أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - الثقافة الوطنية العراقية: الحصن الأخير للدفاع عن المصالح الوطنية















المزيد.....

الثقافة الوطنية العراقية: الحصن الأخير للدفاع عن المصالح الوطنية


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


تحتل الثقافة الوطنية أهمية خاصة في ظل ألازمة لسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإنسانية التي تعصف ببلادنا في الوقت الراهن , ويمكن التعرف على معالم هذه ألازمة العامة والشاملة من خلال ألخطاب السياسي والثقافي والفكري للقوى والأحزاب السياسية و المنظمات الاجتماعية والمراكز والقيادات الدينية ,وتتمظهر هذه ألازمة على الصعيد الفكري والثقافي والمعرفي بشكل عام , عبر ظاهرة الهجوم الواسع الذي تتعرض له الثقافة الوطنية في ظل هذه التطورات المتلاحقة والهجمات العدوانية من قبل الظلامين والتكفرين التي تستهدف القيمة المعرفية للعمل الذهني الإنساني الوجداني ومجمل السلوكيات والقيم والمعارف والأفكار الإنسانية التي تشكلت في مجرى الإحداث والتطورات على مدى تاريخ تطور المجتمع العراقي .
لقد فعلت هذه الإحداث المضطربة و العاصفة فعلها في تقسيم الثقافة إلى مسميات ثقافية عرضية تعبر عن مصالح وتصورات جهورية بعيدة كل البعد عن الثقافة الإنسانية للمجتمع العراقي , وجاءت هذه الثقافة الجهوية الانعزالية كرافعة فكرية للخطاب السياسي الطائفي والاثني العنصري المتشدد , وشخصت في ذات الوقت طبيعة القوى السياسية الرامية إلى اغتصاب السلطة وطبيعة الصراع الدائر فيما بينها , فهذه القوى الرامية للاغتصاب السلطة والساعية لفرض أرادتها السياسية بقوة السلاح قد أنتجتها هذه الثقافة الجهورية , من خلال تسيد ثقافة العنف والتميز والإلغاء والإملاء التي عانى منها الشعب العراقي على مدى 40عاما بدرجات متفاوتة , والتي يعاد إنتاجها اليوم على طريقة الاستبداد الشرقي الحديثة عبر استخدام مختلف الأساليب النازية والهتلرية و طرق ووسائل الأنظمة الشمولية المقبورة .
إن ما يجري في بغداد ومدن العراق الأخرى يمثل جزء لايتجزء من هذه الثقافة الطائفية والاثنية والعرقية المغرقة بالدموية , التي يسعى أصحابها الى جعلها الثقافة البديلة للثقافة الشوفنية الصدامية الدموية , وترمي هذه القوى من خلال فعالياتها ونشاطاتها الإجرامية الى إشاعة ثقافة العنف الطائفية في ظل ألازمة المعرفية التي يمر بها المجتمع العراقي , والتي يمكن تحديد سماتها العامة بالقضايا التالية :
أولا : انتشار الأفكار الغيبة والخرافات في أوساط الطبقات الكادحة المسحوقة والشغيلة وأقسام واسعة من الطبقات الوسطى التي تشكل فئة المثقفين نسبة كبيرة منها , وجرى العودة إلى عادات وتقاليد عفى عليها الزمن وتم تجاوزها قبل ثلاثين عاما كالسحر والشعوذة والخرافات .
ثانيا : يلعب الخطاب السياسي اللاهوتي الطائفي , ألدور المحرك لجمهرة واسعة من قطاعات الشعب والتي بات خطابها الثقافي بعيدا كل البعد عن جذور الثقافة الوطنية العراقية , التي بنيت على أساس التسامح الاجتماعي والخلاف والاختلاف والتنوع في إطار الوحدة الوطنية على مدى عشرات السنين الماضية , وسبقها أيضا التعايش الحضاري على مدى الالاف السنين .
ثالثا : جرى أجبار جمهرة واسعة من الجماهير الشعبية على منح عقولهم إجازة مؤقتة بواسطة الترهيب والترغيب وتغليب المقدس على المدنس واستخدام الإرث الرجعي والأساليب التي استخدمتها الديكتاتورية الفاشية من التجهيل وعزل جمهرة واسعة من الإطلاع على المعارف العلمية .
رابعا : فرض خطاب سياسي فكري محدد على الجماهير الشعبية المسحوقة والمغلوب على أمرها , ومنعتها من تحديد مواقفها الواضحة من القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية وتكفير الأصوات المعارضة لهذا الخطاب الطائفي السياسي. خامسا : إقصاء ثقافة الاختلاف والتعديدية وفرض ثقافة الواحدة الشوفنية الشمولية وتاطيرها بإطار مقدس . وقد فرضت على الملاين بصورة ديماغوجية واستغلال ألازمة البطالة والفوضى لتجنيد مئات ألاف لصالح هذا الخطاب من اجل أقصاء الأخر عبر التهجير الطائفي المتواصل يوميا وفرض ذلك عليهم بقوة السلاح لترك مناطق تواجدهم وسكناهم ودفعهم دفعا للمشاركة في العنف الطائفي .
إن هذا الوعي الاجتماعي المتشكل في زمن الديكتاتورية الصدامية وفق تدخل ثقافة البناء الفوقي الشوفنية المشوه المبني على أسس سياسية القفزات الغير محسوبة في التطور الاقتصادي الاجتماعي السياسي المختل , قد جرى في إطار سياسية طائفية متخبطة تم التخطيط لها عبر الخطط التنموية الانفجارية التي أفقرة جماهير الشغيلة والكادحين المسحقوين وحرمتهم من التزود بالمعارف العلمية والإطلاع على منجزات الثورة العلمية والتقنية التكنولوجية في كافة المجالات ,مما أسهم في تدني وعيهم الاجتماعي وساعد في تقويض إمكانياتهم و جعلهم فريسة للأفكار الغيبية والتكفيرية والظلامية وأفقدهم وسائلهم التنظيمية و السياسية والاجتماعية التي ولدت عبر تراكم منجزات التطور الاجتماعي للمجتمع العراقي , حيث لم تجد هذه القوى الاجتماعية وسيلة فعالة لدفاع عن مصالحها في ظل القبضة الحديدية للدولة التي سحقت إي تنظيم يقع خارج سيطرتها , مما سهل من فرض سيطرة البرجوازية الطفيلية والبرجوازية البيروقراطية اللذان يعتبران المالك الحقيقي لرأسمالية الدولة العراقية في ظل الديكتاتورية الصدامية المقبورة .
كما أداة تلك السياسات الديكتاتورية الفاشية وما لحقها من انهيار دراماتيكي واحتلال ومحاصصة طائفية إلى فرض واقع جديد على الثقافة الوطنية العراقية , وأدى إلى فسح المجال للقوىالظلامية والسلفية التكفيرية لرمي كامل ثقلوهما خلف الجهل والتكفير والطائفية والقتل على الهوية وأستخدم كل العناصر البالية من التراث القديم الجاهلي , لقتل المثقفين وعوائلهم ومحاربة أفكارهم العقلانية والعلمية والإنسانية ,لفرض الأفكار اللاعقلانية والجهل والتخلف والظلامية وطلائمها بالطلاء المقدس وجعلمها حاضنة للثقافة الطائفية الجهوية ,وتسويقها برداء مقدس وهالة براقة , واعتماد تلك الطلاسم لتصفية كبار العلماء والشيوخ والأعلام والطاقات الإبداعية والعلمية تحت ذريعة التكفير والإلحاد للإلغاء كل ماهو عقلاني موروث من الثقافة الإنسانية .
إن الحديث اليوم عن جعل الثقافة الوطنية الحصن الأخير للمصالح الوطنية , يتطلب توجيه الأعلام لمواجهة الفساد والفوضى والجهل والتكفير والإرهاب , فالمطلوب من الأعلام محاربة كل هذه الأمراض والتأسيس لثقافة وطنية جديدة مهمة المثقف العراقي فيها العمل على كسر حاجز الصمت والخوف الذي ساد على مدى خمس وثلاثين عام ,وخلق روح التحدي التي تضع المثقف في معمعة الأحداث وتفاصيلها , و كسر احتكار السياسي للسلطة السياسية وتحكمه في القرارات المصيرية منذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة ولربما سبقها بمئات السنين , إي منذ تأليه السلطة وتدثيرها بالرداء المقدس لمنحها الحكم المطلق والتسلط الأبوي والروحي على رقاب البلاد والعباد.
وعلى المثقف العراقي إن يكون في مقدمة الصفوف المناضلة من أجل تغير الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المعقدة التي تنذر في تمزيق الوطن والإطاحة بوحدته في مختلف السبل والأشكال, وإن ينظم نفسه ويوحد صفوفه ويوحد منظماته النقابية والمهنية والإبداعية , للعمل على طرح خطاب ثقافي وطني موحد قادر على إفشال الخطاب الثقافي الطائفي والاثني الذي يعمل أصحابه على استخدام الحق لفعل لباطل في ظل الفوضى واختلال الموازين وتغيب العقل وأزمة المعرفة الذي أنتجها التجهيل والاختراق والتراجع والاحتلال وما تعرض له الوطن من هزائم عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية في الأربعين عام الماضية .
على الرغم من ما تعرضت له الثقافة الوطنية العراقية وتتعرض له اليوم من هجمة ظلامية تستهدف مختلف عناصرها , تكويناتها ورجالاتها وتلاوينها وأنتمائتها من أجل تقويضها وشلها والاستعاضة عنها بالثقافة الطائفية والعنصرية والاثنية واللاوطنية والبعيدة كل البعد عن هموم الناس وطموحاتهم الحقيقية وأحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية . فقد أصبح للثقافة الوطنية أهمية بالغة في الدفاع عن مصالح الشعب ورفض السياسات الدخيلة والأفكار العنصرية والظلامية والطائفية , والدعوة للتسامح والمصالحة والالتقاء على الأهداف المشتركة النبيلة المعبرة عن القضايا الوجدانية للشعوب المتآخية في بلاد الرافدين .
[email protected]



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى البناءة والازمة العراقية المركبة !!؟
- حوارات هادئة حول مشروعي وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ا ...
- أتحاد القوى أليمينية ينتصر في الانتخابات السويدية
- المثقفون العراقيون في مواجهة الارهاب
- تقسيم العراق والاستراتجية الامريكية
- ثقافة التسامح وجريمة الانفال!!؟
- الاغنية العراقية والمستقبل المجهول
- مهزلة لحرف الانظار عن الشرق الاوسط!!؟
- هل كذب أيهود أولمرت !!؟
- المطاردون رواية تسجيلية أنصارية
- فيدرالية الوسط والجنوب ومفترق طريق الوحدة الوطنية!!؟
- الشرق الاوسط الجديد... أعلان للحرب المفتوحة على الشعوب!!؟
- توازن الرعب ...والحرب الاقليمية المحتملة
- الرياضيون العراقيون من محنة الديكتاتورية الى طامة الارهاب
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي ... الاشتراك ...
- انتفاضة معسكر الرشيد ...قراءة الماضي لمعرفة الحاضر واستشراق ...
- أضواء على مشروع المصالحة والحوار الوطني
- عزيز السماوي...شاعر القصيدة الشعبية الملحمية المبدع
- ..الوصع السياسي الراهن ومهام القوى الديمقراطية العراقية
- كمال سبتي طائر الجنوب الرمادي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد لفته العبيدي - الثقافة الوطنية العراقية: الحصن الأخير للدفاع عن المصالح الوطنية