أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود عبدو عبدو - المهر المانع الأكبر للزواج في الجزيرة السورية -














المزيد.....

المهر المانع الأكبر للزواج في الجزيرة السورية -


محمود عبدو عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 07:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعد ظاهرة العنوسة المستشرية في الجزيرة السورية ( محافظة الحسكة ) مشهدا يوميا دالا على المعاناة الاجتماعية التي يلاحظها المرء في الحياة العامة للمحافظة , بدءا من عين ديوار -ديرك - مرورا بالقامشلي انتهاء إلى الحسكة , وتعدّت المشكلة المدن إلى الريف فبدأنا نلاحظ آلافا من الشابات والشباب قد سبقهم قطار الزواج ووقعوا فريسة غلاء المهور والأعراف السائدة والأوضاع المعيشية
والمهور من اشّد واكثر هذه المشاكل قسوة في منعها للراغبين الزواج , إذ وتتراوح قيمة المهور في المحافظة بين مائة وخمسون ألف ليرة سورية وتصل إلى نصف مليون وتزيد أحيانا اكثر من هذا , إضافة إلى ارتفاع التكاليف المرافقة من الصالة والحفلة ومستلزماتها
و هناك مناطق معروفة بمهورها العالية كـ الدرباسية وقرى هضبة كرا تشوك ( الكواجر ) و ديرك لا تقل عنهم في ذلك
لذا زادت نسبة العنوسة في البلدات المذكورة تلك اكثر من غيرها وكذلك الظروف التي ساعدت ارتفاع المهور من جهل و اعتقادات سائدة كـ بمقدار مهرها تكمن قيمتها لتتحول الفتاة في نظر البعض إلى سلعة للمتاجرة
مما أدى إلى زيادة العمالة المهاجرة من المحافظة نحو المدن الكبيرة كدمشق وحلب أملا في تحسين أوضاعهم وتامين مهورهم ليعيشوا في مناطق المخالفات كما في منطقة وادي المشاريع ودمر في العاصمة دمشق ذات الغالبية من أبناء الجزيرة الباحثين عن العمل
أخبرتني إحداهن : إنها لا تريد لحياتها أن تذهب سدىً لذا فهي تردد مقولة الشاعر طاغور : تفتح الزهرة الوليدة برعمها وتصرخ أيها العالم العزيز لا تتلاشى ؟؟
وتؤكد عدة فتيات بأن السبب يتعدى المهر إلى الجهل الذي يكتنف حياتهن والمحيط الذي يجهل حتى الآن حاجتهن ووعيهن المتنامي وإدراكهن لحقوقهم
وفي سؤال لبعض الآنسات كنماذج للوقوف على أسباب المشكلة
الفتاة ليلى -25عاماً أمية -: نحن أيضا نتحمل جزء من هذه المسؤولية انسجاما مع الواقع " وهنا تعترف " بأنهن والكثيرات من جيلها متأثرات بالمواصفات الشكلية للشباب الممثلين أو الذين يمثلون في الكليبات والأغاني والمسلسلات والمهر هو المشكلة لكنه !! بتصوري حق للفتاة , لان منطقتنا لا تولي " المتأخر " أهمية كون التركيز يتم على المهر المقدم , وهو مرتفع كنتيجة طبيعية لارتفاع أسعار الذهب والأدوات الكهربائية وغلاء المعيشة بصورة عامة .
بينما خالفتها هناء - 27عاماً مدرسة - بأن المهر هو السبب الرئيس في عدم إقدام الشباب فمن أين يملك شاب متخرج حديثا مبلغ مائتي ألف إضافة إلى ما يتحمله من تكاليف جانبية في العرس ذاته كـالصالة والحفلة والتي قد ترفع المهر إلى اكثر من ثلاثة مائة وخمسون ألف ليرة سورية وهو لا يملك سوى راتبه إذا كان أصلا يملك راتبا , وقرض الزواج لا يفي بالغرض لذا يحجم الجيل الجديد عن الزواج ,وتوقفت مطولا عند ظاهرة أخرى ألا وهي الزواج المبكر التي يقوم به الأهل خوفا وحرصا على بناتهم من العنوسة
وعند التوجه بالسؤال لشريحة من الشباب اجتمعت آرائهم حول المهر وبأنه وحده المانع لزواجهم وبقية الأشياء الأخرى في نظرهم ثانوية , فمن لا يملك أرضا أو موسما يدّر عليه مبلغا كبيرا دفعة واحدة لا يستطيع الزواج أو يبقى طوال عمره في جمع هذا المبلغ أو البقاء دون زواج وذلك لأن المهر يدفع نقدا لأهل العروس
ردد أحدهم ضاحكا عبارة الفرنسي أميل دي جيراردان
: تفاحة ناضجة في نهاية الغصن لا يخطئها جامعوا الثمار لكنهم !! لا يستطيعون الوصول إليها .
والفتاة هي الخاسر الأكبر وهي وحدها تتحمل الحيف الأساسي في معادلة الزواج هذه مؤكدين ما قاله حيدر حيدر الروائي السوري على لسان إحدى شخصياته : المرأة وطن منهوب .
ولا زالت المشكلة بين أخذ ورد , ومطروحة من قبل رجال الدين والساسة والأهل ومنابر الجوامع و مضافات العشائر ولكن بلا نتيجة والمشكلة في تفاقم اكثر !!!



#محمود_عبدو_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار البلوتوث - اللوك الجديد للعلاقات بين الشباب
- بازار ٌ على الجسد
- قصص بحجم حبة الكرز
- برمجة ُ البسمة
- الموت تحت أقدام الصغار
- قصص قصيرة جدا .........جداً
- عولمة الجوارب
- لحن واحد إلى وردة الكوثر
- السلال قديماً وحديثاً
- وتريات كردية
- حديثُ الأنامِل
- دمعة سخيفة في حضرة دم الشهيد
- أنثى الجِّهات الأربع / 1-4/
- حديث الحيوانات
- المُتكوِّر في الغابة
- صاحب الظلال الواقفة -ميخائيل عيد
- تجارة الرقيق -صفحات من التاريخ الأسود للبشرية
- التحدي العولمي والحراك الثقافي
- قصص قصيرة جدا ...جدا
- غرفة محشوة بالأماني


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود عبدو عبدو - المهر المانع الأكبر للزواج في الجزيرة السورية -