أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *














المزيد.....

الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود أصل نشوء "الإرهاب" ضد الولايات المتحدة إلى تبنيها سياسة خارجية تقوم على العداء والأنانية، وغالباً القسوة والهمجية التي أصبحت محل شعور عالمي واسع.
تُشكل المعضلة الفلسطينية البرهان الواضح على هذه الحقيقة. فالأسلحة الرهيبة التي يستمر الجيش الإسرائيلي استخدامها ضد الفلسطينيين، مجهزة بدرجة كبيرة من قبل الولايات المتحدة. لا أحد يستطيع أن يلوم الفلسطيني الذي هُجر من وطنه وأُجبر على العيش تحت ظروف لا إنسانية في معسكرات اللاجئين، وغياب الأمل بمستقبل لائق، إذا ما حمّل الولايات المتحدة مسؤولية المأزق الذي يعيشه. ولا يقف هذا المأزق عند الفلسطينيين، بل يمتد كذلك إلى شعوب أخرى مثل العراق، أفغانستان، فيتنام، إيران، ليبيا، السودان، اندنوسيا، اليابان، كوريا.. التي عانت جميعها من ويلات لا تُعد ولا تُحصى من البؤس والتعاسة من أجل مصالح الولايات المتحدة. لكن العراق وأفغانستان بحاجة إلى ذكر خاص في ظروف الأحداث الرهيبة التي تقع هناك وبشكل غير مسبوق وغير قابلة للمقارنة تاريخياً في أي زمان ومكان.
قد يكون الاقتصاد الأمريكي ذات أهمية عظيمة للأمريكان ولكن ليس لبقية العالم. إن اعتماد الاقتصاد الأمريكي على نفط الشرق الأوسط وتواجد وممارسات النظام الصهيوني غير الشرعي يُشكلان الأسباب الحقيقية لكل هذا الهيجان في المنطقة. لقد وضِعت دول الشرق الأوسط أمام اختيارين فقط: أن تكون عجلة للعربة الأمريكية أو مواجهة التدمير الكامل. وفي الحقيقة لم يعد في الشرق الأوسط أية دولة ذات سيادة عدا البعض القليل جداً. ويعرف الجميع من وراء هذه الحالة المحزنة للأحداث الجارية.
الأمريكيون لا يُعلى عليهم في الضرب على وتر الديمقراطية، ولكن في اللحظة التي يقرر فيها أياً كان معارضة المصالح الأمريكية فهو أجوف، فارغ يُمارس لفظة طنانة، سطحية.. ذلك أن أستاذ المواقف المزدوجة- الولايات المتحدة- تدُافع عن الديمقراطية وفق منطق يقول "لك كامل الحق في العالم أن تُعبّر عن إرادتك طالما أنك تُعبّر عن إرادتنا!"
الطريقة التي عوملت بها حماس تُشكل مثالاً كلاسيكياً (تقليدياً) للسياسة الأمريكية. حقيقة أُخرى توضح بجلاء السياسة الخارجية المخادعة للولايات المتحدة هي أن كافة من يُسمّونهم أعداء أمريكا هم في الغالب ممن يملكون إرادتهم واستمروا في المحافظة عليها. ساعدت الولايات المتحدة أطرافاً معينة ضد أخرى ، ودللوا رأس النظام العراقي السابق طالما استمرت الحرب العراقية- الإيرانية. ومع استمرار توافقهم مع السياسة الأمريكية عوملوا بالرضا والقبول. وعندما تحولوا ضد مصالحها أصبحوا "غير مقبولين"، بل "أعداء خطيرين للبشرية."
المجال الآخر الذي يظهر فيه الرياء الأمريكي هو إنتاج أسلحة الدمار. عند إمعان النظر في السلاح المستعمل في الحروب المختلفة، حروب الوكالة، وحروب ضد الإرهاب على نطاق العالم، يُلاحظ بشكل ثابت أن حصة الأسد من عوائد هذه الأسلحة تؤول إلى مصانع إنتاج الأسلحة في الولايات المتحدة. مقابل ذلك فإن إحدى الطرق العملية الجدية لتقليص العنف في العالم هي فرض الرقابة على مبيعات الأسلحة. لكن الولايات المتحدة لن تقبل بذلك أبداً. إنها تريد زيادة مبيعات أسلحتها وفي نفس الوقت تقليل خطر العنف على مواطنيها. في الواقع أن تعزيز مبيعات الأسلحة يعني أن الولايات المتحدة تقوم بشكل متعمد خلق العداء بين العديد من الدول ذات السيادة. كما أن لجوء الولايات المتحدة إلى أساليب غير شرعية لتعظيم تجارة أسلحتها ظهرت بوضوح في فضيحة إيران غيت.
إساءة استخدام سلطة الفيتو، التنمر على الدول الضعيفة- حكومات الخليج الغنية بالنفط، إعلان الحرب من جانب واحد خارج الشرعية الدولية، احتلال دول ذات سيادة.. ويمكن للمرء تنظيم قائمة طويلة بالممارسات الإمبريالية المرفوضة لهذه القوة العظمى.
المسألة التي أُريد التأكيد عليها هنا هي أن مثل هذه الممارسات تقود إلى خلق وتراكم الحقد- العداء ضد الولايات المتحدة. ومع استمرار الوقت في سياق هذه الممارسات تنمو الأحقاد والعداءات إلى مستويات خطيرة ضد الدولة العظمى.
من هنا على الولايات المتحدة أن تقبل هذه الحقيقة: لا توجد قوة في الأرض، مهما تراءت قوتها غير منظورة، يمكنها أن تستمر في فرض رغبتها وإرادتها على بقية العالم. إن تاريخ الرومان، الاغريق، المغول وتواريخ شعوب وإمبراطوريات عديدة مماثلة.. تشهد كلها وتؤكد هذه الحقيقة. عليه فالأمريكان بحاجة إلى إعادة النظر بسياستهم الخارجية.. عليهم أن يسندوا هذه السياسة إلى الاحترام المتبادل ونظرة المساواة للجنس البشري بغض النظر عن العرق، اللون أو العقيدة. ربما يظن البعض أن هذا أمر غير واقعي.. لكنه الطريقة الوحيدة لضمان حياة مواطني الولايات المتحدة الأمريكية.
ممممممممممممممممـ
* The grotesue effect of U.S. policies, Aljazeera.com- 21 October, 2006.




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حررنا العمارة من البريطانيين. البصرة لاحقاً-!!*
- حكومة الاحتلال العراقية تخفي أرقام الإصابات الحقيقية*
- هل يمكن وصف بوش، بلير واولمرت ب -إرهابيين-؟*
- المؤسسات الأمريكية ل -اعمار العراق- تترك البلاد *
- لماذا لم تتدخل القوات الأمريكية لإنقاذ بلد؟ *
- العراق بانتظار الأسوأ *
- غورباشوف: الولايات المتحدة تُعاني من عقدة المنتصر *
- هل ستوجه إسرائيل ضربتها لإيران أم تنتظر الولايات المتحدة؟ *
- الجيش السوري يتهيأ للحرب مع إسرائيل 1
- الأمم المتحدة: العنف في العراق- خارج السيطرة تماماً *
- الحرب قتلت 655 ألف عراقي
- أكثر من 300 ألف عراقي أُجبروا على ترك بيوتهم *
- القطع الثلاثي للعراق *
- جدار فصل سعودي لعزل العراق !! *
- استمرار العنف في العراق *
- عودة الطالبان! *
- الديمقراطية الأمريكية في الجزائر *
- كلّما طال بقاء المحتلين، زاد ضعف الحكومة *
- لِمَنْ تذهب أرباح تجارة الأفيون الأفغانية؟ *
- ذرف دموع التماسيح على مأزق دارفور *


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *