أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - تعطيل العدالة














المزيد.....

تعطيل العدالة


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الوقت الذي نطالب فيه بضمان استقلال القضاء، وعدم التدخل في شؤونه، ومنع التعدي على السلطة القضائية، ورفع حالة الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية، وطي ملف الاعتقال السياسي، والانطلاق فعلياً بعملية الإصلاح السياسي والقضائي والإداري والاقتصادي.. وصولاً إلى بناء دولة المؤسسات والقانون.
وفي الوقت الذي دعا فيه السيد رئيس الجمهورية أكثر من مرة إلى احترام سيادة القانون وتطوير السلطة القضائية ورفدها بالعناصر الكفؤة وأهميتها في إحقاق العدالة وصيانة حرية المواطن والسهر على تطبيق القوانين، واحترام تنفيذ القرارات القضائية..الخ.
وفي الوقت الذي تلقى فيه المواطنين والمهتمين بالشأن العام بارتياح كبير قرار قاضي الإحالة السيدة حليمة حيدر بإخلاء سبيل المناضل الوطني ميشيل كيلو بعد توقيف دام أكثر من خمسة أشهر ومحاكمته طليقاً، وفي الوقت الذي لاقت فيه هذه الخطوة اهتماماً وترحيباً إعلامياً ودولياً لافتاً.
في هذا الوقت بالذات، وبينما كان أهل ومحامي ومحبي وأصدقاء ميشيل كيلو ينتظرون خروجه من باب السجن بفارغ الصبر، فوجئوا بأن إدارة السجن لم تتبلغ رسمياً قرار إخلاء سبيله، علماً أنه تم دفع الكفالة البالغة ألف ليرة سورية، كما تم إرسال كتاب إخلاء السبيل موقعاً من السيد قاضي الإحالة إلى إدارة السجن عن طريق ديوان السيد المحام العام الأول بدمشق.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لمصلحة من يجري تعطيل العدالة؟ أليس في تلك التصرفات إساءة لسمعة سورية، فالقانون قضي في مثل هذه الحالة بأن يرسل كتاب إخلاء السبيل موقعاً من القاضي المختص إلى السجن عن طريق ديوان المحام العام، ثم يتم إرساله بعد نهاية الدوام الرسمي إلى إدارة السجن التي تقوم بدورها بتنفيذ قرار إخلاء السبيل فوراً ودون أي تأخير مالم يكن المخلى سبيله موقوفاً لجرم أخر. تحت طائلة الملاحقة بجرم التعدي على الحرية المنصوص عليه في المادة 357 من قانون العقوبات التي نصت على : ( كل موظف أوقف أو حبس شخصاً في غير الحالات التي ينص عليها القانون يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة) كما نصت المادة 358 منه على: ) أن مديري وحراس السجون أو المعاهد التأديبية أو الإصلاحات وكل من اضطلع بصلاحياتهم من الموظفين إذا قبلوا شخصاً دون مذكرة قضائية أو قرار قضائي أو استبقوه إلى أبعد من الأجل المحدد يعاقبون بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات). كما يلاحق هذا الفعل أيضاً بجرم إساءة استعمال السلطة والإخلال بواجبات الوظيفة وفق مانصت عليه المادة 361 من قانون العقوبات: ( 1- كل موظف يستعمل سلطته أو نفوذه مباشرة أو غير مباشرة ليعوق أو يؤخر تطبيق القوانين أو الأنظمة وجباية الرسوم أو الضرائب أو تنفيذ قرار قضائي أو مذكرة قضائية أو أي أمر صادر عن السلطات ذات الصلاحية يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين ).
إن مثل هذه التصرفات الضيقة الأفق التي تصدر عن البعض بقصد أو بدون قصد والتي تؤدي إلى عرقلة تنفيذ الأحكام والقرارات الصادرة عن القضاء لاتشكل تعدياً صريحاً وواضحاً على السلطة القضائية وحسب، بل تشكل انتقاصاً من هيبة الحكومة، ويسيء إلى سمعة الدولة السورية وينال من هيبتها في داخل البلاد وخارجها.


نقول هذا الكلام ليس فقط دفاعاً عن السلطة القضائية صاحبة الولاية الكاملة والاختصاص الشامل لمختلف المنازعات بين الأفراد والدولة وبين الأفراد أنفسهم، بموجب أحكام الدستور الذي أناط بها وحدها أمر تحقيق العدالة مستقلة عن باقي السلطات، باعتبار أن السلطة القضائية هي الصخرة التي تُبنى عليها الأوطان وتتحطم عليها رياح الفساد التي هبت على كل ركن وزاوية في بلادنا الحبيبة ..وهي ضمانة الإنسان في المجتمع ، والضمانة الحقيقية لأي فرد يعيش على الأرضي السورية، وهي المكلفة بالسهر على التطبيق السليم للقوانين وضمان الأحترام الكامل لها وحمايتها من أي تعد، وتأمين احترام حريات الناس وحقوقهم..
بل ودفاعاً أيضاً عن هيبة وسمعة الدولة السورية التي نعيش في كنفها، لأن أي مساس أو تعدي على سلطة القضاء، سوف يخل بميزان العدل ويقوض دعائم الحكم، فالعدل أساس الملك والحق أن يتساوى أمامه أصغر موظف في الدولة بأكبر موظف فيها.
والأمل معقود في أن ينفذ قرار القضاء باخلاء سبيل ميشيل كيلو دون إبطاء أو تأخير ومعاقبة من تسبب في عدم تنفيذ قرار إخلاء سبيل كيلو أو تأخيره، وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والضمير وفي مقدمتهم المحامي أنور البني والخبير الاقتصادي عارف دليله، ود.كمال اللبواني، وصولاً إلى طي ملف الاعتقال السياسي نهائياً من قاموس الحكومة السورية ، فبلادنا الحبيبة تسمو وترتقي إلى أعلى، كلما تمتع أبناؤها بقدر واسع من الحرية، فالإنسان الحر هو الذي يبني الوطن الحر السيد المستقل، وهو القادر على حمايته والدفاع عنه ضد أي خطر يهدده. وكما جاء في مقدمة الدستور السوري فقرة 4 على الصفحة السابعة منه :( وحرية الوطن لايصونها إلا المواطنون الأحرار).
دمشق في 20/10/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل الفساد الوطني يطال مدراء ومعاونين ووزراء ورؤساء وزارة
- واقع التربية والتعليم في سورية
- الجمعيات الأهلية في سورية
- كيف نواجه مخاطر الفساد.؟
- الرئاسات العربية نزولاً عند رغبة الجماهير
- كما نحن يولّى علينا
- عن أي شيء نكتب؟
- ليس بالتخوين تُبنى الأوطان
- من أين يأتي الخطر على سورية ؟
- ويلي على أمةٍ ضَحِكتْ من جَهلِها الأممُ
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
- ليس بالجمعيات والمدارس الدينية تتطور الأوطان وتتقدم
- حرية المراسلات والاتصالات
- تحية إلى قضاة مصر
- حماية الحياة الخاصة للإنسان
- دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟
- لا للهدم.. نعم للبناء
- عرب ولانخجل
- عذراً سيادة الوزير.. قضاؤنا ليس مستقلاً
- الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - تعطيل العدالة