أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسيب شحادة - حركة غوش إيمونيم















المزيد.....

حركة غوش إيمونيم


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترجمة اسم هذه الحركة الدينية السياسية الإسرائيلية "كتلة الإخلاص والثقة " وقد تأسست إثر حرب تشرين الأول عام 1973 وعلى وجه التحديد، في شهر شباط عام 1974. تعتبر هذه الحركة من أهم الحركات اليهودية التي تنادي وتعمل جادّة من أجل التهويد من فوق . في ذلك الوقت اجتمع بعض تلامذة الحاخام المعروف، تسفي يهودا كوك الابن ت . 1982 المعلم الروحي، لهذه المنظمة في كفار عتصيون جنوبي بيت لحم وأرسوا أسس هذه المنظمة الدينية، وكان جلّ هؤلاء المؤسسين من مواليد إسرائيل أي " الصابرا" الذين درسوا في مدارس دينية يسيطر عليها الحزب الديني القومي، المِفدال أي الحزب الديني القومي . مثل هذا الشباب المتدين المنخرط في " مركز هَراب" التابع للحاخام كوك كان قد حصل بعد حرب 1967 على ما يسمّى بالتوفيق بين الخدمة العسكرية والدراسة الدينية في المعهد الديني " يِشيبا " وسمّي هذا النظام باسم " يِشيبوت هِسْدير" أي ربط الفكرة الالهية بالشعور القومي . ويشار إلى أن “الصابرا”، متحدرة من اللغة العربية، الصُّبار أو الصُّبّار وقد أطلق هذا النعت على اليهود المولودين في فلسطين للشبه بينهم وبين هذه النبتة فهي شائكة من الخارج وذات فاكهة مفيدة وحلوة المذاق من الداخل.
ومما يجدر ذكرُه أن الغوشيين اليوم كلهم تقريبا من الإشكناز، اليهود الأوروبيين . ترى هذه الحركة نفسها بأنها داعية من أجل إعادة تهويد إسرائيل أو بالأحرى أرض إسرائيل . هذه التسمية التوراتية تضفي على اعتقاد هذه الحركة شرعية احتلال الأراضي بناء على عهد خاص بين الخالق وشعبه المختار . إذن انبثقت هذه المنظمة عندما ساد المجتمع الإسرائيلي جوّ عميق من البلبلة والاهتزاز والهزيمة إثر الضربة العسكرية المفاجئة التي سددتها مصر وسوريا . الغوشيون فعّالون جدا في التظاهر وتنظيم المسيرات والتظاهرات في الأراضي المحتلة واتخاذ المواقف الاستفزازية والهجومية . كما وكان لهم، وما زال، اليد الطولى في إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وهي في قاموسهم تُدعى باسم يشع أي " يهودا والسامرة " أو الأراضي المحررة، ولا بدّ من التنويه إلى أن عبارات عديدة كانت قد استخدمت إثر احتلال الضفة الغربية في عام 1967 منها كلمة منحوتة بالعبرية مؤداها بالعربية أراض أو مناطق محررة وممسوكة " ( شِطحيم مِشُحْزَقيم)، وربما نطلق عليها لفظة عربية بديلة منحوتة لتوثيق تلك الحقبة بقولنا " أراضٍ مُحَمْسكة "، وأضحى الاختصار العبري ’’ يدل على الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا النشاط الاستيطاني المحموم تجلّى بإنشاء مستوطنة إيلون موريه الواقعة بالقرب من مدينة نابلس . ثماني مرّات حاول الغوشيون جاهدين بغية إقامة المستوطنة المذكورة إلا أن الجيش الإسرائيلي كان يطردهم من الموقع المذكور وفي الكرّة التاسعة في شهر كانون الأول من العام 1976 أقيمت " إيلون موريه ". وبالرغم من مشاركة " غوش إيمونيم " في السياسة الإسرائيلية إذ أن بعض رموزها قد وصل إلى البرلمان الإسرائيلي إلا أنها لم تؤسّس حزباً سياسيا .
تعود محاولات الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 غداة ذلك العام . كان ذلك في الخليل عندما استولت مجموعة من الشباب المتدين اليهودي بقيادة الحاخام موشه ليفنچِر فندقا في المدينة . وفي عام 1970 شرع بإقامة مدينة يهودية بالقرب من الخليل دعيت بالاسم التوراتي " قِريات أربع ". يمكن القول إن عدد المستوطنات كان محدودا حتى استيلاء حزب الليكود على سدّة الحكم بقيادة الزعيم المعروف مناحيم بيچن عام 1977. أضفى رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد بيچن شرعية الدولة على الاستيطان الغوشي . ففي مستهل حكمه أعلن بيچن من على مستوطنة " إيلون موريه " قائلا : " ستكون لنا إيلونات موريه عديدة في المستقبل". يبدو أن شهر العسل بين بيچن والغوشيين لميعمّر طويلا ففي خريف 1977 زار أنور السادات القدس وفي عام 1979 وقّعت اتفاقية كامب ديفيد وأعيدت سيناء إلى أصحابها في نيسان 1982 رغم أنف المعارضين الراديكاليين وعلى رأسهم الغوشيون .
تتسم " كتلة الإخلاص" بمبادرات ذات طابع فردي واعتباطي في كثير من الأحيان وكما أن إطارها التنظيمي ليس على درجة عالية من التماسك والانضباط . إذ أنه منذ عام 1980 اتجه بعض زعماء الغوشيين نحو ممارسة أعمال العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين كما حصل بالنسبة لرؤساء بعض المدن الفلسطينية . وفي بداية عام 1982 حاولت شبكة سرية اشترك فيها غوشيون تفجير ما أسموه "بالرجس " قبة الصخرة والمسجد الأقصى، لاستنفار ملايين المسلمين في العالم للجهاد واندلاع حرب ياجوج ضد ماجوج وانتصار إسرائيل في آخر المطاف وذلك سيمهّد مجيء المسيح ويسرّع فيه . فمن أهداف الغوشيين إقامة مملكة إسرائيل بدلاً من دولة علمانية صهيونية وطرد " الأغيار" أي غير اليهود أي العرب في هذا السياق .
في اعتقاد هذه الحركة أرض الميعاد هي أرض لليهود، شعب الله المختار، فحسب في الواقع لقد ترددت فكرة نسف قبة الصخرة والمسجد الأقصى إثر احتلال إسرائيل للقدس عام حزيران عام 1967، إذ أن رئيس حاخامات الجيش الإسرائيلي طلب ذلك إلا أن موشه ديّان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك عارض ذلك . ومما يجدر ذكره بأن الشريعة اليهودية , الهالاخا, تحظر دخول اليهود إلى ما يسموه باحة الهيكل قبل ظهور المسيح المنتظر . بناءً على الشريعة اليهودية لا يجوز للعنصر البشري أن يتدخل في تسريع موعد بناء الهيكل الثالث ومجيء المسيح . كان المتآمرون لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة يهدفون في واقع الأمر إلى نسف مسار السلام مع العرب .
في تشرين الأول عام 1990 حاولت مجموعة من الغوشيين وضع حجر الأساس للهيكل الثالث وعارض ذلك الفلسطينيون ودفعوا ثمنا باهظا، استشهاد نحو عشرين إنساناً. من الشخصيات البارزة في هذه المنظمة يمكن التنويه بموشي ليفنچر، زعيم مستوطني الجليل والقائل بالإرهاب المضاد، يوئيل بن نون الذي ينادي بالاغتيال السياسي، شَبَتاي بن دوف ت . 1979 القائل بأن افتداء إسرائيل فريضة مطلقة حتى ولو أدى ذلك إلى مواجهة الدولة الصهيونية .
تستمدّ الحركة بعض أفكارها من القبّالا اليهودية وهي بمثابة الصوفية اليهودية . هذا الفكر الصوفي كان شائعا في صفوف اليهود في أوروبا في القرن السادس عشر . زعماء هذه الحركة ومؤيدوها يرون بأن معاملتهم للفلسطينيين مستمدّة من الهالاخاة أي الشريعة الشفوية وتتوقف على قوة اليهود . عند تمتع اليهود بالقوة الكافية فإن الواجب الديني يحتّم عليهم طرد الفلسطينيين من البلاد. هذه المنظمة لا توافق على مبدأ الأرض مقابل السلام مع الفلسطينيين لأنها تعتقد بأن الأرض يهودية إلى الأزل بمقتضى العهد الإلهي . ولكي تبرهن على ذلك قامت بإنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة .
تعتبر مستوطنة " بيت هداسا" في قلب مدينة الخليل من أكثر البؤر تشددا وتعصبا والجدير بالذكر ان يجئال ألون، وزير خارجية سابق من حزب العمل، كان قد غرس المستوطنين الأوائل في الخليل . وكما أن شمعون پيرس كان قد أقام المستوطنة الأولى في قِدوميم في قلب الضفة الغربية . أما تيدي كوليك رئيس بلدية القدس سابقا فقد أقام مستوطنة معليه أدوميم، الخان الأحمر، بين القدس وأريحا وتزيد مساحتها عن مساحة تل أبيب ويبلغ عدد سكان المستوطنات في نهاية العام المنصرم زهاء 250 ألفا . ويشار أن دانييلا فايس، إحدى النشيطات في هذه الحركة كانت قد صرّحت في صحيفة هآرتس في 28 شباط 1979 ما معناه " ليس من شأني ولا يهمني لمن تعود ملكية الأرض . احتياجاتي واحتياجات المستوطنين ذات أولوية على أي اعتبار آخر ". ويشار إلى أن حوالي سبعة آلاف مستوطن يهودي كانوا حتى الانسحاب أحادي الجانب الأخير يعيشون على 53% من أراضي قطاع غزة المحتل في حين أن زهاء المليون والثلاثمائة عربي فلسطيني يعيش على البقية
وختاما نورد ما قاله أحد أبرز المفكرين اليهود في إسرائيل، البروفيسور يشعْياهو ليبوبيتش, 1903-1994 , الذي كان حائزا على شهادة الدكتوراة في عدّة مواضيع كالفلسفة والطب والبيولوجيا والبيوكيمياء وتاريخ العلوم . ومما قاله عن غوش إيمونيم عام 1989 ما معناه : " غوش إيمونيم يرفعون اسم الله عبث مثلما رفع هتلر اسم الاشتراكية باسم حزبه سدىً ".
وكان شمعون پيرس، وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق، قد وصف ليبوبتش بهذه الكلمات : " يهودي كبير ورجل متألّق وصاحب مواهب لامعة وإنسكلوبيديا , دائرة معارف, متنقلة .
من الجلي أنه لا أمل في سلام حقيقي بدون الرجوع إلى حدود حزيران 1967



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء وأقوال في الثقافة والفكر
- حركة أمناء الهيكل وأرض إسرائيل
- قصة من صميم الحياة اليومية
- معرفة اللغة العربية أمر نسبي
- مون والحقيبة وشجرة الزيتون
- يلا خيرها بغيرها
- ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب
- تأبط شرا
- فذلكة في إعداد عربيّ المستقبل
- الفهرست لابن النديم
- أقوال وآراء في الثقافة والفكر
- برلين والشوكة والسكين
- القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
- وأطلقت على مولودها الاسم حاجزا
- يوم الأرض ومُخطّط الجهض
- سقراط وعين كارم
- التمديد والتفتيش
- تساؤل قضاة محكمة العدل العليا الإسرائيلية
- الحضارة لا تتجزأ
- أمسيحيٌّ وصهيوني؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسيب شحادة - حركة غوش إيمونيم