أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد شيركوه - باعوا حليفهم! فمتى يبيعهم حلفاؤهم؟















المزيد.....

باعوا حليفهم! فمتى يبيعهم حلفاؤهم؟


آزاد شيركوه

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثل كثيرين غيري تابعت جلسة مجلس نواب العراق، وهو ينهال بكل ما أوتي من طاقة إقصائية على النائب مشعان الجبوري، معتبراً إياه متآمراً على مصلحة العراق.
مجلس النواب من حقه أن يتخذ أي إجراء يراه مناسباً للحد من الظواهر الكثيرة التي تجعل الجميع دون استثناء ينظر لما حدث بعد إسقاط نظام صدام حسين على أنه أسوأ مرحلة مر بها العراق طيلة تاريخه، بل إن الكثيرين، ومنهم وللأسف مثقفون وإعلاميون، فضلوا عودة نظام صدام بطغيانه واستبداده على ما يحدث بعده!
أفليس هذا غريباً؟
بلى طبعاً، وأنا واحد ممن يستغربون تطور واقع الحال العراقي، لما يعنيه هذا الواقع بالنسبة لي، كوني ورغم كورديتي إلا إني عشت طيلة حياتي في بغداد، وفررت أوائل تسعينات القرن الماضي خارج العراق، فلم أشهد مرحلة نشوء وتشكل إقليم كوردستان الحلم، ولا عشت فيه إلا شهرين متقطعين أتيت خلالهما زائرا أهلي وأقاربي المقيمين موزعين بين أربيل والسليمانية، زيارتي الأولى كانت عام 1998 وكان الإقليم وقتها يتلمس خطواته الأولى في مسيرة مباركة، وقد لمست إذ ذاك خلافات حادة بين أربيل وبين السليمانية، خلافات على الزعامة والاسئثار بالأكراد البسطاء كأنهم رعية، زيارتي الثانية كانت بعد سقوط نظام بغداد في العام 2004، ووقتها كان العراق كله يخوض في مستنقع الدم، والحروب باستثناء إقليم كوردستان الذي بات موحداً وخلت طرقاته من التناحر والعداء بين الفصيلين، وللمعلومة فإني وعلى الرغم من صلاتي القوية بكلا الفصيلين إلا إني لم أنضم إلى أيٍّ منهما، وظللت محافظاً على استقلاليتي، وعملي الأكاديمي بعيداً من التناحر والتقاتل، ثم (التحالف) وأضع الكلمة بين قوسين ربما لأني أشك باستمرارية هذا التحالف، وأظنه آنياً، وقد يؤدي خطأ بسيط إلى تفتيته، وعودة الأمور إلى نقطة الصفر، ونقطة الصفر التي أتحدث عنها قد تكون نقطة دموية مخيفة.
المهم... دعوني أعد إلى موضوع مجلس النواب العراقي، وجلسته التي تابعتها عبر شاشات التلفزة، وسأقف في حديثي عند عبارة ختامية رددها رئيس المجلس الدكتور محمود المشهداني وهو يعلن تصويت المجلس على رفع الحصانة عن النائب مشعان الجبوري رئيس كتلة المصالحة والتحرير، المشهداني قال مخاطباً بعض النواب المعترضين على التصويت: إذا كان حلفاؤه قد صوتوا ضده، فلماذا تعترضون؟
حلفاء الجبوري الذين قصدهم المشهداني بكلامه هم النواب الأكراد، وهو لم يجاف الحقيقة فيما قال، إذ إن المعلومة التي يعلمها الجميع، والتي لا تحتاج إلى طول شرح وتفصيل، هي أن السيد الجبوري تربطه برئيس إقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني صداقة وثيقة تمتد لأكثر من عشرة أعوام حسبما أعرف أنا وأتابع، ولطالما سألني أخوة من سوريا التقيت بهم في دمشق في أثناء زيارتي لها عام 2002 هل مشعان الجبوري كوردي؟ وعندما أبديت استغرابي لسؤالهم، أحضروا لي جريدة الاتجاه الآخر التي يملكها الجبوري، وكان يرأس تحريرها أيضاً، وقد لمست في الجريدة توجهاً لم ألمسه في أية صحيفة عربية أخرى، وهو ميلها الواضح لنصرة القضية الكوردية بشكل كبير، بل لعل مشعان الجبوري من خلال طروحاته في صحيفته كان من أوائل الذين أيدوا حق الأكراد بتقرير مصيرهم، وباختيار الطريقة التي يريدون أن يعيشوا حياتهم بها، بل هو ذهب أبعد من هذا إذ إنه صاحب سبق في ترشيحه ولأكثر من مرة السيد بارزاني لرئاسة جمهورية العراق، طبعاً هذه كانت دعوات قبل سقوط نظام صدام، وهي استمرت بعد سقوطه أيضاً، وتحققت رؤية مشعان الجبوري تلك، ولكن حل السيد جلال طالباني رئيساً للعراق، ليكون مسعود بارزاني رئيساً لإقليم كوردستان.
بعد ذلك بدأت أتابع مسيرة السياسي العراقي مشعان الجبوري الذي كان يرأس حزب الوطن العراقي، وأتابع بوجه خاصة علاقته المتميزة مع السيد بارزاني، ومع عموم القادة الأكراد، وأذكر تماماً أنه وحين تم تأسيس الجمعية الوطنية المؤقتة، أصر السيد مسعود بارزاني على ترشيح اسم مشعان الجبوري ليكون عضواً في تلك الجمعية، حيث بدأ صوته يبرز بشدة خلال هجوماته المتكررة على فساد وزارة الداخلية، وكان وزيرها آنذاك السيد فلح حسن النقيب، ثم وحين جرت أول انتخابات نيابية حرة في العراق منذ خمسين عاماً، لاختيار الجمعية الوطنية الانتقالية ومجالس المحافظات والمجلس الوطني الكوردستاني وذلك يوم 31/1/2005 حصل الجبوري على مقعد واحد في الجمعية الوطنية المؤقتة، ورشحت مجموعة من القوى العربية السنية لرئاسة الجمعية الوطنية، لكن حرباً شعواء شنتها عليه قوى الائتلاف العراقي الموحد الذي يرأسه السيد عبد العزيز الحكيم، فتخلى هو نفسه عن المنصب ليصار إلى اختيار السيد حاجم الحسني رئيساً للجمعية الوطنية، وبدأ صوته يعلو من خلال جلسات البرلمان ومن خلال صحيفته وتصريحاته التلفزيونية اللاذعة التي تنتقد أداء وزارة الداخلية التي كان وزيرها باقر صولاغ، حتى أنه تعرض لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة، بعدها بدأ نشاطه البرلماني يخف قليلاً حين بدا له أن الأمور اتضحت نوعاً ما، وأن اللعبة يراد لها أن تمضي بهذا الشكل، وعلى ما أذكر فإنه كان من أوائل الذين نبّهوا إلى خطورة ما يحدث في سجن الجنادرية، وقد تحدث بهذا عبر الجمعية الوطنية أكثر من مرة. لكن ما أثار استغرابي ربما أكثر من أي شيء آخر في مسيرة هذا السياسي هو أن عدد الأصوات التي حصل عليها في المناطق الكوردية قليلٌ جداً قياساً بحجم تحالفه مع القادة الأكراد، بل وتأييده المطلق للقضية الكوردية، وهو ما سيحدث لاحقاً وبشكل أكثر وضوحاً في انتخابات مجلس النواب التي جرت أواخر العام الماضي، إذ وحسب النتائج التي أعلن عنها فإن عدد الأصوات التي حصل عليها الجبوري حوالي الستين صوتاً، أليس هذا مستغرباً!!
ولأن رئيس مجلس النواب كرّر عبارته مرتين بل ثلاثاً، إذ قال إن حلفاءه صوتوا ضده، فإن تكراره تلك العبارة حمل الاستغراب، أكثر مما حمل أي شيء آخر في حروفه، إذ إن الكل يعرفون أن الأكراد حلفاء الجبوري، وأنه حليفهم الأقرب.
والآن دعوني أطرح تساؤلي أنا: ما مصلحة الأكراد بما حدث للنائب مشعان الجبوري؟ هل يفكرون حقاً بخسارة حليف ينتمي إلى واحدة من أكبر العشائر العربية في العراق، وهو صوت ليبرالي معتدل بعيد كل البعد عن الطروحات الطائفية والمذهبية السائدة في العراق اليوم، علماً أن التيارات الكوردية جميعها تقترب من الطرح الليبرالي أكثر من اقترابها من الخطاب الطائفي المتشدد؟؟
ما حدث الأسبوع الماضي في مجلس النواب ينبئ بقادم متغير لا يصب على الإطلاق في مصلحة القضية الكوردية، التي يسعى الحريصون على ثباتها إلى اكتساب حلفاء، لا إلى فقدانهم...
فما حقيقة ما حدث؟
ننتظر الأيام القليلة القادمة لتحمل المزيد من التفاصيل، وها نحن نراقب.

باحث وأكاديمي كوردي
مقيم في هولندا



#آزاد_شيركوه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد شيركوه - باعوا حليفهم! فمتى يبيعهم حلفاؤهم؟