سيناريو حرب نووية مع روسيا بسبب إيران

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 07:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كشفت الصحيفه الروسيه فريميا نوفوستيه عن بدأ مسؤولون أمريكيون في واشنطن يتحدثون عن عقوبات تستهدف إيران. أما وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" فإنها مستعدة للذهاب أبعد من ذلك. فقد أفيد أن فعاليات المناورة التي يجب أن تشهدها إحدى قواعد القوات الجوية الأمريكية في ولاية اريزونا في الفترة من 4 إلى 14 ديسمبر 2007 تتضمن تفاقم نزاع بين الولايات المتحدة وبلد يقوم بتخصيب اليورانيوم، يدعى "إرمينغام" (وهو إيران وفق إفادة الخبير العسكري الأمريكي ويليام اركين)، فيما يحاول بلد اوراسي يدعى "روبيك" (وهو روسيا على الأرجح) التوسط وفي الوقت نفسه فإن "روبيك" تدعم برنامج التخصيب في الخفاء.

وحسب السيناريو فإن "روبيك" تطلق 4 صواريخ على منشآت عسكرية في أراضي الولايات المتحدة بينما تطلق دولة آسيوية تدعى "نيمازي" (كوريا الشمالية) صاروخين على الولايات المتحدة. وفي رد فعل منها تطلق الولايات المتحدة صاروخين على "روبيك".

وسارع الجنرال الروسي بوريس اوتكين، وهو عضو في نادي القادة العسكريين الروس، إلى تهدئة بال من قد يقلقه هذا الخبر مشيرا إلى أن تنفيذ مشروع تدريبي كهذا أمر عادي في كافة جيوش العالم، لاسيما وإن سيناريو المناورة الأمريكية لا يشير إلى أسماء البلدان التي تجابه الولايات المتحدة.

وأكد المسؤولون البولنديون أثناء زيارة وزير الخارجية الروسي لبلادهم حسب ما ذكرت صحيفه ترود الروسيه أن القيادة البولندية لم تتخذ أي قرار بشأن وضع عناصر النظام الدفاعي الأمريكي المضاد للصواريخ في الأراضي البولندية بعد وأنهم سيأخذون في الاعتبار المصالح الروسية عندما يناقشون هذه المسألة.

وهكذا فقد أكد المسؤولون البولنديون بالطريقة غير المباشرة أن بلادهم مرشحة لاستضافة منشأة لإطلاق صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ. وتنوي واشنطن نشر عشرة صواريخ مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية بحلول عام 2011 ورصدت اعتمادات قدرها 119 مليون دولار في موازنتها لعام 2007 لهذا الغرض وذلك إضافة إلى ما تم إنشاؤه من شبكة مضادة للصواريخ في الساحل الغربي للولايات المتحدة: 9 صواريخ مضادة في الاسكا وصاروخان في كاليفورنيا.

ومنذ عام 2002 عندما انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ من جانب واحد وأعلنت عن خطط لإنشاء نظام دفاعي وطني ضد الصواريخ، والأمريكيون ما برحوا يؤكدون أن هذا النظام غير موجه ضد روسيا وأن الصواريخ المضادة المزمع نشرها في أوروبا مدعوة لصد هجوم صاروخي من الممكن ان تشنه بلدان مارقة من الشرق الأوسط وكوريا الشمالية. ولكن لا يخفى حتى على غير الخبير الاستراتيجي أن صواريخ إيرانية أو كورية شمالية تستهدف الولايات المتحدة، لا يمكنها ان تطير فوق وسط أوروبا. أما الخبراء فيقولون بصوت واحد أن وضع الصواريخ المضادة في بولندا يتيح الاعتراض على صواريخ روسية بعيدة المدى وقتما تنطلق من منصاتها.

وليس مفهوما كيف سيراعي الجانب البولندي المصالح الروسية إذا وافق على نشر الصواريخ المضادة الأمريكية في أراضيه، فصانع القرار بشأن إطلاق هذه الصواريخ موجود في واشنطن لا في وارسو.
وصرح نائب وزيرة الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنس في معرض حديثه عن نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والذي عقد في لندن في يوم الجمعة الفائت بأنه يعتقد "أننا نسير إلى إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار يفرض عقوبات على إيران".

ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يوجد أي مشروع قرار جديد لمجلس الأمن بشأن إيران مشيرا إلى أي خطوات لاحقة يجب ان تهدف إلى "تقريب المحادثات لا معاقبة إيران".

إلا أن صحيفة "كوميرسانت" رأت أن موسكو أبدت استعدادا حقيقيا لمناقشة مسألة فرض عقوبات على إيران عندما قال لافروف إن روسيا ستناقش خطوات إضافية "سوف تهدف إلى إقناع إيران بقبول هذه الاقتراحات" (اقتراحات الدول الست) في مجلس الأمن الدولي.

ورأت "كوميرسانت" أن كل الدلائل تشير إلى ان روسيا سئمت من اتهامات تزعم أن موسكو وبكين تحاولان تأجيل مناقشة مسألة العقوبات في محاولة للدفاع عن طهران. فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر ألكسييف إنه هيهات ان يصح القول إن هناك انقساما بين القوى الكبرى بحيث تقف روسيا والصين ضد فرض عقوبات على طهران بينما تميل الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات قاسية لحل هذه المشكلة.

واعتبرت "كوميرسانت" ان هذا التصريح يدل بطريقة غير مباشرة على ان موسكو استنفدت حججا من الممكن ان تفسر عدم رغبتها في مناقشة العقوبات.

هذا وأعلن سيرغي فاسيلييف المدير العام لمصنع "كوبول" (ويقع هذا المصنع في مدينة إيجيفسك الروسية) أن المصنع سينتهي في أقرب وقت من تصنيع ما طلبته إيران من أنظمة "تور - م 1" الصاروخية المضادة للطائرات. وقال إنه لا يرى سببا لعدم توريد هذه الأنظمة لإيران أو أي بلد آخر مشيرا إلى أن "تور - م 1" سلاح دفاعي وليس هجوميا، ولكنه يقدر على "صد أي هدف جوي".

ويُعتقد أن كلا من روسيا وجورجيا لا تحتاج إلى الأخرى كشريك تجاري، فجورجيا، مثلا، يمكن أن تستورد المحروقات والكهرباء من أذربيجان وإيران.

أما في المجال السياسي فهناك من يرى أن جورجيا كانت شريكا سياسيا جيدا لروسيا في القوقاز خلال ما يقارب 200 عام. وجدير بالذكر أن روسيا وجورجيا وقعتا معاهدة الصداقة والتعاون في عام 1994، ولكن البرلمان الروسي لم يصادق بخلاف البرلمان الجورجي عليها.

وماذا بعد؟ وترى البروفيسورة يازكوفا، وهي خبيرة روسية معروفة في شؤون القوقاز، أنه لن يجري ما يذكر بين روسيا وجورجيا في المدى القريب لأن المتاعب الرئيسية كانت قد وقعت.

ويرى الكثير من الخبراء ضرورة أن تجري روسيا مع جوريحا محادثات مكثفة، على الأقل على مستوى غير رفيع، من خلال شخصيات هامة في كلا البلدين وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة ودعم سمعة روسيا في عيون العالم.

وترى الدكتورة ناتاليا ناروتشنيتسكايا، وهي عضو مجلس النواب الروسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت جورجيا لتكون أداة رئيسية لإبعاد منافس إستراتيجي قوي مثل روسيا عن القوقاز. ولم يكن أحد - تقول الدكتورة ناروتشنيتسكايا - ليحتاج إلى جورجيا لو لم تملك الساحل الابخازي وبوابة القوقاز - اوسيتيا. ولكن الأمريكيين غرقوا في الكثير من مناطق العالم. ولهذا لا تظن الدكتورة ناروتشنيتسكايا أنهم سيساندون الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في جميع تصرفاته.

وترى الخبيرة أنه من حق منطقتي الحكم الذاتي في جورجيا - ابخازيا واوسيتيا الجنوبية - إجراء استفتاء شعبي على مستقبلهما لأن جورجيا انتهكت حقوقهما عندما انسحبت من الاتحاد السوفيتي.

ويرى ليونيد إيفاشوف، وهو خبير سياسي وعسكري روسي معروف، أن ساكاشفيلي خطط لدفع روسيا إلى نزاع مسلح تمهيدا لاستقدام قوات حلف شمال الأطلسي لكي تساعده على استعادة اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، ولكنه لم يتمكن من تنفيذ خطته لأن روسيا لم تقدم على القرقعة بالسلاح.

ولا يستبعد الخبير أن تفتعل جورجيا استفزازات مسلحة محدودة النطاق ويقول إن روسيا يجب ألا تستجيب لأي استفزازات.

وكتب: الجنرال فلاديمير بوبوفكين، قائد القوات الفضائية الروسية في وكالة نوفوستي يقول بان

القوات الفضائية الروسية تحصل في هذا العام على هدية هي محطة رادار جديدة تدعى "فورونيج - م"، وهي محطة متطورة تفوق كفاءة محطة الرادار التي كانت موجودة قرب بلدة سكروندي اللاتفية والتي توقفت روسيا عن تشغيلها قبل سبعة أعوام. وتسد محطة الرادار الجديدة التي تقع في مقاطعة لينينغراد ويجب ان تدخل الخدمة الفعلية في عام 2007، ثغرة في شبكة الإنذار المبكر للكشف عن صواريخ تهاجم روسيا، أحدثها إيقاف عمل رادار "سكروندي".

ويجب ان تحل محطات الرادار الجديدة محل المحطات القديمة في اتجاهات أخرى أيضا خاصة في الخارج - أذربيجان وأوكرانيا وكازاخستان وبيلوروسيا.

وواجهت روسيا - وهي قوة فضائية وكانت أول بلد أطلق قمرا صناعيا قبل 50 عاما، ثم أصبحت أول بلد أرسل الإنسان في رحلة فضائية، واجهت صعوبات في تمويل برنامجها الفضائي في تسعينات القرن الماضي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي ترك أثره السلبي على النشاط الفضائي الروسي. وعلى سبيل المثال انخفض عدد الأقمار الصناعية التابعة لروسيا من 186 قمرا إلى 94 - 97 في الوقت الراهن.

وبدأ الوضع يتحسن بدليل ان الاعتمادات المخصصة للنشاط الفضائي في عام 2006 ارتفعت بمقدار الثلث بالمقارنة بعام 2005. والآن تحتل روسيا المرتبة السادسة بين دول العالم في حجم الميزانية الفضائية.

ونشأت القوات الفضائية كسلاح قائم بذاته في القوات المسلحة الروسية قبل خمسة أعوام. وأتى في مقدمة مهامها خلال الأعوام الخمسة الماضية تجاوز العراقيل التي كانت تعيق النشاط الدفاعي الفضائي.

وسوف تبدأ القوات الفضائية الروسية استخدام أقمار صناعية عسكرية جديدة اعتبارا من العام المقبل. وتستغني القوات عن صواريخ غير آمنة بيئيا في وضع الأقمار الصناعية في مواقعها المدارية. ويجب ان تركز القوات الفضائية الروسية خلال الأعوام العشرة القادمة على الاستعانة بصواريخ "سيوز - 2". وفي الوقت نفسه يستمر العمل في تهيئة قاعدة "بليسيتسك" الفضائية (شمال شطر روسيا الأوروبي) لإطلاق الأقمار الصناعية بواسطة صواريخ "أنغارا". ويجب ان تبدأ تجارب إطلاق صواريخ "أنغارا" في عامي 2010 و2011.

وتتسارع وتيرة العمل في تطوير نظام تحديد الموقع العالمي (غلوناس). ويجب ان تنضم إلى هذا النظام 3 أقمار صناعية جديدة في عام 2006، ثم ستة أقمار صناعية أخرى في عام 2007. ويجب ان يستكمل نظام (غلوناس) بالأقمار الصناعية (24 قمرا صناعيا) قبل عام 2010.

ولا بد من الإشارة إلى أن الدفاع الجوي الفضائي تمثل إحدى المهام الإستراتيجية الموكلة إلى المؤسسة العسكرية الروسية إلى جانب الردع الإستراتيجي. وتبنت روسيا تصورا لبناء وتطوير نظام الدفاع الجوي الفضائي خلال 20 إلى 30 عاما.

وتعارض روسيا جعل الفضاء مسرحا للعمليات القتالية وتبذل جهودها لمنع انتشار العمليات القتالية إلى الفضاء، ولكنها تهتم مثلها مثل غيرها من الدول الفضائية بتوفير الحماية لتقنياتها الفضائية. وإذا أقدمت الدول الأخرى على صنع أسلحة فضائية ونشرها في الفضاء فينبغي ان تكون روسيا مستعدة لاتخاذ إجراءات دفاعية وهجومية مناسبة.

وفي مجال النشاط الفضائي العسكري سوف نركز على استخدام تقنيات طائرة بلا طيار. أما بالنسبة للنشاط الفضائي السلمي فإن البرنامج الفضائي الروسي يتضمن تطوير الرحلات الفضائية المأهولة وغير المأهولة على نحو سواء.

ويرى "غليب بافلوفسكي" وهو محلل سياسي روسي معروف، أن فريق الحكم الذي يقوده فلاديمير بوتين والذي ستنتهي ولايته عندما سيسلم الرئيس بوتين السلطة إلى رئيس جديد، وهو ما يجب ان يحدث في عام 2008، واجه مهمة في غاية الأهمية وهي ضمان وجود روسيا. وتم تحقيق هذه المهمة، فروسيا لم تعد جزءا متبقيا من الدولة الأخرى وساحة للإصلاحات وأصبحت دولة قائمة بذاتها.

ويقول المحلل إن الشؤون الداخلية بالنسبة لروسيا امتداد للشؤون الخارجية في جميع الأحيان أو بالكاد، فهذه طبيعة روسيا كدولة تحتضن الحضارة الروسية.

ويرى أن العالم يميل إلى حرب كبيرة وأن فلاديمير بوتين يعمل على ردع هذه الحرب.

ويقول: لا يدري أحد مَنْ يمكن ان يشن الحرب المرتقبة وضد مَنْ. ولو كنا ندري هذا لسارعنا إلى بيع ما نملكه من أسهم لنشتري أسهما أخرى مثلما فعل رئيس الأركان الإسرائيلي قبل ان تشن إسرائيل الحرب على لبنان. وقضت تلك الحرب - بالمناسبة - على إسرائيل كالقوة العسكرية الأعظم في المنطقة.

ويرى المحلل أن ما يجري الآن في العالم هو إكمال هدم النظام الذي أقيم في أعقاب الحرب العالمية الثانية والذي يعرف باسم "النظام اليالطي" نسبة إلى مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم التي احتضنت لقاء هاما بين قادة التحالف الذي أحرز الانتصار على ألمانيا التي أشعلت نار الحرب العالمية الثانية (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) والذي كانت تديره دولتان هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ثم تركت إحداهما المقود وانفردت الأخرى في إدارة هذا النظام، ولكنها لا تنجح، فبات النظام العالمي الذي غرق الجزء الشرقي منه يسير إلى الانهيار.

ويقول: يبدأ الناس، والحالة هذه، يبحثون عن كبش الفداء لتحميله كل المسؤولية. واُعتبر قادة الثورة الروسية مذنبين في جميع المصائب في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. ويمكن ان تصنف روسيا الجديدة اليوم باعتبارها مذنبا كهذا. ونرى كيف ان العالم الغربي يزداد نفورا من روسيا. ويزداد احتمال اندلاع الحرب طالما لم يطرح أحد طريقة سلمية مقبولة لإصلاح النظام العالمي.

ويضيف: لا أدري كيف سيؤثر هذا على شؤوننا الداخلية ، ولكن يرجح ان تحدث جميع الأحداث المؤثرة في فترة الرئاسة القادمة.

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات