أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان طوباسي - الرد بالحوار وليس بفتح روما!!















المزيد.....

الرد بالحوار وليس بفتح روما!!


غسان طوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفاجأت كما غيري من أبناء شعبنا بالشعارات العشوائية والغير مسؤولة لمهرجان ومظاهرة الإدانة والاستنكار لما ورد في محاضرة البابا بندكت السادس عشر والتي أساءت الى مشاعر الملايين من المسلمين وغيرهم من الحريصين على حوار الحضارات والأديان والتعايش المشترك على هذا الكون، وأكثر هذه الشعارات غرابة كان (بأن الرد في فتح روما) ، وللحظات عندما قرأت هذا الشعار تصورت بأن الطريق الى القدس تمر عبر روما !!

وأتساءل هنا ما علاقة روما والشعب الايطالي عامة بمثل هكذا تصريحات لاقت ادانة من كافة ابناء شعبنا وممثلي الكنائس المختلفة، وما علاقة كنائس نابلس وطولكرم وطوباس بمثل هذه التصريحات، ومن هنا يجهل دعم الشعب الايطالي لقضيتنا وشعبنا ، وهل نسينا الموقف النبيل لهذا الشعب عندما أهدى كأس الانتصار ببطولة كأس العالم لعام 1982 لثورتنا وشعبنا ، إذاً فلماذا الخلط والاساءة للأصدقاء ولماذا التعميم بدل التخصيص؟؟

أما الشيء المحير والمثير للاستغراب عند العودة قليلاً بالتاريخ للوراء، هو بأن أطراف التعصب والتطرف الديني (أي السلفيين) في الديانات السماوية الثلاثة، تلاقت سوياً مثل عقدين من الزمن واستطاعت ان تساهم وبدور كبير في اسقاط الاتحاد السوفييتي وتفكيك المعسكر الاشتراكي.

فمن منا ينسى الدور الهام والمؤثر الذي لعبه الفاتيكان ممثلاً بالبابا السابق (البولندي المنشأ) في التحريض على الاشتراكية ودعم حركة التضامن العمالية بقيادة ليخ فاليسا (أول حركة تمرد منظمة في داخل المنظومة الاشتراكية) والحركات الانفصالية في دول البلطيق وغيرها من الدول المجاورة، وتزامن ذلك بقصد او عن طريق الصدفة مع الجهاد المقدس الذي شنه المجاهدون المسلمون والعرب (الأفغان العرب) في محاربة الجيش الأحمر في افغانستان وبدعم وتمويل واضح من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وحكام البترودولار في دول الخليج، مما ادى في حينه الى تضعضع وتفكك الجيش الاحمر واحداث مزيداً من الضغط الداخلي لاسقاط النظام الاشتراكي، وتزامن ذلك ايضاً مع المؤامرات والدسائس للعناصر الاصولية اليهودية داخل الحزب الشيوعي السوفييتي داخل الحزب وخارجه والتي كان بطلها ياكوفلوف (أول يهودي يصل الى قمة الهرم في العهد السوفييتي) وبروز دور الأفراد والمنظمات الصهيونية فاجتمع الثالوث الاصولي لقوى التطرف والتعصب الديني للديانات الثلاثة وسقطت الشيوعية وانهار الاتحاد السوفييتي ، وفرغت الساحة للأنكل سام وتفردت الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم في ظل نظام احادي القطب والذي اصبحت أولى مسؤولياته وواجباته الدفاع عن (اليهود المظلومين) وتأمين الحماية لدولتهم اسرائيل لتبقى الكيان المتفوق عسكرياً وتكنولوجياً وعلمياً وحيداً بالمنطقة.

لا يمكن للتطرف اني خدم أي فكر وخاصة بالمجال الديني، فالتعاليم الدينية تعاليم محبة وتعاون وتعايش، وللتذكير فإن التاريخ الحديث لم يعرف علاقة متسامحةومتحالفة لفكرين او طائفتين مختلفتين كما هو الحال في مشرقنا العربي بين الاسلام والمسيحية، وعلى الرغم من محاولات الاستعمار اشعال نار الفتنة بين ابناء الديانتين المختلفتين عبر العصور، الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل وذلك بحكم الهم المشترك والحلم والمصير المشترك، والأرض المشتركة لأبناء هاتين الديانتين ودورهما في بناء حضارة واحدة.

إن الحوار بين الاسلام والمسيحية أمر مفروض بالإنجيل والقرآن وكل دعوة تدعو الناس للحوار، هي دعوة للحوار الداخلي والنقد الذاتي قبل ان تكون للعاملين.

فالقرآن الكريم يوجه دعوة إلى اهل الكتاب انفسهم :"قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم". آلعمران، 64. والكلمة القرآنية السواء هي في قوله :"ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن". العنكبوت ، 46. وقوله ك"آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل اليكم وإلهنا والهكم واحد، ونحن له مسلمو".

كما أن دعوة المسيح في الانجيل هي لجميع المؤمنين في العالم "رعية واحدة" (يوحنا 10:17) وختم رسالته قبل استشهاده بصلاة لوحدة المؤمنين في العالم (يوحنا كله). وقبل رفعه الى السماء قال :"لقد أوتيت كل سلطان في السماء وعلى الأرض: فاذ هبوا وتلمذوا الأمم جميعها" (متى 28:18-19).

وأختم في هذا المجال ما جاء في سورة المؤمنين في القرآن الكريم :"وجعلنا ابن مريم وأمه آية ووأويتناهما ربوة ذات قرار ومعين، وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون". وما جاء ي سورة النساء 135 يؤكد تماماص على وحدة الإيمان بين القرآن والانجيل: "يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، والكتاب الذي نزل على رسوله، والكتاب الذي انزل من قبل،ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً.

إن الاعتدال في الدين والعقيدة والفكر وقبول الآخر هو المدخل الصحيح للحوار والتعايش المشترك، اما التعصب والتطرف وعدم الاعتراف بالآخر هو المدخل نحو التصادم الذي لا يخدم احداً.

إن مشرقنا العربي عامة وبلاد الشام خاصة، عاشت عبر القرون بانسجام وتفاهم مشترك، ووقفت شعوب هذه البلدان دائماً في وجه كل الغزوات واحتلال ارضها بدءاً بالعبرانيين ومروراً بالحروب الصليبية والاحتلال العثماني والبريطاني واخيراً الصهيوني والأميركي.

وآخر شاهد على ذلك ما حصل من تضامن وتعاضد وطني في لبنان ومقاومة العدوان، وما الدور الذي لعبته الكنائس والأديرة كما الجوامع في استقبال اخوانهم المهجرين من الجنوب الا دليل راسخ على الاصطفاف الوني وليس الطائفي في وجه العدوان.

والحالة الفلسطينية تاريخياً مشابهة لتلك الصورة، ولكن ما يحدث الآن من قبل بعض رجالات الدين المتعصبين في الطرفين من تحريض وتشويه للتعاليم الدينية السمحة يحجر العقول ويعمي العينين ويعطل الحوار والتفاهم والعيش المشترك.

وكم أتمنى حقيقة أن أرى المنهاج الفلسطيني مستقلاً يدرس الديانتين المسيحية والاسلامية، بمساق تربوي واحد لتعميق الحوار والتفاهم وتطوير ما هو مشترك وبناء.

وبالنهاية ما يثير تساؤلي هنا، ان هذه الجموع والتي تكاتفت وبأعداد خيالية منادية بـ "فتح روما" بدل فتح القدس، غابت كلياً عن الحركة والصوت أيام العدوان البربري الغاشم على لبنان وغزة.

فلنربي ابناءنا على الانتماء لفلسطينيتهم وعروبتهم، وتعاليم ديانتنا السمحة والمحبة وايجاد ما هو مشترك وبناء، لنستطيع مواصلة المشوار، مشوار الصمود والبناء نحو الأفضل.



#غسان_طوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان طوباسي - الرد بالحوار وليس بفتح روما!!