أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسين - زواج المتعة والموروث الأحمق















المزيد.....



زواج المتعة والموروث الأحمق


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لست معنيا بالدفاع عن الإسلام أو غيره من الأديان فهناك الكثير ممن تطوع لتمثيل هذه الأديان في المحاكم الاجتماعية والتاريخية ، كما إنني غير مأخوذ بخوض الجدالات والمهاترات الفقهية والمذهبية . لكنني أجد نفسي ملزما بتوضيح بعض الأمور التي يتعمد البعض إلباسها ثوب الغموض والتشكيك ليستعرض عضلاته اللغوية والفقهية والجدلية متجاهلا مشاعر وتقاليد الآخرين سواء كانت صحية أو غير صحية ما لم تكن مسيئة له وخصوصا إذا ما كانت هذه الاستعراضات متجنية وبعيدة كل البعد عن روح النقد البناء ، لذا أثارني حقا موضوع زواج المتعة للدكتور احمد صبحي منصور المنشور في الحوار المتمدن ليس للمغالطات الواضحة الواردة في الموضوع أو التجني المقصود وربما غير المقصود أو الفهم الخاطئ ولا حتى التأثير العاطفي الواضح بين سطور المقال في إنكار الدكتور لبعض الأحاديث وتأكيده لبعضها والتفسير الهوائي للآيات الخاصة بزواج المتعة ، بل ما أثارني هو استقبال هذا الموقع الرائع المتحضر اليساري التوجه لموضوع طائفي يحمل تناقضاته معه ولا يعود بثمرة إيجابية إن لم نقل ذا مردود سلبي لا يتناسب تماما مع الخط البياني لهذا الموقع المهم ، ولا أريد هنا اتهام الدكتور بالطائفية لكن الأسلوب والتفسيرات والتفنيدات التي يعرضها الدكتور تشككني بنزاهته ، كما إنني واثقا تماما ولا أشك أبدا بمصداقية هذا الموقع الذي يستحق بجدارة اسم المتنفس الوحيد للأفكار والآراء الحرة وأنا على يقين تام أن الموقع يعلي حرية الكلمة فوق كل شيء . ولكي لا أظلم الدكتور وموضوعه سأناقش بعجالة بعض ما ورد في المقال .
اعتمد الدكتور طريقة السؤال والجواب لتيسير الموضوع بعيدا عن التعقيد الفقهي ، وذلك شيء جيد لكن الغير جيد أن يختار الدكتور الأسئلة التي تدور في خلده والتي أعدّ أجوبتها سلفا حسب ميوله ولم أجد سؤالا واحدا يجعل القارئ يشعر أن هناك من يسأل لانشغاله بالموضوع وليس لمجرد الطعن ، بل أن بعض الأسئلة لا يكاد القارئ يخرج منها بجواب سواء كان مؤيدا لزواج المتعة أو رافضا له . ومنها السؤال الثاني وجوابه حيث كان السؤال :
س ) هل يصح أن يتزوج المسلم لأجل المتعة فقط ؟
جـ ) نعم ؛ فالحيوان يمارس الجنس لأجل التكاثر وبقاء النوع فقط ، أما الإنسان المكلف بالشرائع فهو يمارس الجنس للمتعة وطلب الذرية . ولذلك فإن التشريعات الإلهية والقوانين الوضيعة حرصت على التفريق بين الزواج الشرعي والعلاقات غير الشرعية بين الذكر والأنثى . وعن المتعة والاستمتاع كسبب للزواج يقول الله تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاع : النساء ؛3) (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ فَرِيضَةً : النساء 24) أي بسبب تمتعكم بهن فعليكم دفع المهر فرضا واجبا. وبقدر ما أكد القرآن على تحريم الزنا فأنه سهل الزواج الشرعي ودعا إليه.
لا أدري ما هو الرابط بين السؤال عن المتعة وعن الغرائز الحيوانية ، وهل الدكتور يخاطب أطفال لا يستطيعون التمييز بين صفات الإنسان والحيوان لكي يتحفنا بهذا الاكتشاف الخطير ؟!؟!؟! أترك عناء البحث للقارئ ربما يستطيع فك طلسمية العلاقة بين الغرائز الحيوانية والاستفتاءات الشرعية !!!.
وفي السؤال الثالث يتطرق الدكتور إلى الخلاف الفقهي بين الشيعة والسنة حول زواج المتعة لكنه لا يقدم جواب منطقي لمن يبحث عن تأييد للمتعة أو لمن يرفض هذا الزواج !.
س )ما هو الحكم الفقهي لزواج المتعة ؟
جـ )هو من أهم الاختلافات التشريعية بين الشيعة والسنة؛ يحرمه السنة ويجيزه الشيعة ، ولكل منهم أحاديث يستند إليها ، وكلها أحاديث متضاربة ومتناقضة . وهذا التناقض بين أحاديث تحرم المتعة أو تجيزها موجود حتى في مصادر الحديث لدى أهل السنة التي تجمع على أن النبي قد أحل المتعة في حياته ثم حرمها ، وتقول إن بعض الصحابة مارسها في عصر النبوة . وفى البخاري عنوان في هذا الموضوع يقول" باب نهى رسول الله عن نكاح المتعة آخرا" بما يعنى أنه أباحها من قبل ثم حرمها ؛ ثم عنوان آخر أكثر وضوحا ودلالة في صحيح مسلم يقول ( باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ واستقر تحريمه إلى يوم القيامة ) وتجد مثيل ذلك في سنن أبى داود وابن ماجة والنسائي والترمذي والدرامي وموطأ مالك ومسند احمد بن حنبل وتفسير الطبري ، وتعليق ابن حجر على البخاري في كتابه فتح الباري حيث يقول نقلا عن ابن حزم انه ثبت إباحة زواج المتعة بعد النبي من الصحابة ابن مسعود ومعاوية وأبو سعيد وابن عباس وسلمة ومعبد ابن أمية بن خلف وجابر وعمرو بن حريث إلى أخر خلافة عمر ؛ و من التابعين طاووس وسعيد بن جبير "، وقد تزوج ابن جريج فقيه مكة سبعين مرة بالمتعة تأكيدا لحلها .
المهم فئ الموضوع أن أهل السنة يجمعون على أن النبي احل زوج المتعة ثم حرمها . بينما يتمسك الشيعة بأن النبي أحل زواج المتعة ولم يحرمه .
يمكننا هنا أن نلاحظ أن الدكتور ناقل للخلاف ليس إلا حيث أنه ينتهي في جوابه إلى أن الشيعة اعتمدوا في تمسكهم بزواج المتعة وعدم تحريمه استنادا لما ورد عن النبي وكذلك السنة اعتمدوا ما لديهم من تحليل ثم تحريم !، إذا أين هو الجواب يا دكتورنا وأين حكمك الفقهي لمن استفتاك ؟. ثم أننا في سؤال وجواب سنتطرق إليه لاحقا نجد الدكتور لا يعتمد ما ذكره في جوابه هذا حيث أنه يفند التضارب السني ويلغيه تماما لكي يلغي بالتالي زواج المتعة !!!، ولا أدري ما هو الجديد في ذلك ، منذ قرون وفقهاء السنة ينكرون زواج المتعة ويحرمونه استنادا لتلك الأحاديث وها أنت يا دكتور تحذو حذوهم فما هو جديدك في هذا الموضوع لكي يشغل مقالك حيزا واسعا في صفحات الحوار المتمدن ؟!.
أما في السؤال الرابع فنجد الدكتور منظرّا أكثر منه مفتي حيث يغادر مناقشة هذا الموضوع الخطير ليفلسف لنا الفرق بين النبي والرسول وصلاحية كل منهما :
س ) وهل يملك النبي أن يحل شيئا ثم يحرمه فيما بعد؟
لا بد من الاحتكام للقرآن الكريم في هذه القضية. والسؤال المنهجي هو هل من حق النبي أن يحل أو يحرم أم هو مبلغ للتشريع بحلاله وحرامه فقط؟ الإجابة تبدأ بتوضيح الفارق بين مفهوم النبي ومفهوم الرسول في القرآن .
فمحمد عليه السلام يوصف بالرسول حين يبلغ الرسالة أي القرآن بما فيه من تشريع وحلال وحرام ؛ والرسول بذلك تكون طاعته هي طاعة لله تعالى لأنه المبلغ للقرآن ؛ وحين ينطق بالقرآن يجب أن يطاع لأن المطاع هو كلام الله في الحقيقة يقول تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ النساء64) (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ : النساء 80)
أما النبي في مفهوم القرآن فهو محمد عليه السلام في تعاملاته وشئونه خارج الوحي . ومن هنا نجد المفارقة واضحة في القرآن بين الأمر بطاعة الرسول ومجيء اللوم والعتاب للنبي كأن يقول سبحانه تعالى له (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ التحريم 1) والملاحظ أن كل العتاب للنبي جاء له بصفته الشخصية أو بصفة النبي ؛ بينما جاء الأمر بإتباعه بصفته الرسول ؛ ومعنى ذلك أن محمدا النبي هو أول من يطيع الرسول أي الرسالة أي القرآن، يقول له ربه ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللّه وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك :الأحزاب 1؛2 ) وتجد التاريخ الشخصي للنبي في القرآن يأتي بوصفه النبي ؛ مثل قولة تعالى ( يا نساء النبي .... )( يا أيها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي ....)( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ومعناه فيما يخص موضوعنا أن الرسول هو الذي بلغ التشريع عن ربه من خلال القرآن الكريم ؛ وأن النبي في حد ذاته لا يملك التشريع ؛ فإذا حدث وأفتى في شأن تشريع يخص شخصه قال له ربه ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) . يؤكد هذا أن النبي كان إذا سئل في أي شيء انتظر إلى أن تأتى الإجابة وحيا قرآنيا . فينزل الوحي القرآني يقول "يسألونك عن ... قل .... " وبعض الأسئلة كان يعرف النبي مقدما إجاباتها من خلال ثقافته العربية مثل (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ البقرة189) أو يعرف إجابتها من خلال ما نزل من قبل من الوحي القرآني كما تكرر في موضوع رعاية اليتيم في السور المكية؛ ثم جاء نفس السؤال في المدينة وتكررت الإجابة من الوحي القرآني بنفس الموضوع " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير "، أو كما يحدث في السؤال عن الساعة ودائما كان يتكرر سؤال النبي عنها وينزل القرآن ويؤكد نفس الإجابة ؛ ولو كان النبي يملك حق الإفتاء لقرأ عليهم الآيات السابقة ؛ ولكنه كان ينتظر الإجابة من السماء ؛ لأنه ليس من حقه أن يجتهد في الإفتاء والتشريع ؛ وبالتالي ليس من حقه أن يحلل أو يحرم ؛ فتلك وظيفته كرسول حين يبلغ الرسالة . أي القرآن . وبالتالي أيضا فإن النبي لم يتحدث مطلقا في أمور تشريعية . و أخيرا فإن تلك الأحاديث المتضاربة في موضوع زواج المتعة بين السنة والشيعة لم يعرفها عصر النبوة ؛ ولا شأن للنبي عليه السلام بها مطلقا ، أنها خلافات فقهية ارتدت ثوب أحاديث منسوبة للنبي افتراءا وتزويرا، وبها جعلوا النبي عليه السلام يقول قولا وينقضه بقول آخر، ويحل ويحرم ثم يحل ويحرم نفس الشيء . إذا فعل شخص عادى هذا التردد والاضطراب اتهمه الناس في عقله وفقدوا الثقة في قدرته على التمييز. فكيف إذا كان هذا الشخص رسولا نبيا ؟
أي أن أولئك الأئمة الذين افتروا على رسول الله كذبا قد اتهموه ضمنيا في عقله وتفكيره ، ولأنه يقوم بالتشريع – عندهم – فأنهم أيضا يتهمون تشريع الإسلام بالتناقض والاختلاف والاختلاق.
لا أجد بدٌ من الضحك وأرجو المعذرة يا دكتور فسؤالك مضحك والجواب أكثر سخرية . إن كنت تؤمن بهذا التمييز بين النبي والرسول فلماذا تفترض إن السؤال موجه للنبي أصلا ؟، أي بمعنى إذا كنت لا تؤمن إن من حق النبي التحليل والتحريم فلماذا أصلا تتساءل عن صلاحيات نبي وليس رسول وبما أنك تشكك بصحة الأحاديث فما هو المانع أن يكون زواج المتعة قد أُحل ثم حُرمّ كغيره من الأحكام الإسلامية الموجودة في القرآن والغير موجودة ( الناسخ والمنسوخ ) وفيما بعد أضيف لها تحليل وتحريم آخران نزولا لطلبات المسلمين ، أو لماذا لا يكون أحد الفريقين مفتري كذاب والآخر ملتزم والخلاف فيما بينهم إنما على ما زور الآخر من أحاديث ؟!. ثم أنك تختار الاحتكام للقرآن في هذه القضية وهذا جيد لكنك لا تحتكم لما اخترته وهذا غريب !!!، حيث إن السؤال يوحي إن محمدا نبي مجرد من صفة الرسالة والجواب يؤكد هذا الإيحاء كما أنك لم تذكر من الآيات سوى ما يؤيد رأيك متجاهلا الآيات التي تخاطب محمدا عليه السلام بصفته الرسولية والنبوية في الوقت ذاته ومنها على سبيل المثال لا الحصر :( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .....الخ آخر الآية . قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ..... الخ آخر الآية . سورة الأعراف الآيتان 157 و 158 ) وفي سورة التوبة ( ومنهم الذي يؤذون النبي ويقولون هو أُذن قل أُذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم . الآية 61 ) وفي سورة الحج ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي .... إلى آخر الآية 52 ) وغيرها من السور والآيات . وسنأخذ معك بهذا التمييز وهنا عليك أن تلتزم به كما تريد ممن تفتي لهم أن يلتزموا أو يأخذوا برأيك وقد ذكرت في الجواب أن الرسول واجب الطاعة كما هي مقرونة في الآيات التي ذكرتها إذا لماذا لا تأخذ بها أنت ؟، أنت تقرّ ضمنيا بأن زواج المتعة هو أمر من الرسول وذلك من خلال قولك في جواب السؤال الثالث ( المهم في الموضوع أن أهل السنة يجمعون على أن النبي أحل زواج المتعة ثم حرمه . بينما يتمسك الشيعة بأن النبي أحل زواج المتعة ولم يحرمه ) ويناقض تماما جوابك الرابع ( وأخيرا فإن تلك الأحاديث المتضاربة في موضوع زواج المتعة بين السنة والشيعة لم يعرفها عصر النبوة ؛ ولا شأن للنبي عليه السلام بها مطلقا ) إذا فمن أين جاء فقهاء السنة بهذه البدعة إن لم يكن لها أساس في عصر النبوة ؟. ثم أنك هنا تريد تفنيد زواج المتعة الذي يؤمن به الشيعة ويرفضه السنة لذا عليك أولا أن تبحث عن جذور هذا الموضوع لدى السنة وتتأكد من صحته فإن عثرت على ما يؤكد رفضك كان بها وإن لم تجد فعليك أن تقدم على الأقل أدلة منطقية عقلانية لإقناع المؤمنين بهذا الزواج وما ذكرته من خلاف فقهاء السنة فيما بينهم حول حليت زواج المتعة من حرمته لا يسعفك أبدا بل أنه يؤكد حقيقة هذا الزواج على ضوء أجوبتك ذاتها .
وفي السؤال الخامس وجوابه يصل التناقض حدا يثير الاشمئزاز كما أنه يؤكد ما ذهبنا إليه آنفا حول مغالطات الدكتور .
ســـ) إذن ما هو الأصل التاريخي لهذه الأحاديث ؟
جــ ) تعقدت الحياة الاجتماعية للمسلمين في العصر العباسي ؛ وازداد نهم الرجال للتمتع بالجواري وغير الجواري ؛ ولأنه كان مجتمعا متدينا تدينا سطحيا فقد كان يبحث عن فتوى تبرر كل شيء، وإذا ارتدت الفتوى ثوب الحديث أصبحت مقدسة وازدادت قوتها وتأثيرها وعملها، لذا نسبوا تلك الفتاوى للنبي عليه السلام بعد قرنين وأكثر من وفاته، وهو لا يدرى شيئا عما افتروه على لسانه. ولأنهم مختلفون متشاكسون فقد اختلفت فتاويهم ، أي اختلفت أحاديثهم المزورة المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام . ولقد كان أكثر الخلاف بين طائفتي الشيعة والسنة ، لذا تحولت بعض المسائل الفقهية ومنها زواج المتعة إلى ميدان حرب مذهبية تبارى فيها كل فريق في تعضيد رأيه بما يفتريه من أحاديث تعزز وجهة نظره. ولأن العصر العباسي هو عصر التدوين فقد تم تدوين تلك الأحاديث المزورة على أنها أحاديث نبوية . واستعراض التاريخ الزمني يؤكد تعقد المشكلة وتعقد الجدال بالحديث حولها بمرور الزمن . فموطأ مالك لم يأت فيه في زواج المتعة إلا حديثان فقط ، وهو أقدم كتب الفقه ؛ وقد مات مالك عام 179 . وحين تصل إلى بن حنبل تجدها حوالي 22 حديثا ، وقد مات ابن حنبل سنة 256هـ . وفى صحيح مسلم 30 حديثا بالمكرر ، وقد مات مسلم 261هـ.
وهكذا.. بمرور الزمن تعقدت المشكلة اجتماعيا وتعقد النزاع الفقهي بين السنة والشيعة فازداد إنتاج الأحاديث المتضاربة تعبيرا عن ذلك كله ، وبها خلقوا مشكلة وموضوع زواج المتعة. لو اتجهوا للقرآن يطلبون الهداية لعرفوا الإجابة ، إلا أنهم جعلوا القرآن مهجورا منذ البداية وعولوا على تزوير الأحاديث بغيا فيما بينهم وأدمنوا هذه الصناعة البذيئة فضلوا وأضلوا ، كما فعل السابقون.
لا أدري هنا من هم الذين زوروا الأحاديث وافتروا بها على النبي عليه السلام إكراما لحاجات العصر العباسي الشيعة المؤمنين بزواج المتعة استنادا إلى أحاديثهم النبوية وتأكيدات أئمتهم الأثني عشر على ذلك أم السنة الرافضين لهذا الزواج أيضا استنادا إلى أحاديثهم النبوية وتأكيدات أئمتهم الأربعة الأساسيين وغيرهم من الثانويين ؟!. ألفت انتباه الدكتور والقارئ الكريم إلى أن الشيعة إضافة إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يؤمنون إيمانا مطلقا بمصداقية الأحاديث عن الأئمة الأثني عشر وهذا أمر لا يحتاج إلى تأكيد وعلى ضوء ذلك فإن سلمنا بالتزوير الحاصل في العصر العباسي فليس من السهل نكران أن ستة من أئمتهم سبقوا عصر التدوين وهم ( الإمام علي والحسن والحسين وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق ) وهؤلاء الستة نقلوا عن النبي حليت زواج المتعة كما هو موجود في الكتب الشيعية وبالتالي فإن الأسباب التي يذكرها الدكتور لا تدفع الشيعة للتزوير بل أنها أكثر ملائمة مع السنة لكثرة رواة الحديث لديهم ثم إذا كان السنة قد ابتدعوا زواج المتعة كما يدعي الدكتور إذا ما الذي دفعهم إلى الإجماع فيما بعد على تحريمه نهائيا ورفضه رفضا قاطعا وكأنه أمرٌ دخيل على الفقه السني ؟. ألم يكن ابتداعه أصلا لإضفاء الشرعية على الغرائز الجامحة فهل تبدلت هذه الغرائز فيما بعد لتنتفي الحاجة لزواج المتعة ؟، ثم ما هذه العقلية الخلاقة التي تخترع ما ليس له وجود وتصنع له أسس تاريخية ؟.
أسمح ليّ يا دكتور أن أقول لك أن النزعة العاطفية لديك أثرت سلبا على محاولتك في تفنيد زواج المتعة بطريقة منطقية بعيدة عن الطائفية .
وفي السؤال السادس نجد الدكتور عاجزا عن الإجابة بشكل منطقي ليترك سائله في حيرة من أمره .
ســ ) هل تعرض القرآن الكريم لموضع (زواج المتعة ) بالتفصيل ؟
جــ ) حين نزل القرآن الكريم كان الزواج الشرعي معروفا . وقبل أن يكون نبيا ؛ وقبل نزول الوحي تزوج محمد بن عبد الله من السيدة خديجة زواجا شرعيا، بل انه عليه السلام جاء من آباء وأجداد تزوجوا زواجا شرعيا صحيحا و( الله اعلم حيث يجعل رسالته) " الأنعام 125" ولا يمكن أن يختار الله تعالى رسولا إلا إذا كان قد جاء من أسلاف تزوجوا زواجا شرعيا . بالطبع كانت هناك في الجاهلية تجاوزات في الزواج الشرعي في نكاح المحرمات ( زوجة الأب ؛ الجمع بين الأختين ) وعضل المرأة ( أي منعها من الزواج)،وأكل حقوقها المالية الخ .... ونزل القرآن يعالج كل هذه الموضوعات وينقى الزواج الشرعي من الرواسب الجاهلية، ومن خلال التفصيلات القرآنية وردت أسس الزواج الشرعي وهو أقدم "عرف" أو معروف" تعارف عليه البشر ؛ ولا يزال .
ومن خلال التفصيلات القرآنية عن الزواج يمكن أن تعرف حكم ما يسمى بزواج المتعة .
إن لم تكن بقدر المسؤولية فلما تضع نفسك في مواقف محرج ولمَ تسأل ما لا تستطيع الإجابة عليه ؟. ثم كيف سيجد القارئ حكم زواج المتعة في التفصيلات القرآنية الشائكة وقد شككت وطعنت مقدما بالأحاديث النبوية التي توضح هذه التفصيلات وتفك تعقيداتها ؟!. نعم إن القرآن تعرض لزواج المتعة ولذلك تمتع النبي والصحابة ومن بعد الصحابة وإلى يومنا هذا ما زال الشيعة يؤمنون به استنادا إلى القرآن والسنة المطهرة وبعض السنة أيضا وإن لم يجهروا بذلك . أما من الناحية التفصيلية فهناك ما هو أهم من زواج المتعة ولم يتعرض له القرآن بالتفصيل ومنها عمود الدين ( الصلاة ) بل حتى أوقاتها غير محددة ولو لا النبي لما عرف المسلمون أوقات صلواتهم وهكذا الحج وباقي العبادات والمعاملات والكثير من التعاليم الإسلامية الأساسية والثانوية .
وفي السؤالين السابع والثامن يأخذنا الدكتور إلى معاجم اللغة العربية مبتعدا عن صلب الموضوع .
ســ ) المدافعون عن زواج المتعة يستدلون بقوله (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة) : " النساء24" ويقولون انه ذكر لفظ " المتعة " وذكر " الأجر" وذلك يعنى زواج المتعة .. هل هذه حجة قرآنية على جواز زواج المتعة؟
جــ ) لا .. لأن القرآن في هذه الآية يتحدث عن الزواج الحلال إجمالا. في الآية السابقة لهذه الآية تحدث رب العزة عن المحرمات في الزواج من الأم والبنت والأخت ..الخ ، إلى أن يقول في هذه الآية في جواز الزواج من بقية النساء غير المحرمات:" (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) أي أحل الله لنا أن نتزوج بأموالنا طالبين العفة " محصنين" راغبين عن الزنا وكارهين له " غير مسافحين " وبسبب استمتاع الرجل بزوجته الشرعية فلابد أن يعطيها صداقها ومهرها ؛ ((فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة)
ســـ ) ولكن القرآن لا يتحدث هنا عن الصداق وإنما يذكر الأجر قائلا :" فآتوهن أجورهن " فهل يطلق لفظ الأجر على المهر؟
جــ ) نعم ... بل هو الغالب في كلام القرآن الكريم عن الصداق والمهر، فالله تعالى يقول عن صداق ومهر الجارية (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) النساء25" ويقول عن زواج المؤمنة وزواج الكتابية ( اليهودية والنصرانية) (اليومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) المائدة :5" فجعل مهر الزوجة المؤمنة والكتابية موصوفا بأنه أجر ........
وقال عن زواج المؤمنة المهاجرة في سبيل الله (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ )" الممتحنة10" وأكثر من ذلك أنه تعالى قال عن زواج النبي نفسه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ)"الاحزاب50" أي دفعت مهورهن . إذ فالأجر في قوله تعالى عن الزواج (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) إنما يعنى المهر والصداق..
أظنك يا دكتور ستحتاج هنا إلى توضيح مهم وهو إذا كان الأجر هو الصداق والمهر فمتى يجب على الرجل دفعه لزوجته الشرعية قبل الزواج أم بعد ليلة الزفاف أم بعد الإنجاب أم الطلاق أم متى ما شعر الرجل أن زوجته الشرعية لم تعد تمتعه أم حسب ما يهوى فؤاده ؟؟؟. وأظنك ملزما على ضوء الآيات التي ذكرتها أن توضح للقارئ لماذا أحلّ القرآن للنبي أزواجه الآتي آتاهن أجورهن وهل كنّ قبل ذلك محرمات عليه ؟!. ثم أن السِفاح يا دكتور هو الزنا والآية التي تذكرها ( اليوم أحل لكم الطيبات ..... محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) إنما تؤكد أنها لا تتحدث عن الزواج المتعارف عليه بل زواج المتعة وإلا ما الداعي لتأكيد الله تعالى على نية التحصن من السفاح والزنا إن لم يكن المقصود بالآية الرجل الذي لا تتوفر لديه متطلبات الزواج الدائم أو من لا يجد في زوجته الكفاية الجنسية التي تغنيه عن النظر إلى غيرها كما أن ( خدن ) تعني الصديق أو الصاحب فما الداعي لتأكيد القرآن الكريم على حرمة المصاحبة أو الصداقة بين الزوج وزوجته إن لم تكن هذه الزوجة وظيفتها وقتية أو غير معلنة ويجب أن تنتهي العلاقة معها بانتهاء المدة المحددة المتفق عليها ؟!. أراك يا دكتور تضع نفسك في زوايا حرجة جدا كان الأجدر بك أن لا تدخلها بما أن أفقك شديد الضيق ولا يتسع للآخر !!!.
أما الأسئلة التالية فهي لا تحتاج إلى تعليق وللقارئ أن يحكم على كم التناقضات الكبير والواضح ليقيم بعد ذلك مصداقية الدكتور في معالجته لهذا الموضوع الخطير . وسيلاحظ القارئ الفطن والغير فطن التناقض في أول سؤالين .
ســ ) إذن ما هو الفرق بين الزواج المتعارف عليه وزواج المتعة ؟
جــ ) إن الزواج المتعارف عليه يكون مطلقا بدون تحديد مدة للزواج ؛ أما زواج المتعة فهو محدد بمدة يتفق عليها الطرفان.
س: وهل يجوز في الزواج الشرعي أن يتفق الطرفان على تحديد مدة للزواج ؟
ج ) نعم ، لأن الأصل في الزواج التراضي والاتفاق :
1- فالمهر حق للزوجة ولكن إذا رضيت بإرادتها الحرة التنازل للزوج عن جزء من المهر جاز ذلك ، والله تعالى يقول (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) "النساء 4" . أي يجوز بالتراضي والاتفاق أن يتنازل أحد الطرفين للآخر عن بعض حقوقه ؛ هذا مع كون الصداق فريضة واجبة قال عنها الله تعالى في زواج المؤمنين (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ ) "الاحزاب50"
2_ ويجوز أيضا أن يتراضى الطرفان على زيادة بعد المهر ؛ والله تعالى يقول ( فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة" النساء " فإذا تراضى الطرفان على جزء زائد على الفريضة أي الصداق كان ذلك ملزما لأنه تم عن تراض واتفاق.
3_وإذا تراضى رجل وامرأة على الزواج وأراد ولى الأمر منع ذلك الزواج أي أراد "عضل المرأة " فإن القرآن يمنع ذلك العضل طالما تراضى الرجل والمرأة على الزواج بالمعروف ؛ والله تعالى يقول (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوف) "البقرة232" أي أن التراضي في عقد الزواج بين الطرفين يسرى فوق إرادة ولى أمر الزوجة.
4_ وحتى بعد حدوث الطلاق ووجود طفل فإن فصال الطفل عن الرضاع يجب أن يكون بالتراضي والتشاور بين الأب وألام " (لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا " البقرة233"
5_ وحتى في قصص الأنبياء في القرآن الكريم نجد أهمية ذلك التراضي في عقد الزواج ؛ فقد تراضى موسى عليه السلام مع الرجل الصالح على صداق مناسب (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِين قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيل " القصص 27؛28" اتفق موسى مع الرجل الصالح على أن يدفع مهر ابنته عملا عنده لمدة ثماني سنوات فإن أتم عشر سنوات عملا فذلك تفضل من موسى ؛ ووافق موسى على أساس أن يختار لنفسه أي الأجلين دون حرج ، وجعلا الله تعالى وكيلا على عقد الزواج. ذلك نوع جديد من الصداق ؛ أن يكون عملا يؤديه الزوج يستمر عدة سنوات ، ولأنه تم التراضي عليه فقد أصبح لازما وأصبح به العقد صحيحا .
6_ والقاعدة القرآنية الشرعية تجعل العقد شريعة المتعاقدين ؛ والله تعالى يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود ) المائدة1"
وعليه فإنه يمكن القياس هنا ؛ مع الأخذ في الاعتبار أن عقد الزواج من أهم العقود التحى يعقدها الإنسان ؛ والله تعالى وصف عقد الزواج بأنه "ميثاق غليظ" النساء21" . فإذا تراضى الطرفان على شرط في عقد الزواج أصبح ملزما للطرفين ؛ لأن ذلك في إطار الزواج الشرعي وليس فيه تلك التجاوزات التي نهى عنها القرآن وليس فيه أيضا ذلك " السفاح" أو" اتخاذ الأخدان " أي الزنا واتخاذ العشيقة .......
وعليه فإن اتفاق الزوجين على تحديد مدة للزواج لا يقدح في صحة الزواج خصوصا وأن قوله تعالى " ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة" جاء عاما فيما يقع عليه التراضي ، سواء كان التراضي على جزء زائد على المهر أو المؤخر أو كان على تحديد مدة للزواج أو على شيء آخر في إطار الزواج الشرعي .
ســ ) أذن على هذا فإنني استطيع أن اتفق مع أي امرأة على أن أتزوجها لمدة نصف ساعة ثم أطلقها بعد ذلك ويكون زواجا شرعيا ؟
جــ ) لكي يكون ذلك زواجا شرعيا لابد من مراعاة الشرع في كل شيء .
1- قبل عقد الزواج
• لابد أن تكون من خارج المحرمات المنصوص عليهن في سورة النساء (24:22)
• ولابد أن تكون عفيفة غير موصوفة بالزنا مصممة عليه دون توبة ، فإذا تابت عن الزنا زالت عنها تلك الصفة، ونفس الحال للرجل الزاني إذا تاب ، {الفرقان : 68 ـ70 }
• وألا تكون مشركة – ليس الشرك العقيدي في التعامل مع الله تعالى ، فذلك مرجعه لله تعالى يحكم فيه بيننا يوم القيامة فيما نحن فيه مختلفون – ولكن الشرك السلوكي في التعامل مع البشر ، بمعنى الاعتداء بالقتل على المسالمين، أو الإجرام الذي يستحل قتل الأبرياء، أو الإرهاب بالمفهوم المعاصر الذي يعنى قتل المدنيين وغير المحاربين ، فالإرهابي في عصرنا هو المشرك مهما كان الشعار الذي يرفعه – وذلك طبقا لمفهوم القرآن عن مصطلح الشرك السلوكي في التعامل مع الناس. ومن يبتغ التأكد فعليه بمراجعة المصحف المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ليتدبر الآيات التي ورد فيها ألفاظ ومشتقات الإسلام والإيمان والشرك والكفر والفسق والظلم والإجرام والاعتداء والعدوان والقتال والبغي. ونعود إلى موضوع المتعة وتحريم القرآن الكريم للزواج من المشرك ـ أي القاتل الإرهابي المجرم والمشركة التي على شاكلته ـ والمدمنة للزنا والمدمن للزنا دون توبة. الله تعالى يقول عن ذلك : " (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين).
* ولابد أن توفى عدتها إذا كانت قد تزوجت من قبل ودخل بها زوجها .
أما إذا كانت فتاة أو مطلقة لم يدخل بها زوجها فليست لها عدة ، والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا الأحزاب 49"
2- في عقد الزواج :
طالما كانت خالية من كل الموانع الشرعية كانت صالحة للزواج الشرعي إذا دفع مهرها لأنه فريضة وحق للزوجة . ويتم عقد الزواج بحضور الولي - الذي تختاره العروس - واثنين من الشهود ، وكأي عقد يجوز لكل طرف أن يشترط لنفسه ما يشاء طالما رضي الطرف الآخر ، وما تم الاتفاق عليه يصبح في العقد واجبا ملزما . وكانت العقود تتم شفهيا ، أو يتم كتابتها . وبقيام الدولة الحديثة في مصر تم صياغة عقد موحد في بنوده الأساسية لكل زواج ، وتحدد شخص معين أصبح مأذونا له بكتابة العقد للزوجين – هو المأذون الشرعي – ولكن هذا لا يمنع من شرعية أي عقد زواج بدون مأذون ، أو بدون كتابة طالما حضر وشهد الولي والشهود وأخذت المرأة صداقها.
3- وإذا تم عقد الزواج بشرط تحديد مدة معينة وكانت نصف الساعة كما تقول ثم طلقها بعد نصف ساعة فذلك يتطلب الحقوق والالتزامات الشرعية الآتية :
ا - أن تظل في بيته ينفق عليها طيلة مدة العدة للتأكد إن كانت حاملا من عدمه ؛ والعدة " ثلاث حيضات" للمطلقة ؛ أي حوالي ثلاثة أشهر.
ب – إذا تبين في مدة العدة أنها أصبحت حاملا امتدت عدتها إلى الوضع – الولادة - تحت رعايته ونفقته .
ج- وإذا أنجبت كان عليه نفقة المولود إلى أن يشب ويعتمد على نفسه، وكان عليه أيضا نفقتها إذا كانت ترضع الطفل ؛ والله تعالى يقول عن حقوق المطلقة (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى " الطلاق6"
د- وبعد العدة واكتمالها تصبح المرأة صالحة للزواج مرة أخرى ؛ ولكن في كل الحالات يكون للمطلقة حق المتعة وهو قدر من المال يحدد بالمعروف والله تعالى يقول (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين " البقرة 241)
ه- وحقها في المتعة لا ينفى حقوقها الأخرى مثل الميراث إذا توفى وهى في عصمته ، أو إذا كان لها مؤخر صداق .
وتلك الحقوق التي كفلها الله تعالى للزوجة والمطلقة قد حصنها القرآن بسياج هائل من التحذيرات والإنذارات حتى لا تتعرض للانتهاك من الرجل ؛ وذلك التحذير والتهديد مرجعه إلى أن الإنسان هو وحده الذي يستطيع التنفيذ ويستطيع أيضا العصيان والتلاعب ولا تستطيع قوة بشرية أن ترغمه على إنصاف امرأة يريد الكيد لها. والمحاكم الشرعية وما يحدث فيها خير دليل على ذلك .
والمهم أن زواج نصف ساعة يترتب عليه آثار جانبية خطيرة بعد المهر ؛ أي تنقضي الثلاثون دقيقة من ( زواج المتعة ) ويأتي بعدها شهور من المعاناة ينفق فيها على المطلقة ما بين نفقة إلى سكن إلى متعة ؛ ثم إذا كانت للزواج آثار جانبية ، أي أسفر الزواج عن حمل كانت المصيبة أعظم ؛ ليس فقط في الرضاعة والإنفاق على الطفل ؛ ولكن في اكتسابه ابنا لم يكن في حسبانه وهو يحلم بمتعة النصف ساعة......
هذا هو الزواج الشرعي ومستلزماته سواء كان لمدة نصف الساعة أو كان تأبيدة تستهلك العمر....
وإذا طبقنا الزواج الشرعي ـ المؤقت أو المؤبد ـ وفقا لتشريعات الله تعالى في القرآن الكريم أصبح التراث المكتوب عن زواج المتعة نوعا من اللهو الفقهي أو القصف الحربي بالأحاديث المزورة.
أخبرت القارئ مسبقا بالمتناقضات وسأعلق قليلا على ما ورد وخصوصا فيما يخص شرعية اتفاق الرجل والمرأة على مدة محددة لزواجهم الشرعي والذي يُعرفّ فقهيا بالزواج الدائم !. رغم الشرح بل الإسهاب المطول والأدلة الطويلة العريضة من القرآن والأحاديث إلا أننا لا نجد دليل واحد يؤكد شرعية تحديد مدة زمنية لزواج من المفترض أنه زواج دائمي !، ولا أدري ما الفرق بين الزواج الدائمي وزواج المتعة على ضوء فلسفة الدكتور ؟، أنه بذلك يعقدّ الموضوع بدل أن يبسطه كما أنه يؤكد إن زواج المتعة أمر وارد في الإسلام بأدلة نقلية وعقلية .
هذا ما جاء به الدكتور ومع احترامي لرأيه واهتمامه بهذا الموضوع ومحاولته توضيح ما يراه صحيحا أو تبسيط هذا الموضوع الشائك لكنني أجد أن الدكتور لم يُوفق فيما أراده ، لذا أرجو من الدكتور أن يكون أكثر موضوعية في مناقشة هكذا مواضيع لكي يصل إلى أكبر عدد ممكن ممن يبحثون عن إجابات فقهية تشغلهم . كما أرجو من هذا الموقع المتميز أن يسمح ليّ بطرح رأيي في ما يخص زواج المتعة وأرجو من الدكتور أن لا يتحفظ من ذلك ولا يعتبره ردا أو تحديا له .
ليست قليلة الكتب والبحوث والمقالات التي ناقشت زواج المتعة سلبا أو إيجابا ، مدحا وذما . وأكثر منها النقاشات والجدالات وربما ( العركات ) بين عامة الناس والمثقفين منهم والمتدينين ورجال الدين .
وأنا واحدا من أولئك المتناقشين والمتجادلين ــ والحمد لله لم أكون من المتعاركين ــ . يحلو لبعض الحمقى والجهلة في الثقافة الإسلامية عندما تقدم له الأدلة الشرعية على حلّيت زواج المتعة في القرآن الكريم والسنّة المطهرة وحين يعجز عن الحوار بصورة حضارية إسلامية يلجأ إلى الجملة المأثورة ( تقبلها على أختك ؟ ) . وبما أنني من بيئة عراقية قطعا سأرفض ذلك لا إراديا أن لم يبدو غضبي واضحا بشكل انفعالي . وبالطبع سيلتفت هذا إلى من حوله ويقول لهم منتشيا ( ها ؟ لصمّته ) . وسيعود إلى أهله متفاخرا بأنه ( لصمّني ) .
يحق له أن يفتخر بذلك النصر ، وذلك لأننا ما زلنا نعرض القضايا الدينية والعقائدية والعلمية وحتى السياسية على المفاهيم العشائرية فما وافق تقاليدنا قِبلناه وما خالفها تركناه حتى لو كان فيه الحل لمشاكلنا أو قضايانا .
المجتمع العراقي الإسلامي والشيعي خصوصا ما زال حتى أيامنا هذه مجتمع عشائري ، يولي التقاليد العشائرية اهتماما بالغا وفي بعض الأحيان تطغى تلك التقاليد على تصرفاتنا بشكل واضح جدا حتى وأن كنا نعيش داخل المدن العلمانية أو الأحزاب اليسارية . أضف لذلك أن المتجمع الشيعي جنوبي أصلا حيث العرف العشائري هو السائد والحاكم المطلق على جميع الأطياف الجنوبية ، شيعة وسنة ومسيح وصابئة ويهود ، عربا وأكرادا وتركمانا .
وعليه ، لا بد من رفضي أن تكون أختي زوجة متعة وخصوصا إذا ما قالها غريمي بطريقة الطعن .
لكن هناك جانبان مهمان جدا أغفلتهما الدراسات والنقاشات هما :
أولا : الخطيئة الشرعية .
منذ أن حرّم البعض ما أحلّ الله دخل المسلمون في جدال عنيف . الرافضين للتحريم ينقمون على المحرمين أنهم حولوا الرجال والنساء العاجزين عن كبت حاجتهم الغرائزية إلى ( أشقياء ) حيث أنهم حرموهم من متنفسٍ شرعي يلبون من خلاله إلحاح الشهوة الجنسية التي حرموا منها لسببٍ ما ، ربما يكون السبب إعاقة تحول دون الزواج الدائم أو شكل ومظهر غير مقبول أو عائق مادي أو خلل جيني أو صحي كالعقم وغيره إلى غير ذلك من أسباب أساسية أو ثانوية تقف عقبة وكداء في طريق الشهوات الطبيعية الباحثة عن قنوات شرعية تسير فيها بشكل صحيح .
أما المؤيدون للتحريم فهم يرون أن من حرمّ ذلك هو على حق وعلى دراية بأمور الدين وأن زواج المتعة رخصة في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد انتهت ولم يعد لها حاجة أو أن البعض أساء استخدامها أو أنها تُبعد عن الزواج الدائم إلى غير ذلك من تبريرات . لكنهم تناسوا أن المحرّم هو إنسان غير مفوض من قِبل الله سبحانه وتعالى ليحرم ويحلل وهو ليس نبي مما يعني أن حكمه ليس دستورا أو فرضا إلهي وإذا ما كان هذا الحكم سلبي أو ضار لبعض من لا يقوى على كبح جماح غريزته فلا داعي أن نخضع له أو على الأقل لا نسيء لمن لا يأخذ به .
وهم بذلك كانوا سيجنبون الأجيال اللاحقة الوقوع في الخطيئة الشرعية المتمثلة بالتالي :
1. الإساءة بحق الذات الإلهية . حيث أن وصف زواج المتعة بالزنا أو الدعارة هو شتم صريح لمن شرعه ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ــ .
2. عدم الأخذ بتعاليم القرآن الكريم الذي ينص على حلّيت زواج المتعة والأخذ برأي إنسان معرض للخطأ وكأن الآيات القرآنية تدعوا للزنا ولا يجب احترامها .
3. الاتهام المباشر والصريح لشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وذلك من خلال اعتناق رأي تابع من أتباعه ورفض الفسحة التي منحها لنا الله على لسان رسوله وكأننا نتهمه ــ حاشاه عن ذلك ــ بالدعوة إلى حزبٍ أو حركة اجتماعية تبيح الزنا وليس داعية إلى دين سماوي .
ثانيا : الإهانة الاجتماعية .
يجب أن نفهم الإسلام بشكل صحيح . أن من يقرأ التعاليم الإسلامية ، الأوامر والنواهي ، المستحب والمكروه بل حتى العبادات ما هي إلا منهاج اجتماعي متطور جدا بالنسبة لزمنه وحتى زمننا هذا في بعض الأمور ، ومن أساسيات الإسلام هو احترام الإنسان مهما كانت قوميته أو عرقه أو دينه أو عقيدته . وبذلك علينا احترام الإنسان وعقائده وآرائه مهما كانت مختلفة عنا ، لكن المحرمين لزواج المتعة لا يؤمنون بذلك ولا يحترمونه . أنهم وبكل سهولة يتهمونك بـ( القوادة ) والدعارة لمجرد ذكرك زواج المتعة متناسين أن الطعن بأعراض الناس ما هو إلا إهانة بل جريمة يعاقب عليها الدين والقانون لكنهم لا يتورعون أبدا عن هذه الإهانة والإساءة للآخرين لمجرد اختلافهم في أمر هو في حقيقته شرعي مائة بالمائة وإنساني أيضا .
أرجو من الأخوة المحرمين احترام المحللين وأرجو أن يراعوا الجانبان المذكوران لما فيهما من إساءة للدين والإنسان . ثم لماذا لا نتعامل مع بعضنا البعض بطريقة شفافة وهادئة تساعدنا على التقارب وليس التباعد وتبقينا أخوة وأصدقاء حتى وأن لم نتفق .
أنا لا أفرض على أحد الإيمان بزواج المتعة لكنني أطالبه أن لا يسيء لم يؤمن به وبالذات بعد أن لجأ الكثير من الشابات والشباب إليه كحل لما يعانون منه وهؤلاء من المذاهب التي تحرم زواج المتعة ولدينا في العراق الكثير من هذه الحالات وقد أجرت إحدى الصحف أو القنوات الفضائية – لا أذكر تحديدا – بعد سقوط النظام السابق لقاءات مع هؤلاء الشباب من السنة وأغلبهم إن لم يكن جميعهم طلبة جامعيين .
أقول لكم يا من حرّمتموه على رجال ونساء الإسلام من يتحمل أثم هؤلاء الذين لجئوا إليه وهم يعتقدون بحرمته ؟! . أنتم من يتحمل وزر هذه السيئة . حرمتم الشابات والشباب من رحمة إلهية وأجبرتموهم على مخالفتكم التي هي مخالفة شرعية في نظرهم أي أنكم دفعتموهم إلى الزنا ذلك لأنهم آمنوا بحرمته بسببكم ولكنهم بالتالي لجئوا إليه .
كلمة أخيرة . دعونا نؤمن أن ( اختلاف أمتي رحمة ) هو هذا . أي أنني ألجأ إلى مذهب إسلامي ليحل ليّ مشكلة لا أجد لها حلا في مذهبي على أن يكون الحل له أساس أو إشارة في القرآن والسنة وهذا ما حصل مع الأخوات والأخوة الذين وجدوا ما يقنعهم أن حلّيت زواج المتعة لها أساس في القرآن والسنة . أو أن تلجأ الفتاة الشيعية إلى فقه الإمام أبي حنيفة النعمان حين يقف ولي أمرها في طريق زواجها من إنسان تريده ذلك لأن الفقه الحنفي يجيز لمن بلغت سن الرشد أن تتزوج دون موافقة ولي أمرها . هكذا يجب أن نفهم تعدد وتنوع المذاهب الإسلامية لا أن نحذو حذو وعاظ السلاطين .



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل شاهدت الواقعة ؟؟؟؟ صدام بريء وانتم خونة
- كشف المستور في كتابة الدستور
- الاسلاميون وامريكا
- معا ضد التطرف
- شيفرة الموت والجامعات العراقية
- حب الكتروني
- تحولات الكائن
- الإسلام السياسي والعنف


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسين - زواج المتعة والموروث الأحمق