أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!














المزيد.....

السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!

من الصعب أو المحرج أن تكتب عن شخصية عامة، خاصة إذا كان رجل دين ويمارس الكتابة بشكل متواصل، فربما يسيء البعض فهم خلفية هذه الكتابة.ورغم ذلك فالشخصية التي أنا بصددها في هذه المقالة آسرة بأفكارها وجرأتها في الطرح مما يجعلك لا تملك القدرة على الانفكاك من تأثيرها الفكري والروحي وتفردها بهذه الجرأة خاصة في هذه الظروف المحزنة التي يمرّ بها الوطن الموصوف ب ( العربي )، حيث تم خطف الإسلام من قبل أدعياء سخّروه لخدمة مصالح شخصية أو أجندات لأنظمة سياسية، فإذا الإسلام في السنوات الأخيرة مرادف في أغلب دول العالم للعنف والإرهاب، فهل يعقل أن تخلو ساحة الوطن العربي من رجال دين حقيقيين يعيدون للإسلام صورته الحقيقية؟. إنه الكاتب ورجل الدين البحريني( السيد ضياء الموسوي). تعرفت عليه المرة الأولى قبل ثمانية شهور تقريبا في مؤتمر عام حول مشاكل الأقباط المصريين في مدينة زيوريخ بسويسرا. تساءلت في سريرتي عندما شاهدت في برنامج المؤتمر اسمه وصفته ( رجل دين شيعي )، ما دخل رجل الدين هذا بالمؤتمر وغالبية رجال الدين العرب ينكرون أية مشاكل للأقباط المصريين!، وصبرت حتى سمعت مداخلته الأولى في المؤتمر، فإذا هو مفاجأة لي تصل حد الصاعقة، فهل يعقل وجود هذا ( الضياء ) وسط العتمة التي نعيش منذ قرون فيها؟. وقف رجل الدين الموسوي هذا بملابسه العصرية الحديثة يشخص ظاهرة العنف التي تجتاح الساحات العربية المشتعلة، فإذا الحل عنده هو ( وقاتلوهم...وقاتلوهم بالحب!!).

ومنذ ذلك اللقاء المثير وأنا أتتبع كتاباته، فإذا هو رجل دين عصري لا يعترف بأن رجال الدين فوق النقد، ففي مقالة له بعنوان ( العرب والعنتريات التي ما قتلت ذبابة ) بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر لعام 2005 ، كتب يقول: ( الإسلاميون يمتلكون قدرة على تحشيد الجماهير لكنهم لم يستطيعوا تحويل هذه الجماهير إلى برامج عملية ولو من أجل الوصول إلى الخبز وما زالوا يعيشون على أحلام الأندلس والعهد الذهبي للعباسيين. صراخ يتلوه صراخ وهكذا هي العملية ما طرحه عنترة بن شداد في المبالغات الخرافية من استعراض العضلات على طريقة " السقوط على أسوار بغداد" نطرحه في السياسة...يتغير العالم وتتغير توازناته والشعارات كما هي والأفكار كجذوع النخل لا يحركها شيء ) ، أما السبب كما يراه فهو ( كل البيوتات الإسلامية عصية عن النقد من سلفية وشيعية وسنية إلا ما رحم ربي ). ويواصل تشخيص الواقع العربي فيقول: ( تحولت فلسطين إلى دجاجة من بيضها الثمين يأكلون وقميص عثمان الذي به يتاجرون...وجيفاراتنا كل منهم يمتلك بلورات سحرية لكنها للأسف بلاستيكية تزيدنا والفقراء ألما على الألم وجرحا على الجرح ).

شدتني كتابته الواقعية الجريئة فواصلت البحث عن معلومات عن هذا ( السيد المختلف )، فإذا هو مفكر منفتح على العلوم العصرية، ويمتلك متانة علمية فقهية تأصيلية، وحاصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي ودارس للبحث الخارج في قم ( تعادل الدكتوراة )، وله كتابات متعددة في الصحافة وله برامج ثقافية في التلفزيون البحريني، ومقابلات عديدة في قنوات عربية مختلفة...والمثير للفرح والبهجة أنه يلقي محاضرات في الكنائس عن ( التسامح والحب )، كان آخرها قبل عام تقريبا في الكنيسة الإنجيلية في المنامة....لذلك كانت طبيعية صرخته في مؤتمر زيوريخ ( وقاتلوهم بالحب )، وهو أيضا يمتلك مركزا للحوار الثقافي وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين وهو أكبر مجلس لعلماء الطائفتين السنية والشيعية.

ما هي آخر مفاجآت هذا السيد الموسوي؟
وكون البحرين مشغولة الآن بالانتخابات البرلمانية والبلدية التي ستجري في الخامس والعشرين من نوفمبر القادم، وبعد التحقيقات التي قرأتها عن الانتخابات البحرينية، اعتقدت أن السيد الموسوي سوف يخوض هذه الانتخابات اعتمادا على شعبيته وشهرته التي تضمن له حتما النجاح والفوز بالمقعد النيابي. وهنا كانت المفاجأة المذهلة فالسيد الموسوي بدلا من أن يترشح للانتخابات فقد اقترح على زوجته السيدة ( فاطمة علي إبراهيم علي)، أن تتقدم هي لخوض الانتخابات بدعم منه كمفكر ورجل دين، لأن في ذلك رسالة بالصوت العالي والتطبيق الميداني للمجتمعات ورجال الدين تحديدا مفادها أن المرأة إنسان له كافة الحقوق السياسية والاجتماعية بعكس بعض المجتمعات العربية التي ما زالت تحرمها من خوض الانتخابات كونها تعد من الولاية العامة حسب المصطلح الفقهي، وهذه سابقة في التاريخ العربي: زوجة رجل دين إسلامي تترشح لخوض الإنتخابات البرلمانية وزوجها السيد يعمل مديرا لحملتها الانتخابية . والسيدة ( فاطمة علي إبراهيم ) جديرة بهذا المقعد البرلماني فهي (عمرها 31 عاما) أصغر مرشحة للبرلمان البحريني، وحاصلة على بكالوريوس علم النفس وبكالوريوس في العلوم الإسلامية، وتخوض الإنتخابات كمستقلة في الدائرة الخامسة في المنطقة الشمالية في مملكة البحرين، وهي المرشحة المستقلة أمام ثمانية مرشحين من الرجال أغلبهم مدعوم من جمعيات سياسية.

إنها تجربة مثيرة يشكر عليها السيد الموسوي والسيدة فاطمة، لأنها تجربة تريد إيصال رسالة سواء نجحت السيدة فاطمة في الانتخابات أم لم تنجح...فالرسالة وصلت لكل من مازال يستخدم الدين لاضطهاد المرأة. في هذه اللحظة المثيرة لي أمنيتان: الأولى لو كنت قادرا على السفر إلى البحرين للمشاركة في الحملة الانتخابية للسيدة فاطمة علي، والثانية لو كنت بحرينيا كي أعطي صوتي للسيدة فاطمة علي....وتبقى التجربة مما يسجل بفخر للحياة السياسية والحريات الديمقراطية في مملكة البحرين...فيكفينا ضحكا على نفوسنا بأننا من أفضل الأمم ونحن لا نعمل شيئا كي نكون كذلك، والسبب كما يقول السيد ضياء الموسوي ( العقل العربي مخطوف إلى حيث الخرافة والوصاية والاختزال والتسطيح ).



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسابات النصر والهزيمة في حرب حزب الله الأخيرة
- اسماعيل هنية: لمصلحة من استعداء الشعب الكردي؟
- الحل هو تخلي حماس عن تشكيل الحكومة
- النظام السوري والموقف من الجولان المحتل
- جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟
- لماذا أحداث 11 سبتمبر إرهاب صريح؟
- أفيقوا: ما قيمة العلم بدون وطن؟
- من المسؤول: نحن أم الاحتلال؟
- ترتيب البيت الفلسطيني. مسؤولية من..وكيف؟
- النظام السوري: استمرارية تعتمد على الخلافات والتعديات
- ماذا يريد النظام السوري من لبنان والعرب؟
- هل يمكن الإطمئنان لدور إيران في المنطقة؟
- مواقف أردنية تستحق القراءة والتركيز
- نتائج مستقبلية للجرائم الإسرائيلية
- هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ 2
- هل يساوي ثلاثة جنود إسرائيليين هذا الموت والدمار؟
- دمشق و طهران: كذب وخداع و قمع
- ( هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ ( 1
- الملتقى الوطني الأردني: خطاب غوغائي واستعمال مضلل للدين!
- محنة الفلسطينيين في العراق..إلى متى؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!