أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبوبكر الأنصاري - الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية















المزيد.....

الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية


أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل


الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بريطانيا وامريكا وفرنسا وفي ظل الاستعمار الفرنسي لدول شمال إفريقيا استطاع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر أن يقنع قادة الدول المغاربية وممثلي مكتب المغرب العربي الذي يعد منسيقة لقوى التحرر في دول المغرب والذي كان يتخذ من القاهرة مقرا له ، أن يبعدوا الطوارق عن الطريق الذي يوصلهم للحصول على دولة مستقلة .
حتى أن عدم إعترافهم باستقلال موريتانيا ووقوفهم ضد مشروع قيام الدولة الموريتانية مرده الفكرة التي أشاعها الزعيم الشنقيطي المختار ولد داده مشروع دولة البيضان التي تضم العنصريين الأبيضين في غرب إفريقيا العرب الحسانيين والطوارق وتشمل كل من موريتانيا والصحراء الغربية وإقليم أزواد في شمال مالي وآير في شمال النيجر ,وهو ما جعل القوميون العربية جمال عبد الناصر وحزب البعث بقيادة ميشيل عفلق والمحافظين العرب آل سعود وأمير اليمن يحي حميد الدين يتصدون لهذا المشروع داخل الجامعة العربية ويصفون قادة قبائل الطوارق المؤيدين لهذا المشروع على أنهم عملاء لفرنسا يطعنون ثورة الجزائر في الظهر ويضعفون مقاومة العرب في مواجهة الغرب المستعمر الذي زرع دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي.
وأمام وقوف جمال عبد الناصر وولي العهد السعودي الأمير فيصل بن عبد العزيز والملك محمد الخامس وقادة حزب البعث ضد الفكرة وجد نوري السعيد رئيس الحكومة العراقية الهاشمية نفسه وحيدا في مساندة مشروع فرنسا الجمهورية الصحراوية الكبرى الممتدة من النيجر إلى موريتانيا والصحراء الغربية مرورا بشمال مالي وجنوب الجزائر.
وفي موازاة ذلك ظهرت قيادات إفريقية قدمت نفسها على أنها صديقة للعرب مثل الزعيم السنغالي سنغور ورئيس مالي موديبو كيتا ورئيس ساحل العاج الذين التقت مصالحهم مصالح القوميون والمحافظون العرب في الحيلولة دون قيام دولة البيضان " الحسانيين والطوارق " .
وكان الرئيس الفرنسي شارل ديجول هو الآخر يغازل العرب بسبب ثرواتهم النفطية وفتح أسواق لشركات السلاح الفرنسي حتى لا يترك للاتحاد السوفيتي السوق العربية للسلاح فقرر عام 1958 أن يلتقى ببعض القيادات المنطقة للاتفاق على تقسيم المنطقة على أساس تصوير الطوارق على أنهم الخطر المشترك بين إفريقيا السوداء والدول العربية وفرنسا فالطوارق لن يقبلوا حكم السود عليهم فالسيد المالك الآف العبيد لا يمكن أن يحكمه زنجي لأنه يجيد الفرنسية أكثر منه أو مقرب من صنع القرار الفرنسي و لايمكن ان يحكمه عربي لأنهم تعودوا حماية القبائل العربية من سطوة بعضها بعض كحماية البرابيش من سطوة الرقيبات وحماية أهل الساحل الموريتاني من أهل القبلة كما أنهم رفضوا مساندة فرنسا ضد ألمانيا وهو مبعث حقد شارل ديجول ضدهم .
قسمت الحدود بطريقة ظالمة ومجحفة ضد الطوارق ففرنسا ترى أنه لا مشاكل في المستقبل فالعرب لن يناصروا قضية الطوارق كما فعلوا مع القضية الفلسطنية وإفريقيا السوداء كلها ضد الطوارق لأنها ترى في كل مصيبة تحل بشعب أبيض في إفريقيا قصاص عادل من الإنسان الأبيض الذي ظل يستعبد ويبيع أخوه الأسود لهذا السبب وليس لغيره صيغ ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية " عدم المساس بالحدود المتوارثة عن الإستعمار " الذي قسم البيض الطوارق بين دول بعضها أبيض كالجزائر وليبيا وبعضها أسود مثل مالي والنيجر بينما كل الشعوب السوداء الأخرى منحت دول مستقل بها كالهوسة في النيجر والموشي في بوركينافافسو بل حتى التعدد العرقية للدول السوداء فيها عادلة بين السود أنفسهم دولة مالي مثلا عادلة بين البمبار والسنغاي والفلان والملنكي لكنها ظالمة مع الطوارق والعرب البيض كما أن أريتريا السوداء أستطاعت الاستقلال عن إثيوبيا بينما البيض الطوارق ممنوعون إفريقيا من الاستقلال بموجب ميثاق الوحدة الأفريقية .
ستة وأربعون عام من حكم مالي للطوارق وبعد ثورتين قمعتا بمساعدة الدول العربية وبتكالب إفريقيا السوداء فإن المعركة المقبلة ستكون حرب تحرير واستقلال الطوارق ولن يراعوا فيها مصالح العرب أو غيرهم لأنهم ملوا نصرة القضايا العربية من جهة ومؤامرة الدول العربية مع مالي ضدهم ففي عام 1991 غنمت الجبهتان الشعبية لتحرير أزواد والجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد التي ظلمها العرب أكثر من أي طرف حيث زعموا أنها فرع للجبهة الإسلامية للانقاذ فقط لأنها أردفت الإسلام إلى جانب العروبة في تسميتها غنموا أسلحة ومعدات عسكرية مقدمة من مصر العروبة بلاد الكنانة لجيش مالي لقتل الشعب الطوارقي والعربي الحساني في ولاية تمبكتو التي ظلت تسمي نفسها عاصمة العرب في إفريقيا وتفتخر بماضيها العربي وعلاقاتها بمصر والمغرب والحجاز يقتل أبنائها بسلاح مصر مقدم لمصر لقتل عرب المنطقة وطوارقها .
لقد برز تفكير جديد في المنطقة يدعوا لتجاهل البعد العربي وعدم الأخذ يعين الاعتبار مصالح العرب حكومات أو غيرها فالعرب طيلة 46 كانوا مع مالي ضد الطوارق بل حتى العقيد معمر القذافي الذي كان الطوارق يسبحون بحمده لم تعد له تلك المكانة بينهم بعدما تخلى عنهم عام 1991 وتركهم فريسه للرباعي المعادي لهم مالي – الجزائر- النيجر- فرنسا وذهب أبعد من ذلك حيث أنقلب على نهجه التحرري وصار حليفا استريجيا لمالي فأشترى أكبر فنادقها فندق الصداقة لامتي ومول مشاريع التمنية في مالي وأسس الاتحاد الافريقي وجعل على رأسه الفا عمر كوناري الرئيس المالي الملطخة يداه بدماء الطوارق كما برز تيار يعتبر القذافي متلاعب بمصير الطوارق وغير راغب في أن يكون لهم دولة مستقلة وهذا ما يفسر عدم استماع حسن فكاكا لنصائح القذافي في مهرجان تمبكتو حيث حاول ثنيه عن محاربة مالي وعرض عليه الملايين ليعود إلى مالي لكن حسن فكاكا رفض وشن هجومه يوم 23مايو على كيدال.
أما الجزائر فلم تحلم قط بصداقة الطوارق فهي من باع قادة ثورة كيدال عام 1962 وسلمتهم لمالي رغم دورهم في الثورة على فرنسا لنصرة الجزائر وبلغ بها نكران الجميل أن وسائل الإعلام الجزائرية ومؤرخو الثورة لا يأتون أبدا على ذكر دور الطوارق بل بعضهم ينسب الدعم الخارجي لمالي ورئيسها موديبو كيتا في إشارة إلى نكران واضح للجميل فالرئيس عبد العزيز بو تفليقة لا يذكر الطوارق إلا عندما يكون مقبل على انتخابات رئاسية يزور مناطقهم ويذكرهم بماضيه معهم وإيوائهم له وعندما يفوز تعود حليمة لعادتها القديمة نكران فضلهم على الثورة الجزائرية والوقوف مالي والضغط عليهم ليقبلوا باتفاقيات مذلة كالاتفاقية الأخيرة التي لا تستحق أن تسمى مذكرة تفاهم فقد أفقدت الطوارق حقوقا كسبوها بالسلاح أخذتها منهم الجزائر بالسياسية المؤيدة لمالي.
مغربيا لقد كان المغرب مسؤولا عن عدم تحالف قبائل ولاية تمبكتو التي كان العرش الشريف المغربي يرتبط بروابط البيعة مع رؤساء قبائلها فأقنعهم بأن مغرب كبير يضم أزواد وموريتانيا والصحراء الغربية كما منعهم المغرب من مساندة البولساريو للتخفيف من دعم الجزائر لمالي التي تريد إبادة الطوارق من الوجود وعلى المغرب أن يختار بين ان يدعم الطوارق ليسحب البساط من تحت أقدام الجزائر ويكون للملك المغربي مكانة لدى الطوارق كالتي كانت للقذافي ليضمن ولاء البربر المغاربة للأبد أو يترك البرابيش العرب الحسانين يساندون البولساريو ويفقد العرش العلوي مكانته في المنطقة علما بأن اليهود المغاربة الطرف القوي في المعادلة الداخلية المغربية يؤيدون الطوارق وبالتالي يصبح وضع الملك الجديد عند رعاياه اليهود المغاربة أقوى من سلفه ويضمن خنق القضية الصحراوية من طرف اليهودي في أمريكا.
بقي أن الحكومات العربية ارتكبت أخطاء فادحة في سياساتها حيال الطوارق فمن المعروف أن الطوارق يعتبر كثير منهم نفسه عربي أو من أصل عربي رغم أن الأمازيغ أقوى حليف للطوارق فلم تمتد المشاعر المعادية للعرب نحو الطوارق وفي الصراع العربي الإسرائيلي كان الطوارق دائما مع العرب بحجة أن الإسلام الذي يجمعهم مع العرب أقوى من السامية التي تجمعهم مع اليهود ثم إنهم يقيسون علاقاتهم مع العالم العربي بعلاقاتهم مع العرب السحانيين البرابيش والموريتانيين وهي علاقة جيدة ومبنية على أحلاف ومعاهدات متجذرة لكن مواقف الحكومات العربية المؤيدة لمالي قد تدفع الطوارق للبحث عن حلفاء أخرين في الغرب كحلف شمال الأطلسي واللوبي الإسرائيلي والتحالف مع قوميات تتعرض لذات الوضعية ويهملها العرب مثل الأكراد والبشتون والفرس وعندها قد تتحسن أوضاعهم وينالون الاستقلال لأن الدول العربية أثبتت أنها ليست حليفة لهم وغير مكترسة بمعاناتهم





#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوارق الرقم الأصعب في المعادلة المغاربية
- الانقلاب الصحفي
- وئام الشجعان
- فشل اتفاق السلام بين مالي والتحالف الديمقراطي من أجل التغيير
- الشرق الأوسط الجديد
- 11 كارثة كونية ضرب الأقليات باسم مكافحة الإرهاب
- معاناة كيدال وجرح الطوارق :قائد المقاومة يدعو القوى الكبرى ل ...
- كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة ...
- الطوارق وطن بلا حدود وقمع بلا قيود


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبوبكر الأنصاري - الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية