أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليمان جبرا ن















المزيد.....

دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليمان جبرا ن


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:12
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


نظرة جديدة على الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب

صدرت عن سلسلة منشورات الكرمل – جامعة حيفا ، ودار الهدى – كفر قرع دراسة نقدية ادبية تاريخية ، هي الاشمل في موضوعها وموضوعيتها ، تلقي الضوء ، بمنهجية ادبية نقدية تاريخية علمية على نشؤ ونهضة الادب الفلسطيني ، عبر دراسة للخصائص المميزة لهذا الادب ، والعوامل التي ساهمت في خصوصيته الوطنية والفنية ..
صاحب هذه الدراسة ، الدكتور سليمان جبران ، هو ناقد وباحث ادبي معروف ، وهو استاذ الادب العربي الحديث في جامعة تل أبيب ، وكان رئيسا لقسم اللغة العربية وأدابها في الجامعة بين ( 1998 – 2002 ) ويرأس اليوم مجمع اللغة العربية في اسرائيل ، وصدرت له كتب عدة من الابحاث والدراسات الادبية النقدية من ابرزها كتابه عن احمد فارس الشدياق – " الفارياق : مبناه واسلوبه وسخريته " ( صدرت طبعته الثانية عن دار قضايا فكرية – القاهرة – 1993 ) وكتابه عن محمد مهدي الجواهري – " صل الفلا : دراسة في سيرة الجواهري وشعره " ( صدرت طبعته الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت وعمان – 2003 ) الى جانب مؤلفات ، ابحاث ودراسات مختلفة عن اللغة العربية وعن الاعمال الادبية لأدباء عرب من اسرائيل وفلسطين وغيرها من الاقطار العربية ..
اعترف من البداية ان هذا البحث فاجأني في عرضة واستنتاجاته ، وفي عدم لجوء الباحث الى الاستنتاجات التي لا تعتمد على الحقائق الموضوعية ، والامتناع عن صياغة المواقف بناء على الذاتية او الحماسة الوطنية التي تميز الكثير من الدراسات او المراجعات الثقافية المشابهة ..
الباحث يلتزم بالحقائق والوقائع المثبتة ، ولا يذهب نحو التأويلات الحماسية . من هنا اهمية هذا البحث ، الذي دفع صاحبه الى قراءة كل ما وقع تحت يده من نصوص ومراجع ذات صلة ، في مكتبات الجامعات والاصدقاء في البلاد وفي مكتبة الجامعة الاردنية في عمان ، كما يشير الكاتب في مقدمته .
طبعا لن اتحدث عن كل مضمون الكتاب ( 217 صفحة من الحجم الكبير ) ، انما ساحاول التعرض لابرز ما يطرحه الباحث .
يقسم الباحث كتابه الى قسمين اساسيين ، الاول ويشمل دراسة تتقصى المميزات المضمونية والاسلوبية ، وتحديد نشوء ونهضة الادب الفلسطيني بمفهومة ادبا وطنيا يعبر عن القضايا الوطنية للمجتمع الفلسطيني ، وليس مجرد كتابات لا تحمل سمات فلسطينية ، انما سمات اسلامية عامة لا هوية وطنية له ..
ويعالج بتوسع الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب وشعراء هذه الحقبة التي بدأ يتجلى فيها الادب الفلسطني بمفهومه الجغرافي والاجتماعي كمعبر عن واقع فلسطيني بدأ يتبلور سياسيا واجتماعيا ، وتقف امامه تحديات مختلفة تهدد كيانه وصيرورته المستقبلية .
يشير الباحث الى كثرة عدد الشعراء من مطلع القرن العشرين وحتى النكبة ، وهي الفترة التي يرى انها كانت الحاسمة في نشوء الادب الفلسطيني وتميزه القومي والجغرافي ، ويتناول اربعة شعراء يرى انهم يمثلون الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب خير تمثيل ، سواء في مضامين هذا الشعر او اساليبه الفنية ، والشعراء هم : وديع البستاني ، الذي يرى به رائد للشعر الفلسطيني ، والشاعر ابراهيم طوقان – شاعر فلسطين الاول ، والشاعر عبد الرحيم محمود – الذي اتبع القول بالفعل ، والشاعر عبد الكريم الكرمي - الذي عاش نصف حياته مشردا بعد نكبة فلسطين وهو شاعر الغنائية في الشعر الفلسطيني ، كما يصفه .
القسم الثاني ملحق شعري لقصائد الشعراء الاربعة الذين تناولتهم هذه الدراسة ..
الفصل الذي يفتتح هذه الدراسة والمعنون ب :" نهضة الادب الفلسطيني " هو رؤية ثقافية تاريخية ، شديدة التركيز لنشوء ما صار يعرف اليوم بالادب الفلسطيني . صحيح ان فلسطين لم تعدم في تاريخها الادب والادباء ، وهناك اسماء معروفة في الادب الذي انتجه ادباء عاشوا فوق الارض الفلسطينية ، ولكن السؤال الذي يشغل الباحث ، هل يمكن اعتبار هذا الادب ادبا فلسطينيا لانه انتج جغرافيا فوق المساحة التي تعرف بفلسطين ؟ ام ان لنشؤ الادب القومي ( الفلسطيني في حالتنا ، الذي يطرح قضايا المجتمع الفلسطيني ، ومسائل المصير الفلسطيني ) شروطا ومميزات خاصة لم تكن قد نشأت تاريخيا ؟
اعتقد ان هذا الفصل هو المميز الهام والاساسي في هذه الدراسة .... حيث يتابع ما دار من نقاش في الصحافة العربية والفلسطينية حول الحياة الادبية في فلسطين ، وتجاهل العديد من الدراسات العربية لنشوء ادب فلسطيني وظهور ادباء فلسطينيين .. ويسجل ملاحظة هامة للدكتور اسحق الحسيني الذي كان سكرتيرا للجنة العربية الثقافية في فلسطين ، التي نظمت المعارض والنشاطات الثقافية المنوعة ، وذلك بدءا من الربع الاول للقرن العشرين وحتى النكبة ، يشير فيها الحسيني الى ان : " الناحية الثقافية في فلسطين لم تظفر بما تستحقه من عناية ، ولم توضع في منزلتها من مظاهر الحياة الاخرى، ولم يعرف مبلغ تأثيرها في حياة الامة .." الى ان يقول : " ان الامة العربية في فلسطين شاركت في قديمها وحديثها في التراث العربي مشاركة اصيلة . "
الاستنتاج الذي يصل اليه الباحث ان الادب الفلسطيني حتى الاربعينات من القرن العشرين لم يظفر باعتراف الاوساط الأدبية المهيمنة في القاهرة وبيروت ، بل اعتبر رافدا " تابعا " ، حتى في نظر بعض ابناء البلاد انفسهم .
ويستنتج الدكتور جبران ان : " النظرة الموضوعية تقتضينا الاعتراف بأن النهضة الثقافية في فلسطين قد تأخرت فعلا واختلفت عما شهدته مصر ولبنان من انبعاث ثقافي في العصر الحديث ، وذلك لعوامل تاريخية هامة .."
يرى الدكتور جبران ان : " اول هذه العوامل واجلها خطرا ... هو ان فلسطين لم تكن كيانا جغرافيا سياسيا متميزا حتى الحرب العالمية الاولى ، فقد كانت فلسطين بحدودها "الانتدابية " منذ الفتح الاسلامي ، تشكل مع الاردن جندين من أجناد بلاد الشام " .... " وفي الامبراطورية العثمانية بقي هذا التقسيم مرتبطا بوحدة بلاد الشام .. "
الاستنتاج الذي يصل اليه الباحث ان فلسطين : " لم تكن في الواقع كيانا مستقلا ، او شبه مستقل ، لا قبل الفتح الاسلامي ولا قبل المسيح في العصور القديمة ايضا " و " كان موقعها الهام وبالا عليها بصفتها جسرا بريا يربط بين اسيا وافريقيا او بين امبراطوريات وادي الرافدين وامبراطوريات وادي النيل "..." وبحريا بين اوروبا وآسيا " ... " وغدت ممرا للغازين والمستعمرين خاضعة لهذا الفاتح او ذاك دون ان تعرف استقلالا تاما او استقرارا حقيقيا منذ فجر التاريخ ... حتى مكانتها الدينية الرفيعة في الاديان الثلاثة كانت عاملا سلبيا في نشؤ كيان فلسطيني مستقل .. الى جانب ضيق رقعة فلسطين الجغرافية وانعدام السهول الخصبة الواسعة والمياه العذبة الوفيرة ، كما هي الحال في مصر والعراق ، مما حال ايضا ، كما يستنتج الباحث .. دون استقلالها سياسيا ، او الظفر بكيان ذاتي متميز فعلا . وهذا خلق معوقات للنهضة في فلسطين بوجه عام والنهضة الثقافية بوجه خاص ..
في هذه المراجعة لهذا الكتاب القيم من المستحيل ان اسجل كل التفاصيل التي اعتمدها الدكتور جبران في بحثه واستنتاجاته ، لبداية النهضة والعوامل السلبية في تعويقها .. ولكن من المهم الاشارة الى ان العديد من الباحثين رأوا ما أكدة هذا البحث من استنتاجات ، وبأن ما انتج من ادب في فلسطين حتى بداية القرن العشرين كانت موضوعاته تقليدية لا تحمل سمات فلسطينية .
الدكتور سليمان جبران لا يقبل استنتاجات بعض مؤرخي الأدب الفلسطيني الذين حددوا بداية الادب الفلسطيني بمنتصف القرن التاسع عشر ، ويقدر ان السبب قد يكون ان هذا التاريخ كان بداية لظهور وانتشار مفاهيم القومية العربية ... ويؤكد رؤيته بأن الشعر الفلسطيني ، بمعناه الوطني الدقيق ، لم يكتب قبل مطلع القرن العشرين .. اما شعر القرن التاسع عشر ، فلا يعكس مجتمعا فلسطينيا وانتماء فلسطينيا ، انما هو شعر اسلامي في معظمه ، لم يجدد شيئا في مفاهيم الشعر ، او مضامينه او اساليبه .
اما الاستناج المثير والهام برأيي فهو تأكيده ان بداية الشعر الفلسطيني الحقيقية كانت في مطلع القرن العشرين ، استجابة لاحداث كبرى ... اهمها المشروع الصهيوني الذي أخذ يتحقق للعيان ، ثم الدستور العثماني ( 1908 ) ونشوب الحرب العالمية الاولى و"الثورة العربية الكبرى "( 1916 ) ثم وعد بلفور ( 1917 )حتى بداية الانتداب البريطاني ( 1922 ) – هذه هي الاحداث الكبرى التي هزت المجتمع الفلسطيني من الاعماق وشكلت العوامل الحاسمة في بلورة الانتماء الفلسطيني بعيدا عن الانتماء الاسلامي العثماني ، ومتميزا عن الانتماء القومي العربي . ويسجل جبران قصيدة ( كتبت عام 1910 ) للأديب محمد اسعاف النشاشيبي ، يرى انها قد تكون اول شعر فلسطيني يكتب ،رأيت ان اوردها في هذه المراجعة :

يافتاة جودي بالدماء بدل الدمع اذا رمت البكاء
فلقد ولت فلسطين ولم يبق يا اخت العلا غير دماء
ان الاستعمار قد جاز المدى دون ان يعدوه عن سير عداء
انها اوطانكم فاستيقظوا لا تبيعوها لقوم دخلاء
اذكروا ان غركم مالهم عزة الانفس دوما والاباء

في القسم الثاني من الدراسة يتناول د. سليمان جبران موضوع : " الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب " وهي دراسة نقدية تحمل من الاثارة الثقافية والرؤية النقدية الموضوعية ما يستحق مراجعة اخرى مستقلة .
ولكن المميز الاعظم لهذه الدراسة التاريخية الثقافية ، هو وضع النهضة الثقافية الفلسطينية في مكانها وسياقها الصحيحين ، برؤية موضوعية بعيدة عن الاستنتاجات العاطفية التي تغرق الكثير من الدراسات . ما اود ان اسجله اضافة لما سبق ، ملاحظة عابرة ، بان هذه الاستنتاجات اعادتني الى كتاب " الثقافة والامبريالية " للمفكر الفلسطيني الكبير ، المرحوم ادوارد سعيد ، حيث لاحظ ان الثقافة الاستعمارية قادت دائما الى نشؤء " ثقافة مضادة " لدى الشعوب المغلوبة على امرها ( المستعمرة ) ، وان هذه الثقافة المضادة تطورت الى ثقافة وطنية لكل شيء ، لها ميزاتهاواساليبها ومضامينها وطابعها الخاص.
كتاب هام ونادر في موضوعه وموضوعيته ، وهويشكل قاعدة هامة لدراسة الادب الفلسطيني والحياة الثقافية في فلسطين قبل النكبة وبعد النكبة ، وخاصة تطور الشعر العربي والأدب العربي عامة داخل اسرائيل بعد (1948) ، وهو الموضوع الذي يشغل الدكتور سليمان جبران الان ..



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور
- ملاحظات حول انتخابات مجلس الطائفة الارثوذكسية في الناصرة
- الدرجات
- مع منى ظاهر في ديوانها - ليلكيات -ا
- المفارقة...
- حتى لا يظل الشعر مهنة للمفلسين!!
- وجيهة الحويدر : انت صوت المستقبل رغم بطشهم !!
- على دروب الجليل
- نهاية الدور التاريخي للتنظيمات والافكار القديمة
- لاشيء جديد بعد 11 سبتمبر
- الكاتب العبري الكبير سامي ميخائيل في روايته الجديدة يبدأ من ...
- من يحتاج لجنة تحقيق؟
- نهاية الزمن العاقر
- حسابات الحرب .. حسابات خاسرة دائما!!
- حتى لا تختلط الاوراق
- الثقافة النقدية والنقد الثقافي
- بطولة المقاومة .. والواقع المأساوي للعرب !!
- قبل ان تصمت المدافع
- قصة : الحاجز
- ارهاصات ولادة شرق اوسط جديد


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليمان جبرا ن