أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جلبير الأشقر - لبنان: المطامع الامبريالية في محك الواقع















المزيد.....



لبنان: المطامع الامبريالية في محك الواقع


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


شهد العالم، خلال شهري تموز- آب 2006، حربا من إسرائيل على حزب الله وعلى لبنان برمته، وفي الآن ذاته هجوما واسع النطاق في غزة ضد حركة حماس ذات الأغلبية بالبرلمان الفلسطيني.
بقصد إدراك مغزى تلك الأحداث على نحو أفضل انطلاقا من التعقيدات الخاصة بالساحة اللبنانية، وكذا في سياقها الإقليمي والدولي،ارتأت مجلة Mouvements مناقشة جلبير الأشقر، الباحث السياسي والمناضل من أصل لبناني، والمدرس بجامعة باريس الثامنة والباحث المتعاون مع مركز مارك بلوخ (برلين). تُرجم كتابه صدام الهمجيات (الطبعة الثانية، منشورات 10/18، 2004) إلى عدة لغات و سيصدر قريبا كتاب حواراته المشترك مع نعوم تشومسكي، Perilous Power، (منشورات Penguin ، لندن، بالنسبة للطبعة الأصلية- ومنشورات Fayard ، باريس، بالنسبة للطبعة الفرنسية).

أجرى الحوار جيم كوهن يوم 28 آب بتعاون مع ديمتري نيكولايديس

--------------------------------------------------------------------------------

بات حزب الله، الفاعل الرئيسي في الحرب التي جرت مؤخرا، يتبوأ مكانة مركزية في الصراع العربي الإسرائيلي وعلى كل المسرح الاستراتيجي بالشرق الأوسط. لنتفحص تلك المنظمة، إن شئت، في سياقها اللبناني والإقليمي. أكدت في تعليقاتك الحديثة على مؤهلات حزب الله السياسية، منها شرعيته المكتسبة بلبنان، وحتى خارجه، بفضل مقاومته للاحتلال الإسرائيلي، و اضطلاعه بدور منسق شبكة مدهشة لتوزيع المساعدة الاجتماعية، ومهارته بما هو جهاز في الساحة السياسية اللبنانية، وقدرته على الظفر بدعم يتجاوز طائفة الشيعة. قد تكون ثمة حاليا بلبنان دينامية توحيد قوية تضم حزب الله وتعززه بصفته فاعلا رئيسيا في النظام السياسي. لكن قد يكون ثمة أيضا الكثير مما بالوسع ملاحظته بشأن خطابه السياسي الديني، و جنوحه إلى إضفاء الطابع الطائفي، وحتى العرقي، على الصراع مع إسرائيل. توجد حركات اليسار المناوئة للحرب و للإمبريالية حاليا إزاء فاعل هو في الغالب غير معروف تماما، لا يتردد البعض في الترحيب به بصفته «حليفا»، بينما يظل آخرون متحفظين بل حتى حذرين. إنه منظمة معقدة تجتاز طور تحول عميق. ما تحليلك لها؟

جلبير الأشقر: نعود أولا إلى المنشأ: برز حزب الله من تلاقي موجة الثورة الإيرانية (1979) والوضع الناتج بلبنان عن الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982. فقد حفزت الثورة الإيرانية الحركة السلفية الإسلامية في العالم الإسلامي على نحو هائل بمساعدتها على شغل الميدان الفارغ بفعل فشل الحركات القومية التقدمية إلى هذا الحد أو ذاك واليسار الجذري،أي ميدان النضالات ضد السيطرة الغربية وحلفاءها المستبدين المحليين (نعيد إلى الأذهان أن الثورة الإيرانية أطاحت نظام الشاه، أحد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسيين بالشرق الأوسط).

ولد حزب الله انطلاقا من تجذر بين شيعة لبنان، ذلك الوسط الأكثر قابلية لتأثير الثورة الإيرانية بفعل القرابة الطائفية. وقد كانت ثمة من قبل ضمن الشيعة حركة أخرى طائفية، حركة المستضعفين (أمل)، غير سلفية، لكنها أيضا من تأسيس شخصية دينية، موسى الصدر «المختفي» خلال زيارة لليبيا في العام 1978. وقد عجل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 تجذرا في حركة أمل الشيعية وبروز جناح منتسب للثورة الإيرانية. و جرى بناء هذا الجناح بدعم طهران المباشر، وباستعمال ميدان النضال ضد الاحتلال، ومكنت الإعانات المالية الإيرانية حزب الله، الذي استعملها بذكاء، من بناء شبكة مساعدة اجتماعية، ُمنشئا على ذلك النحو قاعدة جماهيرية وسط الطائفة الشيعية.

شن حزب الله في البداية حربا شرسة على منافسيه وسط الشيعة. وتمثلت إحدى القوات التي اعتبرها منافسا يجب القضاء عليه في الحزب الشيوعي اللبناني، الذي كان له انغراس هام وسط الشيعة، وكان مبادرا إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ولم تكن المعركة ضد الشيوعيين إيديولوجية وحسب،إذ ُيشتبه بتورط حزب الله في اغتيال العديد من ابرز الشخصيات الشيوعية الشيعية. وبعد السنوات الأولى المطبوعة بتنافس قاس، عمد حزب الله إلى إجراء تسوية مع المنظمات الأخرى العاملة ضمن الشيعة (أمل والحزب الشيوعي اللبناني والحزب القومي الاجتماعي السوري، الخ). وفي العام 2000، لما اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من القسم الأخير من الأراضي اللبنانية المحتلة في العام 1982، تبنى حزب الله مجد ذلك النصر – عن حق طبعا، لكن مع طمس دور التيارات الأخرى العلمانية أو اليسارية الذي لا يُستهان به في المقاومة.

وعلى مر الأعوام، شهد حزب الله تحولا، إذ غلب فيه تدريجيا وضع الحزب الجماهيري على دور منظمة المقاومة المسلحة، إلى أن أصبح طاغيا. وقد قام باحث اجتماعي لبناني، مستعيرا المفهوم الذي صاغه أني كريجيل بالنسبة للحزب الشيوعي الفرنسي، بوصف حزب الله بـ«مجتمع مضاد». فعلى غرار الأحزاب العمالية الجماهيرية، نظمت الحركة الشيعية خدمات اجتماعية من كل نوع. واستعملت الساحة السياسية والمؤسسية ابتداء من سنوات 90، لتصبح إحدى أكبر القوى السياسية اللبنانية. ولدى الحزب حاليا فريق برلماني ووزيران. إنه أكثر القوى شعبية في طائفة الشيعة، اكبر طوائف لبنان، لذا تبدو شرعيته منيعة.

لا ُيناقض كل ما أسلفتُ الطابع السلفي لإيديولوجية حزب الله الأصلية. لكن السلفية الإسلامية متعددة ومتباينة، إذ ثمة بين منظمة جماهيرية، مثل حزب الله، وشبكة إرهابية" استبدالية"، مثل تنظيم القاعدة، نفس الفرق الذي كان بين الحزب الشيوعي الإيطالي والألوية الحمراء، المنتسبين مع ذلك إلى «الشيوعية». تعتبر واشنطن وإسرائيل حزب الله «منظمة إرهابية» وتتهمانه بشن عمليات «إرهابية» -بما فيه ضد أهداف مدنية بلبنان أو الخارج، رغم أن الأمر غير متبث و ومنفي من حزب الله. لكن على كل حال، لم تكن ثمة منذ أمد طويل أي عملية «إرهابية»، أي مستهدفة عمدا لمدنيين، قد تُنسب إلى الحزب أو نُسبت إليه.

ورغم الاحتفاظ بجناح عسكري هام، شوهد يقاتل في الحرب الأخيرة، أصبح الكفاح المسلح –حتى الأكثر شرعية- نشاطا ثانويا بالنسبة لحزب الله، قياسا على نشاطاته بما هو حزب سياسي. وبعد انسحاب إسرائيل في العام 2000، اندرجت عمليات الحزب العسكرية المتفرقة في الحرب منخفضة الحدة التي تواصلت مع إسرائيل. لكن حزب الله عقد في العام 1996 اتفاقا مع حكومة إسرائيل يقضي بتحييد المدنيين، والتزم به على وجه أفضل مما فعلت تلك الحكومة. هذا علما أن عملية يوم 12 تموز، التي انتهزتها إسرائيل ذريعة لشن هجومها استهدفت جنودا، لا مدنيين. وقد أشار حسن نصر الله في خطاب أن منظمته لم تشرع في قصف شمال إسرائيل – عشوائيا بفعل نوع صواريخ الحزب- إلا ردا على عمليات القصف الإسرائيلية التي كانت تستهدف عمدا مناطق مدنية.

وتعود ميزة أخرى من ميزات حزب الله، قياسا على ألوان طيف السلفية الإسلامية، إلى خصوصية لبنان. فكون هذا البلد متعدد الطوائف، حيث ليس للشيعة، رغم أنهم أكبرها، أغلبية تحدوهم على الاستئثار بالسلطة، ولأن قسما هاما من السكان ليس حتى مسلما، تخلى حزب الله عن تطبيق برنامجه السلفي المتمثل في «جمهورية إسلامية» بلبنان. إنه لا يزال يتبنى إيديولوجيا النموذج الإيراني، لكنه يكتفي في لبنان بمنزلة قوة سياسية طائفية، مندمجة كليا باللعبة السياسية بين الطوائف، ويفعل ذلك اليوم بواسطة تحالف مع الجنرال ميشال عون، الشخصية الرئيسية في الطائفة المسيحية المارونية.

ولا يضع حزب الله، كباقي التيارات السلفية الإسلامية كلها على وجه التقريب،النظام الاجتماعي والاقتصادي النيوليبرالي في لبنان موضع نقاش. ومن العبث محاولة تخضيب حزب الله باللون الأحمر كما فعل البعض في أقصى اليسار. ليس دور التقدميين أن يساندوا حزب الله، بل أن يعارضوا العدوان الإسرائيلي، ويدافعوا عن سيادة لبنان بوجه كل الدول التي تتطاول على تلك السيادة، أي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، و أيضا سورية التي حاربها بشراسة اليسار اللبناني والفلسطينيون في العام 1976. يجب على التقدميين الراغبين في مساندة المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي أن يدعموا القوى التقدمية اللبنانية، التي لا تزال قائمة. هكذا فقد الحزب الشيوعي اللبناني عددا من أعضائه بساحة قتال العدوان الإسرائيلي الأخير. حاصل الكلام ان الوضع مألوف إلى حد بعيد، فقد شهد التاريخ نضالات تحرر وطني عديدة بقيادة منظمات محافظة على الصعيد الاجتماعي.

ما رأيك بخطاب حزب الله المناهض للصهيونية والمنحرف إلى معاداة واضحة جدا للسامية؟

جلبير الأشقر: إنه نفس المشكل القائم مع النظام الإيراني وتصريحات رئيسه السخيفة التي تنكر محرقة اليهود. لكن هل يمنع ذلك معارضة كل عمل عسكري أمريكي ضد إيران؟ قطعا لا. ليس المطلوب بأي وجه التماثل مع كل قيادة، أيا كانت، تعبر عن سيادة وطنية أو مقاومة وطنية في لحظة معينة، بل معارضة التعديات الامبريالية –هنا يكمن الموقف المبدئي. وفيما عدا ذلك، يتعين على الشعوب ذاتها استجلاء طريقها. يجب تفادي عقبتين: أولاهما اعتبار قوة ما من وجهة نظر إيديولوجيتها وحسب، ومن ثمة خطاب من طراز ما قاله بوش مؤخرا حول «الفاشية الإسلامية». وتتمثل العقبة الثانية في النظر إلى حزب الله من زاوية ذوده عن السيادة الوطنية دون سواه، واعتبار الأمر ممارسة مناوئة للامبريالية، ميزتها طلاء ديني عديم الأهمية. والحال أن حزب الله منظمة تمتلك رؤية للعلاقات الاجتماعية ولمكانة النساء محددة بسلفيته الدينية، انه إذن يقف يمينا في هذه الميادين.

ماذا ستكون آثار هذا النزاع على المجتمع اللبناني، بالنظر إلى النظام الطائفي وجملة كاملة من التعارضات المتراكبة والمشوشة أحيانا للمشهد السياسي، فثمة موالون لسورية ومناهضون لها، ومجموعات مسيطرة اجتماعيا (السنة والموارنة وربما الدروز) ضد مجموعات مسيطر عليها (الشيعة واللاجئون الفلسطينيون)، أنصار علمانية معينة ضد «مجانين الله»، وأنصار لبنان موال للغرب أو «محايد» ضد دعاة الوحدة الإسلامية أو العربية، الخ.

جلبير الأشقر: شكل لبنان، منذ ُوجد بوصفه دولة مستقلة (مع مزدوجتين أو بدونهما)، حلبة نزاعات إقليمية ودولية تتجاوزه. كان أحد مسارح ما سماه مالكوم كير «الحرب الباردة العربية »، كما الحرب الباردة ذاتها.

نجمت في العام 1958 أول حرب أهلية في تاريخ لبنان المستقل عن صدام بين تأثير الناصرية المصرية الداعية إلى توحيد الأمة العربية، والذي شُرع فيه بالوحدة السورية المصرية،من جهة، و رفض قسم من سكان لبنان لذلك المنظور، لاسيما ضمن المسيحيين، ودعمه نظرية إيزنهاور وحلف بغداد، أي دمج لبنان في الجهاز الاستراتيجي الإنكليزي الأمريكي على الصعيد الإقليمي.

أفضت تلك الحرب الأهلية الأولى إلى تسوية نصبت الجنرال فؤاد شهاب في السلطة، ليحكم بطريقة بونبارتية. وتفجرت تلك التسوية في العام 1967 بتأثير الحرب العربية الإسرائيلية، التي لم يشارك بها لبنان مباشرة، لكنه تحمل عواقبها لأنها أدت إلى تجذر الفلسطينيين. ويمثل لبنان، بعد الأردن، البلد الذي يأوي أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وكان لذلك بالطبع نتائج فاقمها تجذر قسم من اللبنانيين، بينما ارتمى قسم آخر في أحضان واشنطن.

أدى ذلك الوضع في العام 1975 إلى نشوب حرب أهلية كانت أيضا حربا إقليمية ودولية على أرض لبنان. وبعد أن دعمت سورية اليسار ومنظمة التحرير الفلسطينية أولا، أرسلت جيشها في العام 1976 لنجدة قوى اليمين المسيحي بمباركة واشنطن وإذن إسرائيل. لكن ذلك التفاهم السوري الأمريكي تحطم بعد سنة مع تغير جديد في المواقف – انها حقا مسألة مستعصية على فهم ملاحظ غير متعود. وانتهت الحرب الأهلية في العام 1990 بإعادة نفس التفاهم. فعندما اجتاح العراق الكويت في آب/أغسطس 1990، انضم دكتاتور سورية حافظ الأسد إلى التحالف الذي قادته واشنطن في الحرب على بغداد. و فتح ذلك سبيل تجديد المساومة بين سورية والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، المساومة التي أتاحت استقرار الوضع من جديد بلبنان وأدت في سنوات 90 إلى تنصيب رفيق الحريري بصدارة المشهد السياسي اللبناني. وحكم الحريري، المتعاون القريب من الأسرة الحاكمة السعودية، باتفاق مع السوريين وبحضور جيشهم الذي ما كان أحد يطالب برحيله الفوري، لأن الدولة اللبنانية كانت بحاجة إلى إعادة بناء وإلى «جيش مستعار» مؤقتا.

ومع حرب العراق الثانية في العام 2003 ، انفرط ذلك الاتفاق من جديد. إذ وقف خلَف حافظ الأسد، ابنه بشار، موقفا رفض جازم للاجتياح الأمريكي معجلا القطع مع الأمريكيين والسعوديين. آنذاك شرع الحريري في نزاع مع رئيس الجمهورية الموالي لسورية. وفور استكمال الولايات المتحدة الأمريكية اجتياح العراق، انقلبت ضد سورية سعيا لإخراجها من لبنان، فكان قرار مجلس الأمن الدولي 1559 في العام 2004. و بعكس موقفها بصدد العراق، تعاونت فرنسا كليا في هذه المسألة مع الولايات المتحدة الأمريكية. كانت في الحالة الأولى مصالح متضاربة بشأن بترول العراق كامنة خلف مواقف باريس وواشنطن. وبالمقابل كان ثمة في العام 2004 بلبنان "التقاء تنافسي" لمصالح باريس و واشنطن، حيث كانت باريس متوددة بحمية بالغة إلى المملكة السعودية، تلك «المملكة المحمية» من الولايات المتحدة، و أحد أكبر زبائن صناعة السلاح الفرنسية في الآن ذاته. هذا ما يعبر عنه عمق«صداقة» شيراك وآل الحريري، أصدقاء السعوديين.

يقضي القرار 1559 بانسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح حزب الله. كان المقصود بنظر الولايات المتحدة الأمريكية تقويض ما تسميه واشنطن وحلفاؤها العرب «الهلال الشيعي» - وهذا تعبير لملك الأردن- أي ذاك المحور الإقليمي الذي تمثل إيران مركزه، ويمر عبر الشيعة بالعراق والنظام السوري (الذي ليس شيعيا) وحزب الله، مع وجوب إضافة حركة حماس الفلسطينية السنية.

جرى سحب القوات السورية في العام 2005، لكن ليس بفضل القرار 1559، الذي تغاضت عنه سورية بمساعدة الحكومة الموالية لها القائمة ببيروت آنذاك. في الواقع، اسـتُعجل الانسحاب بفعل التعبئة الجماهيرية التي تلت اغتيال الحريري في شباط 2005، محدثة بلبنان وضعا لا طاقة لدمشق عليه.

أثارت تلك الأحداث في الآن ذاته توترات طائفية جديدة بالبلد، بعد سنوات من الهدوء. واكتست شكل مظاهرتين ضخمتين متناقضتين في مارس 2005. فثمة، من جهة، تحالف واسع ضم القوى المسيحية والسنية والدرزية الرئيسية، ومن جهة أخرى القوى الشيعية الأساسية وقوى أقلوية موالية لسورية من الطوائف الأخرى.

إلا أن حدة التوتر خفت مع الانتخابات التي تلت رحيل القوات السورية، والتي جرت عبر ائتلاف كبير ضم القوى المناهضة لسورية المسماة قوى 14 آذار (تاريخ مظاهرتها الضخمة) والقوى الشيعية، ومنها حزب الله. ما كان ذلك طبعا سوى زواج مصلحة لتوزيع مقاعد البرلمان. ولم يبق خارج الائتلاف الكبير سوى الموالين لسورية غير الشيعة والجنرال عون.

وتمثل حدث بالغ الأهمية في ذلك السياق في تغيير عون موقفه بعد الانتخابات. كان عون قد شن «حرب تحرير» ضد سورية، حتى رحيله إلى المنفى في العام 1990. فبعد أن عقدت دمشق من جديد اتفاقا مع واشنطن تلك السنة، وجد نفسه في عزلة تامة واضطر للرحيل إلى المنفى بفرنسا، ولم يعد إلى لبنان سوى بعد انسحاب القوات السورية. و بعد بضعة أشهر، فاجأ عون الجميع بعقد تحالف مع القوى الموالية لسورية، ومنها حزب الله، مفسرا ذلك بقوله: «الآن وقد رحل الجيش السوري، أدعو إلى علاقات ودية مع جارتنا سورية». وواتاه الحظ برفضه كل مزايدة مناهضة لسورية، لأن القوى السياسية الأخرى - ومنها أقطاب 14 آذار، ما عدا المسيحي اليميني المتطرف جعجع- تعاونت مع دمشق. قام حسابه على الاعتماد على التحالف مع الشيعة، اكبر الطوائف، وعلى شعبيته الخاصة، القوية للغاية في الطائفة المارونية لبلوغ الرئاسة.

إن في هذا الأمر بالأقل ميزة الحؤول دون قيام خط الانقسام في تواجه الطائفتين الرئيستين بلبنان، الشيعة والموارنة، المشكلتين من كتل اكثروية متجانسة، وهذا أمر قد يحفز دينامية تجدد الحرب الأهلية الطائفية. بات الانقسام يخترق الطائفة المارونية ذاتها، بين عون و«القوى اللبنانية» بقيادة جعجع. كما أن الطائفة السنية منقسمة، و إن بتفاوت اكبر. أما الطوائف الأخرى –الشيعية والدرزية- فمنقسمة بنسبة أقل بكثير.

أساء واضعو الإستراتيجية بإسرائيل فهم هكذا دينامية إعادة تشكل.

جلبير الأشقر: قام حساب إسرائيل على دفع الأغلبية الحكومية اللبنانية إلى مواجهة حزب الله، باعتقاد أن عمليات القصف قد تخلق الشروط السياسية المناسبة. والحال أن شراسة العدوان ذاتها، وعمليات القصف، والحصار، واتخاذ البلد برمته رهينة، جاءت بنتيجة عكسية تمثلت في وحدة السكان، وإخراس الأصوات المنتقدة لحزب الله. و تنامت شعبية حزب الله، ليس لدى الشيعة حيث للحزب هيمنة غير مسبوقة وحسب، بل حتى أبعد من ذلك، في مجموع سكان لبنان، رغم أن التوترات الطائفية قد تطفو من جديد.

بدأت المناورات السياسية حاليا بلبنان من أجل تعديل وزاري يتيح مشاركة حركة عون، التي ظلت حتى الآن في المعارضة. ويحرص نصر الله، مبرهنا على ذكاء سياسي، على تفادي مفاقمة التوترات الطائفية، و يلتزم بخطاب وحدة وطنية خافضا المظهر نسبيا رغم هيبة منظمته. و يثمن كثيرا التحالف مع عون.

ألا تكمن أسباب من هذا القبيل وراء تصريحه أواخر شهر آب/اغسطس بأنه لو علم من قبل حجم الرد الإسرائيلي لأحجم عن القيام بعملية 12 تموز؟

جلبير الأشقر: يطابق ذلك التصريح مضمون كلامه منذ تبني مجلس الأمن الدولي القرار 1701. إنه كلام أقل تبجحا بكثير من أقواله عند بدء العمليات الإسرائيلية التي اتسمت بنبرة انتصارية غير لائقة بتاتا بالنظر للعنف الإسرائيلي. لقد لطف نصر الله خطابه، لكن بالإبقاء طبعا على خطوط حمراء. فلن يقبل حزب الله تفكيك جناحه المسلح إلا بشروط: تحرير المنطقة المسماة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، قيام حكومة وجيش قادرين على الدفاع عن السيادة الوطنية (صحيح أن ليست تلك حالة الجيش اللبناني الحالي). إن جوهر موقف حزب الله كالتالي: « طالما لم تحقق تلك الشروط، لن نسلم سلاحنا، لكننا لن نقدم على ما قد تتخذه إسرائيل ذريعة لمواصلة احتلالها للبلد. لذا سنخفي أسلحتنا في منطقة قوات الأمم المتحدة، جنوب نهر الليطاني، لكن لن نسلمها».

ذلك أيضا ما جرى التفاوض بشأنه لحد الآن، من الجانب الأوربي، بخصوص قوات الفينول، إذ ستجري مصادرة الأسلحة الظاهرة، لكن قوات الفينول لن تسعى إلى نزع سلاح حزب الله بفعالية (تفتيش، الخ). إنها تسوية لا تروق لواشنطن، ناهيك عن إسرائيل، اللتين تحاولان تأجيج التوترات وتدفعان إلى تطبيق إجراءات أشد حزما. لكن الأغلبية الحكومية الراهنة بلبنان تحبذ حلا سياسيا. فبالنظر لدرجة انغراس حزب الله وما برهن عليه مؤخرا، سيؤدي كل سعي إلى نزع سلاحه بالقوة إلى إشعال فتيل حرب أهلية مدمرة جديدة تكلف خسائر بشرية مرعبة و دون ضمانة نجاح. إن البلد منهمك في البحث عن تسوية، لكن المسالة كلها تكمن في إمكان بلوغ تسوية دائمة مرضية للطرفين. انه أمر بعيد عن اليقين.



ما تحليلك السياسي للقوة متعددة الجنسيات الجاري إعدادها، وكيف تفسر تردد فرنسا الأولي في الاضطلاع بدور رئيسي في نشر تلك القوة؟

جلبير الأشقر: إن قرار 1701 (آب/أغسطس 2006) نسخة ثانية معدلة، بعد مشروع أول فرنسي أمريكي. قامت واشنطن في بداية الأزمة، خلال أسابيع عديدة، بالوقوف ضد كل محاولة تفاوض حول قرار بمجلس الأمن، بقصد إتاحة وقت لإسرائيل. وفقط لما بات جليا فشل إستراتيجية إسرائيل العسكرية، فكت واشنطن طوقها عن عملية الأمم المتحدة، ساعية مذاك إلى أن تواصل بتدخل دولي ما فشلت فيه إسرائيل، إي نزع سلاح حزب الله. وسار أول مشروع للقرار الفرنسي الأمريكي بعيدا إلى حد ما في ذاك الاتجاه مستندا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستعمال القوة. لكن حزب الله عارضه بحزم. وحذت حكومة لبنان حذوه، فاخفق المشروع الأول. و أوضحت فرنسا من جانبها، بعد ما طُلب منها تشكيل العمود الفقري للقوة الدولية، أنها لن تشارك بأي وجه في قوة دولية بلبنان دون اتفاق سياسي مع مختلف الأطراف (انظر حوار جاك شيراك بلموند، 27 تموز 2006). وكانت حجتها: «لا تطلبوا منا إتيان ما أخفقت فيه إسرائيل!». من المعلوم أن السلطة السياسية تلقت تحذيرا من الجيش الفرنسي الذي قلما يرغب في المحاربة بلبنان. كان الجيش الفرنسي إذن يطالب باتفاق سياسي سابق لانتشاره، تفاديا للخطر.

يستند القرار 1701 إلى البند السادس لا على السابع، والمقصود قوة فصل"لحفظ السلام" لا قوة فرض شروط. بيد انه يحتوي صيغا ملتبسة تتعلق بالأحرى بمهمة محددة وفق البند السابع. تنازلت واشنطن وباريس عن مشروع قوة جديدة، وقبلتا إطار اليونفيل مع توسيع صلاحيتها. يتمثل دور تلك القوة المفترض في مساندة الجيش اللبناني. تؤكد باريس: «سندعم الجيش اللبناني عند الاقتضاء، لكننا لن نقوم مقامه». غير أن واشنطن وإسرائيل تدفعان حلفائهما لمواجهة حزب الله، بينما يظل ميل فرنسا وحكومة لبنان و السعوديين من خلفهم إلى العراك ضعيفا بفعل تهيبهم من الهزيمة.

صحيح أن ليس لحزب الله غير بضعة آلاف مقاتلين مدربين، لكن لديه قدرة تعبئة هائلة ، كما ابان عن فعالية وعزم مهيبين. فقد نجح عشرات من مقاتليه ببنت جبيل في صد الجيش الإسرائيلي، خلال عدة أيام، رغم تفوقه الفائق عددا وعدة. وتعززت شعبية حزب الله حاليا بفعل دوره، بعون إيران، في المساعدة على إعادة إعمار المناطق المدمرة، وهذا ما يبطل إمكان استعمال الدمار الذي حل بالشيعة ضده. إن المساعدة السخية التي أغدق بها حزب الله منحته بالعكس امتنانا شعبيا يعزز هيبته .

كان التدخل الإسرائيلي ضد حزب الله وضد المجتمع اللبناني كله مهيأ منذ أمد طويل، والأمر جلي الآن. ولم يكن خطف الجنديين الإسرائيليين سوى ذريعة. ما تفسير توقيت بدء العمليات من جانب إسرائيل؟

جلبير الأشقر: أعدت إسرائيل في الواقع إستراتيجيتها منذ العام 2004 بتشاور مع واشنطن – هذا أمر معروف جيدا حاليا. كان المقصود توجيه ضربة قوية لحزب الله وفي الآن ذاته خلق شروط استكمال حكومة لبنان للمهمة. وكان إنجاز تلك الخطة يستلزم ذريعة سياسية، كما اعترف مؤخرا قائد أركان الحرب الإسرائيلي. وقد منحت عملية حزب الله في 12 تموز الذريعة متيحة لإسرائيل حجة «الدفاع عن النفس». لم يحدد الإسرائيليون التوقيت ، بل حزب الله من فعل ذلك.
أقر نصر الله الآن بالخطأ. وكان أعلن، في أول خطاب بعد بداية المعارك، أن عملية حزب الله ُمعدة منذ شهور عدة، وهدفها أخذ رهائن لاستبدالهم بالسجناء اللبنانيين المعتقلين بإسرائيل. لكن ما لم يقله هو إن المقصود بالمناسبة ذاتها تأكيد شرعية حزب الله الوطنية. لكن هذا كان في الواقع فعلا أسيء تقديره إلى حد بعيد ( وقد قلت ذلك مع آخرين منذ البداية)، لأنه كان واضحا أن إسرائيل ستتخذ ذلك كذريعة لشن عملية على نطاق واسع. لقد سبق لإسرائيل أن اتخذت أسر الجندي جلعاد شاليت ذريعة لضرب غزة بقوة، فكيف يُعتقد الا تفعل المثل، وحتى أكثر، مع حزب الله؟ إن خطا التقدير جلي.

ما دور حركة حماس السنية في هذا الـ«المحور الشيعي» الذي أصبح يقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العرب؟



جلبير الأشقر: يمثل التحالف مع حماس جزءا رئيسيا من إستراتيجية إيران. طبعا، ليست حماس «ألعوبة» بيد إيران – وكذلك حزب الله. لكن مرجعياتها السنية ميزة كبرى لطهران في مواجهتها للأنظمة العربية حليفة واشنطن. فقد حاولت هذه الأنظمة، السنية كلها، ردع تقدم إيران بإذكاء العامل الطائفي، والتنديد بالشيعة. وترد إيران بالمزايدة الإسلامية. وتشكل حركة حماس بصفتها اكبر قوى السلفية السنية هيبة بفعل وضعها في فلسطين، ورقة رابحة جدا بيد طهران. كما أن الإخوان المسلمين بمصر، الجناح الرئيسي في السلفية السنية الذي تحدرت منه حركة حماس، و القوة الشعبية الكبيرة ببلدهم الخاص، يتبنون أكثر فأكثر مواقف داعمة لإيران. وفي الحرب الأخيرة، باءت محاولة القاهرة والرياض وعمان إلقاء لائمة المغامرة على حزب الله و حركة حماس بفشل ذريع لدى الرأي العام العربي ذي الأغلبية السنية والمتحمس للمنظمتين المتحالفتين مع طهران.

كتبت في مقال حديث أن «المطامع الامبريالية الأميركية سفينة قيد الغرق»، لكنك تقر في الوقت ذاته ( وهذه استعارة أخرى) بأن حيوانا جريحا قد يلحق ضررا بالغا. تمثل الحرب على لبنان مثالا جيدا عن ذلك، لأنها كانت إلى حد بعيد بإيعاز أمريكي. كان بعض المحيطين ببوش تحت إغراء مهاجمة سورية أو دفع إسرائيل لمهاجمتها. أي مدى يمكن أن تصل إدارة بوش في الشرق الأوسط في الوضع الراهن؟ بالنظر إلى صعوبات عديدة تواجهها إدارة بوش في الملف النووي الإيراني، هل لديك انطباع بأن عملية عسكرية واسعة النطاق قيد التحضير بالفعل، بذريعة ثني إيران، من طرف الولايات المتحدة بمفردها اذا اقتضى الحال، عن مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم؟ إجمالا، ما السبل التي تعبر منها العقلانية الإستراتيجية لإدارة بوش؟



جلبير الأشقر: باستعمال المجازين معا نقول إن سفينة المطامع الامبريالية الأمريكية قيد الغرق بالفعل. طبعا هي لم تغرق بعد، لكن الماء يتسرب إليها، بالأقل بالشرق الأوسط (كي لا نبالغ التعميم). لكن تلك المنطقة تشكل المحور الاستراتيجي الأولوي للهجمة الامبريالية لإدارة بوش، وجلي أن مصاعب تعترضها، ففي العراق يوحل الاحتلال ويخفق في التحكم بالوضع. ويواجه البنتاغون أخيرا واقعا كان عليه أن يراه بجلاء منذ البداية، واقع إن التكنولوجيا العسكرية المتقدمة قد تتيح تدمير كل ما يُشاء، لكنها غير كفيلة وحدها بالتحكم بالسكان.

يواجه البنتاغون أزمة موارد بشرية، إذ تعترضه مصاعب جمة في تجنيد الجنود. وخلافا لكل ما قيل، مازالت «عقدة فيتنام» راسخة جدا، لا بل تفاقمت مع الحرب بالعراق. ليست «القوة الفائقة» الأمريكية كلية القدرة. إذ تتمثل نقطة ضعفها الحقيقية في السكان الأمريكيين، فدورهم سيكون حاسما لهزم الإمبراطورية. وما من قوة ستهزمها من خارج، بـ «التطويق» - فذاك أمر لا ُيتصور.

المجاز الثاني،أي صورة الحيوان الجريح، صالح تماما أيضا. فالولايات المتحدة الأمريكية تخسر في ميادين عديدة، إذ ثمة بالعراق وضع متزايد التدهور، وفقد لصدقية الردع التقليدية، وفشل ذريع بلبنان. جلي أن إيران لا تخشى اجتياحا أمريكيا حاليا، إذ فطنت أن الولايات المتحدة الأمريكية لا قدرة لها على ذلك. إن لديها بالطبع قدرة تكنولوجية على تدمير إيران عن آخره، لكن ليس بوسعها احتلال البلد، إذ عجزت عن التحكم بالعراق حيث عدد السكان أقل، وحيث كان يحكم نظام صدام حسين ذي القاعدة الاجتماعية الأضيق من نظيرها لدى النظام الإيراني.

أما ضرب سورية، فأمر تتمناه بعض الأوساط، لاسيما من المحافظين الجدد. لكن نواة إدارة بوش (سواء رامسفيلد أو كوندليسا رايس) وحتى الإسرائيليين لا يريدون ذلك. إنهم يعتبرون، عن حق، أن إطاحة نظام سورية قد تأتي بوضع فيه من الخطورة أكثر من الفائدة. ويقول الإسرائيليون بوضوح إنهم لا يريدون عراقا جديدا على حدودهم، لاسيما على أفضلها هدوءا، أي الخط الفاصل مع سورية. فانعدام بديل موثوق لنظام دمشق، وما أبانت عنه تجربة العراق من تعفن سريع لهكذا مغامرة، لا يغريهم بالإقدام عليها حاليا. إن «الحكمة» الراجحة، و التي يدعمها الأوربيون، تقضي بالأحرى بـ «وجوب السعي إلى فصل سورية عن إيران، باستعمال منطق العصا والجزرة، ولكن بإجراء محادثات.»

وبالمقابل، فيما يخص إيران، أعتقد أن ثمة خطرا قويا، ليس اجتياحا بل ضربات –دون مشاركة الأوربيين، لأني أتصور بصعوبة مساندة أوربا لعملية من هذا القبيل، خشية من عواقبها المحتملة. فذلك يستدعي، في الواقع، قدرا كبير جدا من المغامرة الامبريالية لا وجود له سوى لدى بعض أعضاء وأصدقاء إدارة بوش. إن القسم الأعظم من الطبقة السياسية الأمريكية يرى حاليا بوجه خاص ما تحبل به تلك العملية من أخطار مهولة. قد يكون ثمة ميل إلى تأليب الإسرائيليين لمهاجمة إيران، كما ُحرضوا على مواجهة حزب الله. لكنهم جميعا مجبرون على الحساب حتى ألف قبل الارتماء، هذا لأنهم يدركون ما لإيران من قدرات رد كبيرة. قد يكفي، لاسيما بالعراق، أن يقرر الإيرانيون انتفاضة شيعية عامة ضد الولايات المتحدة الأمريكية لجعل وضعها، الذي بات صعبا، في حال لا تُطاق.

مع ذلك، لا يمكن استبعاد هجوم على إيران استبعادا كليا، إذ يجب استحضار سلوك الحيوان الجريح... ثم ثمة مسألة الانتخابات الأمريكية المقبلة (نونبر 2006). فمن المحتمل أن يفقد الجمهوريون التحكم بالكونغرس، وقد يعتقدون أنهم سيستفيدون من ضرب إيران. هل ستصل إدارة بوش درجة الجنون اللامسؤول وتوجه ضربات عسكرية لإيران؟ أم ستكتفي بفرض عقوبات يعلم الجميع أنها لن تكون فعالة ؟ ذاك ما سيكشفه المستقبل، لكن على كل حال، باتت تلك الإدارة تستحق فعلا لقب أرعن طاقم وصل يوما إلى قيادة السفينة الامبريالية الأمريكية.

تعريب جريدة المناضل-ة



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطامع الإمبريالية الأميركية سفينة قيد الغرق
- الحرب في لبنان
- إسرائيل تتخذ شعبا بكامله رهينة
- العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان
- إخفاق المشروع التنويري في المنطقة العربية وشروط استنهاضه
- همجية - الرسالة المتمدنة
- الانطباعات الأولى حول فوز -حركة حماس- الانتخابي
- إحتلال العراق في سياسة واشنطن الإمبراطورية الراهنة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جلبير الأشقر - لبنان: المطامع الامبريالية في محك الواقع