مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:13
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
نعم .. الحوار المتمدّن أشجار باسقة على ضفاف الإبداع والمعرفة والديمقراطيّة ..
أجل .. أصبح " الحوار المتمدّن " علم الأحرار في الوطن العربي , والشتات ...
و ملتقى المبعدين في الداخل والخارج .. ملتقى المفكّرين والمضطهدين الذين لا منبر ولا إعلام لهم ...
.... ونستطيع أن نقول بكل ثقة , بأن الحوار المتمدّن بنى اللبنات الأولى ( لعصر أنوار ) عربي جديد , ينتظر ترجمته العملية بأيدي المناضلين الشرفاء على أرض الواقع -
كما أصبح ملتقى الأقلام الحرّة النابضة بالتمرّد .. والثورة .. والتغيّير ..
تغيّير أنظمة الحكم الفاسدة , تغيير العادات والتقاليد الإجتماعية والسياسية الثقيلة المعيبة .. القديمة الرجعية , التي أصبحت عبئا على الشعوب في القرن الواحد والعشرين المتقدّمة في مضمار ومسيرة التطوّر في العالم .. تلتقي في الحوار وتتكاتف , الأقلام الشريفة التقدّمية , والمفكّرين الأحرار لتحرير العقل من أدرانها , وتجاوزها وإيجاد منطلقات ورؤى وقوانين جديدة , تماما .. كما تفعل ربّة البيت الحكيمة النظيفة , بتنظيف وتنسيق وإزالة ورمي كل الأشياء البالية القديمة والنفايات العفنة والمهترئة من بيتها يوميا , وذلك للمحافظة على الترتيب والنظافة والمفيد والجديد والإستيعاب , لتسير في خطّ النظام والحداثة والتوازن العصري للأسرة والمجتمع صحيا وبيئيّا وثقافيا وووو....
أجل .. لقد انتشر هذا الموقع وتعمّق .. وكبر ..واتّسع .. وامتدّ أكثر فأكثر .. في المنطقة العربية .. والعالم .. بنتاج كاتباته .. وكتّابه الأفاضل , الذين أغنوا الفكر العربي الديمقراطي بجهودهم وخبراتهم , وإنتاجهم الجرئ , حتى أضحى الحوار مصدرا علميّا موثّقا , يستشهد فيه كبار المفكّرين في عدّة فضائيّات , وهذا إن دلّ على شئ فهو يدلّ على مدى قيمته , وأهميّته , ومساحة قرّائه , والمواضيع والاّراء التي يطرحها , ويعالجها , ويحلّلها , واحترام حريّة الرأي فيه , والرأي المقابل .. الاّخر ..
لذلك .. أضحى فعلا وحقيقة الحوار المتمدّن الحقل والبستان الزاهي الملوّن بأكثر من 80 صنفا ولونا وتجربة .. وشذى , ينقل ويعرض على مائدته يوميا أشهى وأعطر أنواع الفواكه والأطعمة والورود العقلية – أضحى بالنسبة لنا منبرا نعتزّ .. ونفتخر به . ...
نرجو له كل نجاح .. واتّساع .. وانتصار .. واستمرارية , لأن انتصاره إنتصارا للحرية والتقدّم والعدالة وحقوق الإنسان ..
إنه ..... برلماننا .. ودستورنا الديمقراطي الشعبي الحرّ .. الذي نعرض ونشرّح ونعالج فيه ومن خلاله أمراضنا العربية القديمة المزمنة , والمستجدّة , ونطرح مطاليبنا , وحقوقنا , ونعلن فيه أفكارنا الديمقراطية الحرّة , وطموحاتنا المتوهّجة .... أبدا نحو الرقي والثقافة والعلم والحقّ .... ... والحريّة .
الكلمة ...... كانت , وستبقى أقوى من الصاروخ , والرشّاش , واّلات القتل , أقوى من أوامر الإلغاء والحجب . .. حقيقة كانت هكذا الكلمة وستبقى , لقد فعلت فعلها , سحرها , هدفها , ووظيفتها , ودورها , بفضل هذا المنبر , فقد عرّت الأنظمة المستبدّة وكشفت عوراتها وفسادها وظلمها وتخلّفها القانوني والإنساني والوطني في سباق العصر ومشهد الصورة الكوني .. مأساة الشعوب الرازحة تحت كابوس الذلّ والممنوعات في ( دار الموتى ) .. .. و " حاملي النعوش , وطوابيرالهجرة والتهجير والنزوح ".. !؟
فلا عجب .. أن يحجب ويحارب هذا المنبر الحرّ المشرّع أبوابه للنور .. للشمس والضياء والهواء النظيف .. بستائره المخملية المحلّقة لفضاء الحرية ..!؟؟
لاعجب أن يغلق ويحجب كل سنة في بلد ما ؟ مرّة في المملكة العربية السعودية , وتارة في البحرين ؟ واليوم أتى دور النظام السوري في الحجب , " كلّهم بالهوا سواء " , الخوف من كلمة الحقّ . فيلجأون لتكسير .. وتسكير.. كل نافذة يأتي منها خبرا أو تحليلا أو حقيقة إو إعلانا مغايرا لأكاذيبهم وفكرهم " الوهمي الرجعي الذي نام في المستحثّات عصورا وعصور ".. الفكر العسكري المغلق والمفروض بالدبّابة والمدفع والسجن والإغتيالات ؟؟
لا غرو في ذلك , فالكل يخاف على الكرسي أن ينهار من تحته , بفعل تفتّح أذهان الشعب .. بدفعه للمطالبة و للتحرّك .. بكشفه وفضحه طبيعة هذا النظام أو ذاك وسياسته اللاوطنية واللادمقراطية . يخافون من الشعوب , يخافون غضب الشارع , يخافون تمرّد الجياع .. والمرضى .. والمضطهدين , يخافون إضراب , واعتصام أصدقاء وأهالي المعتقلين , يخشون من فرح وتلاقي شعوبهم في ساحات الحريّة دون خوف من اّلات الرعب والقمع!!؟
إن الخطوة التي قام بها أخيرا النظام السوري بحجبه الحوار المتمدّن , هي واحدة من ممارساته القمعية على مدى أربعين عاما مضت , وخنق كل نسمة حرية تحمل أراء المعارضة والرأي الاّخر أن تخترق وتدخل أسوار السجن الكبير , وهذا دليل فاضح على مستوى الخوف الذي وصل إليه هذا النظام أخيرا في رفضه الإفراج عن الكاتب ميشيل كيلو ورفاقه في الأسبوع الماضي رغم قرار القضاء بالإفراج عنهم ؟؟
إن الشعب السوري يترقّب نهاية التمثيليّات الحزينة والعنترية العبثية , التي عاش فيها طوال هذه الحقبة " الميّتة " في المعطيات الحاضرة وتقدّم الشعوب , و ينتظر الفرج والخروج من السجن الكبير ومن التفتيش والمراقبة المستمرّة إلى ساحة الحرية ...
إن حجب الموقع دليل قوّة الموقع , وتأثيره وفعله , سحره واتّساعه , مساحته المؤثّرة المباشر ة وغير المباشر في وعي الشعب وتحرّكه ,
حجب الحوار دليل ضعف السلطة , إحتراق صورتها التي كانت تعبدها هي وحاشيتها والمضلّلين أمثالها , خجل السلطة من ذاتها , استحقاق السلطة لجرائمها المستمرّة , والتي لم يعد إمكان تغطيتها والهروب منها في كل بقعة وضعت جزمتها ويدها الأمنية وفكرها الشمولي الفردي العسكري فيها.. .. ؟ ولسان شعبها الحر يقول : يداك أوكتا وفوك نفخ " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " ..
ولا بدّ لنا أخيرا في هذا المجال .. أن نشكر كل المنظمّات والمراكز والحركات والتجمّعات والأفراد التي شجبت واستنكرت حجب موقع الحوار المتمدّن في سورية ( النظام ) , وبدورنا نضمّ أصواتنا لهم ضد هذه الجريمة الثقافية الفكرية والحقوقية في منع وكبت حرية الإبداع والرأي , ونتضامن مع المشرفين عليه وأسرة التحرير وندعو إلى إطلاق حملة تضامن عامة ..
أن فعل المتّهم العاجز , وشعور المترنّح من قوّة الضربة والصدمة التي أعلنت للملأ , وكشف الحقائق , التي وضعت النظام أمام خيارين : إما الجلوس على كرسي الإعتراف أمام الشعب , أو في قفص الإتّهام و العدالة ؟؟
أربعون عاما والشعب داخل القضبان والأسر , لقد حان لهذا الشعب الصابر المنتفض بالكلمة والموقف .. أن يحصل على الحرية ويحاكم السجّان ...
هنيئا .. لمن لم يركع لهذا الصنم .. هذا الجلاّد ..
والمجد .. للحوار المتمدّن ..... ____________ ه– هولاندا – 25 – 10 – 2006
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟