أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله














المزيد.....

تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.تعبنا من الدين السياسي، عبارة لم يقلها علماني ولا لبرالي ولا ماركسي، قالها ، رجل ايراني معمم، مؤمن بكل ما جاء به محمد، كتابا وحديثا وسلوكا وسنة، يؤدي الصلاة والصيام ويقر بجميع الفرائض الاسلامية، ومع هذا اتعبه الدين السياسي، واقعده سجينا اجباريا في دولة ولاية الفقيه.
واذا كان البرجوردي قد اتعبه الدين السياسي، فما حال الناس الذين لا يملكون لا الفرصة ولا الوسيلة للتخلص من الانشوطة الدينية التي تلتف كثعبان مسموم، ليس على جميع انواع النشاط الانساني بشكل عام فقط، انما تكاد تخنق حتى الخصوصات الفردية للانسان، وتسد كل منافذ التنفس، فتتدخل في العائلة وفي الملابس وفي الهوايات وفي العمل وفي الاذواق الفنية والغذائية وفي الاستحمام بل حتى في المعاشرة الجنسية وفي الاغتسال عند ارتياد دورة المياه.
واذا كان الاسلام السياسي قد اتعب الشيخ البرجوردي، فان الناس اتعبها هذا التحجر الديني الاصم، الذي لا يراعي ولا يقر او يقتنع بان انسان اليوم يختلف عن انسان الماضي الغابر، وان ما يصلح من فكر وحديث وسيرة لا يصلح لهذا اليوم، وان كل الكتب المقدسة ما عادت تصلح لا للحكم ولا للحياة، فوسائل وطرق العيش تتغير، واذواق الانسان تتغير وهواياته تتغير، وفكره يتغير، والقيم تتغير بتغير المجتمعات والظروف وشروط العمل. لا شيئ ثابت، كل شئ متحرك، وما هذا السكون الفكري عند الاسلاميين الا دلالة على موت بطئ، وما رفساتهم الارهابية الا اعراض احتضار ما قبل لفظ النفس الاخير.
لو قدر لكل الانبياء والقديسين ان يحيوا في زمننا هذا، لمزقوا كل كتبهم ولغيروا ارائهم، وبدلوا طقوس عبادتهم وخالفوا فتياهم واوامرهم، وابطلوا كل شرائعهم، فكل رجل منهم ابطل ما جاء به من سبقه، وحاول ان ينظر الى الظواهر من وجهة نظر ما توصل له تطور عصره وما افرزه الحراك الاجتماعي والنشاط الاقتصادي للناس. الشريعة ما هي الا انعكاس لما كان معمولا به من عاداة وتقاليد واعراف وقنونتها في اطار ديني مقدس، الشريعة ما هي الا رضوخ النبي لقوة الاعراف وليس الثورة عليها، فقطع اليد والرجم والتعزير وفصل الرقبة عن الجسد بحد السيف كلها اعراف عملت بها المجتعات ما قبل الاسلام دون ان يكون الرب قد تكلم بعد. بل حتى ان الصيام والصلاة والحج والضرائب كانت موجودة قبل ان ينزل جبرائل على الارض ليبلغ الرسالة.
فما بالك اليوم وقد وصل الانسان الى فوق ما وعد به الاله انبيائه والمقربين منه من معرفة واطلاع! ما بالك ان وصل الانسان ليس الى معرفة ما في الارحام، التي كانت حقلا لا يختص به الا الله حسب ما يقول القرآن، بل الى زرع الاجنة في الارحام والانابيب، فكيف يتساوى انسانا لم يكن يحل المشكلة الا بالسيف مع انسان يحلها بالتحليل ويرجعها الى اسبابها ومسببتها وجذروها ويوصف العلاج لها قد يكون دواء او تربية.؟
كيف لنا ان نتبع من كان يؤمن بان للارض حدود تنطبق فيه السماء على الارض المنبسطة كانبساط البساط، بل كيف لمن يحاول اثبات وجود الله بمنجزات الانسان كما يحاول المتحايل زغلول النجار، ويحدد بعدها حريتنا ونشاطنا ويفرض علينا ما يتنقاض مع العلم وما يتجافى مع المنطق ويجبرنا على الانصياع والخنوع لشريعة تجد من تعذيب الانسان وقطع اوصاله عقابا الهيا لا يمكن الخروج عليه ولا الاخلال به ولا تعديله.؟
ليس الاسلام السياسي وحده هو ما يتعب الناس، فولا ما يشيعه رجال الدين من اوهام وخرافات وخزعبلات وقصص، بعضها لا تقرا مثلها الا في مجلات الــ playboy عن حوريات الجنة وغلمانها الذين يطوفون على جمع المسلمين المتكئين على الارائك، الذين لا هم ولا شغل لهم الا اشباع غرائزهم، لما تمكن الاسلام السياسي من تسويق الدين كحل اوحد لجميع مشاكل الانسان البسيط، الفقير، المقموع، الذي يود الخلاص من ماساته وحرمانه حتى في الاحلام.
الاسلام السياسي اتعب البرجوردي واعتب الشعب الايراني، ويتعب جميع الشعوب ليس الاسلامية فقط، بل ان ارهابه اصبح ملمحا خطرا من ملامح عصرنا الذي نعيشه. يكفي ما يثيره رجل ملتحي بقسمات شرقية، من خوف وهلع ورعب في النفوس ان استقل طائرة او باص عام.
افليس احرى برجال الدين دراسة هذه الظاهره عن الخوف الكوني منهم ومن الميسلمين بدلا من تثقيف الناس بقصص السلف الصالح والفتوحات الاسلامية الاستعمارية في العهود الاسلامية المختلفة.؟
نعم البرجوردي محق بما قاله، انه ليس تعب فقط، بل ارهاق يومي، ومآساة ان تخرج المراة الى الشارع من دون محرم، فتهان و يعتدى عليها من جمع المراهقين وغير المراهقين المسلمين في شوارع السعودية، فقد تم تثقيفهم بان اي امراة تسير لوحدها من غير رجل لا تستحق الاحترام حتى لو كانت محجبة من قمة راسها الى اخمص قدميها. ان هؤلاء يشيعون الرذيلة وينشرون الفساد بسياسة الكبت والتحريم، ففي اغلب المجتعات الدينية يكون الشذوذ الجنسي والعلاقات غير الطبيعية هي المظهر الاهم لها. هم يظنون انهم ينشرون الفضيلة والاخلاق العالية، او يوهمون الناس بذلك ..لا يمكن للفضيلة ان تنبت في مستنقعات الظلم والاضطهاد ولا تورد الاخلاق الجميلة في ذهنيات التحريم التي لا يصلها لا هواء ولا نسيم الحرية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله