أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة














المزيد.....

البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


الى رشا ..............
قبل أشهر اخبرني الشاعر كريم الزيدي المقيم في تورينتو ان الفنان العراقي الاصيل فؤاد سالم تعرض لازمة قلبية وان دعوة وحملة وطنية ينبغي ان تطلق من اجل رعاية هذا الرمز لكي نعوض له جزءً من محنته الطويلة مع الاغتراب في مكان واحد اراده ان يكون قريبا الى وطنه فيما بقت حنجرته البصرية الدافئة خط الضوء الممتد بحنان النخيل والنوارس الى وطنٍ كل اغنية فيه هي دمعة صنتعها الحروب والحصارات والدبابات وخواطر التتر فوق ارضه .
لم اكن املك لفؤاد سالم حينها وانا اجوب بخطواتي شوارع البصرة مع الشاعر طالب عبد العزيز والقاص الدكتور لؤي حمزة عباس وعلي النجدي وصفاء ذياب وعلي الحسينان في اخر مشاهدة لي لهذه المدينة السندبادية التي ترسو بعاطفتها على اجمل رموش لنساء في هذا العالم . سوى أن اخبر ليل البصرة بمحنة فؤاد سالم مع المه وخفقات قلبه الضعيفه وحزنه ان لايتكرر مشهد موت المنفى كما مع البياتي والجواهري ومصطفى جمال الدين وحيدر سعدي يوسف وهادي العلوي الذين يسكنون في بيوت صمت ابدية المهجر غير بعيد عن شقته ، لقد كان يتمنى لحدا بصريا كما السندباد والفراهيدي والسياب وهو جدير بهذا لانه اعطى من صوته عذوبة لاتطاق وهام باشواقه الجنوبية بين مراكب الغرام وغابات النخيل وبيادر الحقل ومصانع الكادحين لهذا بات من الصعب رغم الهجرة الطويلة التفريق بين البصرة وفؤاد سالم . فهو كغيره من مبدعيها جزء من ذاكرة تاريخ لن ينتهي أو يشيخ رغم أن حاضره الجديد لم يطل الينا بالامنيات كلها وكان علينا ان نعيد في ساحات مدارس البصرة صباح كل خميس عبق اغنيات اوبريت بيادر خير او نعلمهم شدو الهمس الوطني لحنجرة فؤاد وغيره من صناع الحلم الجميل لوطن ارادوه ان يكون ملونا بالورد وعثوق النخل وبدلات العرس ولكنه حد هذه اللحظة تلاوينه الموت والمفخخات والمليشيات وازبال البلدية التي تغض الطرف وتوقع العقود .
اسير في البصرة واراها هكذا ، ولكني اعرفها هي حالمة ابدية ، لن تنسى مبدعيها ، إنها تهيم معهم حتى في غربتهم .
احدهم يقول : إن البصرة ليست فقط حكاية سندبادية او صوت لفؤاد سالم او قصيدة للبريكان او قصة حداثوية يطلقها محمد خضير من خجله الجميل لتدهش قارئها بثبات .
البصرة نقطة ضوء تعوم فوق كل تلك المسميات لتخلق اساطيرها من تراكم احساس ولد فيها يوم قال عتبة بن غزوان هنا تُبصر الدنيا ونضع خطوط مدينة ، لهذه فأن ابنا بارا لمدينة البصرة كفؤاد سالم حين يمرض ، علينا ان نعي حجم المها ورغبتها لتشافيه بدفئها واطبائها واشواقها وادعية فقرائها جميعهم من خمسة ميل وحتى الكزيزة ومن النجيبة حتى الخورة / مدينة تدفع من اجل عشقاها اغلى الاثمان وفؤاد سالم في تاريخ وعرف المدينة وتقليدها غال الثمن .فهي مدينة تؤسطر حسها اتجاه من تريدهم ، أولئك الذين اراهم الان يتدثرون بغيوم الحلم والرهبة والابداع . الذين يصلون الهمسة الى حواف سعف النخيل ليصنعوا منها شواطئ عشق واناشيد قطف موسمي للبمبر والبرحي والسمك ، الحالمون بالفجر دائما ، الرابضون خلف سواتر الحب لايخشون اي نوع من الحروب حتى التي اهجعت فيهم صلوات اللحظة ، ورغم هذا يقول البصريون : نحن اكثر مدينة صبرت في الدنيا حين ظلت القنابل تسرح في شوارعها ومرة صار ابنائها طعما لسجون الوطن نفسه ، في الحاكمية وابو غريب واقبية الشعبة الخامسة لسنين طويلة ..
ولهم اولئك البسطاء ، الفقراء ، الكادحون ، العشاق كان فؤاد سالم يغني ، يصنع طربا من عذابات المنفى لاجل سعادة الكاسيت الذي يصل مهربا الى البصرة عبر نقاط حدود الخوف والعقاب ، ورغم هذا كانت البصرة تسمع كل جديده واحلامه كانت تولد في البيوت اشجار ورد مثلما كانت تولد هنا في دمشق او اي مكان يتواجد فيه .
الان فؤاد سالم يعاني من الم ابدي يلازم المبدعين دائما وهو خذلان القلب لهم في مرحلة عمرية ما وهذا عائد اصلا الى التضحية التي اصر فؤاد سالم ليقدمها لوطنه جزاء العشق المتوارث بينه وبين العراق ، بينه وبين البصرة .
الدعاء لن يكفي ، المادة لن تكفي ، معهما علينا ، واهل البصرة بالذات ان يكتبوا خواطر شوق باصابع الورد لهذا المبدع العراقي ــ البصري الجميل ، يتمنون له الشفاء ويبعثوها ببريد غيوم الخريف الذاهبة من البصرة الى دمشق فهي ستصل اليه حتما ، وربما سينسى لسنين الام قلبه ويصدح من جديد حبا ببلاد تؤسطر حتى موتها.
بلاد اسمها العراق ، بلاد اسمها البصرة .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعلان الاسمر مايكلي مرحبة
- هلْ نسيَّ العراقيونَ الوردْ ؟
- مرة اخرى جائزة نوبل ليست لاودنيس
- صلاة من اجل العراق لا صلاة من اجل العراك
- الارهاب يقتل شيخا مندائيا
- العالم بين الابيض والاسود
- الروح السومرية والروح العلوية وامكنة الاغتراب
- هلو سنيور .. دافنشي من أهل الجبايش *
- عطر الله في رئة الدمعة . ضوء الله في عين الوردة
- سريالية : أذن ببغاء وغليون غونتر غراس
- في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً
- بلادٌ و حادلة إسفلتْ
- صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية
- دمشق ..قبر النبي يحيى
- حوار مع الشاعر المغربي محمد الصابر
- المغرب ..الايام الرائعة وفواكه البحر...
- المملكة المغربية والأيام الرائعة وفواكه البحر
- المملكة المغربية ..الأيام الرائعة وفواكه البحر 4
- المغرب..الأيام الرائعة وفواكه البحر
- المغرب .. الأيام الرائعة وفواكه البحر


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة