أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة.....3















المزيد.....

أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإهـــــــداء:

 إلى النفوس المريضة التي تبحث عن الخلاص فلا تنساق وراء كل دعوات فقهاء الظلام.

 إلى كل مسلم مومن حافظ على سلامة إيمانه بالدين الإسلامي، ولم يوظفه في شأن سياسي: صغر، أو عظم.

 إلى الشهداء: ضحايا الإرهاب الديني: عمر بنجلون، ومهدي عامل، وحسين مروة، وسهيل طويلة، و فرج فودة... والقائمة طويلة.

 إلى كل من أدرك أن مجرد وجود تنظيم سياسي ذي بعد ديني يشكل خطورة على مستقبل البشرية.

 إلى ضحايا الإرهاب الحزبوسلامي في كل بلدان المسلمين.

 إلى ضحايا 16 مايو 2003 بالدار البيضاء.

 من أجل الحد من تأثير الحزبوسلامي في وجدان، وعقول المسلمين، وإعداد الشباب للمساهمة في العمليات الانتحارية التي لا يعرف مداها.

 من أجل وضع حد لقيام الحزب السياسي على أساس ديني.

 من أجل تجريم ممارسة تحريف الدين لتحقيق أغراض حزبية – سياسية.

 من أجل مجتمع بلا إرهاب.

 من اجل حماية العرب، و المسلمين في بلدانهم من الممارسة الإرهابية في شموليتها.

 من أجل مجتمع للعرب، وللمسلمين، يتمتع فيه الناس بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

محمد الحنفي




*************************



سؤال الماضي، سؤال الراهن، سؤال المستقبل، أية علاقة؟.....2

وقد كان في الإمكان أن يعمل المسئولون، ومنذ استقلال بلدان المسلمين، في وضع خطة محكمة، لإعادة الاعتبار للمساجد باستغلالها استغلالا جيدا. وخاصة في مجال التعليم، وفي محاربة الأمية، وفي نشر الفكر التنويري، وفي إعداد المسلمين للدخول في عالم القرن العشرين، والقرن الواحد والعشرين، وفي العمل على تطوير العادات، والتقاليد، والأعراف، التي لازالت تشكل عامل كبح لمجتمعات المسلمين، مما يحول دون تقدمهم، وتطورهم. بالإضافة إلى تحويلها إلى مراكز ثقافية، يمكن استغلالها من قبل الجمعيات الثقافية القائمة في المجتمع، بدل أن تبقى مجرد منبر للرأي الوحيد المؤدلج للدين الإسلامي، بما يتناسب مع ما تسعى إليه السلطة، في كل بلد من بلدان المسلمين، أو بما يتناسب مع ما تسعى الأحزابوسلامية، التي يسعى المنتمون إليها إلى استغلال المساجد لتجييش مئات الملايين من المسلمين وراءهم، من أجل السيطرة على أجهزة الدولة في كل بلد من بلدان المسلمين.

ذلك، أن الرأي الواحد، لا يمكن أن ينتج إلا فكر الاستبداد، الذي يدعم الاستبداد القائم، أو يعمل على فرض استبداد بديل، حتى و لو أدى ذلك إلى ممارسة الإرهاب على جميع أفراد المجتمع، من خلال ما يمارس في المساجد، وفي الإعلام، وفي المدارس، وعلى مستوى الإعلام السمعي-البصري، أو السمعي وحده، أو المقروء.

ولكن عندما يتم فسح المجال في المساجد المختلفة، وعلى مستوى الكرة الأرضية، للرأي، والرأي الآخر، وعن طريق الجمعيات الثقافية، فإن الثقافة التي يتم بثها، انطلاقا من المساجد، لابد أن تكون ثقافة ديمقراطية، ولابد أن تعمل تلك الثقافة على خلق حوار جاد، ومسئول بين المواطنين، ولابد أن يتهاوى بسبب ذلك المقدس الوهمي، الذي خلقته المساجد في الوجدان الشعبي، والذي لا وجود له إلا في ذلك الوجدان، الذي تستغله الجهات الوصية على المساجد، لحماية مصالحها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، أو تستغله الطبقة الحاكمة لحماية مصالحها، أو تستغله الجهات الحزبوسلامية لتكريس أدلجة الدين الإسلامي، التي لا تخدم إلا مصالح الحزبوسلاميين.

فتهاوي المقدس الوهمي في وجدان الشعب، في كل بلد من بلدان المسلمين، والذي يجعل المسلمين يقدسون المساجد، ويقدسون الأئمة، ويقدسون ما يتفوه به أولئك الأئمة، ويقدسون الأضرحة، يعتبر شرطا لأي تقدم اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، ومدني، وسياسي، يمكن الحديث عنه في أي بلد من بلدان المسلمين؛ ليصير المسجد، بذلك، ليس شريكا لله في العبادة، بل مجرد مساحة محروسة صالحه لأداء شعيرة الصلاة، و لارتياد المسلمين من اجل القيام بمختلف المهام التي يمكن أن تنجز في المسجد.

وانطلاقا من العمل على انهيار المقدس الوهمي في الوجدان الشعبي، يمكن إعداد المساجد لتصير بذلك مدارس يؤمها التلاميذ، والطلبة، والدارسون من مختلف الأعمار، من أجل الدراسة، والبحث، وعقد ندوات، وإلقاء المحاضرات، وفتح نقاش حول مختلف القضايا، التي تهم المجتمع، سواء تعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يساهم في بلورة شخصية كل فرد على حدة، وفي بلورة الشخصية الاجتماعية. وهذه الوظيفة التعليمية، والعلمية، والفكرية، والثقافية، إذا أسندت إلى المساجد، فإنها تقتضي أن يوجد لكل مسجد من المساجد في بلدان المسلمين طاقم إداري، لإدارة شؤون المسجد، يتوفر على جميع الإمكانيات التي تحتاجها أية إدارة، كما يقتضي أن يتوفر لكل مسجد طاقم للتدريس، على أن يتخصص كل مسجد في مستوى تعليمي معين، على أن يكون البرنامج التعليمي المتبع في المدارس، هو نفسه المتبع في المساجد، حتى لا تتسبب المساجد في إفراز شكل من التعليم، لا علاقة له بالبرامج التعليمية المتبعة في جميع المراحل، على أن تبرمج الدروس طبقا لما تقتضيه الوظيفة الدينية للمسجد، حتى يؤدي دوره الديني، إلى جانب دوره الاجتماعي.

وبالإضافة إلى الوظيفة التعليمية، وكامتداد لها، يعمل المسئولون على التعامل مع المساجد، على أنها أماكن مفتوحة أمام الأميين، من أجل محاربة الأمية، في أوقات معينة من كل يوم، وخارج أوقات الدراسة، وعلى يد أناس متخصصين، متفرغين لهذه الغاية المتعلقة بمحاربة الأمية في صفوف الرجال، وفي صفوف النساء، وفي صفوف الشباب، وفي صفوف اليافعين، وصولا إلى تحقيق مجتمع للمسلمين في كل بلد من بلدان المسلمين بدون أمية.


وسعيا إلى تطوير المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، بفضل الدور الإيجابي، الذي يمكن أن تقوم به المساجد، إذا كانت هناك إرادة سياسية صادقة، وحصل اقتناع بهذا الدور، حتى يتراجع الدور السلبي الذي كانت، ولازالت، تقوم به، والذي يتمثل في استغلال المساجد في إشاعة أدلجة الدين الإسلامي.

وبالإضافة إلى احتمال قيام المساجد بالدور الإيجابي، الذي أشرنا إليه، نرى أنه يجب استغلال العطل، ومختلف المناسبات الوطنية، والدينية، ومختلف العطل لإقامة أيام دراسية معدة سلفا، وبالدقة المطلوبة، وتحت إشراف مختصين جامعيين في القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تنزل المعرفة الجامعية من السماء إلى الأرض، وتصير في متناول الكادحين، في مختلف الأحياء الشعبية، وحتى تصير المعرفة العلمية بتلك القضايا في متناول الجميع، حتى لا تبقى حكرا على النخبة.

فإنجاز الورشات، وإقامة أيام دراسية في المساجد، معناه خلق دينامية معينة، على مستوى كل مسجد على حدة، وفي مجموع المساجد، لاشعار المسلمين بضرورة العمل على تتبع ما يجري في الحياة بصفة عامة، وبضرورة العمل المستمر على اكتساب المعرفة من جهة ثانية، وبضرورة التمرس على إنتاج معرفة جديدة بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وتوظيف تلك المعرفة الجديدة في نفس الوقت، أملا في الرغبة في تحقيق المجتمع العالم، الذي يعتبر بالنسبة لشعوب المسلمين هدفا بعيد المنال، ولكن عندما يتم التوظيف الإيجابي المستمر للمساجد، وعندما يحصل إقبال النخبة التي تسكن أبراجها على التضحية، وعلى النزول إلى صفوف الشعب، وفي الأحياء الشعبية الكادحة، فإن الوصول إلى تحقيق المجتمع العالم، يصير متوسط المنال، إن لم يصر قريب المنال.

وبالتوظيف الإيجابي للمساجد في بلدان المسلمين، نستطيع أن نحقق تقدما يكاد يكون شاملا لجميع المسلمين، الذين ينخرطون في العصر، من بابه الواسع، و يقتحمون مجال التقدم بدون حدود، ويتحررون من المقدس الوهمي، ويرتبطون بقضايا بلدانهم، وشعوبهم، ارتباطا عضويا، لأجل مستقبل لا وجود فيه لشيء اسمه التخلف.

ولذلك، فسؤال الماضي، يقتضي ضرورة استحضار الدور الإيجابي للمسجد، الذي أنتج حضارة فاقت كل التقديرات، و صارت معتمدة من قبل جميع الحضارات التي أتت بعدها، لتصير حضارة إنسانية بامتياز، و سؤال الحاضر يقتضي ضرورة الوقوف على الواقع المتردي للمساجد، التي تحولت إلى القيام بنفس دور الكنيسة عند المسيحيين، ودور البيعة عند اليهود، مما ترتب عنه الوقوف وراء انتشار الفكر الغيبي، والخرافي / الأسطوري في المجتمع. الأمر الذي استغله الحزبوسلاميون للنفاذ إلى نسيج المجتمع، لتناسب كل ذلك مع أدلجة الدين الإسلامي، التي ينتجها الحزبوسلاميون. أما سؤال المستقبل، فيقتضي إعادة النظر في مجمل الممارسات، التي تجرى في مختلف مساجد المسلمين، والعمل على أن تلعب المساجد مستقبلا دورا إيجابيا، يساهم بشكل كبير في جعل المسلمين يتخلصون من التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وينخرطون في العصر من الباب الواسع.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل ...
- أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- حول الموقف من تصريحات -بابا- الفاتيكان المتعلقة برؤيته للدين ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بين مبدئية الك.د.ش. وانتهازية بعض الكونفدراليين، يصير العمل ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- هل تفعل الك.د.ش. مبادئ النقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفرد ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية ...
- هل يحقق الانتهازيون النقابيون بعضا من فتات تطلعاتهم الطبقية ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة.....3