أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عراقنا و- المفاهيم الجديدة للنصر !















المزيد.....

عراقنا و- المفاهيم الجديدة للنصر !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عراقنا و( المفاهيم الجديدة للنصر) !
" ليس لدينا اصدقاء ثابتون، لدينا مصالح ثابتة " ـ ونستون تشرشل ـ

لم تشكّل منطقة الشرق الأوسط والخليج طيلة سنوات الحرب الباردة، الاّ المنطقة الأكثر سخونة في الصراع مع القطبين الأعظمين، سواءاً بوقوف عدد من بلدانها مع قطب ضد القطب الآخر، او بالأنتقال من قطب الى آخر او التلويح به، ولم تكن علاقاتها مع القطب المصطفة معه علاقات تابعة عادية وانما علاقات قائمة على توازن مصالح نابع من اهميتها الدولية النفطية والمالية، كسوق فاعل، السياسية والثقافية، الدينية والروحية . البشرية والتكتيكية والستراتيجية (1) .
وفيما طغت الصراعات الأقليمية اثر انهيار القطب الشرقي الأعظم، وخاصة في بلدان الأتحاد السوفيتي السابق وفي الدول التي كانت الأكثر ارتباطاً به . . بدأت محاولات لأيجاد حل للحروب والصراعات في مناطق (العالم الثالث) ومحاولات لرأب الصدوع فيها، اضافة الى محاولات بناء علاقات جديدة بينها رغم صفحات حروب وصراعات سادت بينها في الفترات الماضية، وبدأت تظهر تحالفات اقليمية بين عدد من دول الجنوب (الأطراف ) لأنها صارت في موقف العزلاء . . في مواجهة الدول والأقطاب الصناعية العظمى في الشمال، والذي اخذ يأخذ منحى عنفياً اكثر بروزاً بعد فوز الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، وحيث اخذت رقعة العنف بالأتساع .
حتى اخذ الصراع يأخذ منحى ضارياً متنوعاً بين الدول الستراتيجية كدول الخامات الستراتيجية ـ النفط، الغاز، و اليورانيوم . . ـ والدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها المجمع الصناعي العسكري . . وبدا وكأنه اخذ طابع مواجهة كثيرة التعقيد بين القوى العظمى وبين دول الخامات التي تسود في غالبيتها انظمة حكم جامدة عموماً حدّت وتحد وتعيق انطلاقة شعوبها وتعيق التقدم والتمدن الذي اخذ ينادي به العالم، والتي صار التجديد في عدد منها يعني تغيير حكامها كما حدث فعلاً في اندونيسيا والفلبين . . او يهدد بتغييرهم للأنسجام مع وجهة تغيّر موازنات العالم وتصاعد اجواء المناداة بالديمقراطية وحقوق الأنسان . .
فيما واجهت الحركات الأسلامية معضلات جديدة، منها ان كثير منها غير مؤهل للحكم او لم يحدّث خطابه ولم يضع منهاجاً واقعياً للحكم ( اضافة الى ان عدداً منها لايعترف اساساً بالدولة بقدر تمسكه بالآخرة)، في مجتمعات ازدادت تأخراً بفعل صراعات المرحلة السابقة، التي طغى عليها مواجهة العدو المقدّس " الخطر الشيوعي " الذي كان جوهر وروح التحالفات السابقة . . والذي اورثنا بدء تعبئة مراكز القوى ودعوتها بل وسيرها في خوض الصراع المقدّس الجديد على اساس ( صراع الحضارات والأديان ) كي ياخذ طابعا مقدسا بعد نكوص العدو المقدّس السابق وفقدان قدرته على الحسم بالآلية السابقة . . وصار الدين لايتهدد من قبل ( الكفار) وانما من الأديان الأخرى .
الأمر الذي زاد من تقارب الدول المُهَدّدة بعضها من بعض في محاولتها ايجاد سبل جديدة لمواجهة الغطرسة وتفرّد المجمع الصناعي العسكري الدولي وعلى رأسه الأحتكارات الأميركية، الذي ازداد تهديده المباشر بالتدخل والحرب والأحتلال منذ 11 / ايلول 2001 بعد ان بدأ به فعلاً منذ مذابح لواندا والكونغو وغرينادا وليبريا وسيراليون، ثم يوغوسلافيا . . فيما اخذت الدول الأضعف عسكرياً والمتنافرة من نواح لاعدّ لها . . تزداد تقارباً وتنسيقاً لاعلى اساس اطلاق طاقات شعوبها وقدراتها الحقيقية بل على اساس كونها ( انظمة تدافع عن الأوطان ) وبقرارات فوقيه عسكرية . . لمواجهة اعادة تنظيم العالم وفق توازن القوى الجديد القائم على صراع عالم وحيد القطبية لم تحسم بعد قطبيته امام تحديات الأقطاب الأخرى الداعية ـ بقدرات اخرى ـ الى عالم متعدد القطبية .
وعلى ذلك يرى كثير من المحللين والمراقبين ان الذي يجري في منطقتنا والذي يتسبب بسيول لاتنقطع من الدماء لايخرج في الواقع عن محاولات استفراد الأدارة الأميركية الحالية بالمنطقة وتحويل طاقاتها من حالة اصطفافها السابق ( المتحرّك . . شبه الثابت والمؤقت والمتقلب وفق مصالح الحكم ) على قطبي الحرب الباردة السابق، . . بدخولها بالقوة والحرب في المنطقة دفعة واحدة، ودخولها بشكل مباشر على اطراف نزاعات المنطقة كلها ؛ القومية، الفكرية، الدينية، المذهبية، في محاولة لتطبيق اشبه مايكون بـ (خطة انفجارية) لاتصلح حتى لأصلاح مؤسسات صناعية غربية عملاقة .
الأمر الذي بينما افرح العراقيون لسقوط الدكتاتورصدام، واقلقهم ان يتم ذلك بحرب خارجية، ثم اهاجهم اعلان الأحتلال . . فانه اهاج اوسع اوساط المنطقة، لأسباب اضافة الى اشعال الحرب عليها واعلان احتلال بلد يعدّ احد اهم دعائمها، فانه بسبب عدم ثقة اكثرية شعوب المنطقة بالأمريكيين من تجارب مرّة سابقة معها ؛ من مواقفها من القضية الفلسطينية . . الى موقفها في اتفاقية الجزائر التي تسببت بالأنهيار المؤلم للحركة الكوردية التحررية في العراق، اضافة لعوامل واسباب كثيرة التنوع لايتسع لها المقال. اضافة الى انه اهاج واثارحفيظة الكبار الآخرين الدوليين والكبار الجدد الأقليميين الذين سارعوا للعب ادوار هائلة علنية وغيرها . . اهاجت وادّت الى اتساع اعمال العنف والأرهاب في البلاد التي شوّهت المقاومة الطبيعية لشعبنا ضد الأحتلال، بل وطغت عليها .
والآن وبعد الخسائر التي مني بها البلد ونزيف الدم الذي لاينقطع، بل ويهدد حتى الآن بالتزايد، اضافة الى ما منيت به الأدارة الأميركية من خسائر بالأرواح والمعدات ثم ما اصيبت به من تخبّط سياسي وعسكري وجد ويجد صداه في البيانات المتناقضة . . الى ان اخذ يعبّر عن نفسه في اعادته النظر بخططه وعودته الى ماعبّر عنه بداية الجنرال فرانكس قائد قوات التحالف التي اسقطت الطاغية صدام من " ان لاخطة ثابته لنا واننا سنغيّر ونبدّل وفق ماسيجري على ساحة الواقع " !!
وتشير دلائل كثيرة الى ان الأدارة الأميركية تسير الآن في طريق بذل جهود لتحقيق اسلوب من نوع جديد . . لأعادة (الأستقرار) في المنطقة على قاعدة ( الصراع المستقر او صراع التوازن )(2)، على اساس بث الحياة في صراعات دول المنطقة ذاتها ـ بدل تقاربها السابق الذكر في مواجهة اعادة تقسيم العالم ـ على اسس جديدة !! بعد ان كفّت اسس صراعاتها القديمة في فترة الحرب الباردة عن الفعل . .
بتحويل طاقتها التي تستهدف مقاومة المجمع الصناعي العسكري، الى اذكاء موازنات وصراعات (ليست خارجة عن السيطرة) وتحويلها الى اصطفاف على اساس الطوائف (حتى اذا ادىّ الى اقتتالها) من اجل مقاومة الأرهاب من جهة وللوقوف بعضها امام نزعات البعض الآخر منها وتطلعاته للزعامة والتوسّع، (كما كانت النزعة التوسعية والخلافات بينهم وكما كانت الوساطات سيدة علاقاتهم بينهم، اضافة الى كثير من العلاقات والأعمال غير القانونية التي يمكن ان تُحل وفق منظورهم المحليّ ) (3) . . اي تحويل طاقات دول المنطقة ذاتها الى مسارح للصراع الأقليمي حتى العنيف، لتفتيت مخاطر تلك الطاقات المنبعثة من دول المنطقة والتي تهدد الغرب من جهة، ولأنعاش اسواق " توريد السلاح مقابل استيراد وجريان النفط بدون عوائق وباسعار السوق التي تُقرر " . .
التي تعززها معاني كلمات وتصريحات الرئيس الأميركي طيلة الشهرين المنصرمين بـ (اننا حققنا النصر ولن ننسحب الاّ بعد اتمام (مهمتنا ؟) )، النصر الذي وصفه الرئيس، بانه (حوّل حرب الأرهابيين علينا الى حرب عليهم وبينهم في عقر دارهم ودافع عن وصان الأمن الأميركي من اعمال الأرهابيين) من جهة . . في وقت اخذ الحديث فيه يقل عن الديمقراطية، وصولاً الى احتمالات عدم الألتزام بها بل و(التضحية بها في سبيل تحقيق الأهداف الأنسانية النبيلة؟ ) .

19 / 10 / 2006 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وعلى ذلك وغيره من مجريات التطورات العالمية . . ضمّت وزارة الخارجية الأميركية على سبيل المثال دوائر متعددة للتعامل مع المناطق والأحداث المصيرية لمصالح الولايات المتحدة الأميركية وقسمت مهامها على اساس : دوائر الأهداف التكتيكية ـ القريبة والمتوسطة ـ، ودوائر الأهداف الستراتيجية ـ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى ـ وغيرها . . راجع كتاب " سنوات في البيت الأبيض " ، فصل وزارة الخارجية ودوائرها / هنري كيسينغر مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير خارجية الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون ورئيس مؤسسة ومجمّع كيسنجر ، الطبعة الأنكليزية، عام 1978 .
(2) مقابلة خاصة مع الدبلوماسي الأميركي المعروف، السفير الأميركي في افغانستان السيد " رونالد نويمان "، سوزانا كليبل، هانز هوينغ ، ايلول 2006 / الألملنية، الأنكليزية / وكالات .
(3) المصدر السابق .




#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد الأنسان . . توما توماس * 3 من 3
- القائد الأنسان . . توما توماس * 2 من 3
- القائد الأنسان . . توما توماس * 1 من 3
- هل المراد، تحطيم البرلمان بالبرلمان كما حُطّمت دولة القانو ...
- حول افكار (عراق مقسم مستقر افضل من عراق موحد مشتعل !!) 2 من ...
- حول افكار (عراق مقسم مستقر افضل من عراق موحد مشتعل !!)(*) 1 ...
- محاكمة صدام . . هل سيؤهَّل للحكم مجدداً ؟ - 2 من 2
- محاكمة صدام . . هل سيؤهل للحكم مجدداً ؟ 1 من 2
- عراقنا الى اين ؟
- مسائل في -التفكير- و-التفكير الجديد-
- الأجتياح وشريعة الغاب لايحققان الاّ الدمار والطائفية !
- الديمقراطية، قِيَمْ وآليات !
- العراق والصراع الطائفي المدمّر ! 2 من 2
- العراق والصراع الطائفي المدمّر1 من2 !
- صدام . . تلويح بتفاهم ام بتأهيل ام . . ؟ 2 من 2
- صدام . . تلويح بتفاهم ام بتأهيل ام . . ؟ 1 من 2
- ماذا تعني العودة الى فزاعة الخطر الشيوعي ؟
- القضية الوطنية والصراعات الدولية والأقليمية
- المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان ! 2 من 2
- المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان ! 1 من 2


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عراقنا و- المفاهيم الجديدة للنصر !