب مع العراق، الامر الذي تضمن اعترافا منه بمحدودية قوته.

الحقبة الثانية، بعد وفاة الخميني في عام 1989، يميزها الاعتماد على السوق الرأسمالية وفتح المجال امام رؤوس الاموال المحليين والاجانب. اشارة رمزية للتوجه الجديد كانت السماح لوفد صندوق النقد الدولي بزيارة ايران، بعد انقطاع استمر منذ عام 1979. واشار هذا التطور الى استعداد الحكومة لقبول قوانين اللعبة الرأسمالية بعالم تحكمه البنوك ومؤسسات المال الامريكية.

من التسعينات وحتى عام 2005 تسلم الحكم الرئيسان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، ممثلا التيار الاصلاحي المعروف باستعداده للقبول ببعض الاصلاحات الديمقراطية. وبينما ركزت وسائل الاعلام على ابراز نقاط الاختلاف الشكلية بين التيار المتشدد والتيار الاصلاحي من الوجهة الايديولوجية، يتبيّن ان التيارين متفقان في الشيء الاهم: الاقتصاد الرأسمالي. ويقول الكتاب عجز التيار الاصلاحي عن احداث تطور اقتصادي لمواجهة العدد الكبير من الايدي العاملة التي تدخل سنويا الى سوق العمل.

ويتبين ان الثورة التي اطاحت بنظام الشاه القديم بادعاء انها ستحسن وضع الشعب، تعاني من ضعف القاعدة الاقتصادية، وعلى ذلك تدل بعض الارقام: الناتج القومي الايراني للفرد هبط عام 2000 الى نصف ما كان عليه عام 1976 في عهد الشاه. نسبة المشاركة في سوق العمل عام 1996 كانت اقل من نسبتها عام 1976.

خيبة الامل الكبيرة لدى الطبقة العاملة من النظام، كانت نابعة ايضا من تدخل شريحة التجار القوية "البازار" بالمؤسسة الدينية. فقد دخل ابناء هذه الشريحة كموظفين ورجال دين في المؤسسة الحكومية الضخمة التي بناها النظام في فترة ما بعد الثورة. بعض هؤلاء التحقوا بالمؤسسات الاقتصادية الحكومية "بونياد"، وكانوا اول من اكتشف في فترة الاصلاحات، الفرص لجني الارباح الشخصية، من خلال الانفتاح الجديد نحو الرأسمالية والسوق العالمية.

يؤكد الكتاب في الخلاصة على نقطة الضعف الكبيرة التي تهدد النظام، وهي نسبة البطالة العالية لدى الاجيال الشابة التي تتميز ايضا بنسبة ثقافة اعلى. هؤلاء الشباب، يقول المؤلفان، تنتظرهم البطالة او مكان عمل في المصانع البدائية التي تتقاعس عن دفع الحد الادنى من الحقوق. هؤلاء الشباب يشكلون التحدي الكبير لمستقبل النظام.





#اساف_اديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزانية عام 2007 بعد لبنان اولمرت يحارب الفقراء
- اقتصاد اسرائيل يخلق عمالا دون حقوق
- اسرائيل: حكومة ضعيفة دون افق
- حزب دعم العمالي - الإعلام احب القائمة العمالية
- الاحزاب العربية على كف عفريت
- مسجل الجمعيات يسعى للسيطرة على جمعية معًا
- خطة اولمرت - لمحاربة الفقر ام محاربة نتانياهو؟
- خطة ويسكونسين: غموض مقصود للتيئيس
- النقابات الامريكية تسعى لاسترجاع نفوذها
- مشروع ويسكونسين كذبة كبيرة
- التنكيل بجمعية معًا ملاحقة سياسية
- ائتلاف شارون على كف عفريت
- الاضراب لم ينقذ السلطات المحلية
- بعد ترحيل العمال الاجانب، محاولات لاستعباد العمال المحليين
- حزب العمل يستعيد الهستدروت
- عمال غزة رهائن النزاع المسلح
- تبعية الاقتصاد الفلسطيني تمنع الاستقلال السياسي
- عمال الكنيست - اين الحبة واين القبة
- تبعية الاقتصاد الفلسطيني تمنع الاستقلال السياسي
- مقابلة مع د. يوسي دهان - كيف تقضي الهستدروت على نفسها


المزيد.....




- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - بحث: البطالة تهدد النظام الايراني