أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة















المزيد.....


عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


توضيح لا بد منه:

كان الهدف، من مقالاتنا، و سيبقى ثابتا، هو المساهمة النضالية إلى جانب و في وسط كادحي هذا البلد، من أجل تغيير الأوضاع لمستوى أحسن، تغيير يوسع من إمكانيات القوى السياسية اليسارية لطرح مشروعها الإستراتيجي و العمل على تنفيذه في بيئة و فضاء نظيفين، بيئة تعطي للمشروع الاشتراكي الذي نتبناه مصداقيته، فضاء يسمح للمعنيين بالتغيير من تقييم و تقدير قادتهم الآنيين و المستقبليين.
و بالتالي لم يكن هدفنا التجني، و لا الادعاء، و لا محاربة "الشبكة".. فلا تهمنا الشبكة في شيء بقدر ما يهمنا هو الصراع ضد التيارات السياسية الإصلاحية المتمادية في خط التشويه و التنكر للمبادئ الاشتراكية، فإذا فتحنا الصراع ضد "النهج الديمقراطي بطنجة" فلأننا ما زلنا نقدر بعض مناضليه في مواقع أخرى و في مجالات عديدة و متنوعة أخرى.. ما زلنا كذلك ـ و لا يحتاج منا اعتراف و لا تأكيد ـ نقدر عطاءات بعض المناضلين من النهج الديمقراطي بطنجة، و الذين أبانوا عن ميدانيتهم، رغم الاختلافات في الرأي و المرجعية و التقديرات..الخ
فقط ما نطالب به هو حين يفتح الصراع على المستوى السياسي و النظري بين فعاليات و تيارات اليسار، وجب أن نتحلى بالمسؤولية و أن تكون لنا الجرأة للدفاع عن نظرتنا في الموضوع، و ألا نختبئ و راء الشبكة ـ التي هي اسم على مسمى ـ فليست سوى شبكة و يمكن أن تفهمها كيفما أردت، فقط لا تتذرع بها لأنها في آخر المطاف شبكة!

الشبكة: شبكة جمعيات الشمال للتنمية و التضامن

سنحاول إذن أن نتابع الموضوع الذي جرنا إليه "التنموي" المهووس و الذي سنستهله بسؤال نعرف مسبقا أن لا إجابة له، بل إننا لا نريد إجابة منه لأنه سؤال فاضح و فيه نوع من التحدي لادعاءات "التنموي الشبح" الذي يختبئ وراء "شبكة شبح" "لجمعيات أشباح".
فهل ما أسميته بالرد باسم الشبكة على مقال استهدف حزبا سياسيا يشتغل مناضلوه داخل هذه المسماة شبكة.. استشرت فيه الجمعيات المفترض انخراطها في الشبكة أم كتبته بدون علمها و نيابة عنها؟
النقطة الثانية، أن السرغيني لم يدع قط "طليعيته لليسار الديمقراطي"، فإذا اختلطت عليك الأوراق و المفاهيم.. فذلك مجال آخر، و ميدان آخر سنحتاج فيه إلى مرجعية.. فمفاهيمنا لها مرجعيتها التي تقول، أن اليسار يسار، و اليسار الاشتراكي يسارا اشتراكي، و اليسار الماركسي اللينيني يسار ماركسي لينيني كذلك.. لم ندٌع قط لا طليعيته و لا مؤخرته، فإن كنا نتكلم على الطليعة و الطليعية، فذلك في مجال صراع الطبقات أي في الصراع الذي تخوضه الطبقات المحرومة، الكادحة و البائسة.. ضد نظام الاستغلال و الاستبداد، ضد الرأسمالية المحلية و حلفائها الداخليين و الخارجيين من الرجعيين و الإمبرياليين.. هنا بالضبط نتكلم عن طليعية الطبقة العاملة و حزبها السياسي المستقل ـ الذي نكافح من أجل بناءه ـ في هذا الصراع من أجل ثورتها و مشروعها الاشتراكيين.. الحل في هذا العصر، للقضاء على الحرمان و البؤس و الطبقية و العنصرية و اللامساواة.. الحل الوحيد الذي يخدم و يضمن مصالح جميع الكادحين بدون استثناء.
النقطة الثالثة: تقول باعتمادنا على "الإشاعات الكريهة" و في جهة أخرى "إشاعات ذات جذور مخزنية".. فمن حيث هي كريهة فهي كريهة حقا و نتنة و من حيث هي "إشاعات ذات جذور مخزنية" ـ "المخزن" مصطلح يحلو استعماله من طرف القوى السياسية الإصلاحية بالمغرب، مرة ينسب للنظام السياسي القائم بالمغرب و مرة يفهم به جهاز الدولة القمعي و المخابراتي و مرة أشياء أخرى تخلط بين هذا و ذاك ـ فسنبحث عن أصولها و مصادرها و آنذاك للقارئ أن يتمعن و بكل سعة نظر هل هي حقائق أم إشاعات كاذبة.
أولا يجب أن يعترف كاتب الرد أن لا شيئا يمكنك الآن أن تتستر عليه خصوصا المسلكيات الانتهازية العفنة، فالتمويلات المشبوهة و الإمبريالية في آخر المطاف، معروفة لدى الخاص و العام و إذا كانت نيتك التستر فنذكرك بالأدوار الصادقة التي ما زال يلعبها بعض المناضلين من "النهج" بالمساهمة في فضحها و بتقديم المعطيات عن أدق التفاصيل المرتبطة بها.. ثانيا نذكرك و نذكر الرفاق القارئين بمسار الصراع الذي يعرفه "النهج" بتياراته الثلاثة و الذي استعملت فيه حرب البيانات على صفحات الجرائد المحلية، كان بالنسبة لنا أحد المصادر.. إلى جانب مصادر أخرى كالعرائض الموقعة ضد اختلاس مالية الجمعيات التنموية و ضد تأسيس "الجمعيات الأشباح" فقط لتلقي الدعم.. فلن نحتاج إذن للإشاعة حتى نحكم على جمعيات تكتري مقرات لتبقى مغلقة لسنوات.. لن نحتاج للإشاعة بعد معاينتنا لأنشطة تصرف فيها الأموال بدون حساب ـ مثال يوم الأرض الذي اكتريت لأجله قاعة "سينما الدوليز" و جنٌدت له عناصر "الأمن الخاص" لمنع الحاضرين بدون دعوات.. و وظفت له سيارات "النقل المزدوج" لنقل المتفرجين من مقر الجمعية إلى قاعة السينما ـ لن نحتاج للإشاعة كذلك لما يصرف داخل الملتقيات و ما أسميته بالقافلات.. فقط نمعٌن النظر في لحظة و مكان التأسيس ـ 97 و بإسبانيا و المكان له دلالته الكبرى ـ هذه "بعض المعطيات و الحقائق الموضوعية المرتبطة بالممارسة" تريد تبرير الذمة؟ و أية ممارسة، و أي ارتباط؟ الارتباط بإسبانيا و بالراغبين في العبور لإسبانيا تلك هي المعطيات الحقيقية إذن!
أما إذا تابعنا الجرد الذي يذكرنا بالتصريحات التي من شأنها النفخ في المنجزات و المبالغة فيها، نذكرك بأننا لسنا الجهة المعنية، أخطأت العنوان، فقط سنعمل على فضح أكاذيبك التي لا تنطلي على أحد..
لا ننكر أبدا حضور الإسبان في مناسبات عدة بل إننا نعتبرهم بالغوا في الحضور، لكن فقط و من باب الشفافية فهل سبق و أن قدمتم تقريرا ماليا أو حسابا عن متطلبات حضورهم؟ قد تقول بأن لا دخل لك في هذا و أقول أنك على صح لأنه سبق و أن فضحكم الإسبان بعد تلقي المساهمة من بعض المشاركين خلال أحد الملتقيات؟ على أن ميزانية الملتقى كانت على حسابهم.. لكنني أعيد السؤال بطريقة أخرى، كيف تتم تغطية مصاريف السفريات من المغرب إلى إسبانيا و ماذا عن فضيحة برشلونة 2005، فضيحة المساهمة المالية التي اختفت إلى الآن و فضيحة التهجير المقنع باسم الجمعيات و فضيحة عدم الحضور للمنتدى رغم المصاريف و السفر..الخ
ننتقل الآن لبعض الأكاذيب الصارخة، و كنت أتمنى ألا نصل لهذا المستوى الساقط في الصراع، كنت أتمنى إجراء نقاش نظري سياسي حول خط التنمية داخل حركة اليسار بالمغرب، دواعيه و مبرراته النظرية، الإضافات التي يمكن بها، إنعاش حركة الصراع الطبقي في بلادنا، موقع اليساريين و الحركة العمالية داخل هذه الثقافة و علاقة هذه الثقافة بالمشروع الاشتراكي ككل..الخ؟ بدل سقوطنا في نقاش الادعاءات و التجني و الأكاذيب و المغالطات الفائقة للعين..الخ
لن ادعي الغياب و لا الامتناع عن المشاركة في ملتقيات و ندوات حضر فيها من يتكلم باسم الشبكة و هذه نقطة تسجل لحسابي و ليس ضدي، نعم أشارك، ليس لوحدي بل بمعية رفاقي في الخط و مجموعة من الرفاق اليساريين من داخل النهج و من خارجه و الذين لا يشاطروك بالضرورة في ممارساتك و انزلاقاتك الغير مبررة..
و سبق و أن التقينا في تنسيقات عدة باسم الجمعيات و الإطارات السياسية و النقابية. و سبق و أن انتقدكم الجميع في صفة حضوركم باسم الشبكة من جهة، و في صفة من يحضر معك باسم جمعيات مفترضة داخل الشبكة.. سبق كذلك أن ساءلناك عن الجمعيات المنخرطة في الشبكة و عن الناطق الرسمي باسم الشبكة.. إذ و لحدود الآن فالناشطون الجمعويون النقابيون و السياسيون لا يعرفون بالضبط تشكيلة الشبكة و لا الناطق الرسمي باسمها! و شخصيا استمعت لأكثر من أربعة يتكلمون باسم الشبكة أحدهم تكلم باسم جمعية أسستها السلطة أو المخزن كما يحلو لك ـ فدرالية(!!) قدماء تلاميذ طنجة التي أسسها و سهر على الترخيص لها قائد بإحدى مقاطعات طنجة للتشويش على إحدى الجمعيات المناضلة بطنجة ـ و آخر التصريحات كان لأحد "المناضلين الأشباح" لا هو مقيم بطنجة و لا هو منخرط في جمعية من الجمعيات.. مواطن خارج "التغطية" و فقط.
و خلا ل إحدى اللقاءات حول الهجرة و حقوق الإنسان، حضرنا كمناضلين و كجمعيات و استمعنا لكلمة الشبكة و لكلمة الإسبان و المغاربة المدافعون عن "حقوق الإنسان" و الكل يتذكر التصريحات المجمع عليها من طرف المنظمين إسبان و مغاربة، ألا و هي المناهضة للهجرة السرية و ليس الدفاع عن حق المواطنين في الهجرة، بدون شروط، نتذكر جيدا، كلمة الشبكة المكتوبة و الصريحة المطالبة بالمناهضة للهجرة السرية، كلمة الإسبان الصريحة و الزاعقة كذلك حيث طالبت "جمعيات المجتمع المدني أن تتصدى لهذه الآفة"، كلمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي ذكرت و حذرت الحضور من "تفشي السيدا في صفوف المهاجرين" و من التزايد المطرد لعددهم و من "عدوانيتهم"..الخ فقط نريدكم أن تذكروا بمواقفنا و بحضورنا الميداني و غير المشروط و بانتقادنا المبدئي لمظاهر التعفنات و النتوءات في جسم اليسار.
أما عن تنظيم المسيرة ضد العولمة سنة 2002 فهذا افتراء و سطو على تظاهرة ليست لك، بحيث انسحبت من الإشراف على تنظيمها مباشرة بعد تلقيك خبر المنع ـ كشبكة و كنهج ديمقراطي ـ المسيرة تحمل مسؤوليتها الطلبة الإوطميين و جمعية المعطلين و بعض الفعاليات اليسارية و الجمعوية ـ أطاك ـ كان لكم "الشرف" بالتصريح بقرار المنع عوض البارون إيزو ـ مدير الأمن الإقليمي سابقا و هو الآن في حالة اعتقال لارتباطه بمافيا التهريب و التهجير و المخدرات ـ رغم هذا أنجزت المسيرة و كذا الوقفتين أمام قنصلية إسبانيا و أمام الميناء و لم يكن ذلك من تنظيمكم فقط حاولتم السطو على الانجازات من خلال التصريحات الصحفية و التلفزية التي قام بها البعض من مريديكم.
شاركتم كذلك في العديد من المبادرات و الملتقيات باسم الشبكة، و لا نقول كشبكة فما زالت لحد الآن عبارة عن هلام شبح لا يعرف تشكيلته سوى صاحب الرد المسعور، و أتذكر إحدى اللقاءات التي كان الهدف منها تنظيم وقفة لمناهضة "منتدى المستقبل" و أتذكر جيدا أن أربعة عناصر حضرت باسم الشبكة و حسم القرار لتنظيم الوقفة مع كل ما تحتاجه من لا فتات و شعارات و إعلام..الخ المفاجئة كانت هي أن لا أحد من الأربعة سجل الحضور في الوقفة و بالأحرى الجمعيات التي يتكلمون باسمها.
فمن السهل جدا أن نتكلم عن 60 جمعية كما تتكلم الدولة عن مئات الجمعيات بمدينة واحدة.. لكن السؤال هو أين حضورهم و أين مساهمتهم؟
ألا ترون معي أن من المنطقي مطالبة 60 جمعية بأن تقدم في تنسيقية أو في تظاهرة نضالية 60 عضوا على الأقل أي بمعدل عضو عن الجمعية، فأين نحن من هذا و من هو المغالط إذا كانت جميع الفعاليات الحاضرة و الناشطة هي خارج هذه المسماة شبكة، إذا كانت جميع الوقفات النضالية لا تنعشها و لا توهجها سوى صرخات المعطلين و الطلبة و التلاميذ و هم خارج الشبكة التنموية، بالطبع.
تقول إحدى الأمثلة "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الآخرين بالحجارة"، فالزعيق بالتخوين و بالعلاقة بين ما أسميته إشاعات و هي في الحقيقة حقائق، و بالمخزن أو النظام أو المخابرات.. يضرك أكثر مما يفيدك.. لأنك أكثر "اليساريين" علاقة بالسلطة و بعناصر المخابرات و لأنك من بين القلائل ممن يتجرؤون على توزيع القبلات على عناصر السلطة القمعية أمام أعين و مرأى البؤساء من الطلبة و المعطلين.. عاينا هذا أمام مقر الولاية و في ساحة فلسطين و العراق أكثر من مرة.. أما المقزز في الأمر و في المشهد هي أن توزع القبلات و المصافحات و العناق في وقت القمع و المنع الذي تعرفه بعض الوقفات.. كان الأجدر أن تذكر بإحداها التي بقيت راسخة في أذهاني و أذهان جميع المناضلين، وقفة التضامن مع ضحايا زلزال الحسيمة التي أنجزها المناضلون المبدئيون رغم المنع الذي قبِلت به أنت و شبكتك المزعومة.. نذكرك كذلك بممارستك المفضوحة التي يعلم بها الجميع، ممارسات و تصريحات "هؤلاء ليسوا معنا" و التصريحات لمن؟ للجهات القمعية بالطبع و أمام مرأى الجميع ـ كان ذلك يوم 10 دجنبر 2004 ـ! اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
أخيرا نختم هذا التوضيح و ليس المقال لنقول للرفاق اليساريين داخل النهج و خارجه أن النقاش الحقيقي حول قضايا الكادحين و الآليات المرتبطة بها. هو أرقى من هذه السجالات الاستزادية ليس إلا، لسنا بالقاصرين حتى نتلقى التوجيهات من إسبانيا أو أستراليا أو غيرها و ليس "بالشرفاء" و لا "المناضلين المخلصين" من يقضون أوقاتهم في الطائرات و في الفنادق الفخمة بحثا عن الوصفات الشافية لمشاكلنا و قضايانا المصيرية.. نحن مستعدون للتنسيق الميداني النضالي و للنقاش الفكري و السياسي داخل مقرات الجمعيات المناضلة و داخل مقرات النقابات و الأحزاب اليسارية التقدمية.. دون حاجة للدعم المالي، فلا اللقاءات الدسمة تغوينا و لا النقاش الذي يحتاج التأشيرة و ركوب الطائرة..الخ فتربيتنا معروفة لدى الجميع، تربية بعيدة كل البعد عن أية طهرانية و لا ندعي الطليعية على أي كان، لنا أخطاءنا و انزلاقاتنا المرتبطة بكفاحيتنا و بميدانيتنا و بمثابرتنا على الاجتهاد لحل إشكاليات العمل السياسي اليساري بالمغرب.. متأهبين لخوض الصراع السياسي و الإيديولوجي ضد كل التيارات اللبرالية، الظلامية، التحريفية و الرجعية.. مقتنعين كل الاقتناع بمبادئنا الثورية في النقد و النقد الذاتي، داخل الحركة اليسارية الاشتراكية و داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية في شكلها الجديد.. و لا ندخر جهدا في فضح خونة الطبقة العاملة المرتدين، مرتزقة العمل الجمعوي، سماسرة الارتزاق ببؤس العاطلات و العاطلين، و عاملات أوراش الخياطة المستغلٌة باسم العمل الجمعوي التنموي، و التشهير بما تتعرض له.

عن التنمية و الخط التنموي:

نأتي للمجال الذي كنا نود أن يفتح فيه النقاش بحمية، عوض ترهات الجرد المطروح عن إنجازات "الشبكة" العظيمة و كأنني المسؤول عن التمويل، كلا فقد أخطأت العنوان أيها "الرفيق"، فيبدوا أنك مستعد لهذه اللحظة.. لا علينا.. أقصد بالقول خلاصة لقاء 97 بإسبانيا "من أجل مواجهة اللبرالية المتوحشة و بناء عالم جديد ممكن"، و ورقة / التصور المناقشة داخل اللقاء.. و التصورين المتناقضين.. و سنكتفي بالتصور الذي تبناه زعيم الشبكة و من معه "يعمل على إضفاء الطابع الحركي و النضالي على الجمعيات، بالاعتماد على المشاركة الفعلية للمواطنين و الانصهار الجماعي مع حركة المجتمع من أجل إحداث تغييرات مهمة في النظام السياسي و الاجتماعي القائم".
فالزعيم المتكلم، و الإشارة التعريفية موجهة للقارئين خارج طنجة أو خارج المغرب، زعيم سابق لمنظمة اهتدت للمرجعية الماركسية اللينينية سنة 70، و قد تحمل مسؤولية قيادتها، سنوات المراجعة و الارتداد عن الخط الثوري ـ خط الشهداء سعيدة و زروال.. ـ أي خلال ما سمي بإعادة البناء ـ و كان حقا تهديما لكل ما في الكلمة من معنى لتراث كان من الممكن أن يغير مجرى تاريخ صراع الطبقات بالمغرب و أن تلعب خلاله المنظمة و تيارها البروليتاري الدور الكبير في وضع اللبنات الأولى لبناء حزب الطبقة العاملة المستقل ـ
أما الآن فهو قيادي بحزب النهج الديمقراطي، الاستمرارية الجسدية، ـ و ليس الخطية ـ لمنظمة إلى الأمام.. فما رأيكم أيها الرفاق، أين نصنف، من يبحث "عن عالم جديد ممكن"، و من يراهن على "الحركات الاجتماعية" و على "المواطنين" لبنائه!!؟ صحيح أن ماركسيتنا "أرثوذوكسية" حسب تصنيفاتكم و ادعاءاتكم و سندخل النقاش من بابه النظري المرجعي و سنرجعك لشبابك.. و سنبحث في صراع ماركس ضد برودون حول دور الإنتاج الصغير و الملكية الصغيرة و حول بؤس الفلسفة، و فلسفة البؤس، و ما الملكية؟ ورأس المال.. إلا أننا لن نغامر في هذا النقاش لأننا نعرف مسبقا الإجابة إذ ستقول، بأنك غير معني و أن الماركسية وقع فيها التجديد و هناك نظريات جديدة تتكلم عن "الحركية" و "الدينامية" و "الحركات الاجتماعية" و "المواطن" و "المجتمع المدني"..الخ
و قبل أن تتهمنا باليسراوية أو الطبقاوية، كما يحلو لكم، فقط لأننا نعتمد منهجية مصالح الطبقات و الصراع القائم بينها في ظل نمط الإنتاج الرأسمالي، نقول أننا و وفق مبدئنا اللينيني نقبل أن نشتغل في إطارات و جمعيات، أكثر هلامية و ضبابية و ربما رجعية ـ خاصة إذا كانت تضم في صفوفها جماهير كادحة ـ لكننا لا نتباهى بتصورها الخاطئ و الرجعي و نعلن صراحة و من خلال أية فرصة أتيحت لنا بأننا اشتراكيين و شيوعيين نناضل من أجل تهديم دولة و نظام الرأسمال.. نرتبط خلال نضالنا بجمهور الكادحين المتضررين من نظام الاستغلال و الاستبداد القائم في بلادنا، و السائد على المستوى العالمي.. و لا نرتبط "بالمواطنين" و هكذا و "بالمجتمع المدني" و هكذا.. نعمل على الارتباط بالطبقة الحاملة لمشروع التغيير، الطبقة الثورية إلى النهاية، الطبقة محررة نفسها و محررة جميع الكادحين، الطبقة التي تمثل سلطتها أكبر ضمانة و أكبر حماية لديمقراطية الكادحين الممثلين في مجالسهم الشعبية.
فليس لدينا الشك بأن العالم يتجدد، و ليس تجديده ممكنا و فقط، إنه يتجدد و لمدة تفوق المائتي سنة.. لكن تحت سيطرة و هيمنة الرأسمال تحت تعاضد و تضامن المالكين للرأسمال، الناهبين لخيرات الأرض و لقوت الكادحين، المستهترين بالجوعى و العاطلين و ضحايا الأمراض و الحروب المدمرة.. ليس إلا.
فهدفنا هو نفس هدف الرابطة الشيوعية التي أعلنت و منذ أيام ماركس / إنجلز "هو الإطاحة بالبرجوازية، و سيطرة البروليتاريا و إلغاء المجتمع البرجوازي القديم القائم على أساس تطاحن الطبقات، و تأسيس مجتمع جديد بلا طبقات و لا ملكية فردية" ذلك هو مجتمعنا الجديد و ذلك هو عالمنا الجديد الذي لن ندخر جهدا من أجل الوصول إليه، عبر التنظيم و عبر رفع الوعي الطبقي و عبر السياسة و التاكتيكات السديدة التي تستغل كل مظاهر الاحتجاج و الرفض للنظام الرأسمالي القائم.. سياسة تراعي شروط و طبيعة الإطارات و لكن دون أن تنصهر بها و دون أن تلتزم بسقفها.. سياسة تذكر دائما بالانتماء و الالتزام الطبقي البروليتاري و بالدفاع المستميت عن مصالح حلفاء الطبقة العاملة من سائر الكادحين و المستغَلين في المدن و الأرياف.
و مخافة أن يطول الرد أو أن يزيغ عن أهدافه بأن يصبح مثلا صراعا شخصيا ضد أحد ممثلي التيار اليميني داخل حركة النهج الديمقراطي، نتساءل مع "الرفيق" و مع كافة الرفاق داخل و خارج "النهج"، هلا أقنعنا أحدهم بأن ورشات تعليم الخياطة و تعليم الطبخ و المعلوميات، ـ الاشتغال الرئيسي لبعض الجمعيات التنموية بالشمال، موضوع النقاش.. لا تتجاوز عدد 5 على 60 جمعية المذكورة.. و البقية مجهولة.. ـ قد تشكل يوما ما إضافة "لإحداث تغييرات مهمة في النظام السياسي و الاجتماعي القائم".
فإذا كان هذا هو الفهم التنموي الجديد في ثقافة ماركسيي الأمس، نقول أن النظام السياسي القائم بالمغرب، كان له السبق منذ الستينات حين أسس لأندية "التعاون الوطني" و خلال الثمانينات حين دعا الشباب لإنشاء المقاولة الصغرى.. و خلال التسعينات و إلى الآن ما زال مستمرا و متشبثا بخياره المبشر "بالمجتمع المتضامن" و "بالتنمية البشرية" التي لا تعدو أن تكون سوى وصفة إمبريالية لن نختلف عن مصادرها و منظريها.
فليستقم النقاش إذن حول منطلقات و أهداف الحركة اليسارية بالمغرب، حول الشعارات و البرامج المطلوبة الآن، خدمة لمشروع الحركة الاشتراكية و خدمة للكادحين المعنيين بالتغيير و بمناهضة الرأسمالية، حول الآليات القمينة بتطوير الوعي لدى جمهور الكادحين، حول النظرية و الخط السياسي القادر على قيادة و تأطير و تنظيم الكادحين..الخ؟ فعدا هذا لا تعدو المهاترات التنموية سوى إضافات لسياسة التبرير و الانبطاح أمام الآلة الإمبريالية، لا تعدو سوى تهرب و فرار من ساحة المعركة الحقيقية، ساحة صراع الطبقات و ما تتطلبه من مهام الارتباط بالطليعة من طبقات الكادحين، الطبقة العاملة قائدة الثورة الاشتراكية بانية المجتمع الاشتراكي و لسلطته الديمقراطية، دكتاتورية البروليتاريا المسنودة بالمجالس الشعبية الكادحة في المدن و الأرياف.



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ملابسات الصراعات الدموية بالجامعة
- جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟
- جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية
- كفاح و أساليب نضالية جديدة ...عمال حمل البضائع بميناء طنجة
- حول أحداث العنف الطلابي بمراكش و أكادير
- تخليد ذكرى يوم الأرض بطنجة غاب يسار ... و حضر يسار آخر
- رسالة إلى الرفاق الأوطميين
- عمال -ديوهرست- المطرودون ... من الاعتصام إلى الاحتجاج في الش ...
- مواصلة ديوهيرست لحربها الشرسة ضد العمل النقابي
- الملكية بالمغرب تدشن السنة الجديدة باستقطابات جديدة
- عاملات و عمال ديوهرست بطنجة في الواجهة
- مأساة عمال و عاملات شركة يازاكي بطنجة
- عمال ديوهرست بطنجة المجزرة واحدة و السيوف متعددة
- التوجه القاعدي و الإنجازات النوعية
- قراءة نقدية لخط -رابطة النضال الشيوعي بالمغرب-
- نقطة نظام توجيهية
- المقاومة الطبقية هي السبيل
- مآل الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب تحت قيا ...


المزيد.....




- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...
- انفجارات عنيفة في مواقع البنية التحتية بأنحاء أوكرانيا
- السودان.. التدخل الأجنبي ينذر بإطالة أمد الحرب
- نتنياهو يطلب من المحكمة الإسرائيلية تمديد مهلة خطة التجنيد ا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة