أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود حسن عباس - اقتراح علم العراق الجديد















المزيد.....



اقتراح علم العراق الجديد


محمود حسن عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 06:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نموذج لعلم العراق الجديد المقترح و الذي يستمد وجوده من ألوان السبعة لأطياف ضوء الشمس،سيكون العلم بأبعاد 101سم*70 سم كنموذج،من الأعلى ألأحمر يمثل العرب السنة،و البرتقالي باقي القوميات و الأديان،الأصفر الأكراد،الأخضر الشيعة،الأزرق التركمان،النيلي للمتجنسين بالجنسية العراقية من العرب و الفرس و الترك الخ،و البنفسجي يمثل القوميات و الأديان و الجماعات التي وجدت في العراق في الماضي الباقين منهم أو غير باقين، واحد سم زائد طولا عن المائة تبركا باسم الله تعالى (الواحد)،تطوى من 101سم 3سم لحبل السارية ،وهذه 3سم المطوية تمثل المغتربين العراقيين الغائبون الموجودون..
المقالة المرفقة مع الاقتراح
مرة أخرى يحتدم النقاش حول الموضوع القديم-الجديد إلا وهي مسألة تغير علم العراق و المورث من قبل النظام السابق،وهذا النقاش لم ينقطع أصلا منذ يوم الأول للتغير الذي حدث في العراق في 9-4-2003 ،ولكن هذه المرة النقاش اتخذ منحى خطيرا لأنه بدا و كأنه ليس نقاشا حول ما يجب إن يغير العلم أم لا ،بل ما إذا كان العراق سيستمر في الوجود ككيان سياسي و جغرافي وتأريخي و بشري أم لا! فقد اقترن النقاش أو من كان يحاول إن يقرنه بلغة الانفصال و التفكك الخ ،من العبارات الجاهزة و التي طالما سمعناها طوال السنوات السابقة، وكان الدافع و الحافز لهذا النقاش المجدد القرار الذي اتخذه الرئيس مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان بمنع رفع العلم العراقي المورث من قبل النظام السابق في إقليم كردستان العراق،و كان الرئيس مسعود البارزاني منذ البداية من أكثر مسئولي العهد الجديد تشددا في رفض التعامل مع العلم العراقي الموروث من عهد النظام السابق لكون هذا العلم قد ارتكب تحت ساريته فظائع و جرائم مثل الأنفال و الكيماوي و المقابر الجماعية و الحروب العدوانية، وربما المطلع يعرف بأنه كحالة إنسانية فان تحت سارية هذا العلم قد غيب ستة ألاف شخص من عائلة الرئيس مسعود البارزاني شخصيا في مجمع البارزانيين قرب اربيل في سنوات حرب النظام مع إيران،وقد يكون تفسير الأحداث عند البعض من داخل العراق بأن يعتبروا مسالة العلم شيئا ثانويا نظرا للمرحلة الخطيرة التي يمر بها العراق ،و بالنسبة للطبقة السياسية في العهد الجديد فليس هناك مشكلة تذكر لاتفاق الأطراف على تغير العلم كمبدأ ولنص الدستور الجديد على ذلك، و ربما الاختلاف في الشكل و التوقيت ،ولكن اكبر الانتقادات بل و التهجمات جاءت من المحيط الإقليمي و هذا المحيط في معظمه معبأ منذ زمن بعيد ضد التغير في العراق و بالذات ضد الدور الكردي في معادلة التغير العراقي،وفي الحقيقة و لو نظر إلى قرار الرئيس مسعود البارزاني مبتسرا و مقطوعا عن سياق الأحداث فانه يبدو بالفعل بأنه قرار انفصالي ،ولكن واقعيا و بترجيع الأحداث إلى أصولها فان هذا القرار لا يعتبر مفاجئا أو انعطافا حادا في مواقف الرئيس مسعود البارزاني فهو منذ البداية قال بأنه لم ولن يتعامل بالعلم المورث عن النظام السابق علم الأنفال و الكيماوي و المقابر الجماعية و الحروب العدوانية،و في بيانات سابقة و لاحقة أكد بأنه يؤيد و يرغب و يطالب بتغير علم العراق المورث عن النظام السابق إلى علم جديد يتفق عليه يرمز إلى العراق نفسه أرضا و شعبا و تاريخا و واقع ليتسنى رفعها في كل أنحاء العراق بما فيها كردستان دون اعتراض أو امتعاض.
و قد اخذ على العلم المورث عن النظام السابق إضافة إلى اقترانه بالممارسات الديكتاتورية والوحشية مثل الأنفال والكيماوي و المقابر الجماعية وقمع المكونات العراقية والحروب العدوانية الخارجية ،أخذ عليه المآخذ التالية:
1-انه علم أستوحي من قصيدة نظمت في الفترة المظلمة من تأريخ العراق وهي الفترة التي أعقبت سقوط الدولة العربية- الإسلامية في العراق و سيطرة أقوام أخرى غير عراقية أو حتى عربية أو حتى مسلمة(هولاكو) على العراق وهي من أسوأ فترات تاريخ العراق وقد شبهت في كثير من أوجهها بفترة حكم صدام، و كان صدام نفسه في عدة مناسبات يشير إلى هذه الفترة من تاريخ العراق ،فالقصيدة الأصل و العلم المنبثق عنها تعبر عن الإحباط و التراجع وخلط الأوراق وخاصة فيها نزعة شوفينية واضحة بالتعصب لمكون واحد في المجتمع العراقي أو بمعنى أوسع في المجتمع العربي والإسلامي.ففي القصيدة عبارة (سود وقائعنا)،وهي العبارة التي كانت توحي دائما بالوحشية في الحروب و النزاعات و الصراعات و قد استشهد بها في كثير من المواقف الحربية في زمن صدام و مورس الوحشية تحت رايتها،و كذلك عبارة بيض صفائحنا فهي تدل على الانفراد و التكبر و التعالي .ونفس الشيء لعبارة (خضر مربعنا) فهل إن مرابع الآخرين يباب؟
2-لا يمثل هذا العلم أو يشير ضمنا إلى أيا من مكونات المجتمع العراقي لا ماضيا و لا حاضرا و لا مستقبلا ،و بصريح العبارة فان الإشارة إلى الفتوحات العربية والدولة العربية من باب كل العرب و ليس العراقيين تحديدا ،ناهيك عن غياب أية إشارة إلى باقي المكونات العراقية و حتى الحضارات العراقية القديمة مثل الأشورية و الأكادية و السومرية الخ.
3-النجوم الثلاثة في العلم تشير إلى مشروع الوحدة الصبياني و الارتجالي الذي تبناه البعث بعد انقلاب 8-شباط-1963 مع مصر و سوريا ،و الذي لم يتحقق في الواقع مطلقا والذي سرعان ما تبع فشله التراشق و الاتهامات مع عبد الناصر و بعث سوريا ،فهذه النجوم و حسب البعث نفسه تعبر عن لا شيء في الواقع ،فكيف بموقف غير البعثي منه و خاصة أولئك الذين أذاقوا العذابات بيد البعث من المكونات العراقية ومن غير العراقيين،و صدام نفسه أحس بهذا المأزق بان النجوم الثلاثة في العلم العراقي في عهده تعبر عن العدم و لاشيء في الواقع، فاستعاض عن ذاك في ثمانينيات القرن الماضي بأن أمر بان النجوم الثلاثة في العلم العراقي في عهده يعبر عن أهداف حزب البعث (الوحدة و الحرية و الأشتراكبة)،و بعد التغير وخاصة الآن و العراق مسير بالدستور الجديد و في هذا الدستور هناك حظر واضح لوجود حزب البعث ،فكيف يعبر عن أهدافه بإشارات واضحة في العلم الوطني؟
4- ويزيد الطين بله في هذا الصدد عندما أضاف صدام بخط يده عبارة(الله اكبر-جل جلاله)و متى بعد غزو الكويت ذلك العمل الإجرامي الذي أحدث شرخا في العراق و العالم العربي و الإسلامي لا يرقع لمائة سنة قادمة،و قد أراد صدام بذلك أن يتبرقع ديكتاتوريته و عدوانه بالوازع الديني،باعتبار بان من لا يقاتل تحت راية (الله اكبر) فهو خارج عن ملة الإسلام، كما لا زال البعث والتكفيريين الذين اتبعوه يقولون بهذا،و ربما صدام نفسه قد أوضح المقاصد مؤخرا في جلسات محاكمته في قضية الأنفال بان قال: لا احد يستطيع رفع عبارة (الله اكبر)التي هو خطها بيده على العلم العراقي ، وقد ربط بعض العراقيين هذا القول لصدام بما كان يقول قبل سقوطه بأنه لا يترك سلطة العراق إلا و العراق بات(فحمة)كما يقول القول العراقي وبما يحدث في الساحة العراقية أو بمعنى أوضح إن صدام إضافة لجرائمه وهو في السلطة فقد خطط و هيأ لجرائم أفظع عندما يفقد السلطة،و هذا قد لا يحتاج دليل فصدام البعثي كان يحسب نفسه و يحسب على اليسار العربي القومي الشوفيني و قد صرح مرارا بأنه علماني و لا يقبل بتداخل السياسة و الدين و كان يستعمل أفظع الأساليب ضد الحركات الدينية السنية و الشيعية ،فما علاقة صدام بالنزوع الديني و رفع عبارة (الله اكبر)على العلم العراقي غير أن يكون هدفه استغلال اسم الله (تبارك وتعالى )في تمرير سلطته الديكتاتورية و الهمجية و العدوانية ،كما فعل قبل ذلك بإخراج كل شيء من طهارته و عفافه و قدسيته و قصده عندما استغل حزبه والجيش العراقي و أناس من منطقته وعشيرته و عائلته و قوميته و مذهبه و أناس من خارج كل هذه لتنفيذ مأربه ،فهو لم يقيس الأمور إلا بمقدار ما كان يخدم ديكتاتوريته ،لذا كنا نراه ينقلب على اقرب الناس إليه إذا اعتقد بأنه بات يهدد حكمه الديكتاتوري ولو بنسبة واحد من المليون وقد آثر عنه العراقيين قوله بأنه سيقطع أصبعه هذا(إشارة إلى الإبهام) إذا خانه.
5-ومع هذا فان عبارة (الله أكبر)اقترنت عبر التاريخ العراقي و العربي و الإسلامي بتاريخ الفتوحات و الغزوات و الحروب العراقية و العربية و الإسلامية و العبارة الكاملة هي(الله اكبر –حي إلى الجهاد)فوجود هذه العبارة في علم العراق الجديد كدولة مسالمة لا تروم الغزو أو الحروب و ليس في عقيدته إحياء الجهاد بالطريقة التي حدث في بدايات الفتح العربي الإسلامي ،إضافة لذلك فان هذه العبارة نفسها هي شعار التكفيريين المحدثين و الذي العراق و شعبه هما احد أهم ضحاياهم في هذا الوقت،و ذلك من اشد التناقضات فالعلم العراقي المورث من نظام السابق يحمل بالفعل الشعار الأساسي للتكفيريين المحدثين من أمثال القاعدة و فروعها و فروخها.
6-وقد رأينا كيف إن التكفيريين في الموجة الأولى لمطالبات تغير العلم في السنة الأولى لسقوط النظام كانوا في مقدمة الركب في رفض تغير العلم شاركهم فيها البعثيين و التكفيريين المبرقعين ببراقع أخرى مثل مقاومة الاحتلال و الذود عن العراق(العربي) الخ ،و مع الأسف الشديد فان الشارع العراق سرعان ما يستجيب لأية دعوة تغلف بالدين أو القومية أو المذهب ،فلم يكن رفض تغير العلم يأتي من هؤلاء وحدهم بل من الشارع العراقي فقسم كبير منه رفض تغير العلم و خاصة في الكيفية التي جرت حيت كانت الخطوة فيها التسارع و الارتجال و تدخلات مشبوهة وقد قال احد المواطنين بان علم مجلس الحكم يصلح كعلم لسيارة الإسعاف و ليس للعراق عبر تاريخه و مكوناته وأرضه،و خاصة في تلك الفترة كانت نزعة التكفيريين تسيطر تقريبا على الشارع العراقي عندما انبرت نفسها بأنها مقاومة للاحتلال و الذائدة عن العراق(العربي الإسلامي)،ولكن خلال السنوات الثلاثة الماضية بانت أشياء كثيرة و فضع كثير من المواقف و الخفايا ،غير إن الشعب العراقي خلال هذه السنوات قاسى فظائع أخرى و تحت علم الله اكبر-الذي ورثه صدام من بعده- أعوذ بالله.
7- بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على التغير في مناسبات كثيرة عبر عديد من العراقيين في مختلف المناطق والأطياف و الطبقات عن رغبتهم بتغير العلم ،فلماذا الإصرار على ما يدعو إلى الانشقاق و الاختلاف بل و يعطي الحجة لمن يريد إن ينشق أو يختلف أو حتى ينفصل ،و إذا كان أساس الذي يبنى عليه الدولة الحديثة هو الدستور وقد سن الدستور جديد و وافق عليه العراقيون باستفتاء و هذا الدستور نفسه ينص على تغير العلم و الرموز الأخرى للدولة مثل الشعار الجمهوري و النشيد الوطني.
8- إن وجود عبارة (الله اكبر) و التي كانت مقترنة دوما من الناحية السياسية-العسكرية بعبارة(حي إلى الجهاد )عبر التاريخ العراقي و العربي و الإسلامي ،عندما كان العالم مصنفا إلى مسلمين و كفار، بينما في عراق اليوم هناك أديان غير الإسلام وما عدا وجود مذاهب عديدة للإسلام في العراق و نظرتها و تاريخها المختلف في النظر إلى قضية الجهاد، فضلا عن ذلك فان الجيش و القوات المسلحة العراقية فيهما منتمين إليهما من العراقيين من أديان أخرى وقد يقعون في موقف قتال داخلي أو خارجي للدفاع عن العراق وفي هذه الحالة سيحدث تناقض صارخ في دواخلهم عندما يقاتلون تحت شعار لا يخصهم بالضرورة ما عدا عدم انطباقها على الواقع فالجيش العراقي لا قبل صدام و لا أثناء حكم صام و لا ألان ولا في المستقبل مصمم للجهاد، سواء بمفهومها الكلاسيكي في صدر الإسلام وما بعده ولا بالمفهوم المنحرف لتكفيريي هذه الأيام .
9- العلم رمز الدولة وهو ليس بالرقعة الدينية معلقة في مكانه في جامع أو حسينية أو كنيسة ،ففي دولة مثل العراق يوميا يطبع مئات ألاف النسخ من الأوراق و الكتب و المنشورات و الإعلانات و الجداريات و الصحف الخ ،فيها صورة العلم العراقي وغالبا ما تنتهي المطاف بهذه صور العلم إلى سلال القمامة و مكبات النفايات ،فمن يحمل وزر ذلك مع وجود عبارة (الله أكبر) في العلم،و يمكن تصور موقف أخر وهو موجود بالفعل ،فأحدهم يتصل بالموبايل أو بالحاسوب من العراق بمحطات الفضائية أو مواقع الانترنيت الإباحية فتظهر صورة العلم العراقي في أعلى الشاشة دلالة على إن الاتصال من العراق و في أسفل عبارة( الله اكبر) هناك صورة إباحية بل فعل فاحش مصور،فمن يتحمل وزر ذلك و هل من الضروري أن نقدم للآخرين يكرهون وجودنا و ديننا فرص ذهبية لأهانه ديننا و عقيدتنا؟
وقد قيل و يقال إن إثارة موضوع العلم و تغيره في هذه الساعات و الأيام الحالكة من تاريخ العراق قد يكون لأسباب مغرضة أو لأهداف مبيتة أو حتى نوع من البطرنة ،ولكن ليس الأمر كذلك حقيقة فان العلم رمز أساسي من رموز الدولة و وجودها و سيادتها و قوتها وعندما يغيب في أي جزء منها فهذا يعني إن الدولة في مشكلة أو مأزق، و إذا كانت طرق العلاج تطرح و يطالب بها فلماذا لا نسلكها على الأقل قطعا لدابر من يريد أن يدبر ،و السؤال المأزق الذي سيطرح نفسه هل ستعالج مسالة العلم بتغيره أم يترك في حين إن معظم الأشياء المورثة عن النظام السابق قد غيرت فالنظام نفسه تغير و حل محل حزبه عشرات الأحزاب الحاكمة و غير الحاكمة و الجيش و القوات المسلحة قد تغيرتا و الدستور قد تغير و الأجواء النفسية و الثقافية و الإعلامية و الاجتماعية قد تغيرت مع تغير هذه الأشياء فلماذا العلم وحده يبقى بدون التغير.
و لو رجعنا إلى تجارب قريبة لشعوب أخرى نرى بأنه عندما سقطت حكومات دول المنظومة الشيوعية في أوربا و خارج أوربا في تسعينات القرن الماضي فان معظم الحكومات التالية للحكومات الشيوعية قد غيرت الإعلام و الأناشيد الوطنية الخ ،فالمعادلة بسيطة في هذا الصدد لان الأجواء السياسية و الفكرية و الثقافية و الاجتماعية تتغير بتغير أنظمة الحكم و خاصة إذا كان التغير جذريا و صاحبها العنف ، فالمبررات لإبقاء العلم المورث من النظام السابق غير منطقي بالمرة مهما كانت،و أصعب و اخطر هذه المبررات وجود عبارة (الله اكبر)في العلم المذكور ،و لكن بالرجوع إلى صدام نفسه يزول هذا المبرر حيث بين نياته عندما قال بان لا احد يستطيع أو بمعنى الذي يقصده صدام( يجرأ) على رفع العبارة من العلم العراقي حيث وضعها هو لتكون فتنة من بعده للعراقيين و ليس إيمانا و تورعا منه.
وسؤال أخر يطرح نفسه كم هو عدد العراقيين ما عدا ضحايا الأنفال و الكيماوي و المقابر الجماعية الذين لف جثمانهم بهذا العلم و حسبوا (شهداء الوطن) بالطبع أعدادهم لا يقل بل ربما يزيد عن أولئك الضحايا من الفئة الأولى و حاصل تحصيل كلهم عراقيون و المسئول عن وأد حياتهم هو النظام السابق و إن اختلف التسميات و خاصة إن وأد حياة العراقيين لم يتوقف حتى ألان فلماذا الإصرار في الوقوف تحية لعلم مشئوم حاشا اسم الله و تكبيره.
و لاشك إن هناك فئة تعتقد بعد كل الذي جرى إن في الإمكان أعادة تجربة الماضي ،ولكن هذه الفئة و لنسميها فئات أثبتت في السنوات الثلاث الماضية بأنها جمدت عند نقطة معينة في لحظة الزمن تنتمي إلى الماضي و لا تستطيع مغادرتها أبدا ،وهذه الفئة أو الفئات نفسها إن درت أو لم تدر هي المسئولة بصورة مباشرة و ليس غير مباشرة ما إل إليه وضع العراق في السنة الأخيرة ،لأنها جمدت عند الماضي و لا تستطيع مغادرتها مطلقا،و ليكن الحوار أكثر صراحة و تحديدا ،السيد مسعود البارزاني رفض رفع علم النظام السابق في كردستان العراق ،وقد يقرر غدا الانفصال عن العراق ،فهل إن هذه الفئة تملك جيش ألصدامي المكون من مليون جندي و تملك أسلحة الفتاكة كما كانت تقول وكالات الأنباء الغربية أيام الحرب العراقية الإيرانية و العراقية الكويتية و العراقية الأمريكية حتى تقوم على الفور باجتياح كوردستان العراق ويصل (الحرس الجمهوري ) إلى جبل كورك خلال ساعات و ينزع العلم (الكوردي الأصفر) ويضع العلم الصدامي مكانه ،وهل هذه الفئة سوف تنكر بان الأكراد صاروا أكثر من قرن يقاتلون و يتحملون من اجل حقوقهم و ألان بعد إن ذاقوا طعم الحرية و الديمقراطية و السلام سوف يسلمون أمرهم بكل سهولة لهذا الجيش الوهمي الافتراضي المتكون من المليون كما كان في الماضي ،ليس من الممكن إن لا يقال عن هذه الفئة أو الفئات أنها بالفعل فئات ضالة، و إذا كان السيد مسعود أو غير السيد مسعود في الشمال أو الوسط أو الجنوب يريد و يرغب في البقاء ضمن العراق الواحد فهو ليس من اجل عيني هذه الفئات و لا خوفا منها ولا اعتمادا على أوهام هذه الفئات بان الماضي سوف يعود يوما ما، بل لأسباب يتعلق بمصالحهم بأنهم يرون البقاء ضمن العراق و الاحتماء باسم العراق و لا نقول العباءة العربية من أطماع و تهديدات قادمة من الشمال و الشرق أفضل لهم، بصورة هذه الفئات الضالة ثبتت بأنها عميت ولا تراها وهي شاخصة أمامها،و بسبب مواقفها فقد العراق الكثير الكثير خلال سنوات الماضية و سيفقد أكثر إذا ظلت بصرهم وبصيرتهم تعميان في أن تريا الواقع و تظل ترنو إلى شعارات السفسطائية و الطوباوية و الشوفينية.
وربما قد يكون نداءات الرئيس مسعود البارزاني من أواخر النداءات المخلصة التي تدعو إلى إبقاء العراق واحدا و موحدا و النداء واضح و صريح يقول سنبقى في العراق الذي نريده إن يكون، ولن نبقى في العراق الذي سيفرض علينا و ولى زمن جيش مليون جندي ،وبالطبع عندما تندلع الحريق في مبنى فليس بوسع المرء إن يتوقع أي جزء سينهار أولا ،فقبل التغير و بعده كان الكثيرون يتوقعون بان الأكراد سيكونون من أول مقوضي وجود و وحدة العراق،ولكن لحد هذه الساعة لم يكونوا كذلك بل بذلوا كل الجهود المخلصة لعكس التيار و لملمة الشمل بحسب كل المنصفين ،ولكن إذا استمرت هذه الفئات الضالة في غيها مرة تحت شعارات مقاومة الاحتلال و ثانية تحت شعارات الدين و ثالثة خلقت لنفسها و العراق شعار جديد هي الطائفية فلم تفبرك الطائفية في العراق إلا هذه الفئات نفسها و ألان تستصرخ بأنها ضحايا الطائفية بينما هي استنجدت بالقاعدة و ألزرقاوي وكانا في مقدمة أهدافهما في العراق إشعال الحرب الطائفية و هذا الذي حدث بالفعل،بحيث نسي مشكلة الاحتلال و معضلة الكورد أذا كان الكورد في الأصل يعتبرون معضلة في العراق و بات همهم الوحيد التصدي للاحتلالات القادمة من جهات أخرى.
ربما قد ينهار المرء و يفقد أعصابه متحججا بمشكلة العلم القديمة الجديدة ليقصد كما يقول عامتنا(وياچ بنتي اقصدچ چنتي) و ليتقي الله هؤلاء الذين رفعوا الشعارات الرنانة طوال السنوات الماضية بعد التغير فلم يجنوا شيئا و تركوا الساحة منشغلين و منتظرين في أن ينضج مشروع القاعدة في العراق و الذي أعلن عنه زرقاوي قبل أسابيع من مقتله بإعلان إمارة من طراز (الطالبان) في جزء من أحدى من محافظات العراق الثمانية عشرة، فأضاعوا العراق و أنفسهم و حتى وصل حال العراق و العراقيين على ما هم فيه و ليس هناك مجال لمزيد ،فليس هناك أي مجال بان يعود الماضي الصدامي أو ما شابهه و إذا كان هؤلاء حريصون على العراق فان الماضي الصدامي للعراق ليس فيه ما يشرف حتى لهؤلاء أنفسهم ،فالنظام لم يعرف غير طريقا واحدا ديكتاتوريا ظالما قاسيا لم يرحم أحدا فلماذا الحنين إليه و البكاء عليه ،لماذا لا نحاول إن نلملم ما يمكن لملمته و التصدي لمخاطر خطيرة جدا ربما يأتي يوم نتحسر فيه على هذه الأيام القاسية الكئيبة التي نمر بها،فهناك مخاطر الحرب الطائفية و إذا اندلعت فبسرعة تتحول إلى حروب دينية و عرقية وحتى عشائرية و عائلية، و هناك قوى إقليمية تتربص و تزأر على الحدود ليل نهار تتحين الفرص بهذه الحجة أو تلك لتجتاح العراق من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه بدون استثناء لا يعتقد احد بأنه مستثنى و إذا اعتقد ذلك فهو في ضلال وعند ذلك من يدعي بأنه أفضلنا سيجبر في أن يخدم في إيوان كسرى أو في باب العالي خادما ثم يخصى ثم يقتل.
لا يمكن الاستهانة بعلم الدولة فمنذ قديم الزمان للدول و الجيوش و الجماعات أعلامها التي تعلن و تعبر عن وجودها ،ولكن لو قيس مشكلة العلم بما هو اكبر منها أي مشكلة بقاء العراق أو عدم بقاءها أو تناحر و تقاتل مكوناته أو جمعهم و توحدهم فسيبدو مشكلة العلم تافهة ،وفي نفس الوقت سيكون أمام هذه المشكلة نفس السياق الذي قادنا إلى ما نحن فيه ألان ،أي المحاصصة و الطائفية،فهل سيكون علم العراق القادم إذا حصل الجماع على تغيره ذات طابع عربي أو كردي سني أو شيعي علماني أو ديني الخ.
منذ أقدم العصور في تاريخ العراق أو في المنطقة المعروفة ببلاد ما بين النهرين و تلك المنطقة تشمل وادي النهرين و روافدهما أي الزاب الأعلى و الأسفل و السير وان و اللوند رافدي نهر ديالى أي كامل منطقة كوردستان العراق ،في هذه البلاد كانت هناك علاقة خاصة يربط الإنسان بقرص الشمس المتوهجة على ارض السواد مع كل صباح جديد ينبثق من قدرة اله الكون ،وعندما كان الإنسان العراقي وهو كان يمثل جنس البشري في تلك الأزمنة الغابرة ينظر إلى قرص الشمس و يمر عليه فصول السنة و مواسم الزرع و الضرع فيراها إنها مصدر الحياة و الوجود ،فلجأ العراقي القديم إلى عبادة الشمس ،و لحد ألان توجد معابد (اله الشمس) في كل أنحاء العراق شمالا و وسطا و جنوبا بما فيها كوردستان العراق(اربيل)،و الدليل الأوضح عن ذلك ورد في القرآن الكريم في قصتي النبي إبراهيم عليه السلام و هو عراقي المولد والأصل، الأولى في بحثه و سؤاله عن خالق الكون و الإنسان في الآية:)فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:78)وفي قصته مع الملك نمرود عن قدرة اله الواحد الأحد في الآية: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فأت بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:258) و تأسيسا على ذلك المقترح في العلم الجديد للعراق أن يستمد من الشمس ،فبعد أن عرف الإنسان العراقي الإله الواحد الأحد و انتشرت الديانات التوحيدية في العراق فان الإنسان عرف بان الشمس مجرد إحدى خلائق و صنائع الله عز وجل،و المقترح أن يكون العلم الجديد يستمد وجوده من ضوء الشمس الذي هو نور و النور إحدى أسماء الله الحسنى )اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور:35) و إحدى الصفات النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) )الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157) والنور إحدى صفات القرآن الكريم: )الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (إبراهيم:1)،والنور أيضا أحدى صفات دين الإسلام)أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الزمر:22)
و الله سبحانه و تعالى وصف الرسول محمد (صلى عليه و سلم) ومعه المؤمنين في يوم القيامة بالنور: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:8) و ضوء الشمس أو نورها عندما يسقط على الأرض في طريقه من السماء إذا صادف قطرات الماء أو البخار في طبقات الجو يتحلل إلى سبعة ألوان (الأحمر،البرتقالي،الأصفر،الأخضر،الأزرق،النيلي،و البنفسجي) ويسمى ألوان الله و العامة يسمونه قوس قزح وهو نفسه أي ضوء الشمس أو نورها إذا مرر في زجاج الموشور يتحلل إلى الألوان المذكورة و يسمى أطياف ضوء الشمس ،وقد سميت بها المكونات العراقية منذ تغير النظام كراهة لذكر الطائفي و العرقي و الديني فبدلا أن يقال العرب و الأكراد والسنة والشيعة و مسلمين و مسيحيين الخ، يقال الأطياف العراقية ففي هذا المقام تطابق المشبه و المشبه به فمثل مجموع المكونات العراقية بالضوء أو النور ومثل أجزاءها بأطياف تلك النور و النور نفسها تعود إلى الشمس وكلها تعود إلى الخالق عز و جل (الله نور السموات و الأرض).
والعلم المقترح ستكون النموذج منه رقعة مستطيلة بأبعاد 101xسم70سم سيكون عرض 101 سم أفقيا و70سم عموديا،المائة سم طولا مستعرض أفقيا يرمز إلى مئة بالمائة من مكونات الشعب العراقي وسم الواحد زيادة تبرك باسم الله تعالى(الواحد) و سبعون عرضا و المستعرض عموديا يتكون من سبعة شرائط كل شريط بعرض عشرة سم وحسب ألوان الطيف لضوء أو نور الشمس من الأعلى إلى الأسفل (الأحمر، البرتقالي،الأصفر،الأخضر ،الأزرق،النيلي،و البنفسجي) فالأحمر سيكون لون الذي يشير إلى تاريخ الدولة العربية الإسلامية و فتوحاتها في صدر الإسلام في إشارة واضحة إلى تاريخ أهل سنة رسول الله في العراق ،و اللون البرتقالي إشارة إلى القوميات و الأديان الأخرى في العراق مثل المسيحيين من الكلدان و الاشور و السريان و اليزيديين و الصابئة الخ،و اللون الأصفر يشير إلى الأكراد و المستمدة فكرته من نفس مصدر علم كوردستان قرص الشمس الأصفر،و اللون الأخضر يشير إلى شيعة إل بيت رسول الله في العراق وكما هو واضح فان هذا اللون كان عبر التاريخ يشير إلى شيعة إل بيت رسول الله،و اللون الأزرق يشير إلى تركمان العراق ألقومية الثالثة في العراق ،أما اللون النيلي فيشير إلى كل الذين تجنسوا بالجنسية العراقية عبر التاريخ أو الحاضر أو أقاموا فيه أقامة دائمة وساهموا في بناء و حماية العراق سواء من العرب أو الفرس أو الترك أو العجم أو أية جنسيات أخرى، أما اللون البنفسجي فيشير إلى الأقوام والشعوب و الديانات و الأعراق و اللغات الخ ، الذين كانوا موجودين على أرض العراق عبر تاريخيه الطويل،وجعل كل الإشارة متساوية في الطول و العرض إشارة إلى تساوي العراقيين في الحقوق و الواجبات و المكانة في الماضي و الحاضر و المستقبل ،فمثلا لتفسير و رواية تاريخ العراق لا يجب التركيز على أمجاد و تاريخ أقوام و فترات معينة و إهمال الآخرين فالمساومة في بناء العراق و وجوده و مستقبله يشمل الماضي و الحاضر و المستقبل،و بالنسبة 101 سم طول العلم (النموذج) يعرض 98سم و تطوى 3سم وهذه السنتيمترات الثلاثة المطوية لغرض حبل السارية له رمز أيضا يشير إلى العراقيين المغتربين سواء من اغترب اختيارا أو قصرا فهم غائبون الموجودون .ولو أخذ بهذا المقترح يمكن توقع الفوائد التالية:
1-إن وجود الألوان السبعة في طيف ضوء الشمس أو نور الشمس تستمد مصدرها من المكانة الخاصة لرقم السبعة في الاعتقادات و الموروثات الأسطورية و الدينية و الفلكلورية لكل الأديان والقوميات و الأعراق و المذاهب التي كانت موجودة في العراق في الماضي و الحاضر فهذا سيكون احد عوامل الإرث المشترك بين مكونات الشعب العراقي.
2-هذه الألوان و كما استعرض سابقا قد اتخذ من قبل المكونات العراقية قبل هذا العلم المقترح فرمز اللون الرئيسي لعرب السنة هو الأحمر و الكورد الأصفر و الشيعة الأخضر و التركمان الأزرق و لون البرتقالي دلالته العامة إلى التنوع إشارة إلى باقي الأديان و القوميات الخ،ولن يكون فرضا عليهم فهي ألوانهم التي كانت تشير إليهم أصلا.
3-ربما الآن قد يتجاوز سكان العراق 26 مليون نسمة،في العراق الآن 18 محافظة،كل التوقعات الإدارية بان تستحدث على الأقل ثلاث محافظات جديدة، باعتبار أن الأقضية التي تتجاوز سكانها 300 ألف نسمة تستحق رتبة المحافظة ، ،و لتوضيح ذلك أكثر فان هناك جدل محتدم في العراق الآن حول الفيدرالية أو الاتحاد الخ ،كيف سيكون و أيا من أجزاء العراق يشمل و هل ستكون هذه الفيدرالية أو الاتحاد على شكل كانتونات أو أقاليم طائفية أو عرقية ،وربما قد يكون حسم ذلك في المستقبل، و لكن قد يستحسن عقليا بأن يقسم العراق على سبع أقاليم كل إقليم يتكون من ثلاث محافظات و بسكان يتجاوز ثلاث ملايين ، وسيكون هذا التقسيم على أساس إداري و النتيجة ستكون تلقائيا على أساس عرقي أو مذهبي ،فالمعقول بان إقليم الذي يتكون من النجف و كربلاء والحلة مثلا سيكون شعبا و إقليم الذي يتكون من اربيل و سليمانية ومحافظة أخرى سيكون كرديا و كذلك بالنسبة لتكريت و الرمادي و الموصل سيكون سنيا كأمثلة ،ولكن لا يتكون هذه الأقاليم على أساس التطهير العرقي بل على أساس الإداري أولا، و سيكون العلم الجديد موزعة لكل إقليم لون ،وهذا في علم الإدارة الحديث اللا المركزي يفرض إن يكون لكل إقليم إدارته ألامركزية لإدارة الشئون المحلية.
4- كل الدلائل تشير بان العراق الجديد يحاجه إلي جيش وطني دفاعي محترف و عالي التجهيز و التنظيم و التدريب و التعبئة و ذات كامل الصنوف البرية و الجوية و البحرية يتراوح عدده بين 140-210 ألف جندي و ضابط ، بواقع20-30 ألف جندي و ضابط لكل فرقة ، وبالضبط فان جيش بهذا الحجم سيتكون من سبع فرق وعند ذلك يكون لكل فرقة إحدى ألوان العلم العراقي المقترح راية و مجموع الألوان يكون العلم العراقي كما إن مجموع الفرق يكون الجيش العراقي.
5- قد يكون اتخاذ هذا النموذج المقترح علما للعراق طريقة ذكية لاحتواء القوى العراقية القومية و الدينية و المذهبية و العشائرية سواء كانت قوى منظمة أو غير منظمة جامحة أو مستقرة الخ ،لان هذا العلم سيحتوى كل الألوان و أينما وجهت هذه القوى لن تخرج عن ألوان العلم العراقي فرفع رايات الصفر في كوردستان أو الخضر في الوسط أو الجنوب أو أرزق أو الأحمر يكون ضمن ما موجود في العلم العراقي وبذلك سنكون قريبين من الوحدة الوطنية و بعيدين من الانشقاق و الانفصال و التفكك.
6- و على محور أخر يجمع هذا العلم المقترح العراقيين فمثلا الذي يجمع السادة النعيم و البر زنجية وهم من أهل السنة و شيعة إل البيت و الاتحاد الوطني الكردستاني فهو الراية لون الأخضر و ما يجمع الحزب الشيوعي و أتباع القومية العربية من السنة هو راية اللون الأحمر و قد يكون ما يجمع التركمان و الإقليم البحري الذي ينشأ من البصرة و ما جاورها هو اللون الأزرق الخ.
7- كل الأبحاث العلمية الحديثة في فيزياء الضوء و الألوان تؤكد بان أساس الضوء و الألوان هو الضوء الأبيض الذي هو نور تملأ و تشع في السموات و الأرض وكل الكون وهي امتداد لنور الخالق كما تؤكد ذلك آيات قرآنية كثيرة (الله نور السموات و الأرض:النور) ،و مجموع الألوان التي تنتج من الضوء الأبيض متكاملة في استقبال العين لها و هي صحية في النظر إليها ،فوجود هذه الألوان معا في العلم العراقي اختيار ديني وعلمي و تربوي وسياسي من طراز الأول.
8-فضلا عن ذلك فان الطفل عندما يبدأ النمو في السنوات الأولى من العمر و الدراسة أول ما يحاول رسمه عندما يمسك القلم و تجذبه الألوان بجاذبيتها فيحاول أن يرسم العلم الوطني و العلم العراقي المقترح بألوانه السبعة الجذابة و بنائه البسيط سوف ينمي في الطفل حب الوطن و كذلك القيم الجمالية و يتعرف منذ صغره على التعددية و التنوع وقبول الأخر.
9-من الممكن أن ينسب إلى تعدد الألوان السبعة في العلم المقترح مثلا إلى انهار السبعة في العراق(دجلة، الفرات،الزاب الأعلى،الزاب الأسفل،السير وان،الخابور ،اللوند )أو إلى أطوار الحضارات في العراق ،الأشورية الأكادية ـ السومرية الخ،أو إلى خيرات العراق النخل ،الجوز ، البرتقال ،أو إلى ارض العراق (الجبل و السهل و الهور الخ).
10-وفي مجال التربية و الثقافة و الإعلام و المعلوماتية المستندة على وسائل المعلوماتية الحديثة مثل الموبايل و الستلايت و الانترنيت فان ألوان الطيف الشمسي السبعة تتيح المجال لعمل مئات ألاف نماذج من العلم العراقي بالحاسوب و بدرجات مختلفة لنفس اللون و بذلك تتاح فرص هائلة ليكون العلم نفسه موضوع شهرة و جذب للعراق في مجال التجاري و الإعلامي و الثقافي و السياسي و السياحي الخ ،و خير مثال على إن نوعية العلم الجذاب يجعل الجهة المعنية موضع الشهرة الإعلامية و السياسية و التجارية و السياحية هو أعلام الاتحاد الأوربي واللجنة الدولية للألعاب الاولمبية و شركة مايكروسوفت الخ.
10-و كقيم رمزية إضافية فان العلم المقترح سيعبر إضافة إلى ترميزه للمكونات العراقي منفردة، إلى العراق ككل ،فلون الأحمر يعبر عن ماضي العراق الحربي و العسكري كما يعبر عن حاضر العراق العسكري و الحربي ،فالصحيح إن العراق الجديد سوف يكون دولة مسالمة تنشد السلام مع الجميع ،ولكن ذلك لا يعني أنها ستكون دولة مباحة للاحتلال و استعباد من قبل الآخرين و إن شعبه مستعد لدفاع عن وجوده و استقلاله ، و اللون البرتقالي دلالة على وجود التنوع القومي و الديني و المذهبي و اللغوي و الفكري الخ، و اللون الأصفر دلالة على إشعاع النور الذي كان و ما زال عليه العراق ،فالعراق هو ارض الحضارات و الكتابة الأولى للإنسان و الأديان الأولى و أرض الأنبياء والأئمة ،و اللون الأخضر دلالة بأن ارض العراق هي ارض الخيرات،أراضي الخصبة في ارض السواد و المياه و النفط و المكانة الممتازة في وسط القارات و الأقاليم و مناخ الطيب الخ،و اللون الأزرق دلالة على السلام بين المكونات العراقية و السعي إلى السلام مع المحيط و العالم،و اللون النيلي دلالة إلى التسامح و قبول الأخر و التفاعل معه سواء في داخل العراق أو مع المحيط و العالم،و أما اللون البنفسجي فيشير إلى ماضي العراق و مكوناته في هذا الماضي و في الحاضر و المستقبل بأن العراق موجود منذ أكثر من سبعة ألاف سنة و سيستمر إلى أن يشاء الله سبحانه و تعالى و ستستمر نور الشمس تسقط على بلاد ما بين النهرين و روافدهما .
11- و كدلالات إضافية فان ألوان السبعة في العلم العراقي المقترح تشير إلى الثورات و الانتفاضات العراقية ابتدءا من ثورة الأمام حسين(ع) ،و انتهاءا بأخر ثورة قام بها العراقيون وهي الثورة البنفسجية عندما تحدوا الإرهاب و خرجوا للانتخابات في مطلع عام 2006،مرورا بكل و الثورات و الانتفاضات للشعب العراقي ككل أو لبعضا من مكوناته،كثورة العشرين الذي ساهم فيها كل العراقيين و ثورات و انتفاضات كوردستان ضد الظلم و الإجحاف و ثورة 14 تموز و انتفاضة الربيع-الشعبان،فالشعب العراقي و مكوناته ذات تاريخ لأكبر عدد من الانتفاضات و الثورات، فكانت لكل ثورة و انتفاضة لون رايتها ،و بهذا العلم بألوانه السبعة تتجمع تاريخ ثورات و انتفاضات الشعب العراقي أو مكوناته و تخليد لذكرى شهداءها و استذكار بأهداف النبيلة لتلك الثورات و الانتفاضات.
12- يسهل و يقرب و ينظم العلم المقترح مسألة الإعلام و الرايات و الشعارات في العراق فمثلا الجامعات مثلا تستطيع أن تقسم الألوان مثلا كليات الطب اللون الأحمر ،و العلوم البنفسجي و الهندسة النيلي و الزراعة الأخضر الخ ،وقد يقسم الألوان إلى ألوان فرعية مثلا ازرق فاتح و ازرق غامق الخ ،و ربما الخاصية الكبرى تظهر للعلم المقترح في الاحتفالات و المناسبات و الانتخابات و في المجالس المنتخبة مثل المجلس الوطني فبدلا من استخدام مصطلحات يوحي بالطائفية و التميز يقال مثلا كتلة الحمر أو الصفر أو الخضر،و ربما هذا الجو الجديد قد يغير المزاج السياسي في العراق و بدلا أن ينظم الناس إلى هؤلاء لأنهم شيعة أو أولئك لأنهم أكراد الخ،سينضمون إلى كتلة الصفر أو الحمر أو تحالف الزرق و الخضر لأن برنامجهم كذا و كذا فقد يكون العلم المقترح أحدى الوسائل في منظور الوقت لإنهاء الاستقطاب الطائفي الحاد في العراق.
ملحق:
بما إن النموذج المقترح لعلم العراق تستند إلى الأطياف السبعة لضوء الشمس فان جمع هذه الألوان تعطي اللون الأبيض،و العراق كما هو معروف مشتق اسمه من معنى كلمة (ارض السواد)،فإذا كان يراد تمثيل أرض العراق فيمكن أن يتم ذلك باللون الأسود ، وهنا في الإمكان اشتقاق مئات بل ألاف النماذج المشتقة تستند إلى ألوان الطيف السبعة و أصلها اللون الأبيض و رمز لون أرض العراق الأسود ،و خاصة إذا استخدم الحاسوب ،وفي ما يلي عدد من النماذج المشتقة يمكن للجريدة نشرها ولكن مع الإشارة بأنها نماذج مشتقة تستخدم لأغراض جمالية أو للدعاية أو الاحتفالات الخ ،و بأبعاد العلم نفسها101*70:
1-نموذج أرضية بيضاء دائرة بنصف قطر25سم من مركز مستطيل العلم بلون اسود يحاط بها سبعة نجوم خماسية بألوان الطيف الشمسي.
2-نفس نموذج العلم ولكن أشرطة الألوان تكون عمودية بدلا من أفقية.
3-أرضية بيضاء سبعة دوائر متداخلة بألوان الطيف تكون دائرة كبيرة مغلقة(زنجير).
4-مصغر خارطة العراق يحاط بها سبع قلوب بألوان العلم .
5-خارطة العراق يحاط بها أعمدة أو جدران بألوان العلم.
6-سلم دلالة على الصعود و الترقي بألوان العلم.
7-منضدة عليها فواكه بألوان العلم.
8-خارطة العراق مجسمة كمزهرية عليها ورود بألوان العلم.
9-خارطة العراق ملونة(نثر) بألوان العلم.
10- خارطة العراق فيها أفعى مرقطة بألوان العلم محفزة لدلالة على الأمن و حماية العراق.
11- وبمكن عمل ألاف النماذج عن طريق أشكال المثلثات و الدوائر و المربعات الأهرامات و المستطيلات كزخارف جدرا نية أو محجرات الخ.
12- و لإرضاء الجدات و العجائز يمكن عمل نموذج (سبع عيون) بألوان العيون المماثلة لألوان العلم و ذلك لحفظ العراق(من الحسد و النفس و أولاد الحرام).
الملحوظة التالية:تنشر مع المقالة(في حالة الاخذ بالأقتراح وجعل النموذج النماذج امشتقة منه علمل للعراق ،للكاتب و المصمم كامل الحقوق الفكرية و المادية وحق المكافئة المادية و المعنوية المناسبة.



#محمود_حسن_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود حسن عباس - اقتراح علم العراق الجديد