رعد مطشر
الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 09:48
المحور:
الادب والفن
أيُّتها الضريحُ السائرُ في خليج؛
الحسرةُ تملؤني
المدينةُ؛
البدايةُ الملأى بالجرائد الطائرة ،
المدينةُ ؛
الطفلُ يركضُ خلفَ شاحنةٍ مليئةٍ بالأسئلة
يحزُّ لآلىءَ النور بضحكتِهِ الثملة ،
المدينةُ ؛
عجوزُ الجسر العابرِ إلى قلعتك الموحشة الشعور ،
المدينةُ؛
الكوخُ الكبير.. فمِنْ مدخنتِك يبدأ الوقتُ ازدهاره في الوجوه ،
في بخور أُمّي
في مساءاتِ الخميس
وفي صحو الأساطير ،
يا حديقةَ الخروجِ إلى منفى الغياهبِ
- هل ظلمتُكِ أيَّتُها المدينة ُالخرافةُ
أمُّ الأخطاءِ المُسْتعادة
يا شمالَ الجنوب ..
وجنوبَ القلب ِالمسوّرِ بالخفايا
لأجلكِ
غديرُ الشمالِ يتنزَّهُ في دهشتِهِ المُحجَّبة
خلفَ تأريخ المرايا
وتحت لؤلؤ شامتِك تلوذُ الحمائمُ تترى
تجدلُ زهرةَ اللهب الأزلي
- فهل رأيتمْ ضفائرَ اللهبِ في ساعةٍ باردة
تسحقُ بومةَ النوائب
وتكلّلُ تاجَ امرأة الذهبِ بالتعاويذ
على سريرِ الملكاتِ المعطراتِ بعطرِ ثيابنا الكالحة
أيَّتُها الشعلةُ المعلَّقةُ بالسحابةِ ؛
ها أنذا أجيئُك :
لكِ عينايَ
تحزّان الألم
لكِ كتفاي
تحملان الأُفق
لكِ يداي
تكتبان دورةَ الكاف
لكِ
ما تشائينَ
مُريني أكُنْ شاعرَك
تأريخَك الموزَّعَ بين الرغائب
شُبَّاكَكِ المفخّخِ بالطيور
ميزانَك الراضعَ من أجيالِكِ الهابطةِ على العُشْب
مياهَكِ الشاربةَ من سمكِ الرُقى
ومنْ سرَّة الأفقِ المضبّب بالمراعي
لكِ
ما تشائينَ
يا أيائلَ الحُلُمِ المُسوَّرِ بالرمزِ
- كيفَ تعلّقت بالألم
يا سريرَ الغيم ؟!
يا ثغرَ الولادةِ الموصلةِ إلى نواحيك القلادة
نواحيك المفتوحات على.. القمحِ والماءِ والوميض
يا شعرَ أياّمي
وطعامَ عطري
وسليلةَ رملي
منكِ ، إليكِ ، أبدأُ
وتنتهي طريقُ ركضتي
فعلى ترابك تنطفئ أقدامَ الفقراء
وفيكِ ، ومنكِ ، أمسُّ رمزَ نفسي
في أمسكِ في أمسي
ومِنْ تعبِ الناسِ ألظمُ خُرزَ الشمسِ
تحت عرائشِ المطر الشذري لقبابك
لتكوني
بلاداً تهدهدُني تحتَ نجمةٍ بائسة
- فهل ولدتِ تحتَ نجمةِ نحسٍ في الزوال ؟!
نبّئيني :
هل جئتِ من ريشِ الخيال ؟
أمْ كُنْتِ قيثارةَ السُحُب المسدولةِ على الحقول ؟!
أنّي أُقّبلُ فيكِ شجرَ الاعتدال
أمشي مع زورقكِ في مروجِ النبوءات
أتدلّى من ثيابِ الفُقراء ومِنْ شعلتهم الذائبة
مَنْ حيّوكِ
- سلاماً
يا مدينةَ القلعةِ المُدلاّة من مفاتيحِ الأُفق
وسوّروكِ بالترانيمِ والمسرَّات وزرعوا في حدائقك النجومَ فأثمرتْ
قلعتَك المرسومةَ .. كالتساؤل
وفرّغوا في قدميكِ دورةَ الكاف الأخيرة
فدعيني
يا مدينةَ البياض
أنشدُ
أغنيتي الأثيرة
فكمْ من مرّةٍ ..
ضحكتُ بكيتُ ارتعشت خفقتُ
كخليجِ التفاؤل،
مُنادياً ..
إنّي
أحبُّكِ
كركوك ..
#رعد_مطشر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟