أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دلومي - عولمة الفساد














المزيد.....

عولمة الفساد


محمد دلومي

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تقريرها السنوي صنفت المنظمة العالمية شفافية بلا حدود الدول العربية من ضمن أكبر الدول التي وصل فيها الفساد ذروته وانتشرت رائحته أرجاء المعمورة بل أصبح دولة قائمة بذاتها لها أركان ونظم تسيير هذا الاستنزاف الشنيع للمال العربي .. فحسب هذه المنظمة فإن الأموال المهربة خلال السنة الفارطة بلغ مائة مليار دولار .. أي والله مائة مليار دولار ’ هي قوت الشعوب العربية وثرواتهم المهربة والمودعة في البنوك السويسرية والأمريكية وغيرها من البنوك المعروفة بتبييض الأموال المنهوبة من طرف أفراد فاعلين في الأنظمة العربية , هذا الرقم المهول يدل على أن الفساد في بلادنا العربية أصبح قاعدة وليس استثناء بل ومحمي بموجب القوانين والدساتير ورغما عن أنوفنا , وبطبيعة الحال لا نستطيع أن نفصل كل دولة عربية عن أخرى لنشرح وضعها ولا نستطيع أيضا أن نلجأ إلى الحسابات والأرقام التي تخص كل دولة لأن الأمر بسيط فليس ثمة شيء ثابت ليس لتباين أرقام الفساد وانخفاض نسبته أو لأن ثمة نيات صادقة من أجل التقليل منه على الأقل بل لأن الرقم يرتفع بشكل مهول , فما اكتشفته منظمة شفافية بلا حدود أن الفساد المالي والتهريب الأموال العربية قد بلغ مائة مليار دولار خلال حوصلة العام الماضي هذا الذي ظهر أما الأموال التي لم تكتشفها فوحده الله عالم بها ووحده الله أيضا عالم بحجم الأموال التي ستهرب هذا العام وبالتأكيد لن تنقص بل سيكون نزيفها حادا مثل دم العراقيين المراق ومثل دموع الفقراء المنهمرة مثل سيل من السماء هذا ما ظهر من الأموال المهربة أما ما لم تكتشفه هذه المنظمة وغيرها فتشيب منه الولدان وتضع كل ذات حمل حملها من هول الفساد ومن هول العبث بخيرات الشعوب .. مائة مليار دولار يا ناس لو استعملت لوجه الله لقطعت الفقر في الدول العربية من دابره ولأطعمت جياع الصومال وأثيوبيا والسودان ومخلوقات أخرى في مجرات بعيدة ولأسكنت المشردين ولجعلتنا نصنع لأنفسنا سلاحا رادعا يكفينا شر القوات الأجنبية وقواعدها التي احتلت أراضينا وما بقي من هذه الأموال نستثمره للأجيال القادمة .
أن يصل الفساد على هذا الحجم يعني أن هناك عدم اكتراث بمستقبل الأجيال ولا حتى بمصير أمة .. إن عدم دق ناقوس الخطر أمام هذه الظاهرة الخطيرة على وجودنا يعني أن الكل متهم والكل معني والكل مشارك في استنزاف خيرات أمة وهذا حسب قدرة كل لص مع "احترامي للصوص الدرجة الدنيا في الأسواق من أجل لقمة العيش " ..
أيها الناس لا تصدقوا حكاية مكافحة الفساد ومعاقبة المفسدين لأن الفساد تفشى في القلوب والعقول ولم يعد يسمى فسادا بل أضحت له مسميات أخرى ومصطلحات جديدة .. فالذي يسن قانون محاربة الرشوة مرتشي والذي يحارب الفساد مفسد والقاضي الذي يحاكم والوزير والنائب و ..... كل هؤلاء لا يحاربون الفساد بل يريدون تعميمه ويجعلونه سمة مجتمع وسمة الجميع كي نكون كلنا في الهوى سوى .
إن هذا الانحدار الأخلاقي الذي وصلت إليه دولنا العربية سيأخذنا على الهاوية لا محالة ومن عجائب الفساد أن يحاكم الجياع إذا سرقوا لقمة تسد الرمق أو خرقة تستر الجسد ويزج بهم إلى غياهب السجون وجحور الأنظمة المقفرة ربما عقابا لهم لعدم قدرتهم على نهب الملايين والتلاعب بالبورصات وتهريب القناطير المقنطرة من ثروات أمة غارقة حد الأذنين في فساد أفرادها , فمن غير المعقول أن تقبض هذه الأنظمة على لصوص الشوارع البسطاء وتغض الطرف على الذين ينهبون البنوك ويستنزفون الخيرات ,, أليس هذا دليلا على فساد القانون نفسه .. لو كانت الحكومات العربية جادة في مكافحة الفساد لطالبت بآلاف " الحرمية " في الخارج الذين هربوا أموال الشعوب ولأقالت وحاكمت مسئولين كبار كانوا بالأمس لا يملكون غلا أسمالا بالية وخرجوا من الوزارة أو أي مسؤولية أخرى بأموال قارون .. لكنها لن تفعل لأن رأس السمكة فاسد العصا بها عوج في أعلاها .
الأمم الأخرى تفرض علينا العولمة التي لا نعرف حتى معناها ولم نجد لها تعريف بعد , لكننا نعرف جيدا كيف " نعولم" الفساد .



#محمد_دلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افلونزا الغرور
- سنة أولى تمرد
- وداعا .. ياسمين
- ديمقراطية ميكي ماوس العظيم
- الرئيس سلفادور اللندي
- عندما كنت حمارا


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دلومي - عولمة الفساد