أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - الله في عصر العولمة















المزيد.....

الله في عصر العولمة


سالار الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المفاهيم الدينية كالسلع والبضائع المنتجة كلاهما يخضعان الى مقاييس الجودة وقوانين العرض والطلب ،كلاهما يتأثران بالبيئة والمحيط والأذواق ومستويات التحصيل ،بالطبع لكل منهما خصوصياته في المجال الذي ينتمي إليه ،ولكل منهما سياق خاص بالتفاعل مع الإنسان والمجتمع.
وليس القصد هنا أن نساوي بين ترويج المفاهيم الدينية وأسلوب التسويق التجاري لكننا نجد انه من المفيد لو اهتم رجال الدين عندنا بطرح المفاهيم الدينية بقدر الاهتمام بتسويق السلع التجارية (الدينية )كالكتب والمحاضرات المصورة وتحسين وتجويد أنظمة جمع التبرعات والصدقات والخمس..
فالقرضاوي لا يسجل محاضراته الثمينة على جرائد النخيل كما كان يفعل الصحابة ،
وابن باز لا ينشر فتاويه عبر تعليقها في مسجد القبيلة،
والسيستاني لا يستثمر أموال الخمس في شرا ء التمر والزبيب والحنطة ولا يودعها صندوق من الخشب الصلد،
والقاعدة لم تضرب برج التجارة العالمي بمنجنيق عبد الله بن أبي سراح،
فلماذا هذا العور الحضاري؟
لماذا تتطور الاشياء المادية وتؤمنون بتطورها وتستخدموه ولا تؤمنون بتطور الشعوب في مجال الثقافة والآداب والعلوم والفنون ؟
ثم يصر رجال الدين عندنا على ترويج مفاهيم دينية متعفنة؟ما انزل الله بها من سلطان بل هي أسماء متوهمة ،وأفكار تنتمي الى بيئتها التأريخية والجغرافية التي ولدت فيها.
في عصر ثورة المعلوماتية ،
والقفزات الهائلة التي تحققها البشرية على مستوى العلوم والآداب والفنون ما يزل يروج رجال الدين عندنا لصور كاريكترية عن الإسلام والدين والله..
لماذا نغضب من الكاريكتير الدنماركي لصورة النبي محمد وهو رسم واحد ولعرض واحد ولا نغضب من رجال الدين الذين يرسمون منذ اكثر من 1400 سنة صور كاريكترية مضحكة وقبيحة وتثير السخرية عن الله؟!
ببساطة لأننا في عالم الدول الفقهية صنفان:
أما مخدر أو مغلوب على أمره،

والطامة الكبرى فأن رجال الدين عندنا لا يكتفون بما أحدثوه من إفساد وتعفن في عالمنا الإسلامي حتى بدءوا يعدون العدة لعولمة اسلامية مضادة،
عولمة قطباها فقيه الأمة أسامة بن لادن وصورة الله التي ما تزل يشطب ويضاف عليها حسب أهواء وألوان المؤسسات الدينية حتى عادت صورة تنافي الأصل تماما ..
ففي ميزان الاعتدال ج 1ص 593 يروى عن حبر الأمة ابن عباس عن نبي الأمة انه رأى ربه في صورة شاب أمرد دون ستر!
وأظن أن على علماء المسلمين أن يكتبوا لنا عن العري الإلهي بدل الإسفاف في أثبات إذا أخرجت المراة خنصرها مخضب بالحناء فقد زنت..
وفي رواية أخرى عن ابن عباس أيضا (رأيت ربى جعدا أمرد عليه حلة خضراء).
وأظن أن صورة الله بهذا الشكل مقبولة ومملوءة بالا ثارة الجنسية!
فا لشاب الأمرد والشعر المجعد والحلة الخضراء والعري كلها ذات دلالات جنسية واضحة.
با لطبع لابد أن يتسائل متسائل عن محل إقامة هذا الشاب الأمرد أو اله رجال الدين ؟
وتأتي الإجابة عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث الى عبد الله بن العباس يسأله هل رأى محمد ربه؟
فأرسل اليه عبد الله بن العباس أن نعم .
فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟
قال فأرسل: أنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة.(التوحيد لابن خزيمة ص 198).
وهو كما ترى صورة شاحبة لملك بسيط ليس لديه قاعة للعرش كما في ملوك الحضارات القديمة وسلالة ملوك بين أمية والعباس.
وتزداد الصورة كاريكترية مع أبو هريرة المتأرجح في ضبط طول الله فمرة يروي عن الرسول ان طوله ستون ذراعا.(فردوس الا خبار للديلمي ج2ص299).
ومرة أخرى يروي انه سبعون ذراعا مختصر تاريخ دمشق مجله 3ج5ص125.
وفي (سنن ابن ماجة ج1ص65) أن المؤمن يتمشى مع الله يوم القيامة حتى يضع عليه كتفه.
والله يستطيع الهرولة كما في( فتاوى ابن باز ج5ص 374).
و روي عن أبي أمامة عن رسول الله :أن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار.(تاريخ الاسلام ج9ص520).
وفي رواية أخرى :انه يثني رجله على الجسر .(فردوس الاخبار ج5ص369).
وفي رواية أخرى انه يضع إحدى رجليه على الأخرى .(رواه ابن ابي شيبة في المصنف ج6ص112).
هذه صورة الله التي يريد ترويجها رجال الدين عندنا في عصر المعلوماتية والعولمة،وحوار الحضارات ،بمثل صورة هذا الإله المستخنث المدلل الاستعراضي اللامبالي بمأساة البشرية وهو يجلس على القنطرة بين الجنة والنار يضع رجلا على أخرى!
أما الشعار الذي سنخاطب به الأمم والحضارات الأخرى فهو صورة لله على بعير وحتى لا يظن البعض أن هذه دعابة أسوق له روايات سمعت إحداها من إمام الجامع في حارتي فطالبته بالمزيد فأوفى وكفى الرجل..
فقد روى عن ابن سلمون عن النبي قال :رأيت ربي بعرفات على جمل احمر عليه إزار.(لسان الميزان ج2ص238).
وفي يوم القيامة لا نعرف ربنا إلا بعد أن يكشف لنا عن ساقه،فعن ابي سعيد الخدري قال سمعت النبي يقول :يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة .(البخاري ج6ص72).
وبالطبع سوف يتساءل الهندي لماذا لا يأتي لنا الله يوم القيامة على فيل،
ويتساءل الأفريقي لماذا لا يستقبلنا الله على زرافة،
ويقول الأوربي لماذا لا يقدم ا لينا الله على عربة يجرها أيل،
وسيقول لنا السواحلية (القاطنون على سواحل البحار)لماذا لا يقدم الله إلينا بسفينة؟!
ماذا لو كان علماء ديننا من قبائل الزولو أو الاسكيمو أو المغول هل ستتغير صورة الله ؟!
لماذا لا تعولم صورة الله حتى تغدو مقبولة من جميع الأمم والحضارات بل وفي اقل تقدير أن تعامل وعي الإنسان با حترام ،لا أن تستهزئ بآلاف السنين من كدحه البشري نحو العلوم والمعارف فنسوق له حديث أن جهنم لا تمتلئ حتى يضع الله فيها قدمه فتقول (النار) :
قط قط. (صحيح البخاري مجلد 3ج6ص 47).
لربما اعتاد رجال الدين الاستهزاء بعقول الناس عندنا ،والسخرية منهم ،وترويضها على الطاعة العمياء والخضوع التام لخطاب المؤسسة الدينية وتنفيذ أوامرها ،مرة بالتكفير وأخرى بالذبح وثالثة بالتفخيخ،
وعلى ما يبدو فان المؤسسة الدينية تجد اليوم نفسها أمام تحديات كبرى رغم كل ما تحدثه من ضجيج مفتعل حول وجودها وشرعيتها لكنها تدرك أن عليها أن تحترم وعي وإدراك الشعوب التي تستعبدها،
وان نقدم على الأقل دين بلائم عصرها وحضارتها وما وصلت إليه من نمو وتطور.
وبما إننا في عصر العولمة ،والعالم قرية صغيرة
فمن الممكن أن تطرد العملة الجيدة العملة المزيفة،
ويمكن للإله المتنور المودرن الديمقراطي العلماني أن يحل مكان آلهتكم البدوية..
صحيح أن قانون حماية الله (قانون الردة)مازال ساريا
لكن البقاء للأفضل لقوله عز وجل :
(أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ،والعاقبة للمتقين )الأعراف 128.



#سالار_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباحة في الدم العراقي
- لعنة الإسلام السياسي
- عشاء مع الرسول
- فقه ذباحة الأطفال


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - الله في عصر العولمة