الطاعون و خز أعدائكم من الجن ...حديث صحيح

عساسي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    

حدث في زمن خلافة عمر بن الخطاب و بالضبط في السنة الثامنة عشر للهجرة أنه اجتاح منطقة "عمواس" بغور الأردن مرض الطاعون الذي أدى إلى هلاك ما يفوق العشرين ألف نفس و خلق هلعا و فزعا في صفوف من عاصر تلك الفترة، وقد نفق كثير من الصحابة على اثر ذلك الوباء و من ضمنهم " أبو عبيدة بن الجراح " وأبو عبيدة هذا هو الذي قاتل أباه في معركة بدر فقتله، شهد له النبي بالجنة وسماه بأمين الأمة..
وقد جاء ذكر الطاعون في مواقع عديدة من الأحاديث الصحيحة، فقد روى أحمد بن حنبل عن عامر بن قيس أخي أبي موسى الأشعري عن النبي صلـــعم "اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون"، وله من حديث أبي موسى :" الطاعون وخز أعدائكم من الجن"، وعن أنس "الطاعون شهادة لكل مسلم"..
وروى أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث عبد الرحمن بن عوف "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، ورووه أيضا من حديث أسامة وفي أوله فقال رجس أو عذاب عذب به بعض الأمم بقي منه بقية يذهب المرة ويأتي الأخرى... ولأحمد بن حنبل والبخاري من حديث عائشة إنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وإن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد ولأحمد بن حنبل "لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون قلنا: فما الطاعون قال غدة كغدة البعير، والفار منه كالفار من الزحف..

وعودة للحديث "الطاعون و خز أعدائكم من الجن "..
وهذا بطبيعة الحال تشخيص خاطئ و غير مبني على أسس علمية أو عقلية لمرض ابتليت به شعوب و أمم عديدة و أدى إلى وفاة الملايين من البشر عبر التاريخ ...فالتشخيص الصحيح و العلمي للطاعون هو كالتالي :هو مرض انتاني وبائي تظهر أعراضه على شكل حمى مصحوبة بتقرحات و قيء و هزال وإحساس بالعياء تسببه جرثومة اكتشفها العالم "يرسيين "سنة 1894 م و تنتقل من الجرذان أو من البشر وتصيب جهاز الإنسان المناعي وتؤدي إلى إتلاف الرئتين بصفة خاصة ثم إلى الوفاة، فليس هناك جن أو شيطان من وراء هذا المرض، اللهم إلا إذا قام أصحاب السماحة بتحريف الكلم عن مواضعه أو شرحه بما يتماشى مع فكرهم كأن ينعتوا الجراثيم و الميكروبات بالجن و الجن هو ما جن، أي خفي عن الأبصار وفي هذه الحالة يمكنهم النصب على القاصرين و المصادرة عقولهم، إذن فهذه الجراثيم منها المؤمن و الكافر..الصالح و الطالح...المسلم و اليهودي.. المجوسي والنصراني ....

***********
كما أن هناك طاعون من نوع آخر، ألا وهو الطاعون الفكري المميت والذي يتبناه أعداء الحياة فلا يتوانى هؤلاء من حقن الناس وشحن عقول الناشئة بالحقد الأعمى ليكبروا وهم يحملون معهم جراثيم الموت الفتاكة أينما وجدوا وحيثما حلوا، وليعملوا على حصر العقل بين قضبان الخرافة وهلاوس القيامة وصواعق القبور و منعه من الإبداع والتحليق في فضاء العلم والمعرفة.....
والمسؤول عن هذا الطاعون هم فقهاء المراحيض بطبيعة الحال، وهم نوعان:
نوع ينتهج سياسة التنويم الجهادي على غرار العهد المكي والقائمة على المهادنة.... والمسايسة... والعفو عند المقدرة... و لا إكراه في الدين نظرا للظرفية الحرجة التي تمر بها الأمة "صاحبة الغمة" وتعليم الناس فن النفاق والمواراة...وإخفاء الخناجر تحت العباءات... إلى حين....
وهناك نوع آخر من علماء المراحيض من يجاهر عنوة بسفك الدماء وقطع الرقاب وبتر الأطراف استنادا على نصوص دينية صحيحة...
وهذا غيض من فيض من تلك النصوص:
* أمرت أن أقاتل الناس "جميعا "حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله محمدا رسول الله و بهذا يعصموا عني مالهم و أولادهم...."جميعا" فالأمر لا يقتصر على الوثنيين و اليهود و النصارى من الجزيرة العربية بل الناس "جميعا"

* من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة الجاهلية أو مات على شعبة من النفاق...
* اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف....
* قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم (صاغرون) أي أذلاء ** التوبة **

***********
وأخير و ليس آخرا ومن باب البدائع والطرائف و حسب ما جاء في أخبار الجن والمردة :
فعن أبي هريرة عن النبي صلعم قال : "إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد .حتى تصبحوا و تنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : رَبِّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ، فرده الله خاسئا

#عساسي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات