أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي














المزيد.....

إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


ولد الشاعر النسيمي بأذربيجان، وصار تلميذاً للصوفي الكبير فريد الدين العطار، ثم انتمى إلى فرقة الحروفيين، وكانوا يقولون بان أسماء الله الحسنى منقوشة على أكف البشر. أعدمه السلطان المحمودي الملقب بالملك المؤيد صلباً على باب حلب وكان ذلك عام1417م.

لم أضع مصحفاً فوق رمحي الدمشقي قط
غير أن الزمان اللئيم
سار بي ليسار الشطط
الذي دار ثم بشحم اليمين اختلط
وأنا قد تبينت في محنتي
أن شر الأمور الوسط
فإلام سأمضي ببحر الشقاء العميم
ومتى سوف ترسو سفينتي وهذي رياح السَموم
تجلب الصخر يهوي على كل شط
** **
يا إخوتي عودوا إلى الأرحام إن الشر عم
اليوم يأتي الـُحر بالمملوكِ يـُسلمه الرقاب
مستبشراً بحسامه الأعمى الأصم
اليوم تقتل كل ُّ أنثى زوجها
ويطارد الأبناءُ والدَهم إذا بلغ المشيب
ويطلقون وراءه الكلبَ العقور
لا تحلموا بالحب إن الحبّ وهمٌ،
والمظالم غاية ٌ
والعدل موسومٌ بآلاف التهم
لا عدل إلا في القبور فإنها
لـُقيمة ُ الحرمان ِ بالقسطاس ِ تملأ ُ كلّ فم
** **
جاء "المؤيد" بالزمان الملتبَس
الشمسُ في كفيه قنبلة يخبئها الدمقس
فتيلها الفضيُ طابورُ اغتيال ٍ كلما دار الحرس
والماسة ُ الخضراء في صدر العمامة إن تُمس
تكن دليلَ المرتشين وقلعة ً لمن اختلس
ليست عصافيرُ الشروق بقصره إلا الأفاعيَ في الغلس
ليست زهور الأيك في أيامه إلا
إبارَ العـُقربان الظامئة
وأنا اعتزلت الشيخ لكن لم أزل أحيا جوار المرجئة
فرأيت سيف أميرنا "الظل الظليل"
يُجري دمانا في الثرى قبل اقتراف السيئة
ورأيتُ أمي شيخة ً مذعورة ً تعدو
فينفجر النجيعُ بساقها قبل الرحيل
ورأيت زوجي فوق مائدة المغول
ترنو إلى ذبيحة ً حيه
ورأيت طفلتيَ التي صارت عروساً منذ عام
في قصور الروم عارية ً سبـِيَّه
ورأيت رايتنا التي كانت ترفرف في سماء الله
اليوم مطويه
ورأيت "قابالا ً" يُعد ونجمة ً بالموت تبزغ ُ
في الظهيرة خلف شمس تستقيل
بينا صريع الغانيات يطارد الخصر النحيل
بينا جرير ُ الفحلُ يهجو لا يزال مجاشعاً
وحُبَيَشَ، والشعراءَ جيلاً بعد جيل
بينا يزيدُ وقردُهُ..
يتسابقان على ظهور الخيل أو
يتراهنان على رقيم النرد أو
يتراقصان على الطبول
وأنا اصفق للأمير وللرقيم وللقرود وللخيول
** **
فقمت تضرعتُ للشعر أسأله أن
يشد يدي
فأعرض عني ملياً
وحين اطمأن إلىّ
سرى بي إلى عتبات النبيّ
بكيت على كتفيه وصحتُ:
قريشُ الجديدةُ تعبد أوثانها
باسمك اليوم يا سيدي
فمس جبيني بصوت شجيّ
وقال: على الكفِّ منك حروفُ الكتاب الحكيم
وقال : ألف. لام . ميم
وقال : ألم تأخذ العهد من يدنا في القديم
وقال : ألم تك أنت شهيدَ المقام
هتفتُ : تخاف الجوارحُ سكرته ُ لا تـُفيق
ومرتعبٌ يا رسول البرية هذا الشهيقُ الرقيق
فقال : الغروب وإن لم يبُح
عين ُ هذا الشروق
وإنت إذا غاب بعضكَ
فالكل يملأ منك الطريق
** **
نظرت إلى سر ربي الذي خُـط َّ فوق الأكف
فإذا قـُـشعُرَيرَة ُ روحي تَقَرُّ وأجنادُ قلبي تُصَـفْ
فأطلقتُ سِرب القصائد تجمع من شُرّدِوا في القفار
ومن غـُـيبوا في صميم الديار
ومن مزقتهم سياط ُ السغب
فأرسل مملوكُ مصر يقول:
صليب النسيميّ منتظر في حلب
وشَكّـلَ محكمة ً من قضاةٍ الدواوين ٍ،
أحكم عُروتهم ثم شد الرقاب لعجل الذهب
فجاءوا بقلبي وهم ينصبون الشراك
سُئلت: لماذا تُثير الرعايا
ومن حرضوك لتُورد هذي البلاد الهلاك
هتفتُ: امتحانُ الضرير لمن يبصرون انتهاك
فألقوا على العُصي تُهشم عظميَ حتى التلف
وتُشعل في عورتي النار تأكلني من أمام وخلف
وحين تهدل لحمي وسال دمي كله من عيون الخلايا
دعيت لكيما أصلي
(وهل كان في قدرتي أن أقف)
فصاحوا: ألست الذي قال إن ابن آدم عين ُ الأحد
وإن به قدرة ً لا تُحَدْ
بكيتُ: هو الله حين النسيميُّ رد
ولكنكم تطلبون انتهاك النواميس،
أن انتهاك النواميس خُلـْـف
يصيحون: هذا هو الكفر حرفاً بحرف
وها هو ذا باللسان اعترف
وجاءوا بجزارهم يسلخ الجلد من قمتي للقدم
وأفتوا بأن دمي نجسٌ إن يلامسه دَهْم
فليس يُطهر إلا بنار تُحم
فطارت من القلب آخرُ نقطة دم
هوت فوق إصبع قاضي القضاة
تأملها وابتسم
وأفتى بأن قليلاً من الماء ِ
يكفيه ثـَمْ
** **


سألتُ بحشرجتي عن رفاقي
وكانوا على الدرب لا يبطئون
فقيل: تفرق ماءُ السحاب الضنين
فمضوْا يائسين
يا....سين
والقرآن الحكيم
إن النسيميَّ للحق كان من المُخلـَـصين
وإن اليمين لعنقاءُ تلتهم الناس في كل حين
وإن اليسار لحسناءُ ثائرة ٌ إنما
في المدى تستكين
وإن الذين يسيرون بينهما
يُساقون للذبح لا يعلمون
فسبح بحمد الذي كان فينا
وسوف يكون بنا حين نعلمُ علمَ اليقين
فمن غيرُنا
سوف يرفعُ هذا العذاب الأليم



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح شعري في مصر الفرعونية ؟!-الفصل الثاني
- قراءة تجريبية في دراسات المسرح الشعري - الفصل الأول
- الطريق إلى المسرح الشعري - مقدمة منهجية
- * الكتابة على سِفْر الاختيار
- * المدخلُ إلى علم الإهانة
- *قراءة سوسيولوجية للوحة العشاء الأخير- شفرة دافنشي الأخرى
- *الحرية بين العلم والدين والفلسفة
- المسرح الشعري ..الغايات والوسائل
- مكابدات الحداثة في المسرح الشعري
- الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
- 2 البلطة والسنبلة .. التراث الفرعوني ومساءلة الأساس
- لا أنت غيثٌ ولا القومُ يستنكرون الظمأ - قصيدة
- البلطة والسنبلة.. إطلالة على تحولات المصريين1
- مشروع الإسلام السياسي وثقافة الأساطير


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي