أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل الرجعية














المزيد.....

!كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل الرجعية


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:07
المحور: القضية الكردية
    


وصلت الادعائات بصدد بناء الدولة والحكومة الديمقراطية في العراق الى نهايتها تقريبا وتتوجه الأنظار الآن ،محليا ودوليا، نحو انسحاب امريكا وطرح البدائل السياسية في ظروف تعد من اصعب الأيام التي تمر بها جماهير العراق . الأحتلال فشل وانتصرت أشد القوة الرجعية من الشوفينيين والأسلاميين في العراق وسلمت امريكا مصير ملايين العراقيين الى ايدي امراء إمارات الاسلامية والقومية لفرض بدائلها البربرية على الجماهير التي مارست و ما تزال، منذ الاحتلال، تصفيات ومجازر يومية لا مثيل في تأريخ البشرية تمهيدا لإقامة سلطتها الدموية . وما يدعي للسخرية في هذه الظروف الحساسة والخطيرة للغاية ، هو بقاء الاحزاب القومية الكردية قوة وحيدة خانعة توفي بإلتزاماتها لقوات الاحتلال وتسد الطريق امام الجماهير الكردستانية، لطرح بديلها السياسي اي الاستقلال عن العراق،عوضا عن الحاقها بالإمارات الأسلامية او الشوفينية العربية ، للخروج من هذه الازمة السياسية التأريخية ولتجنب شر هذه القوى الوحشية.
تصريحات رئيس ألأركان البريطاني الجنرال ريتشارد دانات في الأسبوع الماضي حول ضرورة انسحاب القوات البريطانية من العراق بسبب تفاقم المشاكل الأمنية ومشروع وزير الخارجية الامريكية السابق جميس بيكر لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم وفق الهوية العرقية والطائفية وبعدها الانسحاب الصامت وإلاعلان عن مقتل 655الف عراقي في هذه الحرب الارهابية الدموية ،رفعت الستار عن الوضع السياسي الحقيقي في العراق ، وتشكل اعترافا واضحا وعلنيا من قبل قوى الاحتلال بفشل مشروعها هناك وتأكيد على غياب الدولة و على المحتوى الفارغ للعملية السياسية المزعومة الجارية في العراق منذ اكثر من ثلاث سنوات.
في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية عارض جورج بوش مشروع تقسيم العراق لتجنب المشاكل مع تركيا وسوريا(وكأنه ليس المسؤول عن خلق اكبرمشكلة و كارثة دموية في العراق) وأصرعلى ادامة حربه الأرهابية وامتنع عن ذكر اسم الجمهورية الاسلامية الايرانية بكونها الحاكمة الفعلية في معظم مناطق العراق وتدير الشؤون السياسية والأمنية بدون منافس عن طريق الميليشيات والعصابات السياسية الشيعية هناك. يبدو ان الفشل الامريكي في العراق والمنطقة ،وضع الادارة الامريكية امام خيارين؛ اما تنفيذ مشروع بيكر لتقسيم العراق الذي يتمتع بدعم كبير من الديمقراطيين والجمهوريين ايضا أو مواصلة حربها الخاسرة الباهضة التكاليف من الناحية المادية والانسانية الى امد طويل والذي لاينتظر منها معظم الساسة الامريكيين وصانعو القرار السياسي سوى تكرار هزيمة المرة الاولى في فيتنام .
وامام هذا الوضع المتفاقم تطرح بين الحين والاخر البدائل السياسية الغارقة في الرجعية، ففي حين تطرح عصابات الحكيم تشكيل إمارة اسلامية في الجنوب تحت إشراف الجمهورية الأسلامية الايرانية تعلن جماعات إسلامية سنية ارهابية عن إقامة إمارة إسلامية في ست محافظات بما فيها بغداد وكركوك وسط صمت الاحزاب القومية الكردية التي تتحرك بصورة مطلقة وفق توجهات ومقتضيات السياسة الامريكية والتي ربطت مصير كردستان و مصيرها بالمشروع الامريكي الفاشل دون مراعات التهديدات المستقبلية القادمة ضد جماهير كردستان من قبل الشوفينية العربية والاسلاميين ودول المنطقة.
ومن جانب آخر ظهر حزب البعث لإول المرة بصورة علنية في المناطق المتآخمة لمدينة كركوك حيث شارك جمع وفير من اعضاءه وكوادره في 15اوكتوبر في قرية الهندية ،القريبة من مدينة كركوك، في الأجتماع العشائري وطالبوا بإطلاق صراح الرئيس النظام السابق صدام حسين واكدوا ايضا على الهوية العروبية للعراق. إن اختيار هذا المكان والظهورالعلني للبعثيين فيه ،هو رسالة واضحة من الشوفينية العربية في العراق والمنطقة تجاه حقوق الجماهير في كردستان وخطوة خطيرة لتعميق الصراع العرقي الشوفيني فيها وخصوصا مدينة كركوك التي خيمت عليها أجواء العنف والارهاب وتشهد موجة من الانفجارات اليومية. إن الشوفينية العراقية رغم جرائمها التي استمرت لعقود من الزمن في العراق ،تعلن عن بديلها السياسي وتحاول ان تتفاوض مع امريكا بدعم بعض الدول العربية الرجعية لإعادة سلطتها الدموية عكس الاحزاب القومية الكردية التي تدور في فلك المشروع الامريكي الفاشل والاكتفاء بالتصريحات الفارغة عن الانفصال، لتأجيج ((الصراع القومي فقط)) وتتجاهل العواقب الوخيمة لتلك السياسات على مصير الجماهير في كردستان.إن الاحزاب القومية الكردية تلعب في الحقيقة دور الشبكات المأجورة لقوى الاحتلال لنجدتها في فشلها على حساب قضية ومطاليب جماهير كردستان.
إن جملة من التصريحات الفارغة والخادعة الاخيرة التي اطلقها مسعود البارزاني حول إنزال العلم العراقي والتلويح بالأنفصال او تهديد نيجيرفان البارزاني بالسيطرة على حقول نفط وإطلاق شعار "نفطنا لنا" تأتي لتسكين الجماهير في كردستان بغية القضاء على مطلبها بالإنفصال في إطار الأستفتاء الجماهيري لكون الاحزاب القومية الكردية ليست سوى ورقة ضغط امريكية ، لترتيب الاوضاع المزرية في العراق. ان التلويح بالانفصال هو قرار سياسي لا ينحصر في إطار التصريحات والتهديدات الشفوية لتظليل الجماهير، ذلك ان من يريد الانفصال عليه التوجه نحو الجماهير لتفعيل ارادتها السياسية قبل إلادلاء بأية تصريحات طنانة في هذا الشأن.
في ظل الفشل الامريكي وطرح البدائل القومية العروبية والاسلاموية الرجعية في العراق ،تطرح بالضرورة وبقوة مسألة استقلال كردستان عن العراق ، بوصفها طريقة سياسية وحيدة لسد الطريق امام التهديدات الشوفينية العربية والامارات الاسلامية في المستقبل. لا يوجد خيار آخر امام الجماهير في كردستان وإن إستمرار الاحزاب القومية الكردية في سياساتها الذيلية وفق التوجهات امريكا في الوضع الراهن ،لا يخدم سوى المعادون لمطاليب الجماهير كردستان بالإستقلال، و من الواضح ان امريكا(حليفة او سيدة الاحزاب القومية الكردية) ليست سوى في نفس مرتبة الشوفينيين والاسلاميين من حيث عدائها لتلك المطاليب العادلة.

18-10-2006



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية
- مغزى إستبدال العلم في كردستان العراق وغضب الشوفينية العربية ...
- مؤتمر العشائر-للمصالحة- صور مشوهة للعراق ودليل على غياب الحك ...
- ألإعلام والأقلام المأجورة جزء اساسي من الفساد المستشري في جس ...
- الحروب الأمريكية الأسرائيلية في الشرق الأوسط ،رافعة لصعود ال ...
- حرب لبنان واستقطاب القوى والمحاور الرجعية في المنطقة
- الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأه ...
- هل يمنع استمرار الاحتلال نشوب الحرب الاهلية في العراق؟
- النموذج الامريكي لتحررالمرأة العراقية؟
- أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية
- مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان ...
- حتمية الخيار العسكري الامريكي ضد ايران
- من الذي يقرر مصير العراق؟
- حول دراسة معهد كارينغي الامريكي؛ المطالبة بمحاورة الاسلاميين
- هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟
- بصدد التصريحات الديماغوجية للائمة الشيعة في العراق
- معارك الجثث هي معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية
- !هذا ما كان ينقص العراق
- اوضاع المرأة في ظل افغنة العراق


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل الرجعية