أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الجدل ينفي قصيدة النثر














المزيد.....

الجدل ينفي قصيدة النثر


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


في عصرنا تفشت الأنا، وطغت الذاتية، وهما خصلتان لا تظهران على الإنسان بشكل سافر .
وقضيتنا قصيدة النثر في الشعر العربي الحديث، التي لها صداها وأثبتت قوتها من جميع النواحي، ومازال هناك البعض من يريد موتها أو نفيها.
مع أن قصيدة النثر أخذت طريقها إلى النور وأكدت هويتها وجنسها، والدليل التحام الشعراء حولها والتعمق فيها والتغلغل في إظهار صورها، وكثير من الشعراء العرب كتبوا قصيدة النثر الحديثة، وفي كل الوطن العربي، وهم شعراء معروفين وأسمائهم دقت أبواب الشهرة، لما لها من صدى عند القارئ العربي، الذي يجدها حال لسانه وتعبر عن معاناته.
فلماذا إذن الجدل، حول ما هيتها؟.
شعراء قصيدة النثر عدتهم في اللغة الرمز/ وعدم التقييد بالوزن/ ومفردات الواقع المعاش وما يحملون من فكر يفهم معانات الإنسان العربي ووجعه.
إذن لنبحث عن دوافعهم في امتلاك هذه العدة والتمسك بها.
هل ما يعيشونه من محن؟
هل اللغة البلاغية في هذا العصر هي السبب؟
هل الرغبة في رفض الحالة السسيولوجية القديمة وما تحمله من عوائق؟
هل المعانات النفسية والضغوط المعاشة؟
لنترك كل هذه الأسئلة لمن يرغبون أن يكون الحل الجدل، ونبحث نحن في قلب المعنى الذي يوصلنا إلى سؤال واحد قد يتفرع:
ما الذي يدفع الشاعر للكتابة بقصيدة النثر/ وما الذي يجعل الشاعر يكتب القصيدة النثرية الحديثة؟
أولاً: بما أنني أكتب قصيدة النثر الحديثة، ولم يطلب مني أحد ذلك، وأفهم أن ورثتي لا يفهمون الشعر، أقول: ما يدفع الشاعر للكتابة، ليس من أجل أن يقال عنه شاعر، وكتبت لأكثر من سبعة عشر سنة قبل أن تنشر لي أول قصيدة، وأعيد القول مرة أخرى: يكتب الإنسان عندما يحس بالتفاعل الحقيقي في داخله ومع ما يعيشه من ألم يقاسيه مجتمعه، فيجد نفسه كتلة متحدة مع الكون، فلا يهمه شيء في هذا العالم أكثر من التفكير في محاولة خلق طبقة من الفهم جديدة تعمل على غرس الوعي في ثنايا الحالة المعاشة، فهو يريد أن يقول ما لا يمكن قوله بسهولة، وبطريقة تكون بسعة الكون، ولكن بلغته عن طريق الكلام المفهوم في الآن الذي يعيشه، ثانياً: الشاعر إنسان متفاعل متألم ويدرك القهر والحيرة المتباينة، وهذا ما يدفعه للتدوين والكتابة على الورق في بداياته، وأيضاً يصاحبه الحذر من محيطه ومجتمعه وبيئته، ومتوجساً من استشعاره القبول والرفض، واجداً نقطة اسمها التخبط وناتج عنها الانفلات، يشاهد ويدون، يحاول ويبحث عن حل، تراوده الأسئلة وتحيره الأفكار، يحلل كل كبيرة وصغيرة من شأنها أن تقوده لنتيجة تشبع نهم الفكر عنده، ومع الأيام يصاحب ذلك الموهبة ولا يوقفه شيء عن الرغبة في الكتابة، وتجارب الحياة تعطيه الخبرة والقدرة على التمييز، إلى أن يشار له بصفة الشاعر من قبل قرائه والمتمرسين والمتخصصين ومتذوق الكلمة وجمال الصورة الشعرية عنده والفكرة المعبرة والمضمون الذي يحمل مغزى مفرداته التي صاغها قصائد، ومن هنا يبدأ الشاعر إلى الأخذ على عاتقه المسؤولية التي حمل مشاعلها، ويجد نفسه في بحر الجدل والمساءلة، ولكن يبقى كالصخر الذي تلاطمه أمواج البحر العاتية، ويقدم صدره لها دون خوف أو وجل، ولا تستطيع هي على صده أو زحزحته قيد أنملة.
الشاعر يكتب والجدل مستمر، الشاعر في تغير وتحول وتفاعل مع الحدث الواقع على نفسه وفكره وعلى من حوله، الشاعر إنسان يتعايش ثم يخلق ثم يفند، الشاعر يتقدم يبحث في زوايا التكرار، الشاعر لا يطمس الماضي بل يستبصر الركود قافزاً إلى الفنارات المسورة، الشاعر تجده محولاً أشكال الدهشة في القلاع المحصنة، الشاعر لا يقف في الظل بل تحت الشمس ليشاهد سقوط إشعاعها وما تكونه من ظلال( منها تحمل الجمال/ ومنها تكشف القبح) تاركاً الأسئلة القاتلة للفكر والخيال، مصوراً دقائق الأمور بجمالية يراها سابحة في ملكوت العالم، الشاعر خاف منه أفلاطون ومنعه من دخول جمهوريته، لأنه يدرك أن مجهر الشاعر يبحث عن العيوب كاشفاً الأخطاء، التي لا يخلو منها إنسان.
الشاعر يختلف عن غيره من كتاب الرواية والقصة والمسرح، لأنهم يدمجون الواقع بالخيال، أما الشاعر يستنفر كل الخيال متفاعلاً مع الواقع، لدرجة أنه يكتب ما هو في الظاهر غير معقول وفي الحقيقة هو فكر بعيد النظر شاملاً الماضي والحاضر والمستقبل، الشاعر المعاصر فقد المنابر ومع ظهور وسائل الإعلام الحديثة التي أعطت له فرص مختلفة في الانتشار.
لنعد إلى قضية قصيدة النثر العربية الحديثة ومقوماتها ولندعها تجلس مع عدتها بثبات على مقاعد الشعر العربي الحديث والمعاصر ونتفق على بنودها التي منها تعيش وعليها تستند وهي:
1- توصيل الفكرة بأقل المفردات، لأن الإنسان العربي سئم التطويل والتطبيل.
2- استعمال الرمز ودمج التراث مع الحاضر لخلق لحظة تفاهم واعية بين الشاعر والقارئ.
3- لمواكبة الزمن المعاش مع خصوصية عالية تعنى بالمستقبل، من أجل خدمة الفكر العربي وقيمة الشاعر.
4- قصيدة النثر العربية الحديثة يجب أن تعتمد بالدرجة الأولى على الوعي والفهم بدقة.
ولندع المجال للقائلين: وما أدراك ما قصيدة النثر!.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكامل النقص
- التواصل وعقدة المأساة
- المتوازي.. المتعاكس
- المرأة بين العرض والطلب
- سنديانة الرعب
- كيمياء الديمقراطية
- لمشكلة تشابك التشبيهات
- الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب
- اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الجدل ينفي قصيدة النثر