أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيارات والقرارات















المزيد.....

سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيارات والقرارات


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تأملت النخب السياسية في ميكانزمات العمل السياسي في المغرب طيلة نصف قرن على غرار التقييم الذي دشنته الدولة تحت عنوان التنمية البشرية، لانتبه الدارسون، إلى نقطة النقاش الموازي خارج المؤسسات ودوره في صناعة الاختيارات السياسية



ما هو الرصيد المتوفر من اللقاءات الموازية منذ تأسست الحركة الوطنية في جيلها الأول الاستقلالي إلى جيلها الرابع المسيس للدين، مرورا بالجيلين الثاني الاتحادي والثالث اليساري أي أثناء 70 سنة من العمل السياسي المحسوب على الحداثة والمدنية

بعد انهيار المقاومة المسلحة الأولى للاستعمار سنة 1934 من المؤكد أن اللقاءات الموازية، بين أجهزة السلطة وبين الأفراد المحسوبين على المعارضة، قد تم في كل فترة من الفترا. ومن المؤكد أن كل مجال من مجالات الشأن العام، عرف محاولات اختراق الطرف الأقوى بل سياسة بنيوية دائمة في هذا الاتجاه مضاف إليها إرادة تطبيع عفوي تلقائي ورغبة في تحطيم الحواجز النفسية، قصد تقوية الحظوظ في إدارة الحركية الأوسع في الدائرة المعنية من دوائر الشأن العام

ومن الطبيعي أن يتمكن الطرف الأضعف من اكتساب ميكانزمات الدفاع الذاتي ومقاومة الإلغاء من جانب الطرف الأقوى مع ما يعتمل في جسد الكيان العام المشترك من تفاعل بين التيار الأقوى والتيار الأضعف من تجاذب واستقطاب ليتحول التراكم الإجمالي إلى مناعة مشتركة تستفيد منها الهوية المحلية، لتستخرج منها ملامح الخصوصية، أو ما ينعت كذلك

مثلا في فترة الحماية، يتداول بعض النخبة في الشمال أن شخصية سياسية معروفة في تطوان، لم يكن لديها أي حرج في مجالسة بعض الإسبان في إدارة الحماية، وذلك قصد تمرير نقط جدول أعمال اجتماعات بعض الهيآت المحسوبة على الحركة الوطنية ولما تكرر ذلك في سلوكه، اضطر البعض من بين أقرب أصدقائه إلى مفاتحته بصيغة التساؤل عن الإشاعة

فردت الشخصية المعنية بأن إدارة الحماية تملك جهازا من المخبرين المكلفين بالتبليغ عن اشتغال الحركة الوطنية في الشمال في العمل التنظيمي المدني السياس

وسيعمل أؤلئك العملاء على استكمال ما يلتقطونه من نتف الأخبار عبر سيناريوهات وجمل وأقاويل ليصبح مضمون ما يقدمونه لإدارة الحماية الاسبانية ذا أهمية قصوى تحافظ للعميل على منصبه لذلك، من المفيد للطرفين، للحركة الوطنية ولإدارة الحماية أن يكون كل واحد منهما على بينة وبشفافية من شغل الطرف الثاني حتى تبقى تناقضات المصالح وتعارضات السياسة في حدود الضرورة وطبيعة الاختلاف بين أهل البلد والطرف الإسباني المستعمر، دون أن تنضاف إليها تعقيدات الوشاية الكاذبة وحبائل الإيقاع والكراهيات الشخصية في مقابل هذا الوضوح العقلاني المبكر في الفصل بين جوهر الخلاف السياسي وبين ترتيب الدفاع عن جوهر القضية بطرق هادئة، أو هكذا كان الاعتقاد، يسجل الدارسون في مستويات أخرى رسوخ المزاجية والفردانية بمحتوى تقليدي، فيها نوع من التنافس العائلي أو الاعتداد بالرصيد الثقافي المتميز لطرف مقابل رصيد الطرف الثاني وما نتج عن ذلك من مضاعفات على وحدة تنظيم الحركة الوطنيةمثل ما يذكر الباحث الأميركي في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، دوكلاس أ أشفورد التطورات السياسية في المملكة المغربية من عوامل الاختلاف انتهت إلى قيادة الانشقاق في تنظيم الحركة الوطنية بناء على التشنج في العلاقة بين علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني

ثم تأتي تجربة الاستقلال السياسي واشتغال كل أطراف الحركة الوطنية لاكتساب أوسع دائرة من النفود السياسي قصد تشكيل الحكومة بل والتأثير في الإعداد لتشكيل مواقع السلطة التشريعية المجلس الوطني الاستشاري وكيف أصبح الديالكتيك بين مراكمة الرصيد الشخصي عبر المسؤولية في المواقع وبين إضافة القيمة السياسية للأشخاص في حلبة الصراع حول الاختيارات الأساسية في الدولةفأدى ذلك، من جهة إلى بروز الحمائم والصقور

حسب القضية المطروحة في جدول الاعمال وفي كل مرة كان الطرف الأول يسعى إلى تنويع قنوات الشغل السياسي عبر الابقاء على قنوات الحوار حتى في أشد لحظات الأزمة عندما تصبح القطيعة من باب البداهة في حين يتمسك الطرف الثاني بإغلاق قنوات الاقناع والحوار، بل يرفع المتاريس من حول الخصم ويتمترس وراء قاموس الخيانة والإخلاص

إن ما بين امبارك البكاي وعبدالله ابراهيم مسافة كبيرة في التصور السياسي والاختيارات والتحالفات والقوى المساندة رغم أن كل واحد منهما اشتغل وزيرا أول في السنوات الخمس الأولى من الاستقلال في عهد محمد الخامس وما كان يجري حول الحكومة من 1955 إلى 1959، كان الحرب الباردة في أشد سخونتها بالمغرب، فقد تفاوضت حكومة عبد الله ابراهيم مع السوفيات ومع ماطيي الإيطالي المشاغب للتوفر على بنية تحتية ضرورية لتزويد الحركة الاقتصادية الناشئة بما تحتاج إليه من طاقة النفظ والغاز فإذا كانت سنة 1963 قد شهدت حرب الرمال، فقد وافى الأجل الزعيم عبد الكريم الخطابي في القاهرة، وفي نفس السنة لقي ماطيي مصرعه في طائرة هيليكوبتر

وبالعودة إلى اللقاءات الموازية الفردية بين الدولة وممثليها وبين شخصيات المعارضة، ذكر مسؤولو الاتحاد الاشتراكي في المدة الأخيرة، أثناء حكومة التناوب، أن المهدي بنبركة، كاد يصل إلى اتفاق مع الملك سنة 1965، إلى اتفاق للرجوع من المنفى وتشكيل حكومة تناوب والمؤكد أن إطلاق سرح المعتقلين في ما بعد اغتيال المهدي بنبركة، جرى بناء على لقاءات من جانب الحمائم في أول السنوات العشر المعروفة في تاريخ المعارضة المغربية بفترة الاختيار الثوري

1962/1973وظهر أن بلوغ الصرع على السلطة أوجه سنوات 1971 و1972 و1973أدى إلى خلاصة مشتركة محتواها ضرورة التعاون من طرف أجنحة الطبقة السياسية في المغرب والهدف هو فشل كل طرف على السواء في ضمان شروط الاستقرار السياسي لنفسه كي يثبت جذارة اختياراته

فكانت المقابلات الشهيرة بين الملك وبين وفود الأحزاب، في سياق نوع من النقد الذاتي الذي تبنته الدولة ضمنيا عندما تبنت مبدأ استكمال الوحدة الترابية سنة1974

غير أن بروز الخلاف بين الدولة والمعارضة من جديد حول نزاهة الانتخابات، أدخل الدولة في جولة أخرى من الاتصالات الفردية عن المعارضة وبين وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري إن وصف الوزارة المذكورة بأم الوزارات سابقا، بناء على امتداد اختصاص وزارة الداخلية في قطاعات توجد ضمن الاختصاصات الأصلية لعشر وزارات أخرى ويرجع أيضا إلى العلاقات العامة الواسعة التي أصبحت للوزير الأسبق ادريس البصري، مما أهله ساعتئذ إلى الهيمنة على إعداد وصناعة واتخاذ أهم قرارات التعيين في المناصب الساميةمما ساهم في ترهل القيادات الحزبية بناء على ميكانزمات غير جيدة للتنافس المؤسساتي مما أخرج إلى العلن ضعف ميكانزمات الديمقراطية الداخلية، وسرعة وتيرة الانقسامات أصبحت مضرة بالجدية الأصلية المطلوبة في العمل السياسي

وقد كانت اللقاءات الفردية بمنزله الوسيلة المثلى لترتيب التكامل بين مختلف الحاجيات والمتطلبات، السياسية للدولة والحزبية المتفاوتة، والفردية المتنافسة إن الفارق في تلك اللقاءات الفردية الموازية ما قبل وما بعد 1999، فارق نوعي، كونه يجري ضمن حوار بين الدولة وبين الأطراف السياسية المشكلة في هيئات سياسية أو نقابية أو جمعوية، وبين تجييش الأفراد المعزولين التقنوقراط لتأليبهم على المجتمع السياسي المهيكل والعودة بالأجهزة نحو الصيغة التقنوقراطية المحضة

وبالتالي، من حق الدولة أن تستطلع رأي الهيئات الفاعلة الجماعية المنظمة وفق القوانين الضامنة للحريات العامة كلما تعلق الأمر بالشأن العام غير أن تركيز جهد الدولة على اللقاءات الفردية لبلقنة الجسم السياسي وشرذمتهمما يوصل لحظة الانتخابات إلى نزوع اللامبالاة والنفور من المشاركة في تقرير مصير الشأن العام. لكن الواضح منذ 2002 على الأقل، أن الدولة تتمسك بالخلاصة القاضية بتجميع المكونات الحزبية بديلا للبلقنة

مما أضفى على المزيد من التوحيد نحو أقطاب وتحالفات متمايزة ترجع الثقة للخطاب السياسي وتشجع الناخب على فرز المشروع السياسي الملائم لما يراه حلولا للمشاكل كما يتصورها مشاكل وحلولا

إن التزام القيادات بقواعد العمل من حيث صياغة تقارير عن لقاءاتهم الموازية ثم تكوين وفود فيها أكثر من فرد واحد والاخبار باللقاءات وجداول أعمالها مساطر ومنهجية كفيلة بإنتاج توافقات أفضل بين الدولة والفاعلين السياسيين، من أجل تصور مشترك داخل المؤسسات ومن حولها لفرز اختيارات وقرارات أكثر فائدة

وفي جميع الأحوال، سيرورة التجارب الفردية وصيرورة الأوضاع العامة كفيلة بإضفاء المصداقية أو العبث على الحوار الموازي أما القضايا العادلة فتحفر مجراها رغم العقبات والعراقل، سواء من داخل المؤسسات أو من خارجها غير أن الشيء المنتظر هو أن لا يتم تكريس الحظوة والزبونية الراقية باسم الاعداد لصناعة القرار ولتحديد الاختيارا وما أحسن من ذلك، فليتناقس المتنافسون إن الوضع الحالي لم يتطور سلبا بما يكفي للقول إن المكيافيلية هي المطلوبة من اللقاءات الموازية

مع أن الهدف لم يكن قط الاكثار من اللقاءات الموازية إلا أن الأمر لا يقبل أن تكون تلك اللقاءات مقبولة من البعض وذريعة لتحجيم بعض آخر وفي جميع الأحوال، لو تركت لنا الحركة الوطنية رصيدا من التقييم للقاءات الفردية لاستفاد الجيل القيادي الحالي من الأخطاء التي ارتكبها الجيل الأول من القيادات الحزبية في الموضوع أما السلطة التقديرية لدى كل فرد في أن يحدد المصلحة العامة فوق كل اعتبار، فذلك لم يكن يوما امتيازا خاصا لفئة معينة

بل كل فرد أكثر من غيره حرصا على التمسك بكرامته الشخصية في مختلف الأحوال، فمع العقلانية والشفافية انتهى عهد النصائح



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين روحانية رمضان وجمالية الجسد
- خلق الحدث السياسي
- مقاربة الإصلاح في أميركا اللاتينية
- الوجه السلبي من البونابرتية في السياسة الخارجية الجزائرية
- المغرب:الانتقال من من بناء -القوة- إلى بناء الثقة
- تحت سقف الاستراتيجية الديمقراطية أي دور لحزب العدالة والتنمي ...
- فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج
- 2006-1996 عشر سنوات بعد الاصلاح الدستوري في المغرب أي أفق
- منبعنا مشترك سواء في لبنان أو روما
- الانتقال من الوطنية الى المواطنة
- ثلاثة ملايين مهاجر مغربي كتلة لإنتاج قيم الديمقراطية والتقدم
- تركيا: حجر الزاوية في حوار المتوسط
- من يستفيد من حرية الصحافة الأنظمة أم الشعوب؟
- الجدل الصاخب بين شبق الهوية وعبق الحرية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيارات والقرارات