أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مصطفى علوش - سوريا واللعب بورقة القاعدة في لبنان















المزيد.....

سوريا واللعب بورقة القاعدة في لبنان


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان قام وزير الخارجية السورية برحلة إلى قطر باعتبارها العضو العربي في مجلس الأمن محذرا من استقدام قوات دولية إلى لبنان وأنه في حال انتشار قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية فإن سوريا ستعمد إلى إغلاق الحدود بين البلدين وقال "قوة احتلال" تفتح الباب أمام تسلل عناصر من القاعدة إلى لبنان"، متسائلا: "هل نريد أن نجعل من لبنان عراقاً آخر .
لقد نجحت سوريا باللعب بورقة القاعدة جيدا في وجه كل خصومها بعد نجاح مخابراتها في اختراق الحركات الجهادية في لبنان وسوريا ، من خلال رصدها من جانب وغض الطرف من جانب آخر على عمليات تهريب المجاهدين الى العراق من البوابة السورية.ولسوريا أجندة خاصة في ذلك فهي تعلم جيدا أن القاعدة في تزايد وأن حرب العراق قد قوّت من التنظيم الجهادي بشكل عام وأن سوريا ولبنان والأردن ساحة مهمة للقاعدة لذلك لجأت الى إختراق القاعدة عبر محورين:

المحور الأول : الملفات الإستخباراتية السابقة لها في لبنان علما أن القاصي والداني يعلم كيف أن السوريين خلال وجودهم في لبنان كانوا يفرضون على المشايخ السنة السلوك السياسي المطلوب.بل إن الآلية التي كان النظام السوري يدير فيها لبنان من خلال تشكيل لوبي سوري داخل جهاز المخابرات اللبنانية أو ما يعرف بفرع المعلومات والاستقصاء ساعد على نمو وتغلغل الفكر الجهادي في كل من طرابلس والبقاع وعكار علما أن السياسة السورية الخفية كانت قائمة على التحريض والتحريض المضاد بين الفئات والطوائف اللبنانية ثم تعمد إلى توفير الحماية لكل المتخاصمين حماية لهم من بعضهم البعض ودون علم لأحد منهم في ذلك حتى يحسب كل الفرقاء من جميع الطوائف والأطياف أن الوجود السوري في لبنان هو لخدمته وخدمة أجندته السياسية ولا أدل على هذا الكلام من فتنة أحداث الضنية فالشباب الذين كانوا يخيمون في جبال المكمل في الضنية كانوا يقدمون تقارير أولا بأول عن كل تحركاتهم ولكن السياسة السورية في لبنان كانت تهيئهم ككبش محرقة لكسب المسيحيين الذين بدأت تزداد معارضتهم للوجود السوري في لبنان على اعتبار أن في طرابلس والضنية جماعات أصولية تريد أن تنقض على المسيحيين في لبنان وان هذه الجماعات ترغب في تأسيس دولة إسلامية على الأراضي اللبنانية.ولا أضمن للمسيحيين من الوجود السوري لتوفير الحماية لهم.

المحور الثاني : من خلال تجنيد مهربين تابعين لجهاز المخابرات السورية يقومون على بتسهيل الطرق للمجاهدين من البلدان العربية الى العراق عبر سوريا لكسب ثقة المجاهدين والحصول منهم عل معلومات
حول الخريطة الجهادية في العراق

بعد نجاح المقاومة العراقية في تجميد المشروع الأمريكي في المنطقة والذي كان من فصوله تغيير النظام السوري ظلت سوريا تحاول مسايرة الولايات المتحدة من جانب وتهديدها من جانب وبطريقة غبر مباشرة من خلال اللعب بورقة "القاعدة" حيث أن وزير الإتصالات السورية عمرو سالم قال قبل حرب تموز على لبنان كما نقلت عنه شبكة سكاي نيوز البريطانية إن بلاده مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة في تحديد مواقع تنظيم القاعدة في لبنان ، وذلك بهدف أن تكون وسيطا مع إيران و تؤدي دورا مهما في العراق وأضاف : نعلم أين هي (مواقع القاعدة) ونستطيع إبلاغكم بذلك.

لقد أرادت سوريا إقناع الإتحاد الأوروبي والعالم أجمع أن ما يجري في لبنان هو جزء من التوتر والعنف في المنطقة بسبب توقف العملية السلمية وأنه ينبغي أن تعالج المسألة من جذورها بالعودة إلى البحث عن تسوية شاملة وعادلة على أساس القرارين 242 و338 ومبدأ الأرض في مقابل السلام .في حين أن أوساط في لبنان تتهم سوريا بقلب مقولة ريمون اده الذي كان يردد أن "سوريا تنازلت عن الجولان في مقابل وضع يدها على لبنان". ولعلها الآن تطلب من الدول الكبرى استعادة الجولان حتى تكف شرها عن لبنان وأن الحديث والتلويح عن تسلل عناصر من القاعدة إلى لبنان والمنطقة هو تهويل سوري لستر لعبتها على الأراضي اللبنانية في حين أن وكالات الأنباء أثناء الحرب اللبنانية الأخيرة قد نقلت عن مسئول ألماني أن نجل بن لادن المحتجز في إيران قد تم نقله إلى الحدود اللبنانية السورية لتطبيق أجندة سورية إيرانية عبر صفقة تمت بين القاعدة وإيران بعد أن استقبلت الاستخبارات الإيرانية قادة القاعدة، خاصة من العرب الهاربين من أفغانستان سواء بترتيب مسبق أو لجوءاً مضطراً، أسكنتهم مع عائلاتهم في مناطق شمالي طهران وتحديداً في منتجع جمران حيث احد أحصن المقرات للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وأتاحت لبعضهم التواصل مع قادة آخرين منهم ما زالوا في أفغانستان، ولا تمر أمورهم دائماً بحسن التعامل مع الاستخبارات الإيرانية، حيث يتم التعامل معهم وفقاً لروزنامة إيرانية محددة مقياسها الرسائل التي توجهها طهران لواشنطن بين الحين والآخر، فإن أرادت إيران توجيه رسائل ايجابية لأميركا كشفت عن اعتقال بعض من قادة القاعدة أو مطاردتهم أو طردهم وان أرادت توجيه رسائل سلبية لها، أطلقت العنان للقاعدة وسربت عن تسلمها أسلحة بواسطة الحرس الثوري الإيراني
ويتهم المعارضون سوريا أنها تقوم باحتضان الجماعات الإسلامية المسلحة على أراضيها وأن الآلاف من قوات الحرس الثوري الإيراني يقومون على تدريب هذه الجماعات داخل سوريا للقيام بعمليات نوعية داخل لبنان وعلى حدود فلسطين بالإضافة إلى ذلك تقوم بتدريب عناصر إرهابية في سوريا وإرسالها إلى الخليج للضغط على الحكومات الخليجية وذلك تحت عنوان التكامل والتنسيق الأمني بين إيران وسوريا التي عبّرت عنه زيارات الرئيس أحمدي نجاد خريج معسكرات الحرس الثوري إلى دمشق ولقاءاته مع رئيس النظام في سوريا بشار الأسد ، وسوريا ليست ببعيدة عن لعب دور الضحية والسجان سيما أن وجودها في لبنان منذ العام 1974 كان ضمن الصفقة الشهيرة التي عقدها الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الوزير الأميركي – الصهيوني هنري كيسنجر على قاعدة الاعتراف الأميركي بدور النظام السوري الإقليمي في لبنان وفلسطين مقابل الخدمات التي يؤديها لأميركا..

ويذهب آخرون أن سوريا استعادت قوات إسلامية من العراق نفسه وهيأتها للانتقال إلى لبنان وفلسطين، تحت عناوين مختلفة سواء باسم القاعدة أو جند الشام أو نصرة بلاد الشام أو غيرها من المسميات وأول قواعد هذه القوات هي على الحدود المشتركة للبنان مع سوريا في البقاع والشمال، خاصة من أبناء هذه المناطق في قرى البقاع الغربي وعكار حيث العصبية السنية متصاعدة لظروف مختلفة تمتد من العراق إلى لبنان وفلسطين وسوريا نفسها. وأن ما حصل من الهجوم على السفارة الأمريكية في دمشق أمس على أيدي متشددين فهؤلاء المتشددون المفترضون إما أنهم ساروا في مناخ الخطاب السياسي السوري، وإما أنهم رُتّبو بطريقة مخابراتية أو بأخرى.. أو أنهم نتاج لعب النظام بالنار . وهذا التحليل يتبناه معظم تيار 14 آذار لا سيما وليد جنبلاط الزعيم الدرزي المعروف بل إن وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت في مقابلة له مع جريدة النهار اللبنانية كان قد نوه أن يكون ما حدث في دمشق عبارة عن تمثيلية مصطنعة للنظام السوري في سبيل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ويرى غيره من نفس التيار أن التهويل من أمر القاعدة في لبنان وسوريا ليس إلا ورقة سورية لمنع الولايات المتحدة من تغيير النظام ولو سلميا في سوريا حيث أن النظام السوري لديه تجربة عريقة في قمع الحركات الإسلامية لا سيما الإخوان المسلمين في حماة وغيرها.

وسواء كانت القاعدة تحتل هذا الحيز الخطير في المنطقة أو لا فإنه مما لا شك فيه أن القاعدة لا تثق بأي نظام عربي وليس من أبجديتها التعامل مع أي نظام عربي وخصوصا بعد ما حدث لها في السودان التي كانت تعتبرها دولة إسلامية بقيادة البشير وكان مما حدث للقاعدة هناك كما يقول حسن الترابي المنظر الأول للإسلام السياسي في السودان أن الحكومة السودانية كانت قد رحّلت أسامة بن لادن وسرقت ماله في إطار صفقة أمريكية سودانية كللت بعقد اتفاقية نيفاشا فيما يتعلق بجنوب السودان . كما أن سوريا تعتبر لدى القاعدة من أكثر الدول العربية رصدا لتحركاته وتناقلاتها من العالم العربي إلى العراق عبر حدودها البرية . وبالتالي ليس من مصلحتها التعامل مع النظام السوري التي تنظر إليه القاعدة على أنه امتداد لقطبين بغيضين وفق أبجدياتها أولهما النظام الأمريكي والثاني النظام الإيراني .

وفي الوقت الذي يحذر فيه بعض المراقبين من أن الهجمات المسلحة من قبل الإسلاميين على مراكز مهمة في سوريا في ظل ما تتمتع فيه سوريا من أمان داخلي قد يكون مؤشر لهجات قربية لخلايا إسلامية مسلحة في لبنان حيث الفلتان الأمني والانقسام السياسي الحاد والمناخ الملائم للفكر الجهادي في شمال لبنان والبقاع المنطقتان الواقعتان على الحدود من سوريا . حيث يقول جون نغروبونتي رئيس المخابرات الأميركية أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد ‏إمكانية توسيع القاعدة أنشطتها لتصل إلى لبنان مستغلة الصراع هناك. مضيفا أن مثل هذه ‏الخطوة والتي حث عليها علانية بالفعل زعماء القاعدة لا يمكن استبعادها على الرغم من الهوة ‏بين القاعدة التي يغلب عليها السنة وحزب الله اللبناني الشيعي الذي أنهى حربا استمرت 34 ‏يوما مع إسرائيل الشهر الماضي.‏ وكان مما قاله نغروبونتي لرويترز ولصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون في مقابلة في 22أيلول 2006م «لقد ‏تحدث عن الأولوية التي يوليها للنجاح في العراق حتى يمكن استخدامه وقتئذ كمنبر لمد أنشطتهم ‏إلى المشرق ويعني الأردن وسوريا ولبنان. ولم يتضح بالنسبة لي ما إذا كانوا قد حصلوا أم لا ‏على أساس للقيام بنشاط ناجح في لبنان لان الطائفة الإسلامية الأقوى في لبنان الشيعة. ولكن ‏لن استبعد ذلك. وتوجد بعض الأدلة على نشاط القاعدة في لبنان».
وفي هذا الاتجاه كانت أجهزة المخابرات الألمانية قد سربت إلى صحيفة ألمانية أن إيران استقدمت نجل بن لادن إلى الحدود المتاخمة بين لبنان وسوريا وفق صفقة مشتركة بين القاعدة وإيران

يبدو من المشهد السياسي القائم وسياسة الجذب والدفع بين المحور السوري الإيراني من جانب والمحور الفرنسي الأمريكي من جانب آخر أن كلا المحورين يتهم الآخر بتسهيل عمل القاعدة في لبنان لتحقيق مكاسب سياسية تحت مظلة الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب



#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجندة الخفية للقوات الدولية في لبنان


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مصطفى علوش - سوريا واللعب بورقة القاعدة في لبنان