أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟














المزيد.....

الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستبقى الليبرالية بشكليها القديم والجديد كنبتة غير صالحة للنمو في تربة المجتمعات الإسلامية حالها كحال ما جرى لنبتة الشيوعية..! هذا ما يردده بعض المنظِّرين القوميين والفقهاء الإسلاميين وغيرهم وذلك منذ ما بعد استقلال الدول العربية وحتى أيامنا التعيسة هذه..! وقد استمر السجال العقيم حول هذه المسألة لكنه ازداد حدةً بعد أن انتقلت الليبرالية الجديدة إلى الهجوم الاستباقي في خضم عملية العولمة التي تواجه ممانعة قوية في أكثر من مكان.
إن بعض مما تشير إليه تلك السجالات قد تسمح بالقول: إذا لم تتوفر صياغة محلية تتناسب والظروف الموضوعية التي تحكم هذه المجتمعات التي لم تعرف غير نبتة الدين الإسلامي المروية ولا تزال بضوابط فقهية شرعية صارمة قام على حراستها ولا يزال فقهاء السلاطين على امتداد تاريخ شعوب المنطقة، فإن حالة الركود ستبقى، وعملية التحولات التي تستوجبها سمة العصر لن تحصل وفق المعايير المطلوبة..! لقد وجدت تركيا على سبيل المثال وهي أخر مراكز الخلافة الإسلامية صياغة محلية من هذا النوع تمثلت بأن تقوم المؤسسة العسكرية بضمان مسيرة الدولة المدنية واستمراريتها وحماية الدستور من الخطر المحتمل الذي تشكله الأحزاب الإسلامية التي توظِّف الدين أيما توظيف الأمر الذي فرض على هذه الأحزاب تكييف أوضاعها الأيديولوجية والتنظيمية بما يتناسب مع رضوخها للأمر الواقع.!
بالفعل، لقد سبق وتبين يباس كل مصطلح أيديولوجي إن تعبيراً عن مدرسة أو نظرية لا يُخلَّق من رحم البنية المجتمعية..! وهذا هو حال الشيوعية التي لم تتقدم قيد أنملة في هذه المجتمعات منذ زرعها قبل ثمانين عامٍ بالرغم من العدد الهائل من الضحايا الذين روت دمائهم هذه النبتة الحمراء.! وربما يكون فيما نقوله جواباً على الذين يتساءلون عن السرِّ الكامن في نجاح شيخ ملتح أو واعظ أملس في استقطاب غالبية الجمهور في بنية مجتمعية يهيمن فيه ليس الدين كمنظومة روحية تعنى بشؤون الفرد مع الله وفي هذا لا تكمن ثمة إشكالية ، بل منظومة فقهية اعتاشت على الدين في سياق سوق مجموع الأفراد في مسارب ومسالك محددة يخطها السلاطين برؤوس حرابهم ووفق مصالحهم.
لقد فشل دعاة الشيوعية، والليبرالية، والعلمانية، والديموقراطية، في صياغة مشاريع محلية قابلة لإحداث أي اختراق ملموس في البنى المجتمعية هذه وهم، أي دعاة هذه المدارس الأيديولوجية والمعرفية، محكومون بالفشل طالما ظلت دعاويهم تعتمد نفس المصطلحات والمسميات فبعد كل النشاط الدعوي الذي عرفته بعض المجتمعات الشرق أوسطية لم تتقدم ثقافة الليبرالية بل يمكن القول أن ذلك أصبح أكثر صعوبة بعد اجتياح الليبرالية الجديدة منظومة الفكر السياسي والاقتصادي على صعيد العالم ( العولمة ) وهكذا استمرت وتوسعت الهيمنة المطلقة لثقافة المسجد التي تنتشر كالوباء مع استمرار حالة التخلف التي تسم معظم الدول العربية الإسلامية لا فرق في ذلك بين الدول التي انتهجت الرأسمالية بعد الاستقلال أو تلك التي حاولت استنساخ التجربة الاشتراكية إلى حين فشلها وانهيارها..! ولا يغِّير من هذه الصورة المظاهر العمرانية الحديثة في بعض دول الخليج والسعودية التي أتاحتها وفرة النفط الذي أصبح لا يقدر بثمن.!
إن دعاة الحرية مدعوون إلى دراسة التجربة العراقية بتمعن فما جرى ويجري في العراق يكشف عن مدى المخاطر وحجم المصاعب التي يحملها مخاض التغيير المنشود الذي يبقى هدفاً ومطلباً تتطلبه الحياة، وقد يكون موضوع الصياغة المحلية لبرامج التغيير والتحولات يحتاج أولاً إلى تبيئة الأطر، والمسميات، والعناوين العريضة لتلك البرامج التي لا بد ستشمل كافة القيم المعاصرة والتي أصبحت محل إجماع ..! ولا شك في أن هذه ( التبيئة ) ستبدأ من اللغة حيث يتم التخلص من عادة استخدام المصطلحات الغريبة عن اللغة العربية والتي جاءت في سياقات تاريخية أخرى ( الليبرالية، الشيوعية وغير ذلك ) والتي تستنفر على الفور همم أولئك المحاججين والمفكرين الذين يهيِّجون الرأي العام باستمرار بإحالة هذه المصطلحات إلى سلة الغرباء عن التاريخ المقدس، والوطن المقدس، وبالأخص عن الدين الحنيف..!؟ وذلك بهدف ضمان استمرار حالة النفور، والرفض، والممانعة لكل برامج التغيير المنشود، و طالما أن المضامين والقيم المبتغاة هي الهدف فلمَ لا يتم الاستغناء عن استخدام كل المصطلحات التي توفر لهؤلاء المحاججين زاداً ومعيناً لا ينضبان.!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟
- حركة العدالة والغباء..!؟
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟
- كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟
- مأزق العلمانيين العرب..!؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟