أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - بين بابا روما والعقل العربي















المزيد.....



بين بابا روما والعقل العربي


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعونا من الصياغات اللغوية المستعارة من القرون الوسطية وما قبلها. فكلها - تحت أية ديانة - تكفيرية وقتالية وقائمة أساسا علي شق الصف الإنساني إلي مؤمن وكافر أو موحد وتعددي. ولا ينبغي أن ننافق أنفسنا وندعي ما ليس فينا بينما يرانا العالم من حولنا علي حقيقتنا لا لسبب سوي انه ينظر إلي الواقع حاضرا من منظور عقلي صرف. فهو يحكم بعقله ولا يستدعي نصوصا إلهية لتقول له وتصف له وقائع ومشاهد الأحداث. في نظرة عابرة لأعلام دول وشعارات جماعات ورموز فصائل إسلامية كالأخوان المسلمين أو الجهاد والقاعدة وحماس الفلسطينية نجد المصحف رمز الإسلام وبجانبه إما سيف أو سيفان. كما لو أن القتل مرة واحده بسيف واحد لا يكفي. هذه الأشياء تعطي انطباعا وفهما معينا لغير المسلمين. وربما يتساءل احد من العقلاء لماذا السيف وأصحاب الديانة الإسلامية يصممون علي انه دين السلام وان تحيتهم السلام بينما هم علي استعداد لتحية علم يحمل سيفا؟!!



بندكت الحالي ليس مثل بابا روما زمن جاليليو. فالفارق كبير ونوعي بالأساس. فالكنيسة زمن جاليليو هي نتاج العصر المدرسي من نهاية القرن التاسع الميلادي إلي عصر النهضة الأوروبي أي حوالي سبعة قرون وما بعدها. ولمن لا يعلم كثرا عن هذه الفترة الشديدة الخصوبة الفكرية إلا أنها كانت محشوة بكل أنواع التهم والشتائم والتكفير من الطرفين. الفترة المذكورة كانت مطبخا لإخراج وليمة شهية فيما بين الإيمان والعقل تتشابك فيها المسيحية والفلسفة والفكر اليوناني. لكنها وبرغم الجهد المبذول لم تكفي لإنقاذ جرودانو برونو أو كوبرنيكس أو جاليليو من عدوان الدين عليهم. فاعتذار الكنيسة عن جاليليو في تسعينات القرن الماضي هو دليل واحد ضمن أدلة كثيرة أن العقل الديني الأوروبي الحالي يختلف كثيرا عن سابقه. لكن ما يجب علينا - لكوننا متخلفون في جميع المجالات- ألا ننجرف إلي الاتهام ودعوات الكراهية الدينية بل علينا الانحياز، لو أننا مهمومون بالتقدم، إلي الجانب العقلي والفلسفي في حياتنا الثقافية والفكرية التي يعتبر الإسلام من مكوناتها. فرغم أن الاتجاه العقلي في الإسلام بدأ مع العصر العباسي لا بكونه عصر انفتاح إنما عصر انهيار وفقدان العرب لسلطتهم علي مقاليد الحكم، فان العالم المحكوم إسلاميا أو عربيا لم يتمكن من عمل تراكم متتالي في ذلك الحين كما هو الأمر في أوروبا. فالفكر داخل الشرق الأوسط إسلاميا أو عربيا كان يناحر بعضه بعضا وكانت المساجلات تتم علي طريقة المبارزة والتي تنتهي بقتل احدهم أما بالسيف في ساحة القتال أو بالمصادرة واضطهاد المفكرين كما هو معروف طوال العصر الإسلامي. كان الخليفة يجلس مادا رجليه وحوله القيان والفقهاء والعلماء في مبارزات إيمانية. صحيح أن هناك تراجم وكتب لكن أين هي في عقل المسلمين من حولنا الآن؟



فالقضية التي أثارها بابا روما ليست تسفيها لدين بقدر ما هي محاوره عقلية بين فصيلين يرتهن كل منهم نفسه إلي دين ما مع الفارق في الأدوات. لو دققنا في طيات الحوار فإننا أمام فريق يستخدم العقل بشكل مباشر دون اللجوء إلي نصوصه وآخر يستدعي نصوصا بشكل مباشر أيضا لدحض مقدمات ونتائج الطرف المحاور باعتبارها سلاحا لكل طرف. فالكنيسة في روما راكمت الكثير مما أدي لاعتذارها عن موقفها من جاليليو بينما تناحرت المدارس الفكرية المختلفة داخل الفصيل الإسلامي ولم تصل بنا إلي حد أن يخرج رجل دين واحد ممن يعكرون صفو الذهن الإسلامي للمواطن المسالم بطبيعته ويكون شجاعا ليعتذر عن قتل الحلاج وابن المقفع والسهروردي واضطهاد الكثيرين ممن أثروا الحياة الإسلامية بالكثير من الفكر الإنساني. والأغرب أن الدعاة وأصحاب الفتاوى الدينية يتجاهلون بشكل متعمد فيلسوف إسلامي عظيم مثل ابن رشد وجد في ارض الأندلس التي يتباكون عليها كأرض وثروة وأموال مستباحة وليس الرجل كفكر وعقل نابغ. وليدلني احد علي تبني مشايخنا فكر ابن رشد ليستشهد به. لهذا تفشل كل الحوارات الدينية التي يعقدها رجال الدين في الإسلام وأقرانهم في الكنيسة. كان حكم الإعدام في العصور الوسطي رهن لما تقوله النصوص. وما الاعتذار عنه سوي إعمال لأدوات أخري تأتي بأحكام مختلفة فالنصوص هي هي محفوظة لم تتغير. ويعود إلينا رجال الدين الإسلاميين من غزواتهم الكلامية منتصرين بنصوصهم التي هي ليست موضع اختبار بل تسليم. فهل حقيقة انتصروا في حوارهم مع الكنيسة أم أن الأمر كمن يلعب كرة قدم والآخر يعتقد انه يحرك قطع شطرنج.



تزامنت بدايات الفكر المدرسي المسيحي الأوروبي مع نهاية الفكر المشابه له علي أراضي المسلمين. فالغزالي الذي اقفل باب العقل وحكم على من بعده بالانحباس في النص مع ضمان لظهور السيف مرة أخري مات في العام 1111 م أي في قلب العصر المدرسي في أوروبا ولم يستفد من فكرهم وجدالهم. بكلمات أخري انهي العقل العربي والإسلامي مبكرا حياه الفكر والعقل والفلسفة وتحول إلي الجاهلية العربية مرة أخري حيث لا مكان لجهد العقل الإنساني في تشكيل الواقع إنما نصوصا تقوم بالواجب وبالنيابة عنه فيتحول إنسان الشرق الأوسط طوال تاريخ المنطقة الظلامي إلي مفعول به إما في يد السلطة أو في يد النص. وهذا هو التناقض الأساسي بين الغرب والشرق. حروب وقتل بين نصوص ليست من اختراع بشر كما يعتقد المسلمون وبين عقول تنتج نصوصا ولا ترهن نفسها إلي آلهتها. نماذج الاستدعاء النصي لدي المسلمين لمنافحة الادعاء بجهلهم هو القول مرارا وتكرارا بان أول ما انزل هو الأمر " اقرأ " وان الإسلام دعوة للقراءة. ومع ذلك فلا يقرأ المسلمون سوي القرآن مرات ومرات بينما العالم المتقدم من حولهم يقرأ كل شئ ويفهم العالم بأحسن منهم.



وهنا نسال أنفسنا لماذا لم يراكم العقل العربي أو المسلم طبقا للقوانين الطبيعية، وبكل هذه القراءة، ما يسمح له بالانتقال إلي مراحل حضارية أرحب وأكثر إنسانية؟ بل انه ينحاز ويرتد بكل سهولة وببساطة شديدة ويستدعي السيوف مع النصوص إذا ما استعيدت فكرة العروبة أو الإسلام كما هو حادث حاليا؟



ولنسال من الجهة المقابلة، لماذا تقاوم أوروبا فكر السلفية الإسلامية المتشددة وتحاصرها وتحاربها بأشكال عدة ولا تسمح لها بالسيطرة علي مقدرات العقل الأوروبي خاصة إذا ما تذكرنا أن ما جري من محاورات فلسفية داخل الإسلام قد انتقل إلي أوروبا نهاية بابن رشد الاندلسي؟ واعتقد أن الجواب يكمن في أن أوروبا تخاف علي تآكل تراكمها المعرفي والفكري والفلسفي ومن ثم العلمي الذي حققته منذ عصر النهضة حتى وقتنا الحالي. فهذه الحصيلة التي يستحيل الاستغناء عنه يعتقد المسلمون انه لا لزوم لها لا لسبب سوي أن الإنسان عدو ما يجهل. فطالما أن التعليم عندنا والإعلام والثقافة تنحو إلي فكر نهايات القرن العاشر الميلادي بفعل أموال النفط بينما الغرب لا يفكر إلا بأحدث منجزاته العقلية هنا يمكن فهم الاستدعاء البابوي لمقولة الحاكم البيزنطي التي تتفق وخطاب العالم الإسلامي ورموزه ذات السيوف وجعل الربط بين العنف والإسلام له مرجعية تمتد إلي زمننا خاصة وان حوار الحاكم البيزنطي كان يجري والعثمانيون المسلمون يحاصرون القسطنطينية مشهرين سيوفهم لأسلمتها. وعليه فهل يمكن إقناع أي طرف بان الجهاد في الإسلام دفاعي؟



أما القضية الثانية في إطار خطاب البابا هو وصف الإسلام باللاعقلانية وهو وصف أصبح من مسلمات العقل الأوروبي وربما العالمي خارج محمية الشرق الأوسط الإسلامية لا لسبب سوي أن العقل الإنساني شرقا وغربا قد اعتمد الإنجاز العقلي والفكري للبشر ليحكم نفسه ويبدع ويشكل حياته بعكس العقل الإسلامي والعربي الذي يحاول نحر منجزات الإنسانية بان النص فوق العقل ولا مكان للاجتهاد طالما هناك نص. بل إن المدرسة الأساسية في الفقه الإسلامي تقوم علي القياس علي حالات بدائية قبلية تمت في زمن الإسلام الأول كما لو أن العقل الفقهي الإسلامي لم يتمكن من عبور حاجز الجاهلية الأولي في أسوا الحالات أو بعض المشاهد المحدودة في زمن الإسلام الخام. هذا عن الفكر والعقل العربي المسلم، أما إذا نظرنا إلي الوجه الآخر فان الاستخدام السهل لصالح القتل والتدمير بحجة الجهاد فان المسلمين بسهولة يستخدمون كل المنجز الحضاري والتكنولوجي للقتل كما حدث في نيويورك حيث لا ينفع السيف، مما يعطي ذريعة أخري بان المسلمون إرهابيون إما بالعقل الذي لم يراكم شيئا ليحدث تحولا في طبيعته لأكثر من عشرة قرون ولم يباعد بينه وبين فكر القرون الوسطي وإما بالاستخدام المشين لأي منجز تكنولوجي واستخدامه في غير موضعه لإثبات وجوده.



فمنهج الانتقاء يتصيد سوءات ثقافة ما أو حضارة ما. فلو أن النية سيئة فان الأمر يبدو كمؤامرة، خاصة إذا ما اغفل احد الأطراف ما يعتبر عورة عقلية أو فكرية داخل منظومته العقائدية. فالمسلمين رغم اعترافهم بأطراف الثالوث المسيحي لا يجدونها تتفق مع العقل. بل لا يوجد برهان عقلي في المسيحية علي التثليث، فالتجسد سر إلهي والزواج سر الهي تدافع عنه الاورثوذوكسية والكاثوليكية معا. نفس الأمر في اليهودية فلا يوجد برهان عقلي في اليهودية علي الاختيار والتفضيل علي العالمين أو الشعب المختار والعهد وأرض الميعاد. لهذا توافقت الأديان جميعا بشكلها الأولي بان إرادة الله مطلقة وكل ما يجري بمحض مشيئته، وليس بناء علي إيمان به أو طلبات بشرية أو طاعة لأنبيائه أو اللجوء إلي التقوى والورع والزهد. في الإسلام عاني المسلمون كثيرا أثناء محاولتهم اتفاق النقل مع العقل أو النص مع الفكر. بعضهم افترض موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول بسبب أن القرآن صريح في دعوته للتعقل والتفكر والتدبر وانه ليطالب بالبرهان كما في الايه " وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" 111- البقرة. فورود البرهان والعقل والتعقل في النصوص الإسلامية لا تعني عقلانية تابعيه بشكل تلقائي. بل أن هناك مشايخ ورجال دين يفرضون اتفاق خطأ المنقول مع صريح العقل لمجرد وروده في كتب القدماء متناسين أن للعقل له أدوات ومناهج أخري، قادرة علي كشف الخطأ من الصواب، وتكمن في نظرية المعرفة ونظريات الارتقاء والتطور ومراقبة التاريخ الإنساني من الناحية الانثروبولوجية.



وهو ما ينقلنا إليه الخطاب البابوي إلي قضية أكثر حساسية وأثقل وطأة علي العقل العربي / الإسلامي عندما ذكر موقع الإرادة الإلهية وموقع العقل في حياة الناس. وهنا جاء ذكر ابن حزم الاندلسي الذي تعتمده الأصوليات الإسلامية في إقحام المشيئة الإلهية كما ورد كثيرا في خطاب ابن لادن عن قدر أهل نيويورك وقدر خاطفي الطائرات. فابن حزم أبطل القياس الذي هو الحد الادني للاستخدام العقلي في تاريخ الإسلام واعتد بظاهر النص. لهذا يسمي منهجه بالمنهج الظاهري. وأدار أصحاب هذا المذهب ظهرهم لعمل العقل وأعلنوا التزامهم وتمسكهم بظاهر النصوص وحدها دون البحث في معقوليتها. وزايد عليه ابن القيم الجو زيه فقال إن المعقولية من داخل النص وتكمن في طياته.



كان القياس بداية متواضعة لاستخدام العقل لفهم النص وفهم ما لم يأت به نص. وهو الرابع في ترتيب مصادر التشريع وأصول الفقه الخمسة في الإسلام وهم الكتاب والسنة والإجماع والقياس وآراء الفقهاء. بكلمات أخري فقد اعفي ابن حزم وأمثاله المسلمين من عبئ هو اقل ما يمكن للعقل عمله في أمور الدين التي هي سامية ومتعالية مما يعفيه أيضا من العمل فيما هو ادني وأحط أي الحياة الدنيا التي هي متاع الغرور. وهنا يمكن تفسير لماذا توقف مسار العلم مبكرا في العالم الإسلامي مع نبذ لاستكمال استيعابه وتدريسه بعد أن أكمل الغرب والعالم من حولنا اكتشافاته. وهو ما يردنا إلي مدرسة كاملة وسائده في الفكر الإسلامي تبنتها الفرقة الجهمية نسبة إلي جهم بن صفوان في بدايات وضع الفقه والتشريع الإسلامي، حيث نفي عن الإنسان كل قدرة علي الاختيار والفعل بالعلم والمعرفة فقال " الإنسان لا يقدر علي شئ ولا يوصف بالاستطاعة. فالله وحده هو القادر والفاعل والخالق لأفعاله بما فيها أفعال البشر. فالله يخلق الأفعال كما يخلق الأشياء. وما نقوله بان فلان فعل شيئا هو ليس سوي انتساب الفعل للإنسان كما هو قولنا غربت الشمس و أثمرت الشجرة. و الثواب والعقاب جبر وان التكليف جبر والإيمان جبر والكفر جبر. وكل شئ مقدر أزلا. فالله تعالي خلق المؤمن مؤمن والكافر كافر. فالرسول والصحابة مؤمنون منذ الأزل وما سيحدث سيحدث لأنه مقدر سلفا ( قضاء الله وقدره )".



ويمكن لنا تبرير الارتجال العشوائي والفوضى في المعاني والألفاظ لكلام هذه المدرسة بكاملها، ومدارس أخري أيضا، بأنهم كانوا يسعون بقدر ما يستطيع عقلهم الجاهلي وقت ذاك لإيجاد علاقة بين العقل و بين الله في الإسلام. فسقطوا في رذائل الجاهلية بان ساووا بين الإنسان والجماد والشجر. فلا العيب في العقل ولا في صورة الذات الإلهية إنما في قدرات العقل العربي البدائي والبسيط الذي لم يتمكن من فرض مقدمات بديهية للوصول إلي نتائج صحيحة. لكنه علي العكس كان ساعيا لمغادرة وثنيته والالتصاق بأي ثمن بالنص القرآني ولو كان الثمن هو العقل الإنساني ذاته. وهو ما حدث بالفعل واستمر طوال تاريخ المنطقة الفقيرة فكريا وفلسفيا. فالارتباك العقلي وعدم القدرة علي فهم ما يجري يؤدي حتما إلي سلوكيات وتصرفات تقع في خانة البربريات والإرهاب لان الإرهاب هو عملية جبر بالعنف لا موقع فيها لخيارات عقلية مع توصيف كاذب للمشاهدات واختيار اعتباطي لأي نص يحقق لهذا النوع من العقول تبريرا لأفعاله مع راحة وانفراج لأساريره. لم يكتف العقل العربي بعوراته بل سادر في غيه ليصبغ الشرق الأوسط كله عربيا وشاءت النظم الحاكمة تبني فكرة العروبة أو الاسلمه لتصبح الشعوب كلها مسلوبة العقل والقدرة علي الاختيار حتى حاضرنا.



عجز ابن جهم قديما علي التوفيق بين الدين والفلسفة أو النص والعقل لافتقاده امتلاكهما بشكل ناضج لمعني العقل وأدواته ومعني الدين وهدفه وهو هاجس كافة فلاسفة المسلمين بل يتخوف منه فزعا العقل العربي الإسلامي عامة لأنه مشلول أمام نص قرآني يشي بكثير مما يقوله ابن جهم وينطق بنقيضه أيضا. الم يقل ابن أبي طالب انه حمال أوجه. فتناقضات النتائج في أقوال ابن جهم تكمن في قضية الحساب ودواعي يوم الحكم والعقاب ومبرراته كما يقول القرآن. وما المقدر والمحكوم منذ الأزل ليس سوي رد فعل لعقل يعاني من حالة رهاب لا يقدر علي مواجه مسبباته وعاجز عن فهم ما يجري في الكون طبقا لنوامسيه. وهو ذاته ما وصل إليه الغزالي في نهاية مشواره الفكري بين الإيمان والشك والإلحاد حينما قال في تهافت الفلاسفة "مستند كفرهم تقليد اليهود والنصارى وسماعهم أسماء هائلة كسقراط وأفلاطون وأرسطو وإطناب طوائف من متتبعيهم في دقة علومهم الهندسية والمنطقية والطبيعية ... الخ ".



فهناك كراهية وفزع في أقوال الغزالي من سماع ما يقول به العقل وما تنجزه المعرفة الإنسانية والفلسفة. علم الأديان المقارن يؤكد انه لا يوجد إله في الأديان إلا وكانت صفاته مطلقة، مما يعفي الفرد المؤمن به من تبعات أعماله وأفعاله. لهذا أتي علم الكلام في الإسلام ليفك هذا الطلسم دون جدوى. لكن يظل كلامهم كلاما فلا هو بالمقدس ولا هو بالملزم. ومثل علم الأخلاق وثوابت الشريعة مأزقا آخر في أمور الحياة وقوانين الطبيعة حيث يعيش الإنسان في عالم متغير لا ثابت فيه مما يستدعي تغيير الشرائع طبقا للأحوال والظروف ومناخات المجتمع وهو يناقض بالمشاهدة المجردة مع النصوص الثابتة عدم وجود تبديلا لسنه الله.



هنا تبدو النهاية المبكرة لمشوار العقل والفلسفة الإسلامية عند الغزالي هي ذاتها بدايتها الفقيرة المجدبة المتخوفة من مظاهر الوجود عند جهم ابن صفوان. فلا جديد إذن ولا إبداع أبدا ولا تراكم بين جهم في الأول والغزالي في الآخر حتى ولو ظهر هناك آخرون كالمعتزلة يتشدق بهم البعض في العالم الإسلامي لحفظ ماء الوجه فلسفيا لكنهم يرجمون منجزاتهم بمجرد إنهاء النقاش في أي حوار لا لسبب سوي أنهم ليسوا جزءا من التراكم الذي نحن منتجه النهائي بتخلفنا الحالي الذي يمكن أن نشهد عليه بمقولات الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده.



لهذا لم نتوقف كمسلمين ومشايخ ورجال دين وكهنوت إلا أمام مقولات الحاكم البيزنطي ضمن خطاب البابا بندكت لأنها مؤججه للعواطف الدينية ومستثيره للغرائز الإيمانية ولم نتوقف أو نذكر الكثير من أقواله عن اللوجوس أي العقل والكلمة. قال البابا بما ترجمته " أن الإنسان نفسه هو الذي يتعرّض للاختزال، لأن الأسئلة الإنسانية تحديداً حول أصلنا ومصيرنا، أي الأسئلة التي يطرحها الدين وعلم الأخلاق، ستفقد في هذه الحالة مكانها ضمن حدود العقل الجماعي كما يعرّفه العلم".



وهي جملة ذات قيمة عليا لأنه يعاود طرح ذات الأسئلة ويعتبر أن تآكل واختزال الإنسان قائم لو أن العقل الجمعي الجماهيري تلقف القضية وخرج ليقول كلمته باعتماده علي النص المحتكر لشرح العالم وتبيان قوانينه. كان رد الفعل الإسلامي طبيعيا ومحسوبا في خطة المحاضرة البابوية لا لسبب سوي أن المسلمين مختزلين تماما من كل ما هو عقلي وفلسفي ومنحازين إلي كل ما هو نصي يتحدث نيابة عنهم لهذا استدعوا فقط مقولات الحاكم البيزنطي التي تتفق ورؤيتهم للعالم الذي لا يفهمون منه وعنه سوي السلب والاختزال. فالعقل الجمعي هو عقل غرائزي بالأساس لم يتشكل بعد ومسلوبا من حكمة التفكر ومختزلا إلي حد استخدام العنف. وقال البابا فيما بين طبيعة الله وبديهيات العقل فيقول " العنف لا يتوافق مع طبيعة الله ". وهو ما لم يلتفت إليه المتظاهرون أو المكفراتية من رجال الدين في الإسلام ويقولون بالحديث النبوي " من بدل دينه فاقتلوه" ثم يرددون بعد ضبطهم متلبسين بالإرهاب " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " 29 سورة الكهف أو "لا إكراه في الدين" 256 البقرة والتي جاءت بالمحاضرة...



إن القبول بظاهر النصوص إتباعا لابن حزم وابن الجوزية بعد اعتمداها سندا ونقلا بالشفاهية مع استبعاد للمعقولية عند الأول وزرع المعقولية بها عسفا عند الثاني وعدم التناقض فيما بينها خلق حالة من الفوضى بددت طاقة المسلمين. أما الإمام الشاطبي فيتجاوز الاثنين فيقول في الموافقات" إذا تعاضد النقل والعقل في المسائل الشرعية فعلي شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعا ويتأخر العقل فيكون تابعا. فلا يسرح العقل في مجال النظر إلا بقدر ما يسرحه النقل". هكذا تبدو أعمال الفقهاء وكأنها مزايدات متتالية لصالح النص وعلي حساب العقل. وهو ما يشرح عدم التراكم مرة أخري. ولان العقل لا يتجزأ فقد أبطل هؤلاء الفقهاء وأحبار الأمة عمل العقل وخياله الذي هو مناط الإبداع الفني والعلمي والأدبي. فهل غريبا أن نجعل من حملة نابليون بداية لتاريخ لمصر الحديثة؟



اخضع البابا خطابه لمنطق العقل بوضع مقدمة مستثيرة للغريزة الدينية وتتفق والفطرة عند المسلمين وكانت النتيجة أيضا طبيعية ومنطقية ومحسوبة فلم يقف المسلمون طوال الخطاب إلا أمام كلمات الإمبراطور البيزنطي حيث قال كلاما فظا ضد الإسلام وتعجبوا لاختار هذا المصدر بالذات!!. إنها خطورة نقل حالة الصراع بالاستشهاد بالكلمات المفخخة بالدم أثناء الحرب من الحقل السياسي إلي حقل الدين. وهو ما يستحبه العقل المسلم ويفضله علي باقي ساحات الصراع لنفس السبب الذي لازمهم تاريخيا لان ترجمة ما يجري في الحياة الدنيا لا رصيد لهم فيه سوي الاستخدام السهل في مرآة الدين وما تقوله النصوص. وهو ذاته موقف حماس الفلسطينية التي لا تريد الاعتراف بإسرائيل الموجودة بالفعل وتصرف لهم الأموال وتصاريح العبور وفرص العمل بل والسلاح إن شاءوا لا لسبب سوي أن مرآة الإسلام السياسي النصوصية لا تقبل وجودها الديني اليهودي. انه نفس الموقف المتهالك من بكاء العرب علي الأندلس فهم يريدونها عربية إسلامية ولو كانت متخلفة عن وجودها مستقلة بأهلها لها دخل وتترجم كتبا بأضعاف دخل وكتب العرب مجتمعين لا لسبب سوي انه ظاهريا لا يوجد نص يتحدث عن الاستقلال أو الحرية. فالإشارات السلبية المنحازة ضد الإسلام بمحاضرة بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر في جامعة ريجنزبرج أثارت حفيظة المسلمين حيثما وجدوا شرقا وغربا ولم يكن لها أن تفعل سوي ذلك. ولم تجدي محاولات التخفيف من آثارها لا بالدبلوماسية ولا بالأعذار بأنها فهمت خارج سياقها، أو أسيء فهمها، باعتبار العيب في المتلقي.



يقول توماس بين في كتابه عصر العقل: " الأمر بالشر لا يكون كلمة الله" ويعطي إنسانيته قدرها فيكمل " أنا املك كل الحق في الاعتقاد أو عدم الاعتقاد في صحة أية قصة دينية. فالأيمان بها يحتاج إلي دليل أكثر من مجرد الكلام عنها" ويقول بندكت الحالي " القيام بفعل غير معقول هو أمر مناقض لطبيعة الله". فما ابعد الشقة بين كلام جهم ابن صفوان والغزالي وبين كلام بابا روما الجديد وتوماس بين في زمن الحرب الأمريكية. بل وما ابعد الشقة والمسافة لما يقوده بيل جيتس من جيش معرفي علمي وتكنولوجي وما يقوده ابن لادن و الظواهري فيما بين الجبال والكهوف مستلهمين المسلمون الأوائل.



فالمعضلة أمام المسلمين تنحصر حول فهم الله ومن ثم التحقيق الإنساني للدين. فما الحاجة للعقل إذن في مناقشة الدين إذا كان العقل نفسه ممكنا أن يكون ضد الدين وضد الله أحيانا؟ في المسيحية فان الرب يتحاور باللوجوس أي المنطق والكلمة والعقل معا. في البدء كان المنطق هكذا يقول لنا أصاحب الإنجيل. وعليه فالعصر المدرسي بأكمله ليس سوي تجسيد أو عملية صياغة للكتاب المقدس المصدر إليهم من بلاد الشرق الأوسط في ضوء العقل والمنطق والفلسفة. وتلك هي الجريمة التي ارتكبتها أوروبا كما في عريضة الاتهام الموجه إليهم من الأصولية المسيحية الشرقية أو من الإسلام والمسلمين بعد تجدد الاتهام زمن الإسلام.



فلا العقل ولا الله يمكن الإمساك بهما لكن يمكننا بالفعل الإمساك بأهل الكتاب والكفار وإعمال عقولنا أيا كانت قدراتها أو نصوصنا مهما كان تسامحها أو عنفها في رقابهم، لهذا توجه القائد البيزنطي إلي الفارسي المسلم بسؤال " قل لي ما هو الجديد الذي أتى به محمد، إنك لن تجد سوى أشياء شريرة ولا إنسانية، مثل الأمر بنشر الإيمان الذي بشّر به بحدّ السيف". ويستطرد الإمبراطور ليشرح بالتفصيل الأسباب التي تجعل نشر الإيمان بالعنف أمراً غير معقول. وفي نظره أن العنف لا يتوافق مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح. "إن الله لا يُسَرُّ بالدماء، وإن السلوك غير العقلاني يناقض طبيعة الله. الإيمان يولد من الروح، وليس من الجسد. أن على من يرغب في جذب إنسانٍ إلى الإيمان أن يكون متحدّثاً جيّداً، وأن يملك القدرة على المحاججة المنطقية، بدون عنف وبدون تهديدات.. لإقناع روحٍ عاقلة، لا يحتاج المرء إلى ذراع قوي، أو إلى أسلحة من أي نوع، أو لأي شكلٍ من أشكال التهديد بالقتل....".



أما أن الإسلام لم يأت بجديد فهو إقرار بما في النص القرآني بأنه إتباع الأنبياء إبراهيم وموسي وعيسي، وما دعت إليه الشرائع الثلاث، وبأنه الفطرة البشرية. فالسؤال ليس استفسارا بقدر ما هو احتجاج علي الحرب بحجه انه دين جديد. فالإسلام تصديق لجميع الأنبياء والرسل بما قصصنا منه و لم نقصص.. وتظل إشكالية إكمال الناموس أي الجديد في المسيحية قائمة حيث قال السيد المسيح "ما جئت لا لأنقض الناموس بل لأكمله".



المكافئ ضد نشر الدين بالعنف هو عدم العمل بالعقل الذي يناقض طبيعة الله.، فإذا كانت العقيدة الإسلامية تجعل الله يسمو مطلقا فوق الوجود المادي ومشيئته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا حتى ولو عقلانية، فان مدارس ابن حزم والجبرية لا تلزمهم بمعرفة ايه حقيقة حتى ولو كانت العودة للوثنية التي يقول العقل العربي بأنه غادرها. فهل غادرها اختيارا وضد إرادة الله أم جبرا حسب المشيئة وعليه فلا فضل لهم فيه؟ وهذا هو مرض ومأزق العقل العربي الإسلامي الذي ظل مرافقا له وأصابت عدواه باقي بلاد الشرق بسبب الفتوحات الإسلامية. فالتهليل بالأيمان إذن لا محل له والتكفير أيضا يفقد معناه لو أيا من الحالتين باتت صحيحة كل حسب عقله في التفكير. باختصار فان مبدأ النسبية أي استخدام العقل هو مثير ومؤجج ويعتبر سبا للإسلام والمسلمين. لهذا بفضل المسلمون المطلقات لإعفاء عقولهم من الانجراف إلي عالم النسبية، رغم أنهم فعلا يهيمون كالتاهئين في عالم حقيقي من النسبية مع الإنكار له خوفا من مواجهته.



وتلك هي المعضلة التي تتحدي المسلمين اليوم بعد أن استخدموا كل تكنولوجيا الغرب الاتصالية ليعرف ما يقوله عن نفسه وعنهم. لقد أصبحت تكنولوجيا الاتصال والترجمة الفورية وتعدد اللغات عبئا ووبالا علي المسلمين وعلي عقلهم المتخندق وراء النص المطلق حماية واحتماء. فالمظاهرات والهتافات واعتراضات القرضاوي ورجال الدين في الإسلام هدفها إعادة النقد بالسلب والخندقة، رغم أن عملية النقد ايجابية بطبيعتها، مع حرصهم بعدم توسيع أفق مفهومنا لا عن العقل ولا عن الدين التي هي نفسها شروط الحوار الحقيقي بين الثقافات والحضارات الذي لم تنجح ولو مرة واحدة.



لقد تكلم المسلمون طوال التاريخ كثيرا بل وبأكثر مما ينبغي عن كل شئ لكنهم لم يدللوا علي صحة أي شئ بالبرهان النظري أو العقلي أو التجريبي لما يقولوه. علي سبيل المثال لا الحصر فالطهطاوي في القرن التاسع عشر يصادق علي كروية الأرض بان الاعتقاد بكرويتها وحركتها لا يضر.!! مما يعني ضمنا اضطراره إلي قبول الشكل الكروي. فهو لا يحكم بالتجربة ولا بالمشاهدة والرصد والحساب بل بالضرر والمنفعة التي هي حالة اقرب إلي مصالح البدن والأجساد منها للعقل والتفكير. الغريب أن يقول بهذا من ارض مصر التي أنهت مشاكل علم الفلك وكشوفاته وقاست قطر الكرة الأرضية باستخدام ظل العصا فيما بين تعامد الشمس وميلها، صيفا، بين مدينة الإسكندرية شمالا ومدار السرطان جنوبا. وحددت التقويم والسنة الشمسية قبل ولادة الطهطاوي بأكثر من 5 آلاف عام. كان قياصرة روما وقبلهم اليونانيين يستدعون كهنة مصر لتصحيح التقويم القمري الذي كانت روما تتبعه في حساب الزمن. ونصحهم المصريون بعد أخطاء كثيرة ومتراكبة بترك التقويم القمري إلي التقويم الشمسي لان تصحيح الخطأ والانحرافات في النظام الشمسي سهل وممكنا دوما لاعتمادهم الرصد ارتكازا من الشعري اليمانية Sirius الأبعد والأكثر استقرارا من الشمس المتحركة. بهذا محت تحولات الثقافات الشرق أوسطية إلي الجاهلية العربية وتقويمها القمري كثيرا من إبداعات الشرق الأوسط القديم بل وتعاند اللحاق أيضا بإنجازات أوروبا الحديثة.



بالقطع فقد كان خطاب بندكت مؤلما للمسلمين لا لسبب سوي انه أتي من رجل ليس بمسلم. و أثار الاتجاه المحافظ عند المسلمين. فيبدوا المسلمون كرافضين لباقي الأديان فيأسف لذلك وليس لنفسه. لكن ما ينبغي علي المسلمين إدراكه ألا يستثاروا بالاستدعاءات من الماضي إلا إذا كان الماضي بتخلفه أكثر رحابة من الحاضر ونعيمه. وألا يسعدوا لكل ما يقال ويقع في خانة البدائية لمجرد أن قائله مسلم يبسمل ويحوقل فيما بين بداية كلامه ونهايته، رغم أن الحواشي وما بين السطور يقع خارج نطاق الفهم والمعقولية. في بلادنا التي لم تعرف الفردية والليبرالية ولغة العقل والمنطق والبرهان بعد فان الكلمة النهائية كانت دوما للجماهير وما تتفق عليه. ففي المسيحية الشرقية قديما قامت الجماهير بتدمير مدرسة الإسكندرية وقتل وسحل وتقشير الجلد من جسد فيلسوفه وعالمه رياضيات اسمها هيباتيا، وفي الإسلام وحتى الآن فان طالبان وجماعات الإسلام السياسي تشهد مجددا علي ذات الموقف فيعتبرون السيف رمزا والقرآن دستورا لعمل السيف.

محمد البدري



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الرموز بين أبناء العم
- في البدء كانت العلمانية
- الديموقراطية والخيانة الزوجية
- النووي الإيراني ومساومة التاريخ
- الإسلام والعلم نقيضان لا يلتقيان
- تحطيم الأصنام وطمس العقول
- مفاوضات المسلمين ومفاوضات العرب
- الإسلاميون في سدة الحكم
- رأسماليتنا بين ثقافة مشلولة ومركزية عرجاء وسلطة من خارج التا ...


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - بين بابا روما والعقل العربي