أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي














المزيد.....

قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نامت المدينة كعادتها كل ليلة..احتضنت فقرها بؤسها أنين أطفالها الجياع و أغمضت عينيها لتحاول أن تنتزع حلما من هذا العالم و هو ينام..كان عسس الحاكم الساهرون يرصدون أنات الناس يحصون حركاتهم..في بيت كسائر البيوت حاول شاب أن ينام..لكن عينيه كانتا تدمعان..كان يبكي..يمر الليل في المدينة كما فعل منذ قرون..كل شيء هادئ حسب عسس مولانا..قام الشاب حاول أن يصرخ أراد أن يصرخ كان صوته متقطعا ضعيفا أول الأمر..ثم اشتد صراخه و بدأ يوقظ الناس من نفاق أحلامهم..حاول العسس معرفة مصدر الصوت دون جدوى..قرر ضابط العسس المناوب أن هذا الصراخ ليس بآدمي.
و رفع تقريره إلى الآمر الأعلى للسجن بهذا الصدد..عند الصباح وقفت الجماهير تنتظر مولاها محاطة بالعسس يلفها صمت صاخب بالترهات و الهمس و الخوف.. أطل مولانا طويلا وسيما مهابا شديدا هائلا كما تؤكد الصحيفة الوحيدة في مدينتنا و رجل الدين الأكبر..تضاءلت الأعناق و تصاغرت القامات و نشر العسس عيونهم في كل مكان يراقبون دخول مولانا..وسط الموكب البهيج الرهيب جلس مولانا يتصدر عربته المذهبة يرمق الناس بتعالي..مر الموكب بهدوء و تثاقل أمام الناس..حدث كل شيء بلمح البصر..اعترضه الشاب الذي ملأ صراخه المدينة ليلة أمس صرخ من جديد صراخه أصبح أعلى..كان صوته طليقا يقتحم السماء لا يتردد و لن يوقفه الحراس..رفع الناس عيونهم ليتأملوا هذا الغبي الذي يصرخ..تابعوا صوته يحلق عاليا في سماء لا تعرف حدودا..تخيلوا مطرا قادما أو جسد امرأة تريد أن تموت لتحصل عليها..لم يدر العسس كيف جرى ما جرى.كيف قفز الشاب ذا الوجه الحزين إلى عربة مولانا , اختلفت الأقوال في هذا و لم تتفق..أولا اختلفت في الشيء الذي كان يحمله أكان سكينا أم ساطورا أم سيفا أم كان ذلك قلبه أم مجرد حجر..و عاد الناس فاختلفوا كيف مزق الشاب صدر مولانا و ألقاه أرضا و كيف انحنى كل من في المدينة في تلك اللحظة أمام ذلك الشاب..كل العسس حتى آمر السجن الأعلى و رجل الدين الأكبر..يومها أعلن الدين الجديد دينا لمدينتنا..يوم قضى مولانا على يد نبينا الجديد نبي مدينتنا نبي أمتنا..رفض الشاب أن ينتقل للسكن في قصر مولانا رغم إلحاح سدنة الدين الجديد و اكتفى ببيته القديم بين أكوام القمامة وسط المدينة..أخذ الناس يحجون إلى النبي الجديد يسألونه البركة السعادة في الدنيا و الآخرة..جاءه الفقراء أولا ثم عادوا من جديد مع أطفالهم ثم مع نسائهم..كان النبي الجديد نادرا ما يبتسم لكنه توقف عن الصراخ..تكاثر السدنة على بابه و أصبح من الصعب للغاية زيارة نبينا..و أخيرا جاء أثرياء مدينتنا جاءوه مع هداياهم فردهم أولا..ودعهم السدنة بابتسامة معتذرة عند باب نبينا..عادوا من جديد دون هداياهم..في حضرة نبينا اعتذروا سألوه الصفح سألوه أن يبارك لهم في أموالهم..تلعثم نبينا و حار في الرد لكنه في زيارتهم القادمة منحهم بركته..تكاثر زوار حضرة نبينا و تعاظمت هداياهم و غير السدنة ملابسهم الرثة و لغتهم العامية السوقية..عاد العسس للظهور من جديد في شوارع مدينتنا ليحموا قصور الأثرياء و من ثم عادوا لفرض خواتهم على الناس و أخيرا اختاروا آمرا جديدا للعسس..تكاثرت السرقات من جديد و قيل أن نبينا أفتى بإعادة بناء سجن كبير للمدينة..اختار سدنة حضرة نبينا من بينهم رجلا أعلى للدين..سرعان ما عاد الناس في مدينتنا لسماع تلك الصرخات تدوي في ليل مدينتنا..ذلك الصراخ الذي حير كل ضباط العسس المناوبين و خبرائهم و مستشاريهم من وراء البحار..قيل أن نبينا مات ذات ليلة بعد نوبة من الصراخ العنيف الذي فسرها رجل الدين الأكبر على أنها لحظة وصل مع الإله و قيل أن الإله رفعه إليه ليمتعه بجنانه التي لا فقر فيها و لا جوع, التي على كل الفقراء انتظارها, أن يعملوا ليستحقوا الدخول إليها يوم الدينونة فلا يرتابوا و لا يشتموا ملكا أو رجلا من العسس أو ينتقدوا بطش القدر..و شيد مكان بيت نبينا مرقد ضخم هائل و زاد عدد العسس و أصبح السجن أكبر من سابقه..لكن ما حير كل العسس و سدنة المرقد أن الصراخ كان يعلو و يعلو كل ليلة و في ليلة ما كان شاب مصاب بالأرق يحلم يغتصب حلما من هذه الأرض أمنا التي لا تفعل إلا أن تضم رفاتنا بعد أن تراقب سني عمرنا تسحقها العذابات و الآلام, كالأم التي تأكل أولادها..طاف بي هاتف أن هذه هي قصة الشرق من أول الزمان و حتى يشاء الله..









#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر
- خيارات الشرق الأوسط الجديد
- المثقف, السلطة و الخارج
- التغيير و الشرق الأوسط الجديد
- العلمانية من جديد
- لا لحشرنا بين حانا و مانا
- قوة المثال اللبناني


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي