أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بن سعيد العمراني عبدالسلام - في طلب وحدة اليسار؟














المزيد.....

في طلب وحدة اليسار؟


بن سعيد العمراني عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 10:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يعرف العالم تطورات متعددة على مجموعة من الأصعدة. هذه التطورات تلتقي كلها و تصب في تأزم الوضع أكثر حيث أن تقوي ما تسمى تيارات الإسلام السياسي و التيارات الأصولية و تيارات اليمين الراديكالي في الغرب خلق نوعا من التقاطب السلبي.

هذا التقاطب السلبي خلق وضعية دولية موسومة بكثير من النزاعات و سباق محموم نحو التسلح و انفجارات متتالية و انعدام الاستقرار و أيضا ظهور نفور جماعي من الخوض في الشأن العام و منطق تيئيسي متصاعد.

و قد عرفت السنتين الأخيرتين مجموعة من المستجدات في علاقة العالم الإسلامي بالغرب خلقت رجة مدوية و دفعت بالوضع إلى النفق المسدود، فمن صعود التيار المحافظ في إيران إلى صعود حماس إلى تقوي شوكة التيارات المتلفعة بالدين التي تحارب في العراق (حتى و إن قتل زعيمهم) إلى سيطرة المحاكم الإسلامية في الصومال إلى ارتفاع وتيرة المواجهة في أفغانستان إلى تجدر نزعات طائفية في مختلف الدول المكونة لنسيج دول العالم الإسلامي (شيعة و سنة و كرد... بالعراق، قبط و مسلمون بمصر، شيعة و مسيحيون بمختلف التوجهات و سنة بلبنان)....

هذا و يظهر على التيارات و المنظمات التواقة للسلام بدول العالم الإسلامي ضعف جلي يتجلى في انحسارها و في عدم قدرتها على شحذ الجماهير لصفها. و تختلف أسباب الضعف بالنسبة لهذه التنظيمات الذي، هو حالة عامة، من دولة إلى أخرى إلى أن الأسباب العامة المشتركة يمكن أن ندرجها في كون هاته التنظيمات خصوصا اليسارية (و التي تشكل الأغلبية) أخطأت في مرحلة ما بالنظر إلى التيارات الإسلامية أوتوماتيكيا كتيارات رجعية و فاشية و ظلامية و أنها هي العدو الأساسي لمشروعها المجتمعي متناسين كون هاته التنظيمات لم تكن يوما مسئولة عن النظام الرأسمالي العالمي أو عن نهب القارات أو عن الاستعمار أو عن الآليات التي دفعت إلى سلسلة من الحروب البشعة منذ إعلان "النظام العالمي الجديد" (الصومال مثلا) أو عن حرب الخليج الأولى أو الثانية... و هو ما دفع تيارات اليسار في مجموعة من دول العالم الإسلامي إلى مغازلة أنظمة ديكتاتورية و تأليبها ضد الإسلاميين مسهلين على الإسلاميين بذلك شن هجوم ضد اليسار و اتهامهم بأنهم جزء من المؤامرة ضد الدين و بالتالي كسب موطئ قدم في النسيج المجتمعي... و هذا هو ما دفع بالكثير إلى ترك اليسار بكل إرثه الإنساني نحو تيارات بإيديولوجية دينية يوتوبية تبتغي تحقيق نموذج مجتمع المدينة المنورة و إن كان لكل واحد من قادة هاته الحركات نموذجه الخاص الذي يوافق أطماعه و يوافق بالضرورة الفئة التي تشكل قاعدة جماهيره.

و إذ نقر بهذا الخطأ التاريخي، في نظرنا، في التعامل مع التيارات المتلفعة بالدين نقر أيضا بأنه لا يجب بأي حال أن يؤيد اليسار هذه التيارات لأن ذلك يعني المطالبة باستبدال نظام غير ديموقراطي بشكل آخر من الاضطهاد، و أن يردوا على عنف الدولة بالتخلي عن الدفاع عن الأقليات العرقية و الدينية و النساء و الفئات المضطهدة.

و عودة إلى الوضع الدولي، فإنه و انطلاقا من ضرورة التأسيس لمرحلة تخفت فيها شدة الصراع و تكون المرحلة الانتقالية نحو وضع ينعم بالسلام و نظرا لتواجد عالمنا الإسلامي في بؤرة الصراع نظرا لما يحويه من موارد طاقية خصوصا و نظرا لموقعه الاستراتيجي و نظرا للأهمية الكبرى التي سيلعبها صعود قوى تعتمد مقاربة إنسانية و تعتمد الحوار و تلغي استعمال القوة في المنطقة على إعادة خلط الأوراق على الصعيد الدولي بدفعها في اتجاه حل المشكل الفلسطيني على أساس الدولتين و بدفعها في اتجاه تطبيع العلاقات مع سائر الدول و بوضعها جانبا النعرات الدينية و العرقية، و نظرا للرغبة الملحة التي أصبحت تعبر عنها نطاقات اجتماعية كثيرة لإنهاء الأزمة و الدفع في طريق التنمية. فإنه أصبح من الواجب علينا كأشخاص و منظمات تنتمي لتراث اليسار و أدبياته أن نعمل على توحيد الرؤى و المجهود لاسترجاع قوتنا كتيارات كانت تدافع دوما عن العدالة الاجتماعية و كانت تبتغي الوصول إلى مجتمع مؤنسن، و هذا يفرض إعادة ترتيب الأولويات و النظر إلى النظام الرأسمالي كخصم وحيد و النظر إلى ما تسمى الحركات الإسلامية كنتاج لأزمة اجتماعية عميقة. إذ أن هذه الحركات نمت على أساس مجموعات اجتماعية كبيرة تعانى في ظل المجتمع القائم، والذين يمكن تنظيم شعورهم بالتمرد لصالح أهداف تقدمية إنسانية بشرط وجود رغبة في التواصل معهم و انفتاح حقيقي على مشاكلهم. هذا و سيدفع خوضنا نضالات حقيقية من أجل العدالة الاجتماعية إلى أن يتأثر العديد من الافراد الذين تجذبهم الرؤى الراديكالية في الحركة الإسلامية بفكر اليسار.

كخلاصة، على اليسار اليوم أن يعمل (في وطننا كما في بقية دول العالم الإسلامي) على لم شتاته و التوحد و وضع خلافاته على الجانب، و أن يعاود الكرة واضعا في مرتبة ثانوية خلافاته و جدالاته مع الإسلاميين و أن ينطلق للدفاع عن أطروحاته من أجل العدالة الاجتماعية و العالم المؤنسن، المبني على الاشتراكية و العلمانية الإنسية Laïcité humaniste كنظام يضمن المساواة على أساس المواطنة و يوفر أرضية لإغناء التراث الثقافي العالمي و يسع الاختلافات و كمنظومة تعطي المركزية للإنسان و تدافع من أجل عالم متطور و نام و بيئة نظيفة، محاربا مخلفات و نقائض النظام الرأسمالي الحالي لأن ذلك وحده الكفيل بأن يرد له (إلى اليسار) زخمه و يجعل منه ورقة مهمة في الصراع من أجل السلام العالمي.



#بن_سعيد_العمراني_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة ضد الظلام، علها تجدي.. ؟


المزيد.....




- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بن سعيد العمراني عبدالسلام - في طلب وحدة اليسار؟