تقرير عن مساهمة التيار الوطني العراقي في مؤتمر جاكارتا العالمي للسلام 19 ـ 21

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   
29/5/2003  

                  

  اعتبرت مبادرة عقد مؤتمر جكارتا العالمي للسلام خطوة مبكرة ، قياسا إلى تطور الأحداث منذ العدوان الأمريكي الذي انتهى باحتلال العراق وسقوط نظام حكمه  الشمولي المستبد  ، ولاشك أن الآراء  قد ذهبت باتجاهات متعاكسة ، فهنالك من كان يعتقد بأن الوقت لم يحن بعد حتى تبادر القوى المضادة للحرب وقوى مناهضة العولمة إلى عقد اجتماع من هذا النوع قبل أن يمر وقت كاف تتسنى فيه الفرصة لتقييم النتائج المترتبة على الغزو الأمريكي للعراق ، بينما كانت بعض الشخصيات والقوى الأخرى قد مالت لتبني رأي آخر ، وانطلق هؤلاء من الاعتقاد بضرورة اتخاذ موقف من الحرب بأسرع ما يمكن ، وهذا الرأي بلا شك كان يجعل من المؤتمر بحد ذاته فرصة للتداول والتقييم .
   وقد كان التيار الوطني الديمقراطي العراقي قد علم بالمداولات الأولية المتعلقة بالمؤتمر في وقت مبكر ، وأُبلغ بواسطة أحد قادة واحدة من الحركات الأوربية بنية عقد مؤتمر، بدأت فكرته تدور أولا حول موضوع إعادة الإعمار ، وإذا ما كان المطلوب تأييد الرأي القائل بضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دورا في إعادة إعمار العراق أم أن هنالك إمكانية لطرح فكرة أخرى مفادها أن إعادة الإعمار يجب أن تكون من اختصاص العراقيين أنفسهم ، ولم يكن تيارنا بعيدا عن مناخات حركة مناهضة العولمة  ومن بين حركات وقوى عربية قليلة كان تيارنا من بين  المؤسسين  لحركة مناهضة العولمة عربيا وشاركنا قبل قرابة سنتين بالتوقيع على البيان التأسيسي للحركة المذكورة عند صدوره في بيروت .
   غير أن الفترة اللاحقة ،لم تعرف انخراطا من قبل التيار في النشاطات والمؤتمرات  التي أقامتها الحركة المذكورة أو حركات مناهضة الحرب عموما ، وظل هنالك ما يفصل بين التيار الوطني ومجمل التيار الوطني العراقي المعارض وبين تجليات هذه الحركة ، وهو ما ينبغي إيضاحه بهذه المناسبة ، فكما هو الحال في الكثير من المجالات وميادين عملنا كانت هنالك مشكلات تصادم مع غالبيه القوى أو التيارات الأحادية سواء منها التي تناهض الحرب وتقف ضد الولايات المتحدة وحسب أو تلك التي انحازت صوب المشروع الأمريكي بالمطلق ، وتحولت إلى جزء منه ومن وسائله وأدوات تبريره ، ومن المعروف أن هذا الاستقطاب هو من أهم ما ميز ويميز إلى اليوم تجربة العراق والمجابهة التي فرضت على شعبه على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية .
  ويعتبر تيارنا هذه الحالة جزءا من مهماته الصعبة ، وهو ينظر إليها على أنها ظاهرة من ظواهر النقص والقصور التي أخذت تشمل اليوم مجمل الأفكار والتوجهات العالمية وتطبعها بطابع يشكل أحد أهم الأسباب التي تستمر بالارتكاز إليها حالة الاستقطاب المخيمة على عالمنا في الوقت الراهن ، ومع أن الأحادية هي من الظواهر القديمة والراسخة في الحياة السياسية وكانت موجودة في أقرب تجلياتها خلال عهود سيادة الإيديولوجيات ، غير إنها أخذت تستند في الحقبة الحالية من تاريخ العالم إلى ما هو أدنى حتى من التبريرات التي كانت تدعم المواقف الإيديولوجية الصرف . ومع الفوضى السائدة في مجال الأفكار ، تطفو في الآونة الأخيرة  موجة من البدائية والعاطفية الفجة ، ويسود الاحتكام إلى الغرائز والمحركات الأولية  ، ويغيب المنطق والحكم العقلاني .
  ولان القوى الرئيسية المتحكمة بالواقع هي التي تقف وراء هذا النوع من الانحياز ،فان نظرة ومواقف تيارنا تظل عرضة لإسباغ مرض الآخرين عليها بالتبادل وبينما يردد الملتحقون بالمشروع الأمريكي نغمتهم المعهودة عن سعي تيارنا إلى إطالة عمر النظام يعمد أولئك الذين لا يرون من وجوه مقاومة الإمبريالية الأمريكية غير خطاب الدكتاتورية المقيتة تقصيرا ينطوي عليه موقفنا وخطابنا خاصة لجهة استقامة موقف العداء الذي نتبناه إزاء المخططات والمشاريع الأمريكية لانهم يرهنون مقاومة تلك المخططات بالدكتاتورية ويعتبرونها مثال تجسيد الموقف المناهض للإمبريالية ، بينما ننظر نحن للدكتاتورية بمقت ورفض قاطعين ، ناهيك عن كون تلك الدكتاتورية أو فلولها المتبقية تشكل  عقبة  بوجه المقاومة الوطنية الشاملة ولهذا فنحن نشترط زوالها واختفائها من الوجود لكي يستقيم  ويكون مثمرا ولصالح الشعب أي عمل وطني وديمقراطي فعال ومناهض حقا للإمبريالية.
   خلال مسار عملنا ، كنا نريد تكريس موقف لا يمتاز بالتبسيط الأحادي المريح لأصحابه ، وراهنا دائما على الحقيقة التاريخية المعاشة والناشئة في العالم وفي العراق ، وبينما كنا نعتقد أن اللحظة الراهنة تنطوي على نهاية توجهات الرؤية الأحادية فلقد سعينا جهدنا للحفاظ على مواقعنا حيث وجدنا الفرصة متاحة للتعبير عن رؤيتنا التي ثبت بالملموس والمعاش اليوم إنها الأكثر انطباقا على الواقع ، وهاهي الحقائق الماثلة في العراق تؤيد اليوم  تداخل وتلازم قضيتي الديمقراطية والتحرر الوطني ، فلا يستطيع أحد من المحتلين أو القوى الأحادية المرتبطة بالمخطط الأمريكي ولا النظام الدكتاتوري المقيت وبقاياه ما يجعلهم قادرين على الفعل في الواقع وبقدر ما تثبت التجربة التقاء الطرفين المذكورين على وجهي العملة فانهما يزدادان عزلة وإفلاسا بمقابل نمو الإرادة الوطنية والمبادرة الشعبية الذاتية والحرة للشعب العراقي .
    ما هو في الحقيقة الموقف الذي يطابق اليوم مصلحة العراق والشعب العراقي ، وهل أن مؤتمرا مثل مؤتمر جكارتا العالمي للسلام يستحق بالنسبة لقوى وطنيه عراقية اهتماما ويستوجب المشاركة ؟ أول ما وضعناه في حسباننا بهذه المناسبة خبرتنا و إرادتنا التي لاتكل في السعي إلى الانخراط ضمن تيار عالمي ناهض يعادي المخططات الإمبريالية الأمريكية ويمثل أساسا لأممية شعبية عالمية تمتد على المعمورة كلها ، وفي هذا المؤتمر بالذات حضر ممثلون من 26 بلدا من بلدان العالم جاءوا من كافة القارات ، وعلى الرغم من أن المسالة المحورية في المؤتمر هي العراق الذي احتل صدارة شعاراته من زاوية )) الحرب على العراق وماذا بعد؟ (( وان الميل الغالب والحالة هذه على توجهات المؤتمر كانت منصبة على جانب إدانة العدوان الأمريكي إلا أن هذه الناحية بالذات يمكن اعتبارها محفزا قويا يدفع  للمشاركة فلقد تسنت لوفدنا فرصة لعب دور هام في ترشيد قرارات وتوجهات المؤتمر وخفف في الجوهر من غياب العنصر الهام في أعماله والتي كانت لابد أن تتمثل في  إدانة جرائم الدكتاتورية المنهارة وان تدين ممارساتها المهولة ولا تغفل عن مسالة المحاسبة العادلة للنظام ورموزه خاصة بعد ما كشف من جرائم جسدتها المقابر الجماعية والتصفيات الرهيبة .
   في المناقشات الجانبية قيل بهذا الخصوص أن التأكيد على حق الشعب العراقي في عقد مؤتمره التأسيسي  الدستوري ـ قرار اتخذ بطلب من وفد الوطنيين العراقيين ـ يتضمن إحالة الموقف والحكم بهذا الخصوص إلى الهيئة الدستورية العراقية القادمة فهي صاحبة الحق في مثل هذا القرار، ومن جهة أخرى فإن قرارا آخر ورد في النصوص المنشورة قد الزم المؤتمرين بالقيام بنشاطات مراقبة لحقوق الإنسان ولمختلف جوانب الحياة في ظل الاحتلال على أن يتم ذلك بالتعاون مع قوى المجتمع المدني والقوى السياسية العراقية المناهضة للاحتلال ، وهذا القرار يستثني النظام ومن يمت له بصله من التعامل ، كما أن المؤتمر اتخذ قرارا بتشكيل لجنة متابعة تنفيذية من خمسة أشخاص سيكون لنا حضور فيها ، وهو ما يضمن عمليا صلة وثيقة للقوى الديمقراطية العراقية بإطار عالمي فعال من جهة ويحقق هدف إدراج جرائم النظام لاحقا في جدول أعمال هذا الإطار وهو ما ينوي الوطنيون التأكيد عليه في كل مناسبة .
  بما أن  التيار الوطني كان في الأصل من المتابعين لفكرة عقد المؤتمر منذ بدايتها واشترك في إنضاجها واعتبر طرفا أساسيا في التحضير للمؤتمر، وهو من أوكل إليه ترشح المدعويين من المنطقة العربية ، فلقد تمتع أيضا بامتياز يستوجب منا توجيه الشكر إلى المنظمين وبقية الوفود خاصة وانه قد منح امتيازا من بين كافة الوفود العالمية التي لم يتجاوز تعداد أكبرها العضوين ، بينما تقرر أن يكون عدد أعضاء الوفد العراقي ( وليس وفد التيار ) أربعة شخصيات  ، منهم سماحة الشيخ الجليل مهدي الخالصي وعبد الأمير الركابي وسعد مالكي وفارس وهيب ، إلا أن الشيخ الخالصي تعذر حضوره بسبب إشكالات  فنية قاهرة ، بينما لم يتمكن فارس وهيب من الحصول على تأشيرة دخول إندونيسيا وبعد أن وصلته الدعوة الرسمية ، احتارت السفارة الأندنوسية  في اليابان حيث يقيم ، في كيفية التعامل مع جواز سفره العراقي  بعد أن اصبح جوازا من دون دولة واعتذروا له معربين عن أسفهم وعجزهم إزاء حالة فريدة ومؤلمة ، مما جعل الوفد يقتصر على كل من عبد الأمير الركابي وسعد مالكي .
   من أهم ماركزت عليه قرارات المؤتمر إدانة الحرب العدوانية الأمريكية على العراق واعتبار الاحتلال غر عادل وغير شرعي والمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية  الفوري من العراق ، كما اقر العمل على تشكيل محكمة لمتابعة جرائم الاحتلال وحملت الولايات المتحدة مسؤولية الخراب والتدمير الذي ألحقته بالبنية التحتية وبالمرافق العامة العراقية وبأوضاع العراقيين الاجتماعية والسياسية والنفسية ، وهذه قرارات اجمع عليها المؤتمرون  ، في حين اقترح وفدنا على المؤتمر دعم قيام ))مؤتمر وطني تأسيسي عراقي مستقل  ((يكون مصدرا للشرعية و,يؤسس لبناء الدولة العراقية ، وقد اقر هذا الاقتراح وورد في القرار الخاص بالعراق ، كما اقترح الوفد عقد مؤتمر عالمي لقوى السلام والقوى المناهضة للعولمة  في بغداد ، وكما في ديربي وبورتي إليغري والمؤتمر العالمي القادم في بومبي في الهند ، طالب الوفد العراقي بذهاب الملايين من أرجاء العالم إلى بغداد من أجل دعم حق العراقيين في إقامة مؤتمرهم التأسيسي  العام والتعبير عن إرادتهم الحرة في إدارة شؤونهم بعيدا عن تدخل المحتلين ولإدانة الاحتلال والمطالبة برحيل المحتلين ،وقد اقر هذا الاقتراح نصا وسيناقش في مؤتمر بومبي ، كما سيعلن عنه في تجمع القوى المناهضة للعولمة في جنيف بعد بضعة أيام حيث سيحضر ممثلو التيار الوطني هناك ويعيدوا مطالبتهم بما أقر في مؤتمر جاكارتا خاصة لجهة دعم المؤتمر الوطني التأسيسي المستقل .
  اقترح الوفد العراقي أيضا دعم حق الشعب العراقي في إقامة تنظيماته و أطره الذاتية المستقلة عن تدخلات المحتلين أو من يمثلونهم وقد اقر الاقتراح وتحول مثل الاقتراحات الأخرى إلى قرار نص علية الإعلان العام وكذلك الخاص بالعراق مع إضافة دعوة الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة للقيام بما يلزم لدعم الشعب العراقي ومساندته في سعيه لتجسيد إرادته الذاتية الحرة وصولا إلى قيام مؤتمره الوطني التأسيسي الدستوري .
   واضح أن إنجازا كبيرا قد تحقق في جكارتا لمصلحة العراق وقضيته ومع القرارات المذكورة أعلاه فان أهم ما تحقق هو العمل الذي سيكون قيد التنفيذ لاحقا ، والموقع الذي احتله الوطنيون العراقيون وخاصة في مجال إمكانية توجيه مجمل مقاربات  هذه الحركة العالمية الكبرى والهائلة الاتساع والتأثير للمسالة العراقية في هذا الظرف بالذات ، فلقد تم بهذه المناسبة ربط القضية العراقية بآلية عالمية هامة للغاية يمكن أن تساعد كثيرا نضال شعبنا وتقدم له الدعم والمساندة السياسية والمعنوية والمادية في الظروف العسيرة التي يمر بها اليوم ، وهنالك على الأقل وعلى سبيل المثال لا الحصر موضوع الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني تأسيسي عراقي مستقل وهي فكرة كانت قد عرضت في السابق وجرت المناداة بها من دون أن تجد الاستجابة الضرورية .
    ومع أن مبادرات مثل تلك التي أطلقها في هذا السياق ملك البحرين قد شكلت تعبيرا عن وجاهة وضرورة تلك الدعوة ، إلا أن النتائج التي تحققت في مؤتمر جاكارتا لا في القرارات فحسب بل في ما اتفق عليه من متابعات لاحقه قد وفر أساسا مهما لإطلاق هذه الدعوة والانتقال خطوة أخرى نحو تحويلها إلى مشروع عملي ، ولابد الآن من الانتقال إلى بحث ضرورة تشكيل ))لجنة تحضيرية للمؤتمر التأسيسي الوطني العراقي ((  وهو ما سيجري حوله تداول بين الوطنيين العراقيين المناهضين للدكتاتورية وللاحتلال الأمريكي ، أن خطوات الاحتلال والقرارات المتخذة أخيرا في المنظمة الدولية المكرسة للاحتلال ، قد أنضجت الظروف بسرعة لصالح هذه الدعوة ، وبينما يعلن الأمريكيون والبريطانيون صراحة عن كونهم سلطة احتلال ، ويبعدون إلى اجل غير محدد أي توجه لإقامة حكومة عراقية بما في ذلك حكومة مسخ تحت الاحتلال وتأتمر بأوامره ، فان أزمة تلك القوى التي اختارت الالتحاق بالعدوان الأمريكي تصل ذروتها ولا يعود هنالك اليوم من توجه يمكن اعتماده جماهيريا ووطنيا غير ذلك الذي ينصب على الدعوة إلى )) المؤتمر التأسيسي  الوطني العراقي(( .
    التيار الوطني أصبح موجودا في الداخل كما في الخارج وهو مازال يعزز مواقعه داخل العراق لا على طريقة التعامل مع البلاد وكأنها غنيمة للنهب السياسي والمادي عبر توزيع السلاح وشراء الذمم بالمال الحرام و وعد بحكومة السراب بل بالانخراط وسط هموم الشعب وبين الناس ومن أجل جبهة وطنيه واسعة تكون قاعدة للتعبير عن مطامح الشعب بالحرية من المحتلين وبالديمقراطية القائمة على مشاركة كافة قوى ومكونات الشعب العراقي في الحياة السياسية والعامة وبالأخص في مشروع النهوض من الكارثة وتامين مستلزمات طرد الاحتلال واستعادة الإرادة الوطنية أي بإرساء أسس الديمقراطية وفقا للشروط والخصائص الوطنية وانطلاقا من تجربة تاريخ العراق الحديث والمعاصر.
 ومع التطور السريع في وتائر الصراع مع المحتلين فان عمل التيار الوطني يتحول إلى قوة دافعة باتجاه بلورة الموقف الوطني وتصويب الاصطفافات الوطنية نحو مزيد من الفرز بين الموقف الوطني المعادي للدكتاتورية البشعة المقبورة والاحتلال الأمريكي البريطاني وبين بقايا محاولات التشويش الرخيص على الإرادة الوطنية الحقة ومحاولة تزويرها بالاعتماد على دعم الاحتلال وقواه والواضح أن المخططات السياسية المرتبطة بالعدوان والاحتلال قد قبرت ابتداء من مظاهرات الناصرية ومؤتمر خيمة أور واليوم انتهى الأمريكيون إلى تجسيد مأزق خيارهم هذا في قرارات وتغييرات معروفه فلقد أزيح غارنر وطاقمه بطريقة مهينة وجاء مندوب آخر على عجل ليواجه بتصاعد عمليات المقاومة المسلحة وهو يحاول الآن أن ينتهي من مشروع لجنة الخمسة أو السبعة التي أبلغها حسب كل المعلومات بأنها لم تعد تمثل خيارا يعتد به .
   وأهم الانتصارات التي ينبغي العمل على بلوغها هو الانتصار السياسي فهنا تتمثل القاعدة الحيوية للمقاومة الوطنية وانطلاقا من شعار))نحو المؤتمر التأسيسي  الوطني العراقي ((يمكن أن توضع حدود صارمة تفصل بين الخيارات وتعطي لحقوق العراقيين دعما يستند إلى القانون الدولي والحق البديهي مما يدعم رغبتهم باللجوء إلى كافة الوسائل الأخرى الضرورية في حال أصر المحتلون على منعهم من التعبير عن إرادتهم الحرة ولم يستجيبوا لرغبتهم في زوال الاحتلال . ومن هنا فان تركيز الجهد الوطني على هذا الشعار يمثل الآن محورا للعمل الوطني التحرري والمقاوم للاحتلال مثلما هو أيضا المدخل إلى إعادة الحياة الوطنية وإقامة النظام الديمقراطي وبناء العراق الحر المستقل .
   لهذا كان ما تم إنجازه في مؤتمر جكارتا العالمي للسلام هاما جدا ويمثل منعطفا يخدم بقوة قضية نهضة العراق وتحرره وإرساء الديمقراطية  في ربوعه . يبقى أمامنا بالطبع عمل كبير ومتعدد الوجوه وجهد متشعب سيتبع هذا المؤتمر ويترسم قراراته وهو ما يلقي على الوطنيين جميعا مسؤوليات ذات طابع جديد وخلاق قياسا إلى ظروف العمل السياسي العراقي المعتاد في فترة ما قبل الاحتلال .

على هامش المؤتمر :
من الأحداث التي جرت على هامش المؤتمر  اشتراك المؤتمرين في تظاهرة شعبية جرت في العاصمة الإندونيسية ورفعت شعارات الاحتجاج على التدخل العسكري الاندونيسي في مقاطعة "أتشي" ذات الأغلبية السكانية المسلمة  و على الاحتلال الأمريكي للعراق وقد سار المتظاهرون إلى السفارة الأمريكية وعبروا أمامها عن استنكارهم وسخطهم وقضوا قرابة نصف ساعة ثم قرروا السير باتجاه القصر الجمهوري الإندونيسي وهناك تدخلت قوات الأمن وقامت بضرب المتظاهرين كما تم اعتقال خمسه من أعضاء المؤتمر اثنان من استراليا وواحدة من أفريقيا الجنوبية وواحد من كوريا الجنوبية وآخر من إندونيسيا وقد نشرت الصحف الإندونيسية الخبر في اليوم التالي ، غير أن السلطات الإندونيسية  اتخذت قرارا بتسفير من ألقت القبض عليهم وتم ذلك بعد يومين ..
  خلال ذلك قام أعضاء المؤتمر الباقين بالاحتجاج بالذهاب إلى مركز الاعتقال مصطحبين محامين تم تكليفهم بمهمة متابعة القضية على عجل وفي مركز الاعتقال جرى اعتصام استمر لأكثر من أربع ساعات لم يفلح في ثني السلطات الإندونيسية عن قرارها وتم تسفير المعتقلين .
    سنقوم لاحقا بنشر أهم وثائق المؤتمر بعد ترجمتها .

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات