أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أييوب - ما يحدث في غزة الان















المزيد.....

ما يحدث في غزة الان


محمد أييوب

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


عــــــار
ما يحدث في غزة الآن
" رب شرارة أشعلت السهل كله " ، فهل بدأت هذه الشرارة فعلها على طريق تدمير ما أنجزه الفلسطينيون خلال مسيرتهم النضالية ، من العار أن يتدفق الجنون في شوارع غزة نزيف دم وقتلى وجرحى دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك ، والكل يلقي باللائمة على الكل ، ويفسر القرآن والأحاديث النبوية بما يخدم مصلحته ، وقد بات من السهل على الألسن أن تردد عبارة : " قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار " بما تحمله من معاني التحريض على القتل والفتنة وتكفير الناس ، حتى الحديث النبوي الشريف : " إذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .... " فقد حرفه البعض عن هدفه لخدمة أهداف ضيقة ومصالح حزبية أضيق ، فقد صحوت اليوم الثلاثاء الثالث من أكتوبر على رائحة البارود وأصوات الصراخ في المدرسة الثانوية المجاورة لبيتي ، شعرت بغصة في حلقي وتساءلت : لمصلحة من يقتل أبناؤنا بعضهم بعضا ؟! ولمصلحة من يحدث ما يحدث في شوارع ومدن قطاع غزة، عائلات تتصارع وأحزاب تتناحر ، والوطن بألف خير ، فقد أنجزنا الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبنينا دولة عظمى ولم يبق أمامنا سوى الصراع على إدارة دفة الحكم في جمهورية غزة الديمقراطية العظمى ولا أحد أحسن من الآخر .
أصوات سيارات قادمة وهي تفتح أصوات الإنذار لتنبه إلى وصولها ، يتبع ذلك إطلاق نار غزير بينما كنت اكتب هذه الكلمات لأول مرة منذ سنوات عديدة على الورق بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، مأساة أن يتم تصعيد الجنون في الشوارع ومأساة أكبر أن يطلق أبناء الشعب الواحد النار على بعضهم البعض مع أن الجميع يعلمون أننا لم ننجز شيئا على أرض الواقع وكأننا نريد إجهاض تجربتنا الديمقراطية في أسرع وقت ممكن ، فهل هي الفوضى الخلاقة التي كثر الحديث عنها هذه الأيام ، وهل أصبح قطاع غزة حقل تجارب ليشكل إرهاصا لما ينوون تطبيقه في الشرق الوسط الجديد .
ما كان يجب أن تصدر الأوامر إلى القوة التنفيذية بالنزول إلى الشوارع لقمع المحتجين على عدم صرف رواتبهم ، بل كان من الأجدى ترك الحكم للجمهور ليقرر ما إذا كانوا على حق أم لا ، خصوصا وأن المتضرر الوحيد من تخريب مؤسساتنا هو الشعب كله ، فجماهير شعبنا لديها من الوعي ما يرشدها لتحديد من هو المخطئ ومن هو المصيب ، ولو ترك المحتجون ينفسون غضبهم بدلا من إطلاق النار عليهم لما تصاعدت وتيرة الأحداث بهذا الشكل المؤسف، كان أبو عمار رحمه الله يتعامل مع مثل هذه الأحداث ببرودة أعصاب وهدوء ليفوت الفرصة ويقطع الطريق على تفاقم الأمور ، كان يمتص غضب الغاضبين ويحاول إرضاء الحردانين ، مع أنني كنت أتمنى أن يتم التعامل مع الأمور بحزم ودون عنف حتى لا يصبح الحرد والزعرنات سادة الموقف .
إطلاق النار ما زال مستمرا ولا يمكن تحديد الجهة التي تطلق النار ، وأنا في مكتبي أتابع الكتابة ، إن ما شاهدته على شاشة تلفزيون فلسطين لم يحدث مثله في زمن الاحتلال وفي عز الانتقاضة الأولى ، ولم يكن جنود الاحتلال يبدءون بإطلاق النار إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى من إطلاق لقنابل الغاز المسيل للدموع ، إلى فرض نظام حظر التجول ، كان الجنود يتلقون حجارة المتظاهرين بدروعهم وخوذهم وكانوا يصابون من الحجارة ، فإذا تفاقمت الأمور أطلق المسئول، وأقول المسئول فقط ، النار على المتظاهرين ، مرة واحدة سقط ستة عشر شهيدا في الضفة والقطاع أثناء تظاهرات الاحتجاج على اغتيال الشهيد خليل الوزير ، وقد شاركت طائرات الهليوكوبتر في إلقاء أنواع غريبة من قنابل الغاز المسيل للدموع ، سقطت منها بالقرب منا ست عشرة قنبلة لم تستطع المياه العادية إطفاءها فاقترحت على الشباب ، ومنهم أحد أبنائي الذي حاول تغطية القنبلة المشتعلة ببطانية لإطفائها ، اقترحت عليهم استخدام سائل الكلور الممزوج بالماء فانطفأت القنابل ونجونا من شرها .
من حقي ومن حق كل مواطن أن يتساءل : كيف تطلق حكومتنا النار على المتظاهرين والمحتجين مهما كان السبب ، وهل يجوز سقوط تسعة قتلى في يوم الأحد الماضي الأول من أكتوبر الحالي ، وكأن الوطن أصبح مؤسسة حزبية تتبع لحزب أو لحركة ما ، الوطن للجميع وليس حكرا على هذا الحزب أو ذاك وليس مسموحا للجميع أن يتصارعوا فوق أجساد هذا الشعب الذي مل كل هذه الصراعات والمبررات التي تساق لتبريرها ، وهل استطعتم جميعا أن تصلحوا من شأن هذا الوطن وهل الصراع هو الطريق الصحيح للإصلاح؟
في يوم الأحد الأول من أكتوبر قلت بعد الحداث : " اليوم يكتمل ضياع فلسطين " ، وكنت قلتها قبل ذلك يوم أن دخل الجيش العراقي الكويت ، كنت في سيارة متجها إلى القدس ورام الله عندما سمعت الخبر من مذياع السيارة المفتوح على أخبار السادسة والنصف في محطة إسرائيل ، كنت متوجها لحضور اجتماع للهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينين ، وتصادف وجود المرحوم فيصل الحسيني هناك في رام الله، تناقشنا في موضوع الغزو العراقي للكويت، قلت له : لقد ضاعت فلسطين وسنحصل على حل من أسوأ الحلول لقضيتنا ، لقد تم تقديم رأس القضية الفلسطينية على طبق من ذهب لإسرائيل ، استنكر أبو العبد كلامي وتساءل : كيف تقول ذلك ولماذا ؟ قلت : لا يستطيع العراق تحريك جندي واحد دون أن تكتشفه الأقمار الصناعية الأمريكية ، ولا يستطيع صدام حسين أن يغزو الكويت دون الحصول على ضوء أخضر من أمريكا ، وقد تبين بعد أقل من أسبوعين أن غلاسبي سفيرة الولايات المتحدة في العراق هي من منح الضوء الأخضر للرئيس صدام حسين وأوقعته في الحفرة التي حفروها له بعد أن استنزفوه في حربه مع إيران مدة ثماني سنوات متواصلة ، تماما كما فعلوا مع عبد الناصر حين ورطوه في حربه مع قبائل اليمن تمهيدا لهزيمة يونيو حزيران 1967 م .
ترى ما حجم الهزيمة التي تنتظرنا ونحن نتحاور بالسلاح ؟ وما الذي سنجنيه من وراء هذا الصراع ، اليوم تدفنون قضية فلسطين بأيديكم ، عار عليكم الاقتتال بينما تنتشر الفوضى في شوارعنا ، هناك عملية ممنهجة لتدمير الوطن والمواطن ، فقد أصبحت المخدرات تباع علنا في الشوارع وتحت الحماية المسلحة ، وأصبحت العائلات تتصارع وتتبادل إطلاق الرصاص دون أدنى احترام لحياة المارة في الشوارع ممن لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل ، وأصبح القطاع يعيش في شبه ظلام تام ، ينقطع التيار الكهربائي دون مقدمات وأحيانا دون مبررات ، يأتي التيار فترة خمس دقائق لينقطع ويعود بعد أقل من ثانية لينقطع مرة أخرى مما يتلف الأجهزة الكهربية ويزيد بذلك من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن ، كما انتشرت الواسطة والمحسوبية واستبعد الرجل المناسب وصاحب الكفاءة ليحل محله الموالون والأتباع والأشياع ، وبعد ذلك يتشدق الجميع بالوحدة الوطنية ، يلتقون في الاجتماعات ، يتباوسون ويتحدثون عن تقارب وجهات النظر وعن قرب إنجاز حكومة الوحدة الوطنية وكأن شيئا لم يحدث ، أو كأنه لا قيمة لمن فقدوا حياتهم ولا للدماء التي أريقت من الطرفين .
اتقوا الله في أبنائنا واتقوا الله في وطننا ، مجرم من يشعل نار الفتنة ومجرم من يصب الزيت على النار ، اليوم ينام الطرف الآخر قرير العين ويشير للعالم كله : أن انظروا ماذا يفعلون ؟ هل يستحق هؤلاء أن يديروا أمورهم بأنفسهم ؟ وهل يستحقون دولة ووطنا ؟ أريتم أنهم إرهابيون ؟
في هذه الأيام المباركة تضيع فلسطين لأننا منحناهم الفرصة لوسمنا بالإرهاب ، لقد سقطت مفاهيم وانبثقت مفاهيم جديدة ، فقد أصبح النضال الوطني إرهابا بفضل أخطائنا واختصرت قضية فلسطين من قضية وطن وشعب إلى قضية إنسانية فقد حولونا إلى مجموعات من المتسولين والباحثين عن المعونات الغذائية ليس في فلسطين فحسب بل في كثير من مناطق الوطن العربي الكبير .
لقد تم طمس القضية المركزية تحت ركام الصراعات الحزبية، أقول مجددا : اتقوا الله في أنفسكم وفي أبنائكم وأموالكم ، فالطامة الكبرى قادمة إذا بقيتم على هذه النهج سائرين ، استيقظوا من غفلتكم ، فها هي جوندا في المنطقة تدعو إلى تحالف البنائين في مقابل تحالف الإرهاب ، وقد مر أهلنا على الكلمة مرور الكرام دون أن يلتفت إليها أحد ، ولم يربطوا بينها وبين المحفل الماسوني والماسونية ، إنهم لا يختارون كلماته اعتباطا ، بل يعرفون ما يقولون ويحددون هدفهم بدقة ، فهل آن لكم أن تحكموا عقولكم إن كان لديكم بقية من عقل ، وهل آن لكم أن تضعوا مصلحة الوطن والمواطن فوق المصالح الحزبية والشخصية ، عليكم أن تقرءوا جدلية الواقع وأن تحسنوا التعامل معه قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم .



#محمد_أييوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل امرأة ٍ كهذه ! ! !
- للتضامن مع الشاعر محسن رياض
- أحزان هند ... قراءة فى مشهد مكسور - دعوة لحملة ضد البربرية و ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أييوب - ما يحدث في غزة الان