أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مريم نجمه - فيروز .. أنشودة - القدس - الخالدة















المزيد.....

فيروز .. أنشودة - القدس - الخالدة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خمسينات وستينات القرن الماضي , كانت الأغاني والأناشيد الوطنية , وخاصة أغاني فيروز , تحيط بنا كسور الورد , وتعبق الجو بعطر فرح الإنتماء للوطن وحب التضحية والفداء , فينتعش العقل و الأمل .. ويتجدّد النشاط للدراسة والعمل ..
ومنذ عقود حتى اليوم برزت ظاهرة سلبية خطيرة ومبرمجة - في رأيي - في الإعلام العربي , تجعلنا نضع أكثر من علامة إستفهام , ألا وهي , غياب الأغاني والأناشيد الوطنية في الإذاعات والفضائيّات – إلا نادرا - وخاصة في الإحتفالات والمناسبات الوطنية و الرسمية , والمدارس , حيث اقتصرت على موسيقى النشيد دون الكلمات !!؟؟
صحيح أن الموسيقى تعطي المعنى لكنها لا تغني عن تأثير الكلمة مع اللحن في تغذية الروح لحب الوطن والإعتزاز بتاريخنا وأرضنا وشهدائنا .
في خمسينات وستينات القرن العشرين , كانت أناشيد المناضلين الوطنيين الأوائل وأغاني الفنّانين والفنانات ( فيروز أم كلثوم عبد الحليم العندليب - ومارسيل خليفة والشيخ إمام . وغيرهم وغيرهم كثر .. .. ) تملأ كل بيت ومنزل وحيّ .. يردّدها أفراد الأسرة , حتّى في محلاّت الباعة والطرقات والأرصفة .. كنا نسمعها ونحن نمشي في الشوارع تملأ الساحات ألحانا وحماسا , بهجة وحيوية , نغما وفرحا .
متى ستعاد من جديد هذه الأغاني وتنتعش , وتزاد وتغنى , وتتجدّد ؟؟. ونتمنّى بكل محبّة من الفنّانين والفنّانات المحترمين أن يكثروا لنا من الأغاني الجادّة والوطنية الجميلة الهادفة الخالدة التي لا تمحى من ذاكرة الشعوب , وينبذوا الأغاني التي تمجّد الفرد الطاغية الديكتاتور , و الأغاني التافهة والهابطة ( اللاشيئية ) ؟

لا يسعني وأنا أمام هذه اللوحة السوداء لواقعنا المعاش الإعلامي والسياسي بهذه المناشدة والكلمة .. هذا الطقس اليومي الذي نعيشه بأخباره وصوره الدموية المأسوية الموحشة والمرعبة لأهلنا في العراق وفلسطين ولبنان , لم نعد نسمع أي أغنية تكسر وتحدّ من هذه المناظر والصور أو الشواهد الهمجية العنفية والإستهتار بأرواح البشر والحقد الأعمى إلا أن أسطر هذه الأماني الطموحة لكي تنقل المشاهد والمواطن إلى مستوى من الفرح والرقي ومعالجة الأمور بالكلمة والقصيدة والفكر بالنشيد والأغنية التي توحّد وتجمع وتتلاقى وتنفتح على البشرية وعلى الاّخر بروح المحبة والسلام .. والحوار وسيادة القانون والحق والعدالة الإجتماعية .
لذلك أحببت في يوم – القدس – العزيز علينا جميعا , أن أزور بستان الرحابنة , عمالقة الفن الوطني والشعبي لأنقل بعض ما أبدعوا وغنّوا عن القدس ..

قضيّة فلسطين هزّتنا كما هزّت كل شعوب العالم وأحراره ,
ولكن عند الرحابنة وفيروز لها طعم اّخر , هزتّهم فاجعتها , فغنوّها وأنشدوا لها أجمل ما تحوي ألبوماتهم من أغاني وأناشيد , موسيقى ولحن وغناء .
" فلسطين هزّتنا كما هزّت كل الناس " بهذه البساطة والإيجاز تختصر الفنّانة فيروز تاريخ شعب طرد من أرضه فتشرّد هنا وهناك , فأعلن رفضه وتمرده على كل ما جرى وسلاحه البندقية , وغصن الزيتون معاّ .
وإذا كانت عبارة فيروز المقتضبة تكشف مدى المعاناة التي سبّبتها نكبة عام 1948 , وما استجدّ بعدها من معارك و ثورات ونضالات, إلا أن أغنياتها تؤرّخ هذه القضيّة , مما شدت به فأبدعت حين غمست مشاعرها في موسيقى الكلمة ونغم الوتر فجاءت تلك الأغاني تضمّد الجرح الذي ينزف .. والأمل الذي لا يغيب ..

في العام 1955 غنّت فيروز " راجعون " .. فكانت أوّل من غنّى لفلسطين .
وقد حدث بعدها أن طلبت إذاعة القاهرة بعض أعمالها الفنيّة لتذيعها من محطّة " صوت العرب " , التي كان يتحلّق حولها الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج .
و بعدما أسّست إذاعة فلسطين أصبح هذا النشيد – الأغنية – إفتتاحية لها ...
وثاني عمل قدّمته .. قالت فيه :
سنرجع ..
سنرجع يوما إلى حيّنا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمرّ الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا.... .. "

كانت فيروز ترصد الأحداث مع زوجها عاصي وشقيقه منصور , وكانت مشاعرهم أشبه بقطعة إسفنج امتصّت أكبر قدر من ماء النكبة . وفي ذات يوم قامت فيروز مع الرحبانيين بزيارة إلى القدس لترتّل في المدينة الخالدة بمناسبة عيد القيامة . وكان الأسبوع أسبوع الاّلام . وفي مواقع العذاب رتّلت أناشيد اّلام المسيح – فكان الخشوع والرهبة التي شعرت بهما في تلك الساعات مشاعر غير عاديّة , شعرت كأنها جناح طائر يغرّد في الفضاء ويطير إلى الأعلى فالأعلى , أو كأنها ملاك :

" .... وبإيديهن في كتاب
وبليل كلّو ليل
سال الحقد بفيّة البيوت
والإيدين السودا
خلعت البواب
وصارت البيوت بلا صحاب
بينن وبين بيوتن
فاصل الشوك والنار
والإيدين السودا .
**
عم صرّخ بالشوارع
شوارع القدس العتيقة
خلّي الغنية تصير
عواصف وهدير .
**
يا صوتي ضلّك طاير
زوبع بها الضماير
خبرّهن علّي صاير
بلكي بيوعى الضمير .

**
ولكن القدس التي كانت في أيدي العرب ضاعت بدورها كما هو معروف . استولى العدوّ عليها , وعندها شعرت فيروز إن من يغني للقضيّة مرّة ويسمع صدى الأغاني في قلوب المشرّدين واللاجئين يشعر أن عليه أن يعطي مجدّدا من قلبه وروحه , ولهذا عادت لتجدّد الصلة لتغنّي النشيد الخالد بعد هزيمة 1967 .. " زهرة المدائن " :

لأجلك يا مدينة الصلاة .. أصلّي
لأجلك يا بهية المسامن
يا زهرة المدائن
يا قدس يا مدينة الصلاة
**
عيوننا غليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا درب من مرّوا غلى السماء
عيوننا إليك
ترحل كل يوم
وإنني أصلّي
**
الطفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان .. يبكيان
لأجل من تشرّدوا
لأجل أطفال بلا منازل
لأجل من دافع واستشهد في المداخل
واستشهد السلام
في وطن السلام
وسقط العدل على المداخل
حين هوت مدينة القدس
تراجع الحبّ
وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب
**
الطفل في المغارة
وأمه مريم
وجهان يبكيان وإنني أصلّي
**
الغضب الساطع اّت
وأنا كلّي إيمان
الغضب الساطع اّت
سأمرّ على الأحزان
من كل طريق اّت
بجياد الرهبة اّت
وكوجه الله الرحب الغامر
اّت اّت اّت
**
لن يقفل باب مدينتنا
فأنا ذاهبة لأصلّي
سأدق على الأبواب
سأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردنّ
وجهي بمياه قدسيّة
وستمحو يا نهر الأردن
اّثار القدم الهمجية
الغضب الساطع اّت
بجياد الرهبة اّت
وسيهزم وجه القوّ’
البيت لنا والقدس لنا
وبأيدينا سنعيد بهاء القدس
بأيدينا للقدس
سلام سلام .. اّت اّت اّت .
------
ولم يتوقّف صوت فيروز عند حدود مدينة القدس , وإنما أنشدت أغنية أو نشيد : " جسر العودة " , وغيرها من الأغنيات والأناشيد , صارخة في ضمير العالم ليتحرّك ويعمل أي شئ لتخفيف هذه المأساة , الدراما التي لم ير مثلها , بفصولها " وخارطة طريقها " ومجازرها الممتدة لأكثر من 58 عاما :
" ..... تقفون كشجر الزيتون
كجذوع الزمن تقيمون
كالزهرة , كالصخرة
في أرض الدار تقيمون
وسلامي لكم وسلامي لكم
يا أهل الأرض المحتلّة
يا منزرعين بمنازلكم
قلبي معكم وسلامي لكم
والمجد لأطفال اّتين
الليلة قد بلغوا العشرين
لهم الشمس لهم القدس
والنصر .. وساحات فلسطين .
**

وقد تركت هذه الأناشيد صداها المؤثّر في نفوس الملايين , وانعكست من ضمن ما انعكست على : ( إميل الغوري وخير الدين الحسيني ) نائبي القدس في ذلك الوقت , فقاما مع وفد يرافقهما بزيارة إلى بيروت ليسلّما السيّدة الفنّانة فيروز في مؤتمر صحفي عقداه في نقابة المحرّرين .. مفتاح المدينة المقدّسة وصينية من الصدف المقدسي – صنعتها أيدي نساء بيت لحم حيث ولد السيّد المسيح , معبّرين بهذه الهدية عن شعورهما وتقديرهما لما قدّمه الثالوث الفنّي للقدس ( عاصي منصور فيروز ) , قالت فيروز يومها :
" ما أجمل أن أعلّق في بيتي مفتاح المدينة الحبيبة . سوف نتطلّع إليه كل صباح ليذكّرنا بالأمانة التي في أعناقنا . سوف يذكي مشاعرنا فلا نكف عن الغناء لمدينتنا المغتصبة . سوف نصلّي لأنبيائها ونبتهل لربها أن يعيدها لأصحابها , وأن تنفتح للمشردين أبوابها " .

تحية إكبار وحب لشعبنا الفلسطيني البطل الذي كتب بدماء شهدائه ملحمة التحرير .
تحية للقدس العربية الصابرة .. ولأسرانا الحرية .. ولشهدائنا الخلود ...
هولندا – 20 -10



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي العلي .. شهيد الصورة , والخطّ !؟
- لتسقط ثقافة الموت والعنف , والقتل
- من يسيطر على المياه , يسيطر على اليابسة
- محطّات - لينتصر عصر الكلمة
- لكلّ عصر هتلره .. ؟
- على ضفاف الليل ..
- رأي . من هو المنتصر في لبنان ؟
- عفاك الله يا ميّ شدياق .. الكلمة القائمة من الموت هي الأقوى
- بماذا نحارب الطغيان ..؟
- رسائل للوطن .. لا أخاف الكبر ..!؟
- مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ
- لصيدنايا الصباح .. وتنمو زهرات الطحالب
- سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات
- الرؤية اللينينيّة المبكّرة حول قضيّة عبوديّة المرأة في الإقت ...
- التضامن مع إخوتنا الصابئة - المندائيّين - , واجب إنساني ووطن ...
- شهراّ .. ولبنان يرزح تحت ضربات الوحش الأمريكي الصهيوني . إرف ...
- - قانا .. جوكندة لبنان - - قانا الأولى والثانية أبشع جرائم إ ...
- صيف لبنان الدامي .. ؟ - نيّال الذي له مرقد عنز في جبل لبنان ...
- ستبقى حبيبي يا تراب الجنوب
- مزهرية


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مريم نجمه - فيروز .. أنشودة - القدس - الخالدة