أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نيرودا حميد - (( منظمات المجتمع المدني بين الواقع والطموح ))















المزيد.....

(( منظمات المجتمع المدني بين الواقع والطموح ))


نيرودا حميد

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:04
المحور: المجتمع المدني
    


منظمات المجتمع المدني عنوان دارت به الألسن من كل الفئات والطبقات والألوان بعد إن هوى صنم الدكتاتورية في 9/4/2003 وغطى هذا المصطلح وهذا العنوان على ما كان يسمى بالمنظمات الجماهيرية لتكون شاهد إثبات ودلالة مصداقية للديمقراطية الليبرالية في العراق ما بعد صدام . لو جرت عملية تعريف كل كلمة من هذا العنوان لكانت كالأتي: - منظمات / أي بمعنى القدرة على تنسيق وتوجيه وإدارة المسمى المعني وتخليصه من حالة الشرذمة والفوضى من حيث المضمون وصياغة وترتيب الأهداف. المجتمع / وهو كما هو متعارف عليه ودالا على صفة الإجماع أو الاجتماع لمكونات وفئات وشرائح أو طبقات تمتلك مشتركات و أواصر تم بناءها وترسيخها عبر تاريخ طويل مشترك مما اكسبها ضمن خصوصيتها ما هو مشترك من حيث الموروث الثقافي والمصالح الاقتصادية يميزها عن غيرها من المجتمعات . المدني أو ألمديني / وهي دلالة حضارية للانتقال من البداوة أو بنية المجتمع الأهلي الرعوي والقبلي الإقطاعي وشبه الإقطاعي أي مجتمع ما قبل المدينة إلى مجتمع المدينة ونمو وهيمنة الطبقة البرجوازية بتطور الصناعة ونشوء وسيادة علاقات الرأسمال وهو بذلك مولد وحاضن ومستدعي قيام منظمات المجتمع المدني لتكون الممثل والمدافع لكل شريحة أو طبقة اجتماعية حسب وصفها وطموحها وموقعها ضمن علاقات الإنتاج الرأسمالية السائدة .بمعنى إن منظمات مجتمع مدني مستكملة للصفات والموصفات الأنفة الذكر ممكن وجودها في ظل علاقات الإنتاج الرأسمالي . خلال الحصار الاقتصادي والحروب التي خاضها الدكتاتور وعسكرة المجتمع العراقي أدى إلى تدمير البنية التحتية للصناعة والزراعة في العراق مؤديا إلى تفتيت وتمييع وهشاشة وتداخل الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية التي تشكو أساسا من ضعف البنية وتبعيتها افقد الدارس القدرة على وصف هذه الطبقات وإمكانية ملاحظة تبادل الصفات والألوان والمواقع بعضها البعض . فلا غرابة إن نجد الفرد العراقي يحمل أكثر من هوية مهنية وبالتالي يصبح وعيه الطبقي والمهني مشوشا إن لم يكن حربا ويا متلون يلون البقعة التي يقف عليها خلال الفترة المحددة الذي سرعان ما يسقط أو يقفز متحولا عنها صعودا أو نزولا ضمن سلم اجتماعي هزاز كمن يمارس لعبة الحية والدرج بسبب رغبة ومزاج الدكتاتور وإرادته فليس هناك ضير إن يتحول المعلم أو المدرس أو أي عنوان وظيفي أخر إلى عامل بناء أو سائق تكسي أو بائع سكائر بعد الدوام الرسمي أو إن يمنح أو يسلب الدكتاتور الأوصاف والألقاب والرتب والمواقع الحكومية والطبقية لمن يشاء أو ممن يشاء إن يتحول العريف إلى جنرال والمفلس إلى صاحب ثروة وبالعكس . فبإشارة من الدكتاتور تلغى الألقاب والطبقات ويصبح البرجوازي عاملا رثا والعامل تاجر كبير. فخير ما يوصف به هذا الحال هو وصف الرمال المتحركة التي ليس لها شكلا ومكانا معينا. إن هذا الأمر ساعد كثيرا على التعمية وضعف إن لم يكن غياب الوعي الطبقي المطلوب مما نتج عنه أشباح طبقات أو أشباح قوى ومنظمات وحركات تتخبط في ليل الواقع الاجتماعي المظلم بسبب إصابتها بالعشو الفكري والطبقي المزمن لعقود طويلة . إن قوى الرأسمال العالمي وبالخصوص خلال الفترة الصدامية استطاعت تهميش أغلبية بنات وأبناء العراق من مختلف القوميات والأديان والأجناس ممهدة بذلك الطريق للخضوع إلى قوى القهر العسكري ليكون العراق معبرا وجسرا يمر عليه المشروع الأمريكي المسلح لبقية البلدان في المنطقة وبقدر تعلق الأمر بموضوعنا عن منظمات المجتمع المدني العراقية . فأن هذه المنظمات بالإضافة إلى ضعف موضوعها فقد تعرضت للقهر والاستحواذ والاحتواء ومصادرة الإرادة وحرية القرار بسبب النهج الذي اتبعته التنظيمات والحركات السياسية ذات الطابع العقائدي بدافع جعل هذه المنظمات – نقابات – اتحادات – واجهه أو كما يقولون رافد من روافد الحزب أو الحركة وان يكن لهذه الأحزاب أو الحركات من فضل فهو فضل الولادة القسرية لوليد خديج من رحم طبقة قاصرة لم يكتمل نموها الجسدي والنفسي بعد . مما استدعى الأمر إيداعه بعهدة ايدولوجيا الحزب كمرضعة ومربية وحاضنة وهذا ما افقده صدق وعفوية وأصالة النشأة والطباع والسلوك كممثل للطبقة أو الشريحة والفئة الاجتماعية المعينة تجسد ذلك بأسوأ صورة ومظاهره في عهد الدكتاتورية ليكون رجال الأمن والمخابرات وأعضاء الفرق والشعب والفروع الحزبية هم قادة المنظمات – الجماهيرية . كاتحاد نقابات العمال واتحاد الجمعيات الفلاحية والطلبة والنساء وغيرها محاكيا في ذلك ما حصل في بلدان ( المعسكر ) الاشتراكي ومارسته اغلب الأحزاب والحركات الشيوعية واليسارية في العراق ومن المؤسف أنها مازالت تعمل بنفس العقلية والنهج السابق رغم ادعائها بالتجديد وان لنا في ذلك عودة مفصلة . فان ما حصل بعد تواري الدكتاتورية بفعل الدبابة الأمريكية لم يكن مختلفا عما سبقه من نهج الاحتواء والاستحواذ ولكن هذه المرة حدث تحت يافطة المحاصصة السياسية لتقسيم هذه القوى نشاط وفعالية هذه المنظمات لإغراض وأهداف كل منها السياسية ولكل حسب حجم حصته في السلطة الحاكمة مما ( زاد الطين بله ) وتردي واقع هذه المنظمات فأصبحت اسما دون مسمى ولنا على ذلك حال ووصف اتحاد العمال واتحاد الجمعيات الفلاحية باعتبارهما اكبر النقابات والمنظمات حضورا على الساحة العراقية لتمثيلها لأوسع طبقة اجتماعية في العراق . هناك العديد من الشواهد في إبعاد وإقصاء بعض العناصر من هذه المنظمات وخصوصا قيادتها عندما يختلف هذا العضو مع حزبه السياسي مهما كانت قدراته وتاريخه النضالي ودرجة تمثيله لطبقته وشريحته الاجتماعية فيطلب الحزب تنحيته واستبداله ( برفيق ) أخر لا بسبب عدم كفائتة ونزاهته ولكن بسبب تركه للعمل الحزبي مما جعل هؤلاء الأعضاء تحت رحمة مواقف ومصالح أحزابهم وسلب منهم صدق تمثيلهم لصفاتهم المهنية والطبقية لصالح الحزب والطائفة والقومية وقد حدث ما هو أسوأ من ذلك حيث تشرذمت الكثير من المهن والشرائح الاجتماعية على عدد من الأحزاب والحركات فصار لكل منها منظمة واتحاد ونقابة تمثلها ووصل البعض منها إلى اعتبار إن نشاطه وهيمنته وقيادته لهذه الشريحة أو تلك هي الشرعية فقط حتى وان تحقق ذلك بقوة السلاح !!! والأمر من كل ذلك إن هذه الممارسات صدرت من القوى اليسارية والليبرالية والدينية المتسيسة لا ينقص لافتاتها سوى حقيقة كون هذا التنظيم تابع إلى الحزب أو الحركة أو الطائفة الفلانية .... ولا شك إننا لا ندعو من خلال هذا الطرح لحضر حرية التعدد المهني والنقابي ولكننا بالضد من قسرية وجوده وضد ادلجته وتسييسه الذي يفترض إن ينتهي إليه لا إن يبتدئ به ونقصد المطلب السياسي الذي يهيمن على نشاط الطبقة أو المهنة أو الشريحة بعد إن يقمع ولم يستجاب لمطلبها المهني المشروع من قبل السلطة الحاكمة . إما دور قوى الاحتلال أو ممثلي الرأسمال العالمي ( الديمقراطي ) المعولم فقد كان لا يقل خطورة وضررا من دور أحزاب الهيمنة والشمولية حيث أظهرت هذه القوى وممثليها باسم نشر الديمقراطية وتشجيع منظمات المجتمع المدني سخاء كبيرا والتمويل والتأهيل بالآف الدولارات كمخصصات إدارة ومحاضرات ودورات تدريبية داخل وخارج العراق وبشروط ميسرة مما أسال لعاب القوى الانتهازية ومتصيدة الفرص والسماسرة والمدعين لتوظيف خيالهم وتجاربهم في ظل النظام السابق لتصميم وتأسيس منظمات مجتمع مدني حسب الطلب وتفريخ الفروع بعد تكاثر الأصول وبعناوين وإعداد يصعب وصفها وعدها لتكون وسيلة سهلة لكسب المال وأداة للوجاهة والنفوذ وقد ساعد على هذا الحال ما سبق وصفه من ميوعة وعدم ثبات الصفة الطبقية في المجتمع العراقي مما اوجد الظروف المناسبة لتكون أرضية الحراك الاجتماعي صالحة لنمو مختلف أنواع الطحالب والإعشاب الضارة والسامة مما يخلق المصاعب ويصنع المتاعب في طريق القوى العراقية المختلفة الساعية إلى قيام منظمات مجتمع مدني حقيقية بعيدة عن الهيمنة الحزبية والطائفية وعن نفوذ قوى الرأسمال المعولم وتخليصها من الحشائش والإعشاب الطفيلية الضارة . مدركة تمام الإدراك لأهمية هذا العمل في بناء وترسيخ دولة تحل فيها رابطة الطبقة والمهنة والعمل بدل رابطة القبيلة والطائفة وبدون ذلك لا يمكن الحديث عن بناء دولة مؤسسات نظرا لعجز واستحالة بناء مثل هذه الدولة من قبل تشكيلات المجتمع المدني ما قبل الرأسمالي . ومن أول شروط نجاح هذه المنظمات في عملها ونشاطها إن تكون عملا تطوعيا حرا لإفراد المجتمع تدفعهم مصالح وطموحات الطبقة أو الشريحة أو المهنة التي ينتمون إليها بغض النظر عن الجنس والقومية والدين والمعتقد والمذهب السياسي وليس العكس كما هو حاصل ألان . لذا فأننا نعمل جاهدين لترسيخ أسس عمل جديدة لمنظمات المجتمع المدني للتخلص من نزعة الاحتواء والهيمنة ماسخة نشاط هذه المنظمات وجعلها وسيلة كسب وتسول تقف بذلة على أبواب السلطة و ما يسمى مصادر الدعم العالمي للديمقراطية متسترة تحت لافتات الدفاع عن حقوق وطموحات أي من الشرائح والطبقات والمهن أو الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة والطفل وغيرها من العناوين مستغلة نبل وسمو وواقعية وضرورة مثل هذه الطموحات والمطاليب والأهداف . مما دفع حركة اليسار الديمقراطي العراقي ( حيد ) إن تجعل هذا الأمر من أولى مهامها كما ورد في بيان انبثاقها ( العمل على تفعيل وتأصيل وتأهيل منظمات المجتمع المدني ليكون المجتمع بكافة شرائحه وطبقاته فاعلا ومشاركا للنضال من اجل حياة حرة كريمة ورفع الهيمنة والوصاية عنها من أي جهة كانت لتمتلك حرية القرار خدمة لمصالح من تمثلهم ) . ونرى إن ذلك ممكنا عن طريق تشجيع العمل التطوعي الحر المدفوع بدوافع التضامن والإيثار ليضع الفرد طاقته وإمكانيته في خدمة أهداف إنسانية نبيلة ضمن منظمة مبنية على أسس ديمقراطية حقيقية سليمة بعيدة عن المحاصصة السياسية أو الطائفية بل على أساس القدرة والكفاءة في تمثيل أهداف وطموحات من تمثلهم والتخلص من وصاية ونفوذ وتدخل القوى الخارجية واستبدال أواصر التخلف والظلام بأواصر تتماشى مع حضارة مدنية ديمقراطية متقدمة وان تتخلى القوى السياسية والسلطة التنفيذية للدولة عن نهج الاحتواء والهيمنة وسياسة الكسب الضيق وتجنيد هذه المنظمات لخدمتها .
نيرودا حميد
عضو اللجنة التحضيرية لحركة اليسار الديمقراطي العراقي ( حيد )
في 20 / 10 / 2006



#نيرودا_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نيرودا حميد - (( منظمات المجتمع المدني بين الواقع والطموح ))