الاول من ايار
دعم ومعاً يحتفلان بشق الطريق العمالي
بين اعلام حزب دعم الحمراء واعلام جمعية معاً النقابية البيضاء تحول مسرح المركز الجماهيري هدار في حيفا في 3 ايار الى مركز عمالي، احتشد فيه مئات العمال من اعضاء جمعية معاً مع اعضاء واصدقاء حزب دعم للاحتفال بيوم العمال العالمي تحت الشعارات "معاً لنرفع مكانة العامل" و"ليسقط الاستعمار الامريكي للعراق".
عندما توافدت مجموعات عمال البناء الى القاعة، كان في استقبالهم معرض من 45 صورة لكل فرق العمال ال600، الذين عادوا للعمل المنظم في البناء باطار مشروع الجمعية. كما زينت المنصة لوحات فنية لعمال يعملون في الورشات، رسمها الفنانان داني بن سمحون ورأفت حطاب.
البرنامج الفني ايضا كان مؤسسا على طاقات العمال انفسهم، تأكيدا على ان حياة العمال لا يجب ان تكون "من الورشة للفرشة"، واعطائهم المنبر للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم الفنية التي تستحق كل التشجيع. ولاقت عروض العمال على المنصة تشجيعا حارا من جمهور العمال، الامر الذي خلق جوا من التضامن والحماس في المهرجان الذي اعتبر انطلاقة هامة من اجل بناء تقليد ثقافي عمالي مميز.
عريفة المهرجان اسماء اغبارية، عضو المكتب التنفيذي لحزب دعم، حيّت العمال في هذه المناسبة التاريخية، وقالت: "تحت الراية الحمراء، راية الاول من ايار، تقدم ملايين العمال في العالم جيشا واحدا، رافعين شعار الحركة العمالية الشهير، ‘يا عمال العالم اتحدوا‘، ضد كل اشكال الاستغلال والعنصرية والحروب. كنا قبل سنة في احتفال الاول من ايار 60 عاملا، واصبحنا اليوم 600 عامل، وبهذه الوتيرة سنصل السنة القادمة الى 6000 عامل حتى نصبح قوة اجتماعية مؤثرة".
في كلمته الترحيبية قال الامين العام لحزب دعم، يعقوب بن افرات: "نشهد هذه الايام مشاهد عنيفة ومؤلمة في كل مكان، من الضفة الغربية وغزة الى العراق. لقد تتبعنا اقوال وزير الاعلام العراقي قبل سقوط بغداد، حين سمى الامريكان بكل الالقاب مثل "العلوج" و"الاوغاد الدوليين" و"الخائبين"، لكنه لم يفسر لشعبه ما نفسره نحن في حزب دعم، وهو ان الامريكان هم رأسماليون، يقفون في رأس النظام الرأسمالي الاستعماري الذي يهدف لاستعباد الانسانية كلها من اجل الارباح. اذا اردنا السلام والحرية لا بد من تغيير النظام الرأسمالي، وتشكيل نظام اشتراكي تبنيه الحركة العمالية العالمية وتطوع فيه ثروات المجتمع من اجل حاجات الانسان وليس من اجل الارباح".
اساف اديب، المنسق القطري لجمعية معاً وعضو المكتب التنفيذي لحزب دعم، ذكر المحطات التي مرت بها الجمعية منذ بداية مشروع اعادة العمال الى اماكن العمل، والتطورات الاخيرة للمشروع، وقال: "ان الجمعية النقابية هي اساس وجود وكرامة العامل. ان الانتماء الى الجمعية ليس فقط ضمانة لاجر رسمي وحقوق بموجب القانون، بل انتماء الى حركة كبيرة جدا في العالم، حركة العمال التي لها دور تاريخي في اخراج المجتمع البشري من كابوس الحروب والفوضى الرأسمالية".
كلمة العمال رفعها للمهرجان نسيم عثامنة رئيس فرقة من كفر قرع، الذي وقف امام رفاقه العمال مذكرا بان يوم العمال العالمي هو اليوم الذي ضحى فيه العمال بدمائهم على مدى سنين طويلة، كي يحصلوا على حقوقهم، واكد: "ان العمال بحاجة لجمعية معاً لتحصيل حقوقهم النقابية، ولكنهم بحاجة ايضا الى حزب عمالي مثل حزب دعم، ليدافع عن كامل حقوقهم الاجتماعية".
ثقافة عمالية
تخللت الكلمات مقاطع موسيقية وفنية من انتاج العمال، فمن الزجل الشعبي للاغاني لفقرة التقليد والمواويل والمسرح. وقد ساهم في الاشراف على البرنامج الفني والمراجعات الممثل هشام سليمان وذلك تطوعا.
افتتحت العروض بوصلة موسيقية قدمها حسين خطيب (ايقاع) رئيس فرقة من كفر مندا، ورافقه على العود العامل عبد الرؤوف خطيب وعلى الاورغ احمد خطيب، وانضم اليهم العامل عوض طنوس من المغار ليقدم باقة من الاغاني الشعبية التي اطربت الحضور.
وقد سر بدعوتنا طاقم مسرحي اسرائيلي حضر خصيصا من تل ابيب تطوعا ليقدم لاول مرة امام جمهور عمالي عربي مشهدا باللغة العبرية عنوانه "نزهة في ساحة القتال"، والذي لاقى استقبالا حارا من العمال، وذلك لمستوى الاداء العالي ولكن تحديدا للمضمون الجريء المعارض للحروب. شارك في المسرحية الممثلون دفير بنديك، يشاي جولان، افرات ارنون ومعيان بلوم، وتمت بحضور المخرجة نتالي شيلمان. (راجع ص 31)
عامل البناء والزجال وائل محاجنة من ام الفحم رافقه الزجال فارس امارة من قرية زلفة، قدما زجلا شعبيا كتبا كلماته خصيصا لهذا الحفل، فكانت توثيقا للمتاعب التي يواجهها العمال واهمية العمل المنظم.
مسرحية "مين احنا" شارك فيها شباب عمال من مدينة الناصرة، عرضت مشاكل العمال وهم في بداية الطريق وتعرضهم لنصب المقاولين واستغلالهم، مما جذب اهتمام الجمهور العمالي. الممثلون الذي تراوحت اعمارهم بين 17- 23 عاما ادوا ادوراهم بطريقة محترفة، وكان ذلك ثمرة دورة المسرح التي نظمها مركز معاً في الناصرة بارشاد هشام سليمان، واستمرت خمسة اشهر من اللقاءات الاسبوعية والتمارين المتواصلة.
العامل هاني غاوي من كفر قرع، قدم عرضا مميز يقلد فيه شخصيات من مسؤولي الجمعية ورئيس المجموعة مما اثار موجات من الضحك.
تكريم العمال المتفوقين
وكانت ذروة المهرجان فقرة تكريم 17 عاملا متفوقا تم اختيارهم من قبل الفرق العمالية المختلفة بعد نقاش تم في كل فرقة حول مواصفات العامل المتفوق، ليس فقط الالتزام والجدية في العمل، بل ايضا روح العطاء والتضامن وخلق جو رفاقي مع العمال ورئيس الفرقة في الورشة والالتزام تجاه الجمعية. ومن هؤلاء العمال اختارت الجمعية اربعة عمال متفوقين وقدمت لهم وسام تقدير، وهم: احمد حسن جبارين من ام الفحم، جلال طه من دير حنا، ناجي جعابيص من القدس الشرقية، عبد ابو صلاح من الناصرة.
في فقرة الفرقة المتفوقة تم اختيار فرقة منير قعوار من كفر قرع التي تضم 17 عاملا من مختلف الاجيال، يعملون في موقع طبعون بشركة سوليل بونيه. وتتميز فرقة قعوار باخلاصها في العمل والتضامن بين اعضائها والالتزام تجاه الجمعية اذ حضر رئيسها كافة اجتماعات رؤساء الفرق في مقر الجمعية.
اختتم المهرجان بنشيد الاممية شارك فيه اعضاء الفرقة المتفوقة واعضاء المكتب التنفيذي لحزب دعم وطاقم معاً على المنصة، والجمهور العمالي الذي خرج من هذا المهرجان اقوى واكثر تلاحما، بعد ان اعطى دفعة معنوية كبيرة لجمعيته لتواصل تقدمها باتجاه تنظيم آلاف عمال البناء العرب.
حسين خطيب:
"من العمال والى العمال"
يقول للصبّار حسين خطيب، رئيس مجموعة من 17 عاملا من كفر مندا وكوكب وحيفا منذ 11 كانون اول (يناير)، وضابط الايقاع الذي شارك في احياء البرنامج الفني في المهرجان:
"شاركت في العديد من الاحتفالات في الماضي، لكن لهذا الاحتفال كان طابع خاص لان جميع العروض الفنية كانت من العمال واليهم. وقد قمنا بالاستعداد للعروض في مراجعات عديدة بمقر الجمعية. وكلي امل ان يأتي اول ايار القادم بقدرات عمالية جديدة واعدة".
جلال طه:
"شيء لا يوصف بالكلمات"
جلال طه، الذي اختارته جمعية معاً كاحد العمال المتفوقين الاربعة قطريا، شارك ايضا في احتفال الاول من ايار العام الماضي. يقول طه: "قيام الجمعية بمسابقة العامل المتفوق وتكريمه في الاول من ايار هو شيء كبير لا يوصف بالكلمات. فهو عبارة عن تقدير للعامل واعطائه اهمية لم يحظ بها ابدا، وهي خطوة مباركة باتجاه رفع مكانة العمال وتقويتهم. ان مرور عام على العمل من خلال الجمعية ابطل كل التساؤلات والشكوك التي راودت العمال في بداية المشروع، مما صبغ المهرجان بروح من الجدية والتضامن والالتفاف حول الجمعية".
منير قعوار:
"فخر كبير لنا"
منير قعوار، رئيس الفرقة المتفوقة: "فخر كبير لنا ان نحظى بثقة الجمعية لنكون الفرقة الممتازة. لاول مرة في حياتي اشارك في احتفال يوم العمال، مع العلم بانني في ميدان العمل 43 عاما متواصلا، وعملت على مدى 20 عاما في قسم البناء التابع للكيبوتسات كمدير عمل، وكان يوم العمال يعتبر عطلة رسمية يخرج فيها العمال الى رحلة ترفيهية. ان تخليد ذكرى الاول من ايار في مهرجان من هذا النوع يعطي للعمال اهمية وقوة".
العمال المتفوقون
كرمت الجمعية العمال المتفوقين الذين اختارتهم الفرق المختلفة، وهم: عصام بطرس (المغار) من مجموعة عفيف بطرس، يعمل بموقع عين همفراتس؛ جلال طه (دير حنا) من مجموعة قاهر طه؛ رامز جبالي (الناصرة) من مجموعة سامر عثمان؛ ناهد خطيب (مجد الكروم) من مجموعة محمد حمود؛ سليم خطيب (الناصرة) من مجموعة سعيد ابو احمد، جميعهم يعملون بمصنع ترومي؛ ابراهيم عثاملة (الرينة) من مجموعة ماجد ابو سالم وعلي حمزة (كوكب) من مجموعة حسين خطيب، ويعملان بموقع ايلبيت.
محمد خالد ابو صالح (سخنين) من مجموعة محمد ابو صالح، يعمل بموقع تسيم بحيفا. محمد عيساوي (كفر مندا) من مجموعة مالك مراد؛ كمال بدارنة (سخنين) من مجموعة شكيب ابو يونس؛ محمد حماد (طمرة) من مجموعة عبد السلام خطيب؛ اشرف زريقي (كفر كنا) من مجموعة محمود حماد؛ اشرف ابداح (كابول) من مجموعة جمال بدران؛ عبد ابو صلاح (الناصرة) من مجموعة ابراهيم زعرورة؛ جميعهم من موقع طبعون.
احمد رفيق اغبارية (مصمص) من مجموعة محمد نصر اغبارية، يعمل بموقع بيسر رمات جان؛ ناجي جعابيص (القدس الشرقية) من مجموعة عبد القادر مصطفى يعمل بالقدس. احمد حسن جبارين (ام الفحم) من مجموعة محمد جبارين، يعمل بموقع بيسر رمات جان.
عن مسرحية "مين احنا"
العمل المسرحي الذي اداه العمال الشباب كان ثمرة عمل متواصل لخمسة اشهر من لقاءات اسبوعية، كان الهدف منه توفير اطر ثقافية مختلفة للعمال تمكنهم من التعبير عن مواهبهم وهمومهم من خلال الاساليب الفنية والمسرحية.
"اعتمد العمل المسرحي على التجارب الشخصية التي مر بها العمال"، يقول المخرج هشام سليمان مدرب الورشة للصبار، ويضيف: "من خلال تجارب وقصص العمال الشخصية تمكنا من صياغة النص المسرحي". وقال محمود مرة الذي يعمل بفرقة سعيد ابو احمد من الناصرة، والذي شارك بالمسرحية: "اعضاء فرقتي في العمل جميعهم قالوا لي انهم تضامنوا مع المسرحية لانهم مروا بهذه التجربة في بداية عملهم".
سلام مرة من الناصرة الذي مثل في المسرحية، قال: "ان اللقاءات مع الشباب في الجمعية والنقاش حول موضوع العمل كان مثيرا للتفكير وشيق مما جذبني الى مواصلة الحضور". ويضيف: "انا من بين العمال الذين تعرضوا للنصب عدة مرات من قبل مقاولين، لذلك فانا انتظر دخولي للعمل المنظم من خلال الجمعية بفارغ الصبر".
الصبار
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
