أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان














المزيد.....

أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1702 - 2006 / 10 / 13 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


لاشيء يقتلني أكثر من هذا التردي الثقافي الذي أصاب بلادنا , انني متأكد أن ( الأمم الأخلاق ما بقيت ) وأيضاً أثق أن الطغاة يدمرون كل شيء , وأعرف أيضاً أن ليس السلاح وحده بيدي الجبان هو الذي يجرح , بل أيضاً المال عند المرتزقة والهمج يزيف كل شيء, خاصة إذا كان هذا المال استحوذ ته المجموعة التي تتصور أن البلاد والعباد أجراء لديها, ويتحول الناس إلى خدام أو خدامين ويصبح الضمير مباع بثمن محدود أو معدود , وعند ذاك لايهم لأن المؤسسات الثقافية أو الفنية تصبح قابضة على كل شيء ,حيث مسموح بكل ما يخدم المال ورأس المال – وأسياد رأس المال , فيكثر التطبيل والتزمير , ولا مانع أن يموت الأدباء والكتاب جوعاً , ولا مانع أيضا أن ُتقتل المواهب في مهدها, أو تُسخّر لصالح المهزلة التي تنتج الرقعاء من مفلسي الزمان , اللذين لا يملكون لا صوتاً ولا صورة , ولا يهم إن مات الفن لأن كل شيء مسموح به, طالما لم يعد ثمة عرف أو قانون يحكم الذي يجري , إنني أعرف أن ثمة كتاب ينتحرون ببطئ , يموتون يوماً بعد يوم على ملأ ومسمع الجميع , كتاب مبدعون لا يملكون ثمن رغيف الخبز , ولا يجدون عملاً في بلادهم , كتاب ينتظرون الموت الرحيم, ذنبهم الوحيد هو أن مؤسسات بلادهم لم تدجنهم , وأنهم لا يبيعون أقلامهم أو ضمائرهم ولا بملاين الكون , لذا قبلوا الفقر وينتظرون القبر , بينما اللذين ليس لديهم شيء يخجلون منه , من مُدَّعي الأدب, أو الثقافة, أو الفن , يصبحون عليّة القوم , فهناك وصفة تقول: تَعلّم أن تكون قاصاً أو شاعراً في اسبوع , ولا خجل في ذلك ,لأن الحياء طار خاصة عندما يكون القائمين على المؤسسات الثقافية أو الفنية ليس لهم علاقة في هذه المسألة , طالما القيمة الأدبية ليست هي المعيار لكتابة قصة أو قصيدة شعرية , فما المانع من أن يصبح كل من هب ودب كاتباً أو أديباً , بينما الكتاب والأدباء يسجنون أنفسهم في بيوتهم أو مسجونون في بلادهم , خجلاً من هذه المهزلة , بل هذه المأساة التي دمرت وتدمر أهم ميزة يفتخر بها الكاتب , وكذلك تفتخر بها الأوطان ألا وهي / الكائن المبدع / هذا الذي تتفاخر به الشعوب عبر التاريخ , فالأعمال العظيمة / كالإلياذة / والإنياذة / ومسرح شكسبير وأشعار الخالد المتنبي / وامرؤ القيس – على سبيل المثال0 لولاها لما عرفنا عصوراً بأكملها وحضارات بأنماطها – إن الأدب والفن العظيم يخلد ناسه , بينما الأدب والفن الرخيص يرخص ناسه ومجتمعاته , فكيف إذا كان ذلك الشيء المنحط تقوم به مؤسسات كاملة , ويرصد له رأسمال يستطيع أن ينقذ حياة آلاف الكتاب ,ويجعلهم يعيشون حياة تليق بالبشر ليتفرغوا لعالمهم العظيم عالم الكتابة الإبداعية , ويُخرِّج إلى النور كتابات وإبداعات ربما يموت أصحابها ولا يرونها ترى النور 0
أليس هذا خير من الوقوف على عتاب أبواب المؤسسات, والإتحادات التي خلقت لتذل الكاتب , وهي أصلاً لا يهمها هذا الكاتب حتى لو كان فريد زمانه , طالما لا يقدم فروض الطاعة لأصحاب الشأن , لأن الكثير غيره يقفون على الدور من المرتزقة ومدعي الكتابة , وبما أن المقياس في ذلك يكون للأكثر نفاقاً وجهلاً , حيث سيتم وضعه مع زملائه في الربق الغنمي 0
أثارني مقال الأديبة الروائية – أحلام مستغانمي – والذي بعنوان ( بلاد المطربين أوطاني ) حيث تقول : (( منذ أربع سنوات خرج الأسير المصري – محمود السواركة – من المعتقلات الإسرائيلية , التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة , حتى استحق لقب أقدم أسير مصري , ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من " الجماهير " التي ناضل من أجلها , ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربع في جريدة , بينما اضطر مسؤولوا الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم " ستار أكاديمي " محمد عطية , بعد وقوع جرحى جراء تدافع مئات الشبان والشابات اللذين ظلوا يترددون على المطار مع كل وعد لوصول طائرة بيروت 0 في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال وغدت تُنسب إلى الصبيان , وكذلك تقول الكاتبة : ( قرأنا أن محمد خلاوي الطالب السابق في " ستار أكاديمي " ظل لأسابيع لا يمشي إلا محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً 00 ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب " الزعيم " الذي أطلقه زملاؤه عليه – حيث تقول الكاتبة أيضاً , تعرفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة( جميلة بوحيرد) في رحلة بين الجزائر وفرنسا , وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية , محملة بما تحمله أم من مؤنة غذائية لابنها الوحيد , وشعرت بالخجل , لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأولى , بينما يفاخر فرخ وُلِدَ لتوه على بلاتوهات – ستار أكاديمي- بأنه لاينتقّل إلا بطائرة حكومية , وُضعت تحت تصرفه , لأنه رفع اسم بلاده عالياً , ولا حول ولا قوة إلا بالله ) فلا تغضبي أيتها الكاتبة المبدعة أحلام مستغانمي لأن هذا الزمن هو زمن (( دي 00 دي 00 واه )) وتظل الآه شوكة في حلوق الشرفاء في هكذا أوطان – هذه الأوطان التي ليس فقط لا تقدر الفنانين والمبدعين اللذين لايطأطئون رؤوسهم لهؤلاء الناس الخبل فقط , بل تعيش الأوطان في ضمائرهم عزيزة مكرمة , وشريفة نقية , مثلما الجزائر الآبية التي أرضعتها العظيمة " جميلة بوحيرد " أثداء ها الطاهرة , وخبأتها في قلبها الطيب الذي لا يتسع إلا لمليون جزائري صادق وأخلاقي لا يبيع ضميره بملايين العالم ويخبئ كل طاهرة مثل جميلة في قلبه الطيب , كما يخبئ الأوطان في دمه 0





#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى المستقبل
- حمزة رستناوي , وطريق بلا أقدام
- ناجي العلي – ثمة سؤال
- مظفر النواب, النورس الحالم
- فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق
- الأبتر
- رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز
- الديمقراطية والأديان عبر التاريخ
- أجنحة وفاء المتكسرة
- الحادي عشر من ايلول إنه ليوم عظيم
- كتب الغربة أقاصيصاً , ويكتب الآن قصة الوطن
- إذا كانت الأديان لله لماذا لا يوحدونها على الأرض ؟
- قدمان مائيتان
- نجيب محفوظ والفراعنة
- مأساة امرأة
- طير أوجعه ليل ُ الصيادين
- الحوار المتمدن وأصحابه الأخيار
- القصة الرقية
- كاسترو وأخوه 0 خالد بكداش وزوجته وبنوه
- فاتحة العذاب


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان