أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تورّط عاطفي_ثرثرة















المزيد.....

تورّط عاطفي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من كبريات مشاكلي وأقدمها التورّط العاطفي ,ليس غير المحسوب فقط, بل الاندفاع الأعمى خلف المثيرات والمجهول منها خصوصا, وليت الأمر يتوقّف عند هذا الحدّ, غابة من المشاعر العشوائية تشعلها أتفه الأسباب غالبا, والسبب الظاهر أعصابي المكشوفة وشبه التالفة . لست دوما على هذه الدرجة من السذاجة والبدائية, يحدث أحيانا أن اصل وبالفعل إلى ذرى وجدانية فعلية, ينعكس ذلك في الفكر والشعور وحتى يتبدى بمظاهر وأعراض جسدية صريحة, صفاء كامل في الحواس ووضوح في الرؤية و الرؤيا ودرجة متقدمة في إخماد الرغبة.
يرغب البشر جميع البشر في الوصول إلى الدرجة صفر من التوتر, ذلك ما عرفه بوذا قبل الجميع وأكثر من الجميع, يعرفه المؤمنون مع اختلاف أشكال وصيغ الإيمان, الانتقال إلى حالة النير فانا مع اليقين المطلق بتحقق الوعد. يعرفه الثوار في أشدّ لحظات الخطر وحتى الفناء الفعلي للجسد وآلامه _ لكن تعدد حاجات الفرد البشري وتناقضاتها الدائمة, تجعل من استمرار تلك الحالة ضربا من الوهم يتعذر تحققه, فنلجأ إلى الطريق الآخر الشائع والذي يعرفه الجميع أيضا, مذهب عمر الخيام وطريقه, اللذة المباشرة تفضي إلى تخفيف التوتر.
العاطفة_ كما أفهمها_ تسمية لحركة مزدوجة, متغيّرات الجملة العصبية والدماغ خصوصا من الداخل, ووجهها الظاهري في الأفكار والممارسات المدركة في الخارج. العاطفة والعقل تسميتان لعالمين متشابكين باتّساع وغموض العالم الخارجي والداخلي.
أندفع بلا حساب, في الحب وفي الكراهية في الشراب وفي الثرثرة في المجون وفي التأمل.
أطلب من العقل ضبط عواطفي, وأترك لعاطفتي رعاية عقلي وتهويته. فأخسر بسرور.

التنافس_ وضعه بوذا في الدرجة الثانية من الشرّ العالمي, بعد الغرور جذر الشر ونسغه.
تنافسيّتي عالية وغروري فوق الحدّ الطبيعي, ما هو الطبيعي!
قناع الرضا أنجح بارتدائه غالبا, حتى جذره الداخلي الممتد في تلافيف الدماغ دفاعيّ محض. مسافة أمان تكفي لتجنّب عدوانيتهم الصريحة والمضمرة, تجنّبني كذلك هبّات الغريزة المسعورة التي تفاجئني قبل الجميع, خاصّة بعد أكواب من العرق.
*
ما هي مشكلتك مع السوريين؟ كتب لي صموئيل شمعون مستغربا_فترة علاقتي الذهبية بكيكا, عشرات الرسائل وصلتني من سوريا تستنكر هذا الاهتمام بكتابتك في الموقع. بعد اقلّ من سنة سيخبو اهتمام كيكا ثم تغلق أما مي لاحقا. حدث ما يشبه ذلك وأكثر غرابة مع جهة الشعر وقاسم حداد, بعد دعوتي لكتابة مواد خاصة بالجهة, نفس المواد(الأنترنيت جعلنا نرى) وسواها, وبعدما تأكدت من وصولها إلى جهة الشعر, ستنشر بعد اشهر نقلا عن مواقع أخرى, وجهة الشعر نفسها امتنعت عن نشرها كمواد خاصة بالجهة. حركة شبيهة مع شفاف الشرق الأوسط, لطف بيار عقل واهتمامه بكتابتي الشعرية والنقدية, لم يحولا دون الانتقائية مع نصوصي المرسلة للشفاف. قبل حجبه في سوريا بأيام حدثت حركة شبيهة_ النص الثالث في الغراب الأبيض امتنع موقع الحوار المتمدن عن نشره دون تبرير. ويبقى للحوار المتمدن_بالرغم من حجبه وتعذر الوصول إليه من سوريا, مكانته الخاصة والمميزة عندي, لقد أتاح لي وساعدني في كتابة ثرثرة من الداخل, وبقي مفتوحا لي أكثر من بقية المواقع التي أدين لها وللقائمين عليها بالشكر والامتنان.
حجب الحوار المتمدن شكّل صدمة عاطفية قاسية لي,لقد رتبت حياتي الفقيرة والمتقشّفة للغاية, على عناصر وحركات محدودة يقوم عليها يومي وشهوري وسنيني في اللاذقية, أكثرها قربا من نفسي الرسائل القليلة المتبادلة مع الصديقات والأصدقاء وتشكّل الثرثرة عبر الحوار محورها الأساسي, ولولا سوزان لكنت في حالة (سيرورة الحداد الناقصة) دون إمكانية ولا حتى رغبة في تجاوزها. لم تعد دافعيّة الكتابة والرغبة في الإنجاز تكفيان في غياب الحافز, الكتابة وتكديس الأوراق دون أفق نشرها في كتاب أو صحيفة أو موقع مقروء, تشكّل تغذية مباشرة لعقدة الاضطهاد, وقد تولّدها فعليا عند شخص أعزل وبأعصاب مكشوفة مثل حالتي.
*
إخماد الرغبة استراتيجية حياة تناقض التورّط العاطفي وتعاكسها تماما, جربت الممارستين ولم أصل إلى التوازن. الفرق أن مسار إخماد الرغبة ثقافي ومعرفي ويشترط الانضباط الصارم في العقل والتفكير وأساليب العيش, وعلى خلافه التورّط العاطفي بدائي وعفوي أتشارك فيه مع جميع أطفال هذا العالم وبسطائه ودراويشه, والتبغ والكحول والعدمية طريقه الملكي الذي يتسع للجميع بدون ولكن.
يكفي أن تمطر فجأة في الربيع أو الصيف أو الخريف, لأنتقل إلى حالة سكر كامل, وينتفي معها حسّ الواقع_الضامر أصلا عندي_ ماذا لو ترافق ذلك مع النبيذ وأصدقائي الأقرب في اللاذقية, وكل ذلك مع وضع سوزان اللمسة الأخيرة على موقعي الشعري الخاص بي, واختيارها الأكثر من جميل للوحة الموقع, ماذا بوسع هذا الكيان الميتافيزيقي_حسين عجيب_ الهوائي والهش والافتراضي....أن يفعل سوى أن يطلق لمشاعره العنان!
ذلك ما حدث, من جديد يلتقي خط المأساة في حياتي مع خط الحظ النادر, ويزيد عليها إمكانية تجربة السفر إلى باريس!
لا تتوقف يا حسين لا تلتفت إلى الخلف, ذلك الصوت يدوّي في كياني كلّه, وهو خارج وأكبر من طاقتي ووعيي وإدراكي, يعاكسه صوت قاصف, الألم يا حسين...لا تنسى صلابة الواقع وقسوته ووحشيته, لا تنسى لا ترمي بنفسك إلى مالا طاقة لأحد على احتماله...
البارحة وقبلها واليوم أمطرت في اللاذقية, مطر حقيقي ملموس وشفاف صلب وناعم, وعند رأس ابن هاني على البحر تماما شربنا النبيذ والعرق على البحر وتحت المطر, شربنا حتى الثمالة. بعد الغروب عند حديقة البطر ني, نادتني فتاة جميلة بالإشارة أن ابتعد عن الحائط, فرحت سررت(ظننتها معجبة بشبوبيتي وطلعتي البهية) كانت تحذّرني من سلك كهربائي مقطوع, لا بأس قلت في نفسي وتابعت طريقي, مقابل مؤسسة الكهرباء بدأت تمطر من جديد, كان يمشي أمامي شاب وفتاتين ومعهم مظلة وحيدة, حاول الشاب ترك المظلة للفتاتين, وبحركة معاكسة شديدة الألفة وتثير الحسد, احتضنته الفتاتان بينهما, وابتعدوا تحت المطر....
ذلك المنظر الجميل بقي في خيالي وذاكرتي, لا أستطيع نقل جماليته وجماله بالكلمات, كما فشلت في نقل جوهر ما أريد قوله تحت عبارة" تورّط عاطفي"....

اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تورّط عاطفي_ثرثرة