أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل الصفتي - ازمة الزعامة المؤسسية الكوكبية















المزيد.....

ازمة الزعامة المؤسسية الكوكبية


عادل الصفتي

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عبر التاريخ، قدم الانبياء والامبراطوريات مفاهيم مختلفة للزعامة: احدهما اعتمد بشكل اساسي على السلطة الاخلاقية، والاخر بشكل رئيسي اعتمد على القوة المادية الصرف. احدهما دعا للسلام بين البشر، والاخر عاش بواسطة ممارسة السيطرة على البشر.

وبالمثل، على المستوى المؤسسي، نظام العلاقات الدولية القائم على اساس سيادة الدول، الذي تتنافس من خلاله الدول للتقدم بمصالحها الوطنية، يتباين مع الخطاب الشفاهي للمؤسسات الكوكبية لترقية الهموم الانسانية المشتركة.

مؤسسات الحاكمية الكوكبية، مع ذلك، اسستها دول تسعى اقواها الى استخدام هذه المؤسسات ليس للتقدم بالهموم الانسانية المشتركة ولكن بالاحرى لترقية المصالح الوطنية المهووسة.

عصبة الامم والامم المتحدة كانتا، في القرن العشرين، منظمتان دوليتان رئيسيتان بغرض مقرر وهو تقديم زعامة كونية من اجل السلام والامن.

عند نهاية الحرب العالمية الاولى، قطعت عصبة الامم على نفسها العهد بان تكون قيادة كوكبية تقوم على قيم شاملة مثل حق تقرير مصير الشعوب المستعمرة، والالتزام بانهاء الحرب من مجال العلاقات الدولية.

كان من المفترض ان تكون صلاحيات العصبة هي "ضامن مقدس للحضارة"، وانتصار لقيم الشعوب في مواجهة القيم المهووسة للقوى الاستعمارية. ولكن القوى الامبراطورية وصلت سريعا الى السيطرة على العصبة واستخدامها من اجل توسيع خططها الامبراطورية كل فيما يخصه.

اصبحت العصبة كونجرس القوى الاوروبية المصممة على الدفاع عن الاستعمار ضد المد الناهض لمطالب الشعوب من اجل حق تقرير المصير، ولمحاربة الشيوعية بينما تغمض عينها عن خطر الفاشية في باحاتهم الخلفية. كانت النتيجة الانهيار الجماعي لتلك الزعامة الذي ادى الى الحرب العالمية الثانية.

جاءت الامم المتحدة للوجود في 1945 بتصميم وعزم على تحاشي اخطاء عصبة الامم وتحمل وعدا بزعامة كوكبية تتأسس على قيم ومثاليات انسانية مشتركة.

ومع ذلك، كانت سلطة الفيتو في مجلس الامن، والحرب الباردة، يعنيان ان الامم المتحدة سوف تعكس الميزان السياسي الواقعي للقوة الناتج عن الحقائق العسكرية التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية.

رغم ذلك، كانت هناك بعض المحاولات الدؤوبة لتقديم زعامة كوكبية تقوم على الهموم الانسانية المشتركة. اولا، هناك التقليد القديم للعمل الانساني، والتنمية وحفظ السلام عند الامم المتحدة. ثانيا، في التسعينات، السكرتير العام السابق للامم المتحدة بطرس غالي قدم للمجتمع الدولي مجموعة من الافكار الموضوعة لتقوية الطبيعة الكونية لدور زعامة المنظمة.

وهكذا، اجندة بطرس غالي للسلام (1992)، واجندته للتنمية (1994)، واجندته للتحول الديموقراطي (1996) ربطت دور زعامة الامم المتحدة بترقية السلام والديموقراطية والتنمية.

في منتدى الزعامة الكوكبية الثاني الذي تم تنظيمه في عمان 1998، بالاردن، جادل بطرس غالي بأن الديموقراطية مطلوبة ليس فقط داخل الدول ولكن ايضا مطلوبة فيما بين الدول في المجتمع الدولي.

نفس هم دور زعامة الامم المتحدة انعكس في سلسلة من المؤتمرات التي نظمها بطرس غالي للمجتمع الدولي. قمة الارض في ريو عام 1992، مؤتمر حقوق الانسان في فيينا 1993، مؤتمر السكان والتنمية في القاهرة 1994، مؤتمر التنمية الاجتماعية في كوبنهاجن 1995، مؤتمر المرأة في بكين عام 1995...

كل تلك المؤتمرات سعت لوضع المبادئ الاساسية في مرتبة القانون تلك المبادئ التي تضع رفاهية الشعوب والاحتياج للسلام والتنمية فوق المصالح القومية لاي دولة على حدى.

رغم تلك الجهود حول الزعامة الكوكبية، يجب الاعتراف بان قدرة الامم المتحدة لتوفير قيادة كوكبية هي بالضرورة قدرة محدودة، وقد اصبحت مؤخرا متآكلة.

فكر في كيف انه في 1996، لم يستطع مجلس الامن منح بطرس غالي مدة جديدة كسكرتير عام حتى رغم ان 14 دولة من 15 صوتت لصالحه. تسيد الفيتو الامريكي ومضى بطرس غالي لحاله.

يجب ان يشعر المرء بحسرة شديدة عندما يتحدث عن زعامة مجلس الامن عندما يصل الامر الى مسألة العقوبات ضد العراق، تلك العقوبات التي تتحدث عنها تقارير وكالات الامم المتحدة نفسها بانها سببت موت حوالي 500 الف طفل عراقي اثناء التسعينات.

دينيس هاليداي، دبلوماسي الامم المتحدة البريطاني الذي استقال كمنسق لبرنامج المعونة الانسانية في بغداد احتجاجا، اعتبر كل الخمسة عشر عضوا في مجلس الامن مسئولين عما وصفه "التطهير العرقي" ضد شعب العراق.

وبالمثل، قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بغزو العراق في 2003، بعد فشلهما في الحصول على تخويل محدد من مجلس الامن كان تذكرة دراماتيكية باستخدام مجلس الامن لتغليب المصالح الوطنية للقوى العظمى.

وبالمزيد، قدرة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على منع اي قرار من الامم المتحدة بوقف اطلاق النار في يوليو هذا العام، لمنح اسرائيل مزيد من الوقت لاكمال تدميرها للبنان ينزع مصداقية ادعاء المنظمة بالزعامة الكوكبية.

تفكر في كيف ان كوفي عنان السكرتير العام طالب مرارا بوقف فوري لاطلاق النار بعد اخباره لمجلس الامن بالدمار الغير مقبول وعمليات قتل المدنيين الابرياء الذي سببته الحرب الاسرائيلية في لبنان. تم تجاهل كوفي عنان وتهميشه جوهريا.

فقط بعد ان اصبح واضحا ان اسرائيل قد فشلت في تحقيق اهدافها العسكرية، ل واشنطن واسرائيل وجهيهما الى الامم المتحدة، التي يسخران بها بانتظام، لمساعدتهما في تحقيق بعض من الاهداف التي فشلت الحرب في تحقيقها.

تعاني المؤسسات الدولية الاخرى من نفس القيود على قدرتهم في توفير زعامة تقوم على الهموم الانسانية المشتركة. ينعكس هذا في هياكل المشاركة في سلطتهم. نفوذ الولايات المتحدة على هذه المؤسسات مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية يعكس السلطة الكوكبية للولايات المتحدة.

كلما ارتفع قدر التمثيل في المؤسسات، مثل الجمعية العامة للامم المتحدة والمجلس الاجتماعي والاقتصادي للامم المتحدة، كلما كانت ادوات اقل سلطة وتأثيرا.

هذا النقص الديموقراطي ومسعى الهيمنة الكهنوتية للمصالح الامبراطورية بواسطة القوى العظمى يمنع طموحات المؤسسات الكوكبية في توفير زعامة تعكس الاحتياجات والاهتمامات الانسانية المشتركة.

عادل الصفتي هو استاذ زائر مرموق في الاكاديمية السيبيرية لادارة المشروعات العامة، روسيا. هو مؤلف لعدة كتب هي: من كامب ديفيد الى الخليج، الديموقراطية والحاكمية؛ القيادة والديموقراطية، والكتاب القادم هو الميكيافيلليون المعاصرون.

2 اكتوبر 2006.



#عادل_الصفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل الصفتي - ازمة الزعامة المؤسسية الكوكبية