أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل الدلفي - المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقراطية نموذجا















المزيد.....

المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقراطية نموذجا


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا احد ينكر في سريرته ان منطقة الشرق الاوسط كانت مهدا للحضارات الانسانية ولفترة الاف السنين اذ انها قدمت للعالم شكلا انموذجيا للحياة يتصف برصانة وتكامل الانساق على الاصعدة الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية والقانونية والتربوية والعلوم بالدرجة الى تمكن من القول ان عملية انتاج الحضارة بالكامل بدأت هنا ومازالت اثار تلك الحضارة عالقة التاثير في مرفقات عديدة من اشكال الحياة المعاصرة لاسيما في المجال الديني وايضاح ذلك (في استمرار الوهج الميثولوجي والاسطوري في حياة اقوام كثيرين )والسياسي اذ يستمر نمط الدولة الذي ابتدعه السومريون بكامل حيويته واستنساخاته التي يمارسها المعاصرون الى الان وفي السياق الاجتماعي يستمر المجتمع بثنائية انقسامه الاولي (الطبقي والجنسوي ) كما حدث اول مرة في سومر رغم تراكم المتغيرات وتكورها حول نقطة المرتكز تلك ، وفي السياق القانوني لايترك مجالا دون ان ترى في جنباته اثر من من خطوط عريضة لتلك الشرائع الاولية ، وان العقل المعاصر لاينفي ذلك بل يأتي بادلة دائمة على صحة الموضوع خاصة بعد الاكتشافات المتلاحقة التي يأتي بها علماء الاثار والبيئة بين فينة واخرى كخلاصة لجهودهم الدؤوبة في ذينك المضمارين ، لكن المؤسف ان هذه المنطقة ومنذ ما ينيف على قرنين شهدت توقفا تاما لحيويتها وانقطاعا كبيرا عن مسار التاريخ وصلت بها الى الحد الذي لاتستطيع ان تعالج شؤونها دون يد خارجية ، اشبه ما تكون في حالة (السكتة ) وان صدقنا في الوصف فانما هي سكتة بيولوجية حقا ، وعقلية واجتماعية وتأخذ اصعدة اخرى .
يقول الكاتب مصطفى قره سو (بالرغم من ان منطقة الشرق الاوسط كانت مهدا للحضارة على مر الاف السنين الا انها باتت منذ القرنين الماضيين في وضع يرثى له في كل مرة يتم رسم مصيرها وقدرها من قبل القوى الخارجية . قد يكون هذا سببا رئيسيا لانقطاعها عن القيم العلمية العصرية وتعاني أزمة وضائقة عدم تمكنها من التزاوج مابين جوانبها القوية مع القيم الانسانية العصرية ) (1 )ان التراجع في الموقف الحضاري الشرق اوسطي وفقدان الدور الريادي رغم الابداعات التاريخية الكبيرة في الخلق المادي والفكري يعبران عن مناخ الجمود والتحجر والانسداد في الفكر الشرق اوسطي ، واحاطة الماضي بالرؤية العقلية للمنطقة مثل احاطة الماء حول الجزيرة ، الامر الذي منع الاتصال او التواصل بالحداثة والعصرنة ، مما يمكننا وصف الحال بتقاعد العقل الاوسطي حين سد ابواب اجتهاده في القيم المعاصرة .
ان شعوب المنطقة تعيش اغترابا حادا في حياتها المعاصرة يكمن جوهره بين المكون الحضاري المخزون في الذات والفضاءات المليئة بالدلالة الحضارية وبين جغرافيا الاستلاب المعاصرة وتقنية التبعية ، ان شعور الاغتراب هذا ترك تاثيراته البنيوية في التكون المفاهيمي أي في العقل الاوسطي في درجة وصف الحالة بتمثلات شللية متفاوتة (نعاس دائم ، خدر ، عقم ، غياب .. الخ ) وصولا الى عدم القدرة على انتاج الحلول ، والتحول الى متلق دائم لارسالات الاخر فان الاخر وحده من يصول في براري الجغرافيا فهل من فرصة لاعادة ترتيب اجندة الحلول ؟ ذلكم هو الدور الذي ينبغي ان يضطلع به المثقف الحقيقي في الشرق الاوسط .
ان رسم الاجندة في ارتفاع اوسمو الجغرافيا عن الحضيض يمثل الواجب الاول للمثقف الحقيقي حينما يبدأ بقراءة التمظهر الخارجي والتشابك الداخلي لموجودات الجغرافيا يجد ان من الحكمة الاكيدة فرز نوع اصيل من العلاقات بين مكونات المنطقة والبحث عن نجاحات التجربة الحضارية ، ان الامبراطورية المستبدة علقت في مشجب الذاكرة على ان نتاجاتها كانت محدودة التأثير في حين ان الامبراطوريات التي سمحت بادارات ذاتية للشعوب الداخلة ضمنها تركت مجالا رحبا للانجاز والابداع ليس من السهولة بمكان في طرح إنموذج راق لعلاقات شعوب المنطقة من دون الاشارة الى الصعوبات التي يطرحها الفكر الراسمالي المهيمن في المنطقة والذي يطرح حلوله البراقة والخادعة ( العولمة وما وراء الحداثة ) والادعاء في استثمار المنطقة والتحرير محل الغزو الى غير ذلك ، ان الدور الخارجي يمثل عقبة صعبة في طريق رسم إنموذج العلاقات الطبيعية لهذه الشعوب جنباً الى جنب مع الوضع الداخلي لهذه العلاقات فعلى الرغم من ان المستوى التطوري للعلاقات بين مكونات المنطقة شهد استمرارا زمنيا دام الاف السنين لكنه اخفق في الصمود امام موجات الاحتلال الراسمالية خلال القرنين الماضيين ، فتعطلت الياتها وتحولت الى موروث معيق للتطور يقول الكاتب مصطفى قره سو(من الممكن رؤية نظام العلاقات الكونفدرالية بين العشائر في المنطقة في يومنا الراهن ايضا ولكنها باتت بعيدة عن الاستجابة ، والتواكب مع روح العصر ، حتى انها تحمل بعضاً من عوامل تعيق تطور النواحي الاجتماعية والديمقراطية في المنطقة )( 2) فما هو الشكل التقدمي للعلاقات الاثنية ، الشرق اوسطية الذي ياخذ باليد الى الحلول ؟ وهل ان المقوم الاثني يمتلك خاصية التواصل مع الحداثة ؟ لاريب ان محددات مفاهيمية تأخذ دورها في نسيج الطرح البديل ، ان عودة الى تاريخ مجتمعات الشرق الاوسط يؤكد ممارستها الديمقراطية التي منحتها قابلية الديمومة والبقاء ، فثنائية الحرية الاستبداد انما مثلها الصراع الطويل بين المجتمع والدولة فكلما توسعت الدولة ضاق جرف المجتمع وصولا الى تجسيد الاستبداد والعكس صحيح ومن هنا نستطيع رسم المؤشر الديمقراطي فالمجتمع كان يتغذى على معطيات القيم المشاعية ( العدالة –المساواة –الحرية –والتوزيع المتكافئ ) حتى ساعة ظهور الدولة في سومر وانبثاق ثنائية السيد – العبد لقد شهدت ذلك مدن سورية مهمة مثل الوركاء واريدو ونيبور ما لبثت ان امتدت الى المنطقة جميعا .
ان الاقوام التي خلقت حضارة المنطقة لم تكن من اصل واحد وهذا يدعم مشروع اعادة الحضارة ثانية من اتحاد عضوي جديد لاثنيات الشرق الاوسط المعاصرة. ان تنوعها يضفي على طبيعتها الغنى ويجعلها قوية باتجاه بناء تجربتها الديمقراطية الحديثة ، فالمنطقة تتمتع بتنوع ديني ومذهبي واثني هائل يمتاز بالمشاركة الموروثية والتوازن العقلاني ، ما يسهل طرح مشروع اتحادها من جديد بعد دراسة المعوقات التي تواجه تطبيق البرنامج الحضاري الذي ينطوي عليه مشروع الكونفدرالية الديمقراطية والتي تعني (اتحاد شعوب واثنيات الشرق الاوسط ) بصيغة قانونية وحقوقية ديمقراطية
ان هذا النظام يسمح لاول مرة لقوة المجتمع في المنطقة بانشاء منظومته العادلة والديمقراطية وليس كما يذهب السمع بعيدا الى جرس كلمة (الكونفدرالية ) بانها نظام يخص الدولة فحسب وفي اجابة عن سؤال (ماذا تعنيه بكونفدرالية المجتمع ) يجيب مراد قره يلان (قبل كل شي ستقوم الشرائح الاجتماعية المختلفة بتنظيم نفسها كالشبيبة والمراة والقرويين والعمال والمثقفين ما سيكون لكل شريحة من هذه الشرائح تجمعاتها الخاصة بها ، ومع اتحاد هذه التجمعات سينشأ اتحاد التجمعات ان هذا نظام جديد ولايوجد فيه شيء من ذهنية الدولة او التدول انما يريد وينظم المجتمع نفسه ذاتيا دون دولة )( 3) ويجب ان لا يلتبس فهمنا بالخطأ ونذهب بعيدا على ان فكرة الكونفدرالية الديمقراطية او اتحاد شعوب الشرق الاوسط هي عبارة عن رسم بديل دولتي جديد او انها مسعى مضلل للمجتمعية يحمل في طياته بذور دولتيته يقول قره يلان( قبل كل شيء البشرية تسعى للحرية الحقيقية وللديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة وسمو الحقوق اكثر من أي وقت اخر ، وان اردتم تحقيق ما تسعى اليه البشرية فيجب ازالة العائق الرئيس امامها ، الا وهو الدولة فالدولة منبع كل الشرور4.
ان هذا النموذج العلائقي يمتاز بثلاث عناصر قوة تمنحه قدرة التواصل وهي الاصالة والحداثة والواقعية ، وقدرة تمثل البديل الذي يعالج ازمة المنطقة وتماسس نظام
ملائم.
(1)مصطفى قره سو ، الكونفدرالية الديمقراطية منظومة الاستقرار والسلام . مجلة الشرق الاوسط العدد (1) اكتوبر /2005 ص29 .
(2 ) نفس المصدر ، ص30 .
(3 ) افاق كونفدرالية ، بولات جان –نسرين محمد ، ص20 .
(4 ) نفس المصدر ، ص23 .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...
- الثقافة والعنف جدلية الخفاء المتبادل
- الثقافة وثنائية العرقنة - الفناء
- دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة ...
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كامل الدلفي - المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقراطية نموذجا