أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اميرة بيت شموئيل - العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين














المزيد.....

العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حارب نظام صدام الدموي الطبقة المثقفة من العراقيين مثل العلماء واساتذة الجامعات والمدارس والكتاب والصحفيين بشراسة مستخدما مختلف الطرق من ارهاب وقتل واذلال وتهجير لغرض ابعادهم عن الساحة العراقية ليتربع بدكتاتوريته الدموية وسياسته الجاهلة على كاهل الشعب دون رادع. عداء صدام للمثقفين حقيقة اشار اليها الكثير من علماء النفس في تحليلهم لشخصيته العدائية المتخلفة عندما اقدم على قتل استاذه وترك الدراسة وهو في الابتدائية. وما محاولته الدائمة لشراء ذمم الكتاب والشعراء للاطراء على شخصيته الجاهلة وسياساته الدكتاتورية وحتى شراء البعض منهم لكتابة قصص تصدر باسمه، ما كانت الا جزء من رغبته في اذلال الطبقة المثقفة التي لم يستطع الانتماء اليها في حياته.

بعد سقوط نظام صدام الدموي انفجرت الطاقة الثقافية العراقية في الداخل والخارج لتأخذ مكانها اللائق في عملية البناء والترميم بشكل يدعو الى وقفة احترام واجلال. هذه الطاقة التي انفجرت بعد سقوط الدكتاتورية مباشرة اثبتت بسرعة تواجدها في الوقت المناسب وفي الوقت المناسب لتشارك في البناء من خلال الاف الاصدارات من جرائد ومجلات وكتب في مختلف مجالات الحياة، العلمية، الاجتماعية، السياسية، المالية، الفنية وغير ذلك، فماذا حدث بعد ذلك؟؟؟
للاسف ، لقد اخطأت قوات التحالف والجهات العراقية السياسية المشاركة معها في حساباتها عندما اغفلت الاهتمام بالجيش الثاني للعراق الا وهو المثقفين، بالرغم من مناشدة قوات التحالف بضرورة تحويل السياسة العراقية الى الديمقراطية والحوار المثقف بدل التقاتل والتناحر والحوار الدموي الذي انتهجه صدام وحزبة مع العراق والعالم، وكانت النتيجة احباط وحتى توقف العديد من الكوادر العراقية المثقفة في مسيرة البناء!!.

لننظر جميعا الى الساحة الثقافية العراقية بعد سقوط صدام واليوم ونرى كم من المثقفين من العلماء والاساتذة والكتاب والصحفيين والشعراء توقفت عطاءاتهم في عملية البناء نتيجة الاهمال المستمر من قبل قوات التحالف والحكام الجدد في العراق، كم عالم تم اغتياله وكم عالم هرب نتيجة عدم توفر الحماية له وكأن السياسيين اكبر قيمة من العلماء ليتم توفير الحماية لهم ويترك العلماء بلا حماية، وهكذا بالنسبة للاساتذة والكتاب والصحفيين والشعراء. كم من مرة جرى اعتداء على الحرم الجامعي ومدارس العلم وتم الاعتداء على الاساتذة والطلبة دون ان يتبادر احد الى وضع الحماية الكافية لهم ، وهل ان الحرم الجامعي ومدارس العلم ، بل هل ان وزارة الثقافة باقل من وزارة النفط ليتم وضع حماية للاولى ويتغاضى النظر عن الثانية؟؟. لنعود الى العديد من الصحف والاصدارات الثقافية المختلفة ونسأل، كم منها حظيت بالدعم ، المادي على الاقل ، من قبل التحالف والحكام الجدد لتتمكن من الاستمرار في البناء الثقافي؟؟.. كم من الكتاب والمثقفين العراقيين الوطنيين حظوا بالدعم والحماية لتستمر عطاءاتهم في البناء الذي يريده قوات التحالف والعالم من العراق.

في عهد صدام البائد ، شكل ، عدد لا يستهان به من شكاوي المثقفين العراقيين ( العلماء، الاساتذة، الكتاب، الصحفيين وغيرهم ) من المهاجرين والمهجرين في الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي ، والتي سطروا فيها معاناتهم في ظل النظام الدكتاتوري الصدامي ومناشداتهم للامم المتحدة وللدول العديدة في العالم التي استقروا بها، شكل احدى اقوى الاسباب للتشهير بدكتاتورية صدام وحمل العالم على الوقوف مع عملية الاطاحة به، ولكن رغم كل ذلك لم تتحرك القوى الكبرى لمساندة هؤلاء المثقفين ودعمهم بشكل جدي ولحد الان، حتى اصبح من السهولة لقوى الظلام والارهاب ان تسكت العديد الكتاب والمثقفين ، لعلمها اليقين ان اعدائها قد غفلوا عن الاهتمام بالمثقفين العراقيين. فهل من اهتمام جدي بجيش العراق من المثقفين.


ان عدم الاهتمام الجدي بالساحة الثقافية و جيشها من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج كما كان الاهتمام بالساحة السياسية، قد اسقط العراق في براثين الحروب الحزبية والطائفية والدينية وغيرها وجعله ضعيفا في مواجهة قوى الارهاب ، الذي يدعم قوته الاعلامية واعلامه في حربه ضد مخالفيه.


من يرى كل هذا الدمار الذي لحق بالعراق منذ سقوط صدام، يشك فعلا بقدرة القوى التي شاركت في سقوط صدام الدموي وبثت الامل في خلق البناء الصحيح في هذه البقعة المهمة في الشرق الاوسط.

فعملية البناء والتجديد والترميم الفكري يجب ان تبدأ اولا وتستمر جنبا الى جنب مع البناء والتجديد والترميم الهندسي، والشعب العراقي اليوم بأمس الحاجة الى جيشه من المثقفين ليعيد بناء وتجديد ثقافاته الحضارية والفكرية التي ستعيد اليه الثقة بنفسه كشعب حر معافى من قيود الظلم والحرمان التي عانى ويعاني منها لحد اليوم.

لا يتفاقم الخطأ عندما نقوم بتقييم تجربتنا بين فترة واخرى ونعترف باخطاءنا ونسعى الى تعديلها ، بل ان الخطأ يتفاقم عندما لا نهتم بتقييم تجاربنا ولا نعترف باخطاءنا وفي هذه الحالة قد نكتب الموت الحقيقي لعملية البناء هذه ، وهنا لا يسعنا الا ان نشيد بأن قوات التحالف وبعض السياسيين العراقيين قد اعترفوا احيانا ببعض الاخطاء التي اقترفوها هنا وهناك في العراق ووعدوا باصلاحها وهذه عدالة نعتبرها بادرة امل تدعونا الى الكتابة والتحليل والنقد لنلفت بها نظرهم ( قوات التحالف والقيادة العراقية الجديدة ) الى الاجحاف والغبن الذي اصاب الساحة الثقافية ( القوة الرابعة) العراقية في الداخل والخارج نتيجة اهمالهم لجيش العراق من المثقفين الوطنيين الذين
سعوا بجدارة لا تقل عن جدارتهم هم كسياسيين وعسكريين في بناء العراق ليعود قويا يضاهي بتحضره الثقافي دول العالم المتقدمة.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية
- هل من جديد في العراق الجديد
- ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد
- السقوط في المنفى
- صمت السيار وشغب الاشرار
- حبيبي .. هذا الثائر الاخرس
- الحلاّق الصامت
- نعم، الانتخابات لم تكن نزيهة
- عندما يتخاصم الكبار، يحترق الصغار
- متى يكون الله ارهابي
- عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا
- رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اميرة بيت شموئيل - العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين