أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - انقلاب سياسي محتمل في امريكا















المزيد.....

انقلاب سياسي محتمل في امريكا


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخابات في امريكا
انقلاب سياسي محتمل في امريكا

تكمن اهمية انتخابات نصف الولاية في انها فرصة للمجتمع الامريكي لمحاسبة الذات، بعد ست سنوات من السياسة المتطرفة التي انتهجتها الادارة الجمهورية في مواجهة الازمات العالمية والداخلية. سياسة بوش "الثورية" وصلت لطريق مسدود، وبعد فشله في العراق وفي تمرير الاصلاحات الداخلية، بقي دون جدول عمل ودون مبادرة سياسية.


مع اقتراب موعد انتخابات نصف الولاية للكونغرس الامريكي اوائل تشرين ثان (نوفمبر) القادم، يبدو ان الحزب الجمهوري قد أوشك على فقدان الاغلبية بعد اكثر من عقد. ولا يخفى على احد ان المسؤول المباشر عن الهزيمة المحتملة هو الرئيس الامريكي، جورج بوش، نفسه. وعلى المحكّ وُضعت شخصيته وسياسته الداخلية والخارجية التي زعزعت مكانة امريكا في العالم وباتت تكلف المواطن الامريكي ثمنا باهظا بشريا وماديا.



ثمن العراق

الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام الامريكية يوميا عما يحدث في العراق، تكشف الكارثة التي قادت اليها السياسة الامريكية تجاه هذا البلد. اكثر من 650 الف مواطن عراقي قتلوا منذ الاجتياح الامريكي عام 2003، فيما تجاوز عدد الجرحى الامريكان ال16 الفا. وتمنح هذه الارقام المواطن الامريكي الامكانية لتقييم حجم الازمة التي يمرها العراق. وما يزيد الطين بلة ان امريكا تفتقد استراتيجية الخروج من العراق، اما البلد نفسه فانزلق الى حرب اهلية.

وتبقى المشكلة الكبرى ان الرئيس بوش يتجاهل الواقع، ويصف وضع امريكا الامني بأنه افضل مما كان عليه قبل احتلال العراق والاطاحة بنظام صدام حسين. الرأي العام في امريكا يرفض القبول بهذا التصور، ويتهم بوش بالانقطاع عن الواقع.

احد خبراء الامن القومي الذي عمل في ادارة الرئيس السابق، بيل كلينتون، طرح نفس السؤال الذي طرحه الرئيس رونالد ريغان ابان الحملة الانتخابية عام 1980: "هل وضعُنا بات افضل مما كان قبل اربع سنوات؟ واجاب: "مقارنة بما كان قبل اربع او ست سنوات، واضح ان وضعنا صار اسوأ خاصة فيما يتعلق بنشر الاسلحة النووية في كوريا الشمالية وايران. واكثر من ذلك، اقول ان وضعنا الامني العام اسوأ بسبب الوضع في العراق." (واشنطن بوست، 10/10)



بين النووي والفقر

جاء اعلان كوريا الشمالية عن تنفيذها التجربة النووية، رغم التهديد العالمي باتخاذ تدابير صارمة بحقها، ليشكل ضربة اضافية لسياسة بوش الخارجية ودليلا على فشلها. وسرعان ما دخل موضوع كوريا الشمالية الى الجدل الانتخابي.

في محاولة لدرء التهمة عن انفسهم، حمّل الجمهوريون الرئيس كلينتون المسؤولية عن الوضع، بسبب اعتماده سياسة الانفراج في العلاقات مع كوريا الشمالية بدل المواجهة المباشرة مع نظامها. ولكن التهمة الرئيسية موجهة ضد بوش. فبعد ان حدد دول محور الشر لتشمل العراق وايران وكوريا الشمالية، اختار البدء تحديدا بالعراق التي لم تمتلك اسلحة دمار شامل كما ادعى.

الحرب التي بيّنت خلو العراق من الاسلحة، كان فضيحة كبرى افقدت الادارة الامريكية مصداقيتها وكشفت كذبها وتضليلها لشعبها الذي دعم الحرب. التورط في الوحل العراقي اولا وفقدان المصداقية ثانيا كبّلا ايدي النظام الامريكي على نحو يصعّب عليه اليوم فتح جبهات حرب اضافية ضد من أعلن صبح مساء نيته التسلح النووي، كوريا الشمالية وايران، بل وحقق تقدما في هذا المجال.

حرب العراق اكدت ان المحاولة لحل الازمات بطرق عسكرية تؤدي الى تعميق الازمة وليس الى حلها. هذا ما يفهمه المجتمع الدولي الذي اصبح متمرسا في معالجة مشاكل دول مثل ايران وكوريا الشمالية. والحقيقة ان سعي بعض الدول الفقيرة لتطوير الطاقة الذرية هو عبارة عن وسيلة ضغط على الدول الغنية لاخذها بالحسبان ومساعدتها في مواجهة فقرها ومعاناتها، وبالتالي انقاذ انظمتها الضعيفة. فهذه الانظمة مهددة بالسقوط بسبب الكوارث الانسانية التي يواجهها المواطنون، دون افق للحل. وتصبح القوة النووية ضرورة لحماية الانظمة نفسها اكثر منها حاجة للاعتداء على غيرها.

ومن هنا، فسياسة القوة لا يمكن ان تجدي نفعا، والحل الوحيد هو الدخول بشكل جدي في صلب الموضوع، وهو الفقر والتخلف الذي تعانيه هذه الدول، ومعالجة المشكلة جذريا. ولكن هذا بالضبط ما ترفض امريكا الولوج فيه، وتفضل "الخيارات السهلة والرخيصة"، القوة العسكرية، الامر الذي من شأنه ان يفاقم الوضع ويهدد امن الكون برمته.



فشل داخلي

سبب رئيسي آخر يمكن ان يؤدي لفقدان الجمهوريين احتكارهم للاغلبية في الكونغرس، هو التطورات السياسية العميقة التي يمر بها المجتمع الامريكي نفسه. المحلل الاقتصادي في صحيفة "نيويورك تايمز"، البروفسور بول كروغمان، ناقش في مقال صادر في 2/10، الاعتقاد بان الحزب الجمهوري انتهج استراتيجية انتخابية ناجحة، اساسها تجنيد العمال البيض حول "القيم" المحافظة (العادات والتقاليد)، لمواجهة النخبة المثقفة الليبرالية التي تؤيد الحزب الديموقراطي.

ويعتقد كروغمان ان الائتلاف اليميني قد يجد نفسه في مأزق كبير. ويصف الائتلاف الذي يسيطر على الكونغرس والبيت الابيض بانه ائتلاف بين "التبشيريين والأغنياء، بين اليمين الديني الذي يكره اللوطيين والاجهاض ونظرية داروين، وبين اليمين الاقتصادي الذي يكره التأمين الوطني والصحي ويكره الضرائب على الاغنياء". فاما اليمين الديني الفقير فقد وفّر الحماس للحزب، واما اليمين الاقتصادي فقدّم المال.

غير ان هذا الائتلاف بدأ يتزعزع، كما يقول كروغمان، في الايام الاولى لفوز بوش بالولاية الثانية عام 2004. محاولات بوش ادخال اصلاحات في التأمين الوطني باتجاه الخصخصة لصالح اليمين الغني، قلبت عليه قطاعات واسعة من الناخبين من اليمين الفقير الذي صوّت له. فبدل ان يمرر قانون يحرّم الزواج بين مثلي الجنس كما وعدهم، فتح هجوما على التأمين الوطني الذي يضمن مستقبلهم الاقتصادي. النتيجة كانت ان الرئيس فشل في تمرير اي شيء من الاجندة التي وعد بها.

في هذه الاجواء، جاءت الفضيحة الاخيرة للنائب الجمهوري مارك فولي الذي اعترف بالتحرش الجنسي باحد الشباب الذين يعملون في الكونغرس، لتسدد ضربة اضافية للحزب الجمهوري. وقد اعترف النائب فولي بعد استقالته من الكونغرس بأنه لوطي، في حين كان هو نفسه من اشد المتحدثين ضد الاباحة الجنسية والاعتداءات الجنسية على الاطفال. وادت الفضيحة لاستياء عارم من القاعدة الدينية المحافظة التي دعمت الحزب الجمهوري تقليديا، وبدأت الثقة تتلاشى بين هذا الجمهور وبين الساسة الذين يمثلونهم في البرلمان.



بلا اجندة

تكمن اهمية انتخابات نصف الولاية في انها فرصة للمجتمع الامريكي لمحاسبة الذات، بعد ست سنوات من السياسة المتطرفة التي انتهجتها الادارة الجمهورية في مواجهة الازمات العالمية والداخلية. سياسة بوش "الثورية"، بالمعنى السلبي للاصطلاح، وصلت لطريق مسدود. فبعد فشله في العراق وفي تمرير الاصلاحات الداخلية، بقي دون جدول عمل حقيقي ودون مبادرة سياسية. في هذا الوضع يصبح التغيير ضرورة ملحّة لتصحيح المسار السياسي وإعادة المصداقية للدولة العظمى التي يعتمد النظام الرأسمالي العالمي برمته على قدرتها الاقتصادية والعسكرية.

ربما تسنح للحزب الديموقراطي فرصة فريدة من النوع لاستعادة نفوذه السياسي، ولكن لا احد يتوقع تغييرا جذريا يمكن ان ينقذ امريكا من مأزقها السياسي. ان النظام السياسي بمختلف أحزابه يخدم النظام الرأسمالي والنخبة الغنية الحاكمة، والخلافات بينها تبقى سطحية وغير جوهرية. وليست اسس هذا النظام موضع نقاش، بل "شكل" السياسة المطلوبة لمواجهة المشاكل العالقة: هل التهديد العسكري افضل ام التهديد الدبلوماسي، هل زيادة الضرائب ام تقليصها؟

اما آفة الفقر المتفشي في العالم، حروب الابادة في افريقيا، الامراض التي تقتل ملايين الاطفال، انعدام التعليم والصحة، البطالة والهجرة الجماهيرية من البلدان الفقيرة نحو البلدان الغنية بحثا عن لقمة العيش، النزاعات العرقية والقومية، كل هذه ليست موضع نقاش، بل هي وضع دائم لا يمكن حسب المفهوم الرأسمالي تغييره. هذا هو الواقع الذي على امريكا ان تواجهه تارة بالطرق الحربية وتارة بالدبلوماسية، ولكن لا حل حقيقي لها.

الهدف يبقى كما تحدد منذ تأسيس الجمهورية الامريكية، قدسية الثروة خاصة، وأهمية تقوية رأس المال على حساب المجتمع والعالم برمته. وتؤدي هذه السياسة الى توسيع الفجوات الاجتماعية وتفاقم الازمات العالمية، وبالتالي الى تعميق مأزق امريكا نفسها. لذلك فلا يمكن التعويل على ان تأتي الانتخابات القريبة بتغييرات كبيرة، بل من شأنها، ربما، ان تعاقب من قال انه يتصرف بامر الله ثم اتضح فيما بعد ان الاوامر جاءته من شركات النفط، الوحيدة التي استفادت من هذه السياسة الخاطئة.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب بوش الخاسرة
- حرب جديدة لماذا؟
- فتح - حماس: صراع على السلطة
- عنوان سياسي للعمال
- حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟
- شارون يورّث حكمه لاولمارت
- كاديما: اجماع اسرائيلي جديد
- باريس تشتعل مرة اخرى
- حرب اهلية فلسطينية على الابواب
- كاترينا تعصف بشعبية بوش
- نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية
- شارون يرسم الحدود وحده
- شرق اوسط جديد؟
- امريكا:مجتمع المُلكية ينقلب على دولة الرفاه
- هبوط الدولار يهز العالم
- الانتخابات الامريكية الدين يلعب لصالح بوش
- بين الواقع وعدم الواقعية
- عرفات ودحلان لا يلتزمان حتى النهاية
- الفوضى تستبدل الانتفاضة
- سعر النفط يهز اقتصاد العالم


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب بن افرات - انقلاب سياسي محتمل في امريكا