أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زكريا السقال - عارف دليلة كل عام وأنت بخير














المزيد.....

عارف دليلة كل عام وأنت بخير


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 06:40
المحور: حقوق الانسان
    


أن يمر العيد دون القاء التحية على الدكتور عارف دليلة ، الذي ما زال في المعتقل ولا يتمتع الى الآن بحريته ، شئ غير عادي وغير طبيعي ، مثل كل مناخات الحياة في بلدي سوريا ، فهي غير طبيعية ، وغير منطقية وضرب من العبث والجنون . شئ لايمكن أن يتصوره العقل في امتهان حياة الانسان وبخس قيمته لدرجة اللا قيمة . فالمواطن في بلدي حشرة ... صرصور يمكن هرسه وسحقه من قبل بساطير وجزمات لا ترى فيه فائدة ترجى غير العبودية والاسترقاق . اقطاعية ... مزرعة ... مملكة سمها ما شئت ، أي شئ يعطي هذه السلطة ، سلطة مطلقة ، وعلى الآخرين أن ينحنوا ويسَّبحوا بحمد ونعمة هذا السيد الرئيس... المعصوم ... الحكيم ... مقرر الأرزاق والنعم لمواليه وخدمه وحشمه . عليك كمواطن أن تختار الموقع الملائم والمناسب ، فإما تسبح بحمده وطاعته وإلا فأنت عاص ومارق ، خصصت لأمثالك مدارس لإعادة التربية والتأهيل .
زنازين ... معتقلات ... جلادين ... محققين ومختلف أدوات التعذيب ، ألمانية ... بريطانية ... أمريكية. أضابير ... ملفات ... أرشيف وكل ذلك من أجل أن تفقد إنسانيتك وآدميتك . عندها تصبح مواطنا صالحا - لاتكش ولا تنش - كما يقول العوام في بلدي ، أما أن تسأل عن أحوال البلد ...كيف تصرَّف الأمور وتساس ؟ كيف يهدر الدخل الوطني والاقتصاد ؟ كيف يتغلغل الفساد وينخر جسم الوطن وقوت المواطن ؟ كيف تعقد الصفقات وتخرب المؤسسات ؟ كيف يجابه العدو الذي يحتل ارضنا ويدنسها ؟ بطرحك كل هذه الأسئلة ، إذن أنت مدسوس ... مشكك ... تساهم في تخريب البلد... تتآمر عليه ويجب إعادة تأهيلك .
عارف دليلة ، دكتور الاقتصاد المعروف بعلمه ونزاهته ، هو مواطن عاق بِعُرف النظام ومخابراته وجلاديه . حاول أن لايغيب ضميره بعدما غيبه الكثيرون . لماذا يترك عارف دليلة الى اليوم حبيس السجون السورية ؟ أين هم الأكاديميون الذين يحترمون أنفسهم ؟ أين هم زملاءه وقراءه محاوريه ، أنداده وأضداده ، هل يعقل هذا الصمت حول وضعه ؟
كلهم... تركوه لسجنه ، لم يسألوا عنه وهو في تلك الظلمة وعسف الجلادين . أين هم طلابه الذين تخرجوا على يديه ... جماهيره الذين كانوا يحتشدون في محاضراته ؟ تركوه لمصيره ... المصير الذي ينتظر كل من يريد أن يكون مواطنا في وطن ديدنه وعقده وعرفه ان يكون للجميع ، الجميع سواسية أمام القانون والعدالة .
الدكتور صاحب الكفاءة ، الذي خدم الوطن علماً وفكراً وحاول أن يلتصق بهموم البلد ، في محاربة الفساد فيه وتطوير اقتصاده وتحديث نظامه والارتقاء به لينتج وطنا حراً كريماً ، يستمد كرامته وعنفوانه من كرامة وحرية إنسانه وشعبه . كان يدرك أن محاربة الفساد بقدر ماهي مسؤولية الدولة ذات المؤسسات الشرعية المنتخبة ، هي أيضا مسؤولية وعي المواطن . جدلية الوعي والمسؤولية هي المقدمة الأساسية التي انطلق منها الدكتور عارف دليلة ، هذه المعادلة المفقودة لغاية الآن . لا يمكن أن ندرك مجتمع الحرية والديمقراطية دون وعي انتمائنا لهذا الوطن . ولايمكن لهذا الوعي أن يتحرر ويتبلور وينتج دون الالتزام بقضايا الوطن وبالهم العام . مسؤولية الوعي المنتج ، المتحرر من عقدة الخوف والاستلاب ، وهذه هي تهمة عارف دليلة الذي كان نقيضاً للمعادلة التي فرضها النظام باستبداده وتسلطه . بالقدر الذي يكون فيه الثمن غاليا ومكلفا لحالة الشعور بالانسان المسؤول والمنتج ، بالقدر الذي يكون فيه التحرر من دائرة الحصار والانطلاق لفضاء اوسع وأكثر نقاء .
عارف دليلة اليوم هو أكثر حرية من الكثيرين الذين ينزون في بيوتهم وكل شئ يحاصرهم ... وجوه اطفالهم الجائعة التي لاتعرف الفرح ... شوارع مدينتهم التي تغص بالتلوث الأمني والطبيعي ... بالقانون الطارئ على العرف البشري ... بإسرائيل التي تحتل وتهدد ... بالعيد الذي هرب وترك ورائه زيفا ورواغا ونفاقا ... بالصمت الذي يلف كل هذا القطيع الذي لم يحرك ساكنا ، ولايعرف لماذا يعتقل دكتور جامعي أكاديمي، مواطن صالح اسمه عارف دليلة .
أعذرني أيها الدكتور ، أنا لا أعرفك شخصياً ولم أدرس الاقتصاد على يديك ، لكني كنت أتابع نشاطك ومحاضراتك وأتعلم منك كم هي الحرية غالية الثمن ، لكنها لا تقبل إلا الأحرار.
لك الصحة والعافية والحرية.



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة بالكيلو وعلى الميزان
- المنسي...ذاكرة في الحاضر
- اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*
- علي الشهابي ..المعتقل الدائم
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة
- مناضلان إشكالية ، وإشكالية المناضلان
- ما بعد الحرب على لبنان قلق أسئلة لآفاق قادمة
- الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر
- لاصدر إلاك
- عندما يبكي لبنان
- مشروع ايراني ..أين المشروع العربي؟
- السيف أصدق أنباء
- غزة والطلقة الأخيرة
- على ضفاف المدن الغريبة - إلى صديقي فاتح جاموس والمستقبل الذي ...
- الوطن العمارة
- الأمن اختصاص وطني غبر قابل للتصدير
- الشعر والانتصار على الحياة
- رحلة مع نزار قباني
- الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب
- أي سياق تسلك المعارضة في خطابها


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زكريا السقال - عارف دليلة كل عام وأنت بخير