أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - الأول من حزيران -عيد الطفل العالمي















المزيد.....

الأول من حزيران -عيد الطفل العالمي


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 506 - 2003 / 6 / 2 - 15:06
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


 الأول من حزيران -عيد الطفل العالمي
====================

الطفولة العراقية تتطلع الى عيد حقيقي

 

   كم كان بودنا في هذا اليوم- الأول من حزيران/ يونيو-عيد الطفل العالمي،أن يشارك أطفالنا في العراق أطفال العالم  عيدهم وأفراحهم وبهجتهم، وهم الذين لم يفرحوا ولم يبتهجوا سنين طويلة في ظل الدكتاتورية والحصار، لاسيما وهذا هو أول عيد يحل وقد تخلص الشعب العراقي من النظام البعثي الفاشي- نظام أبشع المظالم والجرائم، وفي مقدمتها الإيادة الجماعية، والقبور الجماعية لآلاف الرجال والنساء، وحتى الأطفال الرضع وهم على صدور أمهاتهم الشهيدات.. فيتحول العيد عيدين، عيد الطفولة، ومشاركة أطفالنا لفرحة اَبائهم وأمهاتهم وذويهم، فرحة الجميع بالخلاص من كابوس الطغيان الجاثم على صدورهم، وينعكس الفرح والإبتهاج على شفاه ووجوه أطفالنا الأحياء- الأموات، الذين أنهكهم الفقر والجوع والألم، وهدهم المرض، وطحنتهم الكوارث..
    نعم، كان عيد الطفولة أن يكون أول عيد حقيقي للطفل العراقي  لو.. أن الأوضاع العامة في العراق كانت غير الأوضاع السائدة، ولو كان حال أطفالنا في العراق غير حالهم المأساوية الراهنة !
    للأسف لا يملك مجتمعنا العراقي اليوم ما يقدمه في هذه المناسبة العزيزة لأطفاله، ليفرحهم، ويخفف من معاناتهم الطويلة القاسية في ظل النظام الهمجي المقبور. ليس هذا فحسب، بل والمؤسف أن معاناة أطفالنا لم تنته بالخلاص من النظام البعثفاشي، لا بل تفاقمت أكثر في ظل الحرب والإحتلال، نتيجة لتساقط اَلاف الصواريخ والقنابل "الذكية" و " العنقودية"، وغيرها، على رؤوس المدنيين وهم في بيوتهم، وفي محلات سكنهم، فمات المئات من الأطفال، وتشوهت أجساد المئات من الأحياء، وإرتفع عدد الأمهات الثكالى والأرامل، وإزداد عدد الأطفال اليتامى. ومع تهدم البيوت،أصبحت مئات العوائل بلا  مأوى، وتشرد أطفالها..
   وثمة مشكلة وخيمة، تنطوي على نتائج اَنية ومستقبلية- ألا وهي الآثار النفسية المدمرة للحرب وزيادة أعداد الذين يعانون من الصدمة والإنهيار والخوف والقلق والإكتئاب الشديد والضغط النفسي والكوابيس، أضعاف ما كانت عليه. وقد حذر أطباء ووكالات إغاثة دولية من ارتفاع هذه الحالات التي تمتد آثارها لسنوات وسط المجتمع.وأكد هذا السيد اولارا اوتيونو- مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون الاطفال والنزاعات المسلحة، وقال: ان الاطفال في العراق، الذين يشكلون نصف المجتمع، قد عانوا كثيرا بسبب تعرض العراق لثلاث حروب كبيرة، وانتفاضات محلية، وعشر سنوات من العقوبات الاقتصادية.وأضاف، في مؤتمر صحفي في دبي: طلبنا من الجميع في العراق الالتزام بقواعد الحرب وحماية المدنيين وخاصة الاطفال. واليوم بعد ان انتهت الحرب نكرر هذا الطلب. ونناشد الجميع حماية الاطفال من كل ما يمكن ان يؤثر سلبيا عليهم من الناحية النفسية والجسدية. وحث اوتيونوالسلطات الموجودة هناك حاليا لحمايتهم.
    وفي ظل الفراغ الأمني، وعمليات السلب والنهب والقتل،التي جرت أمام أنظار القوات المحتلة ولاأباليتها، وما إنفكت تماطل وتراوغ، وهي ليست مستعجلة لتشكيل سلطة وطنية إئتلافية مستقلة لتسيير أمور المرحلة الإنتقالية، تدهورت حياة الأسرة العراقية، وتفاقمت أوضاع الأمومة والطفولة العراقية، حيث لا عمل، ولا مورد رزق لرب العائلة، وإزداد الفقر، والجوع، وشحة الماء الصالح للشرب، وإنقطاع التيار الكهربائي في عز الحر.وتدهورت البيئة والصحة العامة العراقية في ظل التلوث البيئي الخطير. فأنتشرت أوبئة الأمراض السارية والمعدية أكثر، ومنها الكوليرا والحمى السوداء والملاريا، الى جانب أمراض سوء التغذية والإسهال والسل والسرطان والسكري والتشوهات الولادية والعلل العصبية، فحصدت أرواح اَلمئات من الأطفال في سن دون الخامسة، لتضاف الى نحو مليون طفل ماتوا في العقد الأخير، وإرتفعت نسبة وفيات الأطفال أكثر مما كانت عليه.. 
   ولم تكتف القوات الغازية للعراق بما سببته قذائف اليورانيوم المنضب للعراقيين، وفي مقدمتهم الأطفال، منذ عام 1991، فإستخدموا هذه القذائف المدمرة للدبابات، والفتاكة بالبشر، مجدداً في الحرب الأخيرة. ورفضوا إزالة مخلفاتها المشعة والسامة كيمياوياً-بحسب العلماء المستقلين. بل ورفضوا حتى الإستجابة لطلب خبراء برنامج الأمم المتحدة للبيئة بضرورة تحذير المواطنين، وخاصة الأطفال، من مغبة الإقتراب منها. ولم يسمحوا للبرنامج بإجراء تقييم ميداني شامل للتلوث البيئي في العراق..
    ليس هذا فحسب، بل ووقف المحتلون يتفرجون على نهب وسلب البراميل والحاويات والصناديق الحاوية على المواد المشعة من المواقع العراقية النووية،والتي سكب السراق محتوياتها، لجهلهم بخطورتها، على الأرض، وفي الأنهر، والبالوعات المنزلية، وإستخدموا البراميل الفارغة الملوثة للماء والحليب وغير ذلك، فحصل تلوث إشعاعي خطير طال عوائل السراق، الى جانب مئات العوائل المجاورة لمركز التويثة للأبحاث النووية.وإنتقل التلوث للمواطنين الأبرياء. ولم يسمح الأمريكان للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول العراق فوراً، والقيام بما يمليه عليها واجبها وإلتزاماتها لدرء خطر الإشعاع، وإسعاف المواطنين الأبرياء، وبضمنهم أطفال، ممن تعرضوا له. وبعد مرور 6 أسابيع، والى أن  تفاقمت المشكلة،أعلن بأن البعثة العلمية للوكالة الدولية للطاقة ستزور العراق في 6 حزيران الجاري..
    وبسبب تفاقم أوضاع الأسرة العراقية، في المرحلة الجديدة، لم يلتحق بالدراسة أكثر من 5 ملايين تلميذ، وإزدادت ظاهرة عمالة الأطفال الصغار، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر إجتماعية وتربوية وأخلاقية، عدا المخاطر الصحية على الأطفال، حيث يعملون، في الغالب، في مهن لا تتناسب وبنيتهم الجسدية، ومعظمها خطيرة. كما وتفاقمت ظاهرة تشرد الأطفال، بسبب الحرب وما خلفته من دمار، وعقب نهب الإصلاحيات، ودور الأيتام،ومركز الرحمة للأطفال المشردين، وغيرها. وهذه الظاهرة تهدد بتفاقم ظاهرة جنوح الأطفال وفساد أخلاقهم، وستزيد من ظاهرة العنف، أكثر فأكثر..
                                            *     *     *     *     * 
    بهذه السطور أردت تذكير المعنيين بالواقع المأساوي للطفولة العراقية، في يوم الطفولة العالمي، وهو جزء من الواقع المزري للأمومة العراقية وإنعكاس له. وهذا الواقع هو الذي حدى بالسيدة  كارول بيلامي- المدير التنفيذي لمنظمة "اليونيسف" التابعة للأمم المتحدة أن تعلن في بيان صحفي: نحن ندعو العراقيين والقوى التي تشكل المجتمع العراقي لان تجعل من حماية الاطفال اولويتها. واضافت، في انتقاد ضمني لجهات لم تسمها بالاسم : نحن لا نعمل لصالح الاطفال في الوقت الحالي، يجب ان يكونوا على رأس اولوياتنا، ليس فقط بالكلمات ولكن بالاعمال، وبصراحة لا ارى حاليا نشاطات كافية تنفذ لصالح الاطفال.وقالت أيضاً: قد تكون الحرب انتهت لكن العمل بعيد عن الانجاز بعد، فلا يزال الاطفال يموتون، ولا يزالون معرضين لخطر كبير. دعونا نجعل من عملية حماية الاطفال امرا شاملا وطارئا بنفس قدر الاهمية التي اوليناها لانهاء الحرب.
    وهذا الواقع يملي على كافة الأحزاب والقوى الوطنية العراقية- الحريصة على حاضر ومستقبل شعبها، واجب الإرتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية والإنسانية، فتضع مصالح شعبها فوق كل إعتبار، وتقدم عاجلاً  على مبادرة شجاعة وتأريخية – أن تقدم لبعضها البعض تنازلات سياسية- وتوقع  على  إتفاق على برنامج  وطني هادف، من شأنه التعجيل بعقد مؤتمرها الوطني العام، وتشكيل حكومة وطنية إئتلافية مستقلة، تنهض بمهمات المرحلة الإنتقالية، على طريق بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد،الذي يوفر للأمومة والطفولة العراقية الرعاية والإهتمام المطلوبين، لينتشلهما من الواقع الراهن، ويؤمن لأطفالنا-براعم حاصر ومستقبل شعبنا- الضمانات الاجتماعية اللازمة لنموهم  وإزدهارهم  وسعادتهم،  وبنعموا مع أمهاتهم واَبائهم بالحياة الحرة الكريمة، والإستقرار الدائم، الذي لا مكان فيه للحروب والدكتاتورية والتسلط.
     فأما اَن الآوان ان يخطو سياسيينا الخطوات الأولى على طريق تحقيق هذا الطموح المشروع ؟

---------------------------
* طبيب وكاتب عراقي



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة والتلوث الإشعاعي في العراق
- الولايات المتحدة والبيئة العراقية
- الأمم المتحدة تحث على مواجهة التلوث وبقايا اليورانيوم المنضب ...
- كي لا تتكرر ماَسي اليورانيوم المنضب في العراق
- خامسة عشر عاماً على كارثة حلبجه.. والخطر ماثل
- للحقيقة والتأريخ وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر ور ...
- الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنض ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا اليورانيوم المنضب - الق ...
- صحيفة إستبيان لبحث علمي خاصة بالعراقيين
- مبروك لدعاة الحرب !!!
- لمصلحة من تشويه المواقف والحقائق ؟!
- - مبروك - عليكم جرائم البرابرة !!
- إدارة بوش وضحايا الحروب ومحكمة الجنايات الدولية
- كلام الناس والتدخين
- ضربة موجعة لوزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون
- النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - الأول من حزيران -عيد الطفل العالمي