أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار السواد - شروع بالقتل..شبكة الاعلام بانتظار العلاج او الموت















المزيد.....

شروع بالقتل..شبكة الاعلام بانتظار العلاج او الموت


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 04:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس من شك ان شكبة الاعلام العراقي بكل تفرعاتها تحتوي على كوادر تستحق كل الاحترام والتقدير. فهناك صحفيون من مستوى جيد، وهناك مقدمون، مذيعون، معدون وباحثون في الاعلام المرئي يستحقون ان يقال عنهم بانهم مهنيون وناجحون. وليس من شك انها ايضا قدمت من التضحيات والدماء ما يعتصر القلب ويدمي الضمير. لكن هذا لا يعني، ابدا، ان تكون هذه المؤسسة العملاقة، من حيث الدعم والامكانيات التقنية والمالية والعدد الكبير من العاملين، بالمستوى المتوقع منها، او انها ارفع من المصارحة واسمى من النقد.
الا ان البعض رفض الانتقادات الموجهة لمؤسسة الاعلام "الرسمي"، متوقعا ان تلك الانتقادات تناست الكم الكبير من الكفاءات العراقية الموجودة في اعلام الشبكة المرئي والمسموع والمقروء. على العكس ان التوقعات باداء لافت من قبل الشبكة سوف تزداد عند بوجود هذه الكفاءات. فالقصور السائد في اداء الشبكة غير مبرر بأي وجه بوجود عدد لا بأس به من الاعلاميين الجيدين، وعدد اخر يحتاج الى عناية ليكون بمستوى افضل.
طبعا اوضحت، نقودنا، انا وآخرين في مقالات سابقة، التفاوت بين مستوى صحيفة الصباح، والفضائية العراقية. فالاولى لديها عدد من الايجابيات يفتقر اليها التلفزيون. لكن لا يجوز للصباح التغافل عن الظواهر التي باتت تهدد هذه تهددها. فهذه الصحيفة بدأت تعاني، منذ زمن، من اخطاء وهفوات يمكن ان تتحول الى مرض يصعب التخلص منه.
من هنا فان ما يحدث الان داخل شبكة الاعلام العراقي هو بلورة لاعلام حكومي، وبالتالي من حقنا ان نطرح التساؤلات التالية:
اولا؛ هل يمكن ان تقوم صحيفة الصباح او القناة العراقية بنشر مقال او خبر ينتقد اداء الشبكة؟
ثانيا؛ الى اي حد تتعاطى الفضائية العراقية مع اخبار تنتقد اداء الحكومة، اوالقوى السياسية الموجودة في البرلمان بكل تلاوينها؟
ثالثا؛ ماهو الفرق بين الفضائية العراقية، وفضائيات اخرى فاعلة في العراق كالحرة والشرقية؟
رابعا؛ ما هو الهدف الحقيقي من الغاء وزارة الاعلام، وهل تمكنت شبكة الاعلام من وضع مؤسساتها في الطريق نحوه؟
خامسا؛ هل يعني كثرة توزيع جريدة الصباح، او كثرة صفحاتها انها اصبحت صحيفة مرموقة؟
سادسا؛ ما هي الجنبة التي تستهوي العراقيين لمتابعة الفضائية العراقية؟
سابعا؛ ماهو موقع مدير عام الفضائية العراقية بالتحديد؟
ورغم اني كنت ناويا ان اترك تلك التساؤلات من دون محاولات تفسير، الا ان ترك الاسئلة دون تفسير لم يضح دائما خيارا ناجحا، فالتساؤلات توحي احيانا بما لا يرنو اليه السائل. لذلك وجدت نفسي واضعا بعض الانتقادات في اجابات لا تبدو وافية للعديد من علامات الاستفهام التي يطرحها حال شبكتنا التعتيدة.
منذ تأسيس جريدة الصباح والفضائية العراقية لم نر رأيا او خبرا او تحليلا او تقريرا يقف على الضد من اداء المؤسستين وبقية مؤسسات شبكة الاعلام. فلم تسمح صحيفة الصباح، على اقل تقدير، بظهور مقال ينتقد اداء الاعلام "الرسمي" المتمثل بالشبكة.هذا يفسر طبيعة المنهج الذي تتعاطى معه المؤسسة الاعلامية "الرسمية"، انه منهج التعامل وفق حكم مسبق هو "الانا المكتملة".
هذا المنهج مغلف بآلية اخرى تتعاطى معها الفضائية العراقية، وهنا تبدو صحيفة الصباح افضل حالا من زميلتها. فالخطوط الحمراء والمحرمات تتسع تدريجيا داخل هذه المحطة، لدرجة اننا نلاحظ شخصيات وجهات كانت العراقية تتحدث عنهم بحرية اكثر اصبحت الان بمنأى عن النقد. وكأن، في هذه الفضائية، عنكبوتا يبرع بصناعة الخيوط ومحاصرة الاراء. ان صناعة الخطوط الحمراء والخوف من توجيهه لاصحاب النفوذ السياسي في البلاد، دفعت الفضائية العراقية نحو التعامل بتغافل عن اي موقف او رأي او خبر يتناقض مع احد التوجهات السياسية او الاجتماعية او الدينية في البلاد. انها الية بدأت بصناعة خط احمر ليتحول في النهاية الى مجموعة كبيرة من الخطوط الحمراء، واتخوف انها سوف تكون عاجزة في المستقبل عن توجيه النقد الى جهات نعتبرها اليوم ارهابية، بمجرد ما توافق على الانخراط في الحياة السياسية، ومن يدري قد لا نجد خبرا مضادا لحزب البعث في المستقبل اذا ما دارت الايام وعاد الجلادون جزءا من الحياة السياسية المعاصرة!!.
ولذلك فان الساعي الى تكوين صورة عن اليوم السياسي بل والاجتماعي العراقي لا يستطيع فعل ذلك من خلال العراقية، لسبب بسيط هو ان هذه القناة تكتفي فقط بنقل الصور الايجابية التي تحكم العلائق بين الاطراف السياسية، فالانتقادات، التي توجهها الاطراف السياسية لبعضها مثلا، لا تجد لها مكانا كبيرا في نشرة الانباء، ويكتفى بنقلها من خلال نقل المؤتمرات الصحفية، اي من خلال عمل فني دون اي نظرة تحليلية او رؤية عامة.
هذا النقص يوضح الفرق بين العراقية وبعض المحطات الاخرى الفاعلة داخل البلاد. مثلا ان قناة الحرة تمكنت بعدد ليس كبيرا من العاملين من فرض ذاتها بصورة تفوق ماعليه العراقية على الرغم من ان دعم الثانية وامكانياتها اكثر اضعافا من الحرة. فلماذا تمكنت الحرة، المدافعة عن العملية السياسية والمكونة من اعلاميين اسلاميين وليبراليين، من الاحتفاظ بمسافة، متساوية تقريبا، من جميع الاطراف، وبقيت مقبولة نوعا ما من قبل الحكومة ومناوئيها رغم نقودها الحادة، طبعا باستثناء اولئك الذين يخافون حتى من توجيه النقد اليهم، ممن يتعاملون بنفس بعثي مع الاخر. في حين عجزت العراقية من اتخاذ موقع اكثر حيادية، وعجزت ايضا من بناء رؤية نقدية شاملة تجاه ما يجري في البلاد؟
وايضا ان قناة الشرقية، ذات التوجه المعروف لنا جميعا، صنعت لنفسها شروطا فنية جيدة "خدع اعلامية" غلفت بها المادة التي تريد بثها بين العراقيين، فنجحت. ولكن في المقابل بقيت العراقية تعاني من المباشرة بالطرح من جهة والتغافل المكشوف من جهة اخرى، ما ادى الى فشل في الجانب الفني لها. لذلك تفوقت الشرقية المؤدلجة الى حد كبير على نظيرتها العراقية.
من هنا فان الانتماء للمشروع السياسي المعاصر في العراق، والمماهات مع الانتخابات والمشروع الوطني القائم، لا يعنيان بالضرورة التغطية على العيوب، اوالتعاطي بدون مستوى مقبول من الحيادية، فاي عمل اعلامي باحث عن الاكتمال يحتاج الى قراءة وافية لجميع الجوانب، سواء السلبية ام الايجابية.
ولهذا السبب الغيت وزارة الاعلام. فوجود وزارة اعلام، يعني ان يكون الاعلام جزءا من الحكومة ويدافع عنها. في حين ان واحدة من اهم شروط المشروع السياسي الجديد هي استقلال الاعلام، كي لا يسمح بالتغليف والتضليل والتغافل بالهيمنة على المشهد الاعلامي. لكن هذا لم يحدث، ومن يقول غير ذلك، اعتقد انه يحسن الظن كثيرا، او لا يريد ان يصدق حال شبكة الاعلام التي تحولت الى وزارة اعلام جديدة، ليس مهمتها اكثر من تغليف اخطاء الحكومة وجميع القوى المشتغلة في العملية السياسية، ولا اقصد الشيعية والكردية فقط.
وللاسف فان المسألة تتجاوز حدود الاداء المشابه لاداء وزارة الاعلام السابقة. فان مدير المحطة بدأ يتعامل وكأنه وزير في حكومة، اصبح مادة اعلامية خارج سياقات المتداول في الاعلام الذي يقدر ذاته. فهل رأينا يوما مدير الجزيرة او العربية او السومرية والفيحاء والشرقية .... على شاشات هذه المحطات. فقد حصل مدير هذه المحطة على مساحة لا يستحقها بأي شكل من الاشكال.
واما بخصوص التوزيع ونسبة المشاهدة وكثرة الصفحات فهل تدل على مهنية الدوائر الصحفية التابعة لشبكة الاعلام. انا لا اشك ان الصباح هي صحيفة لديها ما يمكن ان تقوله، وهي صحيفة جيدة على المستوى العراقي. ولكن ليس بمعنى ان كثرة توزيعها تدل على الرصانة، لسبب بسيط هو ان المواطن من كل الطبقات يعرف ان هذه الصحيفة تابعة للدولة وفيها جميع الاخبار والتفصيلات المتعلقة باهتمامات المواطن وتوقعاته من الحكومة. واما كثرة الصفحات، فهناك صحف عراقية اقل اهمية من الصباح تصدر بـاكثر من 30 صفحة.
من هنا فان جميع النقود ضرورية، والا فسيبقى المجال للحاقدين فقط كي يقولوا ما يرونه. ليس كل نقد يا اخواننا يصدر عن حقد، وليس كل انتقاد لابد ان يرفض. ان من لا يقبل الانتقاد، هو بصورة او اخرى، ينطوي على دكتاتور. فالدفاع عن العراق الجديد، لا يأتي من خلال تلوين البقع السوداء، بل ان ازالتها ضرورة يدفعنا باتجاهها الحرص على مستقبل العراق، وعلى مستقبل المشروع الوطني الرافض للدكتاتورية. فان ما يحدث هو شروع بالقتل، والشبكة راقدة الان تنتظر العلاج او الموت.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتدادات الاعلام العراقي..عودة وزير الاعلام
- تبعيث الليبرالية.. قراءة في بوادر خطاب ليبرالي مقلق
- شيعة العراق بين ايران وامريكا والعرب.. العودة الى العام 91


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار السواد - شروع بالقتل..شبكة الاعلام بانتظار العلاج او الموت