أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه , يسيطر على اليابسة















المزيد.....

من يسيطر على المياه , يسيطر على اليابسة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يسيطر على المحيطات والبحار والأنهار .. على السواحل والموانئ .. وأبواب ومضائق الخلجان , يسيطر على اليابسة .. على القارّات والبلدان .. وشعوبها وثرواتها .
الوصول إلى المياه , إلى الأنهاروالبحار هو عماد وقوّة وسيطرة الإمبراطوريّات قديما وحديثا , شعار لا يزال ساري المفعول حتى يومنا هذا .
من قواعد بناء الإمبراطوريات الإستعمارية منذ القديم حتى اليوم , من يسيطر على الماء يسيطر على اليابسة , ونهج المستعمرون الجدد هذا النهج , الأمر الذي يدفعنا لتطبيق هذه القواعد الحسيّة وهذه المقولة الأنتربولوجية , السياسية والإقتصادية والعسكرية القديمة والحديثة على الوقائع التاريخية .

أجل .. فمنذ تكوين ونشؤ الإمبراطوريّات الأولى في التاريخ وهي تسعى .. و تركض نحو الماء .. وإلى الماء .

إذا أخذنا الحضارات البشرية الأولى نلاحظ , أنها نشأت على ضفاف الأنهار الكبرى مثلا :
كالنهر الاصفر في الصين , ونهر الغانج في الهند , والنيل في مصر والسودان , ودجلة والفرات في العراق , العاصي , الفرات , الليطاني , الأردن , في سورية ولبنان وفلسطين وووو... .. وغيرها في بقية أنحاء العالم .

فالمياه هي عصب الحياة في الدرجة الأولى , عصب النمو والخصب والإستقرار والزراعة وتأمين الغذاء والتطوّر ,
والأنهار هي شريان البلاد الإقتصادي ( زراعي صناعي تجاري وطرق مواصلات ) هكذا إذا , تكوّنت منها وعليها المدن والدول , وحضارات الشعوب القديمة وما تزال ...
وقد كانت البلاد الغنية بالمياه محطّ أنظار الأقوام والقبائل البعيدة عن مجاري المياه , واستمرّت كثير من البلدان عرضة للهجمات والغزو والحروب للوصول و السيطرة على هذه المنابع .
والبحار كذلك هي الطريق والمدى والفضاء الأرحب والأوسع للإتّصال بالعالم .. بالكون ..
فقد كانت وما زالت هذه الدول محظوظة وذات نعمة لا تقدّر بثمن تلك التي تمتلك سواحل بحرية لما يعطيها هذا الموقع من أهمية استراتيجية وإمتدادا وتأثيرا وتأثرا وقوّة وانفتاحا وتواصلا مع البلدان الأخرى .. محيطها .. والعالم .
وبإلقائنا نظرة شاملة و واسعة , بعيدة وقريبة لكوكب الأرض والبشريّة الموزّعة فوق قاراته في كل الجهات منذ,القدم قبل وبعد التاريخ المكتوب , نرى ونؤكّد بأن أحداث التاريخ تكرّر نفسها ولكن بأشكال مختلفة بالمكان والزمان والناس والرموز , والوجوه , عبر نشؤ الإمربراطوريّات التوسّعية والإستعمارية .. كانتا هناك قوّة كبرى تتحكّم بالبشرية , تهيمن عليها وتنهبها وتنهب ثرواتها , ليبقى الإنسان مضطهدا فقيرا جائعا ومتخلّفا يناضل للحرية والتغيير نحو الأفضل لبناء مجتمع خال من الإستعباد والظلم يؤمن المساواة والعدالة الإجتماعية والسلام للشعوب .
ففي العالم القديم ( اّسيا أفريقيا أوربا ) , نرى بأن الإمبراطورية الاّشورية وقبلها البابلية والأكادية عندما ازدادت قوّتها ونموّها ونشاطها , حاولت التوسّع واحتلال وضمّ البلاد القريبة و البعيدة عنها حتى وصلت إلى الخليج العربي ( دلمون ) البحرين – و( القرين ) الكويت , وحدود مصر وغيرها , وإلى سواحل المتوسّط الفينيقيّة و ( صخرة نهر الكلب في شمال بيروت ) تخبّرنا بأسماء الفاتحين لهذه المدن للوصول إلى البحار المفتوحة وثرواتها .
كذلك المصريين القدماء ( الفراعنة ) حاولوا توسيع رقعة نفوذهم فسيطروا على سواحل البحر الأبيض المتوسّط الفينيقي الكنعاني , وسواحل أفريقيا الشرقية والغربية والبحر الأحمر , أي مياه الأطلسي والهندي ودارت أساطيلهم حول القارة الأفريقية .
وقد كان يلقّب الحاكم أو الملك أو الفرعون حينذاك ( ملك الجهات الأربع ) في وادي الرافدين , و ( ملك الشمال والجنوب ) في وادي النيل .
كذلك امتدّ الفينيقيّون إلى تونس وبنوا " قرطاجة " محطّة لتجارتهم عبر البحار , حتى وصلوا إلى السواحل البريطانية . وكانت
أهداف الدول والممالك حينذاك الوصول إلى طرق المواصلات البحرية والبرية لتوسيع الإمبراطورية وزيادة الثروات والنفوذ والسيطرة على الموارد الإقتصادية للبلاد المحتلّة ونقل المواد الأساسيّة للمعابد والجيوش ( الأخشاب المعادن الحبوب التوابل البخور الجلود العسل .. والرقيق العبيد ) وغير ذلك من المواد التي تحتاجها الدول القديمة ذات الرقعة الممتدّة خارج حدودها الطبيعية . ومنذ ذلك الزمن الغابر بدأت صناعة السفن والبواخر الصغيرة والكبيرة العابرة للمحيطات تتوسّع وتكثر وتكبر لتؤلّف الأساطيل البحرية الأولى إستعدادا للحروب والصراعات المستقبلية القادمة , و تضع بصماتها على كوكبنا ومياهه لتتكالب فيما بينها حول امتلاك العالم القديم والجديد اليوم ؟
ثمّ سار في نفس الخطّ والنهج التوسّعي البحري فيما بعد , الإغريق – اليونان – الرومان – الفرس , للسيطرة على الداخل العراقي والخليج العربي وبلاد الشام والجزيرة العربية وسواحلها والشمال الأفريقي والبحر المتوسّط كلّه .
وفي كل الحالات كانت الدولة الأقوى والأغنى تغزو الأضعف والأصغر والأفقر وذلك للسيطرة على الداخل وموارد الشعوب والهيمنة على طرق المواصلات البحرية ثم البريّة .
إذا انتقلنا إلى حقبة تاريخية جديدة , الإمبراطورية الفارسية - وصولا إلى اليونان - نراها تغزو وتحتل البحار والخلجان وصولا حتى اليمن وشواطئ المتوسّط و اّسيا الوسطى تركيا اليوم - بما فيها الداخل العراقي وبلاد الشام .
أما الأغريق – اليونان - فسيطرت إمبراطوريتهم على حوض البحر الأبيض المتوسّط وبحر الأحمر والخليج العربي واحتلّت كل الشرق وقد وصلت فتوحاتهم إلى إيران وأفغانستان والهند أيام ( الأسكندر الكبير المقدوني ) وحصاره لقلعة صور الفينيقية الأبية مشهورة في مقولة " روح بلّط البحر " , وقد ردم البحرفعلا حتى يحتلّها بعد عام وأكثر من الحصار . .؟
الإمبراطورية الرومانية وقد ورثت تركة الإمبراطورية اليونانية وزادت من رقعتها البحرية والبرية , فقد احتلّت دول المنطقة المحيطة بالبحر المتوسّط الأوربية والأفريقية والاّسيوية .
الإمبراطورية العربية الإسلامية , كذلك توسّعت وفتحت الكثير من البلدان خارج الجزيرة العربية حتى امتدّت إلى أسبانيا غربا والهند والصين شرقا وسيطرت على البحر المتوسّط والأحمر والخليج العربي وبعض سواحل المحيط الهندي .
وقد كان في تلك الأيام يعطى إسم البحر الأبيض المتوسّط لكل من يسيطر عليه في فترة صعود هذه الأمبراطورية أو تلك مثال : سميّ ( بحيرة يونانية ) . بحيرة رومانية . بحيرة عربية , وهكذا دواليك .. حتى يومنا هذا ...
أما الإمبراطورية العثمانية التي احتلّت الدول العربية جميعها من المغرب إلى العراق وقد وصلت فتوحاتها إلى دول أوربا الشرقية بلغاريا ويوغسلافيا , ولم يوقّف إحتلالها وامتدادها سوى أسوار النمسا الحصينة – في فيينّا ؟

هنا لا بد لنا من الملاحظة الهامة .. حيث نشأ التناقض بين الإمبراطوريّات الأولى التي نشأت فوق الثروات الطبيعية , وحول منابع المياه وشواطئ البحار , و بين شعوب المناطق الداخلية في البوادي والسهوب والصحارى والجبال الفقيرة المحرومة من الثروات والتطوّر كما حدث في التاريخ ك التناقض بين سكّان الجزيرة العربية الرحّل وما بين النهرين ( العراق ) وبلاد الشام ... ومصر .
وأضحى صراع القبائل المتنقّلة في البلاد التي يهيمن عليها الجدب والفقر والبعد عن مراكز الحضارات الأولى , والمياه , مع الإمبراطوريات والدول الغنية الخصبة , أصبحت مسألة صراع طبقي لانتزاع حقّ الحياة بالقوّة ك : ( الحورييّن , الكاشييّن , الفرس الفرثييّن الحثييّن الهكسوس المغول التتر العثمانييّن ) وهجرات الشعوب الهندو – اّريّة نحو أوربا -
فلا بد لنا هنا أيضا .. من التمييّز بين الفوارق الحضارية للإمبراطوريّات التي شكلتّها الأقوام الغير مستقرّة الرعوية , الزاحفة من البوادي الفقيرة المتخلّفة , وحضارة الغزوات والفتوحات التي قامت بها الإمبراطوريّات الأكثر تحضّرا , النابعة من حضارة المدن الزراعية والتجارية وغيرها . وهنا تبرز الفوارق بين حضارة المدن وحضارة البوادي عبر التاريخ الضرورية لدارسي المجتمعات البشرية , وتحرّكاتها وصراعاتها ,
وهذا ما انتبه إليه العلاّمة العربي إبن خلدون الذي بيّن عقلية ونمطية التفكير والممارسة الحياتية والعلاقات الإجتماعية المختلفة بين سكّان البوادي والمدن في بحثه حول ( العمران البشري ) . –
وسننتقل إلى مرحلة الإستعمار الحديث بعد القرن الخامس عشر واكتشاف العالم الجديد والسباق الإستعماري الأوربي والغربي عموماّ للسيطرة على ثروات العالم واستعباد شعوبها في الحلقات القادمة
لاهاي – 12 / 10



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطّات - لينتصر عصر الكلمة
- لكلّ عصر هتلره .. ؟
- على ضفاف الليل ..
- رأي . من هو المنتصر في لبنان ؟
- عفاك الله يا ميّ شدياق .. الكلمة القائمة من الموت هي الأقوى
- بماذا نحارب الطغيان ..؟
- رسائل للوطن .. لا أخاف الكبر ..!؟
- مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ
- لصيدنايا الصباح .. وتنمو زهرات الطحالب
- سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات
- الرؤية اللينينيّة المبكّرة حول قضيّة عبوديّة المرأة في الإقت ...
- التضامن مع إخوتنا الصابئة - المندائيّين - , واجب إنساني ووطن ...
- شهراّ .. ولبنان يرزح تحت ضربات الوحش الأمريكي الصهيوني . إرف ...
- - قانا .. جوكندة لبنان - - قانا الأولى والثانية أبشع جرائم إ ...
- صيف لبنان الدامي .. ؟ - نيّال الذي له مرقد عنز في جبل لبنان ...
- ستبقى حبيبي يا تراب الجنوب
- مزهرية
- هل قارة العرب بيداء جوفاء .. وأمبراطوريّة العقل مصادرة ؟
- المدلّلة ... ؟
- الصراع بين ثقافة الحياة والموت


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - من يسيطر على المياه , يسيطر على اليابسة